رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على سلطان الكرامات

بوابة الوفد الإلكترونية

تزخر المجتمعات العربية بثقافة شعبية غزيرة ومتنوعة، من تراث شعبي وقيّم وأخلاق وعادات وتقاليد وأنماط سلوكية وإبداعات، ولا يختلف المجتمع المصري عن بقية المجتمعات التي تحتفل بموالد أوليائها الصالحين وتتبرك بهم.

 

ففي منطقة بولاق أبوالعلا الشعبية في قلب القاهرة لم يبق شيء على حاله، مثلما كان قبل نصف قرن، حتى مسجد السلطان أبوالعلا الشهير الذي حصلت منه المنطقة على نصف اسمها تغير ولم يبق من ذاكرة الأيام الخوالي سوى الهيبة التي يحتفظ بها سكان المنطقة لصاحب المسجد.

 

حتى الاحتفال بمولد السلطان أبوالعلا تغيرت تفاصيله عما كانت عليه في السابق، فاختفت أصوات حوافر الخيل أثناء رقصها وغابت مباريات عصا التحطيب التي تشتهر بها “الموالد الشعبية”.

 

“كُل باطمئنان واقرأ الفاتحة للسلطان” عبارة تجدها معلقة على جدران كل المطاعم المنتشرة في المنطقة، فالناس متفقون على احترام صاحب المكان ويقدسون مكانته الدينية كولي من أولياء الله، رغم أن كل سكان المنطقة الحاليين تقريبا لا يعرفون شيئا عنه.

 

حسين أبوالعلا هو الاسم الفعلي لصاحب المسجد الصغير، الكائن بجوار وزارة الخارجية المصرية مباشرة، وهو ليس سلطانا ولا ملكا، لكنه من أولياء الله الصالحين، كراماته (معجزات) جعلت محبيه يلقبونه بـ”السلطان”. رغم التغيرات في شكل وتفاصيل الاحتفال، بقيت البهجة قاسما مشتركا تعمّ المكان، سواء عند المحتفلين أو المارين، بهجة تصنعها لوحة مزخرفة بجميع الألوان، رسمتها حشود غفيرة وزينتها أضواء وأصوات متداخلة منها الأذكار والابتهالات الدينية، وخيام المتصوفين التي تنتشر في أماكن متفرقة يدعون ويتمايلون ويدورون بالتنانير الفضفاضة.

 

وتختلط الابتهالات بروائح البخور والورود التي علقت على قبة ضريح المسجد، ناهيك عن دموع غزيرة وأصوات مرتفعة تدعو ربها، وأطفال الطريقة الرفاعية يرفعون لافتات كتبت عليها أذكار وآيات قرآنية.

 

فالمكتوب على باب المسجد ربما يفسر سر الأعداد الكبيرة المتواجدة أيام المولد، حيث نقشت عليه عبارات “قف على الباب خاشعا.. صادق الظنِّ ..فهو بابٌ مجرَّب لقضاء الحوائج”.حيث أن خلوة السلطان اصاحب البركات كانت عبارة عن زاوية صغيرة يسكن فيها ويتردد عليها الناس، ومن بينهم الخواجة نور الدين علي (أحد التجار الميسورين)، الذي طلب منه الشيخ تجديد زاويته وتحويلها إلى مسجد للمصلين والزوار فامتثل الخواجة للأمر وهدم الزاوية وأقام مكانها مسجدا دفن فيه الشيخ حينما توفى عام 738 هـجري.

 

على يسار ويمين الداخل للمسجد تقع خلوتان كانتا مخصصتين لتلاميذه، وفي اليسار أيضا مقامه الذي دفن فيه، وهو مكان خلوته السلطانية التي كان يتعبد فيها، وقد ألبس الناس المقام عمامة السلطنة تمييزا له عن غيره من بقية مقامات آل البيت.