عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرصد الإفتاء: سيد قطب ناظر مدرسة التطرف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية، والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، عددًا خاصًّا جديدًا من مجلة "Insight" التي أطلقها للرد على مجلتي "دابق" و"رومية" اللتين يصدرهما تنظم "داعش" الإرهابي باللغة الإنجليزية، وقد صدر العدد الجديد من مجلة "Insight" تحت عنوان: "فضح أيديولوجيات العنف والتطرف في فكر الإخوان المسلمين".

وخصصت الدار، مقالًا، عن العنف تحت ستار الجهاد، تحدث فيه الكاتب عن الجهاد في فكر جماعة الإخوان، والذي يعد مفهومًا لا غنى عنه في أيديولوجية البنا، وهو الأمر الذي كان له النصيب الكبير من خطبه وكتاباته.

أما عن استخدام العنف فكان البنا حريصًا على إنشاء مجموعة قوية قادرة على استعادة الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية، لذلك اندمجت قوتان لا غنى عنهما عند حسن البنا وهما: قوة الوعظ وقوة السلاح، من ثم دعا الجماعة إلى اعتناق القوة كهدف ووسيلة.

وأوضح المقال كيف أن حسن البنا لم يظهر رفضه للأنظمة الحاكمة بشكل صريح فقد كان مترددًا في إحداث تغيير ثوري، ومع ذلك، فقد كان معاديًا للديمقراطية، ونبذ مبادئها، وازدراء مؤسساتها، لا سيما النظام الحزبي، لأنه اعتبرها غير متسقة مع الشريعة الإسلامية وأحد الأسباب الرئيسية وراء تدهور الأمة.

ولذلك، وجد حسن البنا أنه من الضروري توجيه رسالته في البداية إلى الحاكم والنخبة الحاكمة بشكل سلمي، في حالة فشلهم في تطبيق قيم الحكم الإسلامي، فإن جماعة الإخوان سيشنون حربًا دموية ضدهم، وهو ما جاء في افتتاحية الطبعة الأولى من مجلة "الناظر"، حيث طالب البنا اتباعه بتطبيق هذا الأمر مؤكدًا أنهم "سيشنون حربًا على كل زعيم، رئيس، حزب، وسلطة لا يعمل من أجل نصرة الإسلام"، وتعهد بإعادة حكم الإسلام ومجده، قائلًا إنه إذا ما تخاذل الحكام عن ذلك: "سنعلن عداوة طويلة الأمد، وليس سلامًا، حتى يمنحنا الله النصر عليهم".

  كما خصص العدد الجديد من المجلة مقالًا عن سيد قطب المنظر والمؤسس لجماعات العنف، والذي قدم الإطار النظري الذي يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية بحجة أن الناس ليسوا مسلمين لأنهم يعيشون في "جاهلية".

وأضاف المقال أن سيد قطب قد اعتبر أن حالة العالم الإسلامي اليوم مماثلة لحالة الجاهلية، لأنهم تخلوا -في رأيه- عن الإطار الديني والعقدي السليم الذي وضعه الله سبحانه

وتعالى واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان.

ويمثل سيد قطب حالة من الانفصام الشديد بين حقيقة الإسلام والجاهلية، وهو الأمر الذي جعله غير قادر على الاعتراف بالتراث الحضاري والثقافي للإنسان، ويرفض رفضًا قاطعًا الاعتراف بإمكانية التعارف والتفاعل والتعاون بين المسلمين وغير المسلمين دون الإضرار بسلامة المسلمين وعقائدهم.

وذكر المقال أن سيد قطب قد نظَّر لتبرير استخدام العنف انطلاقًا من فكرة جاهلية المجتمع التي تتبناها سلطة سياسية حاكمة في البلدان، وأنه على الإخوان المسلمين أن يتحملوا مسئولية مواجهة هذه الجاهلية من خلال الإصلاح والتغيير، وتحويل المجتمع إلى مجتمع إسلامي حقيقي وإخراجه من الجهل.

ولفت المقال، إلى أن دين الإسلام من منظور قطب هو حركة عملية، حيث يواجه مشكلات المجتمع بطريقة عملية بدءًا من الوعظ والإقناع وصولًا إلى القوة البدنية والعنف الذي يعتبره جهادًا تقوم به الطائفة المؤمنة.

وبعد إعدام سيد قطب، واصلت جماعة الإخوان نشر العنف تحت ستار الدين ومفاهيم الحاكمية والخلافة وتطبيق الشريعة، ومع ذلك، عندما أدركوا فشل مشروعهم المتطرف في استعادة الحكم الإسلامي، سعوا إلى اتخاذ مسارات متباينة والتأقلم مع السياسات والأيديولوجيات القائمة. لذلك بدءوا في البحث عن وسائل للتوفيق بين الشورى والديمقراطية والحرية والحداثة.

وأضاف المقال أنه على الرغم من ذلك، لم يراجع الإخوان المسلمون موقفهم من استخدام العنف كأداة لا غنى عنها، بل قاموا بدلًا من ذلك بإعادة هيكلة نمط الجهاد العنيف عن طريق اختراق وتغيير المجتمعات من خلال ما أسموه بـ "الجهاد الحضاري".