رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلطان أبو العلا.. صاحب الكرامات الذي عاش في بولاق

سيدي السلطان أبو
سيدي السلطان أبو العلا

يعتبر سيدي السلطان أبو العلا هو أحد العارفين بالله، واسمه الحسين أبو علي، يُعتقد أنه يرجع بنسبه إلى آل بيت النبي محمد، من جهة علي زين العابدين بن الإمام الحسين.

وُلد السلطان أبو العلا في مكة، ثم نزح إلى مصر، حيث شاهد علماؤها والتقى بهم فآثر فيهم وتأثر بهم. مكث السلطان أبى العلا في خلوته بحي بولاق مدة أربعين سنة انقطع خلالها إلى عبادة الله. يعتبره الصوفيون صاحب كرامات ومكاشفات ويترددون على ضريحه في بولاق.

ويقام مولد أبو العلا في 13 يوليو من كل عام، ويأتي محبوه من كل أنحاء مصر.

يقع ضريح السلطان أبو العلا في بولاق أبو العلا، بالقاهرة. سكن السلطان أبو العلا في خلوة بزاوية بالقرب من النيل في القرن التاسع الهجري (الخامس الميلادي). وكان للناس فيه اعتقاد. فكثر مريدوه ومعتقدوه. وكان من بينهم التاجر الكبير الخواجه نور الدين على ابن المرحوم محمد بن القنيش البرلسى. فطلب منه الشيخ أن يجدد زاويته وخلوته التى كان يتعبد فيها. فصدع بالأمر وأنشأ هذا المسجد. وألحق به قبة دفن فيها الشيخ أبو العلا حينما توفى سنة 890هـ الموافق 1486م.

أنشئ المسجد في هذا الزمان وهو عصر ازدهرت فيه العمارة الإسلامية. والغالب في تصميمه وقتها أنه كان على طراز مدرسة ذات الأربعة إيوانات متعامدة غنية بالنقوش والكتابات. كماتنبئ بقاياها القديمة. وتنحصر في الباب البحرى مع قسم من الوجهة البحرية والشرقية والقبة والمنارة والمنبر والباب العمومى له مبنى من الحجر ومكتوب عليه قوله تعالى «وما تفعلوا من خير. فإن الله به عليم».

يضم الضريح إلى جوار جسد السلطان أبو العلا، أجساد خمسة آخرون، وهم الشيخ عيد والشيخ أحمد الكعكي والشيخ مصطفى البولاقي والشيخ رمضان البولاقي والسيد على حكشة.

وقد ذكره علي باشا مبارك في خططه في الجزء الرابع ص 51 فقال: هذا المسجد ببولاق القاهرة عند منتهى الجسر الموصل من جنينة الأزبكية إلى بولاق – جدده السادة الوفائية وعلى بابه كتابة بالخط الكوفى فيها بيتان تحتهما تاريخ ثلاث وستين ومائتين وألف.

وقد بدأت الكتابة التاريخية بالوجهة على يسار الباب. وامتدت إلى وجهة القبة. ومع الأسف تشوه وفقد أكثرها.. ويقرأ منها الآن «أنشأ هذه المدرسة المباركة من فضل الله تعالى وجزيل عطائه العبد الفقير إلى الله تعالى إلى...على...

محمد... القنيش... غفر..».

أما نجارة المسجد فقد كانت على جانب عظيم من الأهمية.. ولم يبق منها إلا المنبر الذى لا شك في أنه فخر المنابر الإسلامية في دولة المماليك الجراكسة. فقد طعمت حشواته بالسن والزرنشان. وامتازت جوانبه وأبوابه بتقاسيم فريدة وخاصة في دائرته الكبرى. ومما زاد في أهميته اشتماله على اسم صانعة المكتوب على باب المقدم بما نصه «نجارة العبد الفقير إلى الله تعالى الراجى عفو ربه الكريم «على بن طنين» بمقام سيدى حسين أبو على.. نفعنا الله».

وقد أجريت على هذا المسجد عدة إصلاحات في عصور مختلفة حبًّا في هذا المكان وحبًّا في صاحبه.. ودفن به غير واحد من العلماء منهم الشيخ «أحمد الكعكى» المتوفى في سنة 952هـ - 1545م. والشيخ «عبيد» والشيخ «على حكشة» المتوفى سنة 1271هـ - 1854م. والشيخ «مصطفى البولاقى» المتوفى سنة 1263هـ - 1846م.

وقد بقى المسجد موضع رعاية باعتباره حرم حىّ بولاق المحبب إلى سكانه. إلى أن سقط إيوانه الشرقى أثناء الاحتفال بمولد صاحبه في 13 يوليو 1922. فتعطلت إقامة الشعائر فيه إلى أن قامت وزارة الأوقاف بتجديده مع المحافظة على الأجزاء القديمة فيه ودمجها مع التصميم الجديد.

وفي 17 ديسمبر 2012، هجم متشددون  على ضريح سلطان أبو العلا ببولاق أبو العلا وحاولوا محاصرته وهدمه لمعارضتهم للفكر الصوفي واتهامهم بالكفر والإلحاد.

وتصدى الأهالي لأولاد أبو إسماعيل عندما حاولوا حصار المسجد وهدمه، واتفقوا على إقامة اللجان الشعبية باستمرار وبالتناوب بين أهالي المنطقة لحماية المسجد الذي يعتبرونه علم أثري.