رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكارم الأخلاق.. الضامن الوحيد لاستمرار الحياة

 الدكتور عبدالله
الدكتور عبدالله عزب، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب

 تحدث الدكتور عبدالله عزب، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب - رضي الله عنها- عن مكارم الأخلاق.

قال عزب: "إن مكارم الأخلاق هي الضّامن الوحيد لاستمرار الحياة على سطح الكرة الأرضيّة بسلام ومودّة ومحبّة، وهي الضّامن أيضًا لاستمرار النّهضة، فانعدامها يعني الدّمار والخيبة والخسران، ليس على الإنسان فقط بل تنعكس آثارها السّلبية على المجتمع، وتؤدّي إلى تضرر جميع المخلوقات والكائنات وأشكال الحياة أيضًا، وهي عملية تراكمية بامتياز متنوّعة مصادرها، فقد يستمد النّاس أخلاقهم من العادات والتقاليد والأعراف المتبعة، وقد يقوّم الدين أخلاق النّاس من خلال إضافة الأخلاق الحميدة، ومحو الأخلاق السيئة التي نشأوا عليها، لهذا فالأديان ضرورية جدًا للنواحي الأخلاقية، إضافة إلى وظيفتها الرئيسة الأخرى، والمتمحورة حول تعريف الناس بخالقهم وربهم المعبود".

 

 أضاف "كذلك فإنّ التفاوت الأخلاقي بين الناس موجود، نظرًا لاختلاف البيئات التي ترعرعوا فيها، ونظرًا أيضًا لاختلاف أهميتها عند الناس، فبعض النّاس يضربون بها عرض الحائط ويعتبرونها معيقًا للطموح والتقدم والنجاح، فهم بذلك يدوسون على إنسانيتهم وعلى من حولهم حتى يستطيعون الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم الدنيئة الرّخيصة التي ستسبب لهم ولمن حولهم الهلاك والخسران، حيث أدى ذلك إلى طحن العديد من البشر برحى الموت، وآخرها ومن أكبرها ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية من دمار وخراب اجتاح العالم أجمع، وقضى بسببه ملايين النّاس والبشر".

 

وتابع "كما تتنوع الأخلاق لتشمل العديد من الشمائل، مثل الصّدق، والأمانة، وحبّ الغير، والحرص على النّاس، وعلى أموالهم، وحيواتهم، وممتلكاتهم، وأعراضهم، كما تشمل أيضًا الابتعاد عن الغيبة والكلام الفاحش، والإخلاص في العمل، والنّزاهة، ومكارم الأخلاق قطعًا لا يمكن عدها ولا إحصاؤها، ولكن أعظم البشر أخلاقًا على الإطلاق، هم الأنبياء والرسل - عليهم السّلام - فهم حازوا عليها وجمعوا الأخلاق الحسنة وابتعدوا عن الأخلاق السّيئة، يليهم المتدينون بصدق والعارفون بالله، وأصحاب الأرواح العظيمة حتى لو كانوا غير متديّنين".

 

 اختتم، "السّبب في اجتماع الأخلاق الحميدة مع التديّن الصّادق والعميق، هو

أنّ المتديّن يسعى للوصول إلى الكمال المطلق، وكلما ارتقى أكثر في تديّنه ومعرفته بالله كلما عظمت أخلاقه، لهذا كله فالرّسل هم أعظم البشر أخلاقًا، لأنّهم أعرف النّاس بالله، إذ روى البيهقي أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"، وإنّ كلمة البرّ هي الجامعة لمعاني الدّين، قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم: "البرّ حسن الخلق"، رواه مسلم، واتصف النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بما وصفه به الله سبحانه وتعالى، وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جلّ وعلا: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، القلم/4، ومن الأحاديث الواردة في حسن الخلق ـ وهي كثيرة ـ ما رواه الإمام مالك في الموطأ بلاغًا أن معاذ بن جبل قال: "آخر ما أوصاني به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: "أحسن خلقك للنّاس يا معاذ"، وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"، وقال صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ من أحبّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا"، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم: "ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق"، رواه أصحاب السّنن".