رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القول الحق فى مَولد خير الخلق

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أيام قليلة تفصلنا على الاحتفال بذكرى أشرف خلق الله محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين، وتختلف طريقة الاحتفال في بلاد المسلمين من بلد لآخر، ولكل بلد صبغة ونكهة مختلفة عن غيرها.

 

 إلا أن البعض من علماء المسلمين اختلف حول ما إذا كان الاحتفال بالمولد النبي، جائز شرعًا أم لا، وكذا كيفية الاحتفال.

  في هذا الصدد قال الشيخ عمر النجار من علماء وزارة الأوقاف، أن احتفال المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوى الشريف، ولو نظرنا إلى القرآن الكريم نجد أن الفرح برسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر مشروع ، قال تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون»، «يونس».

 

 الله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة، والنبى (صلى الله عليه وسلم) أعظم رحمة، قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، «الأنبياء».

ويؤيد هذا تفسير حبر الأمة، وترجمان القرآن سيدنا عبدالله بن عباس (رضى الله عنهما) فى الآية، قال: «فضل الله العلم  ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فالفرح به ( صلى الله عليه وسلم) مطلوب فى كل وقت، وفى كل نعمة، وعند كل فضل، ولكنه يتأكد فى كل يوم اثنين، وفى كل عام فى شهر ربيع الأول لقوة المناسبة، وملاحظة الوقت، ومعلوم أنه لا يغفل عن المناسبة، ويعرض عنها فى وقتها إلا من لا بصيرة له.

 

 «ثانياً» من السنة «1» إن أول الناس احتفالًا بمولد الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) هو الرسول الكريم نفسه (صلى الله عليه وسلم)، ويدل على هذا ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه فى باب الصيام عن قتادة رضى الله عنه، قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علىّ فيه»، فهذا الحديث يدل على أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يصوم يوم الاثنين، لأنه ولد فيه ونبئ فيه، ويدل على فعله (صلى الله عليه وسلم) على أنه ينبغى أن يهتم بمثل هذا اليوم بفعل عبادة شكرًا لله من صيام، أو ما يستطيعه الفرد من أي عبادة، وفعل لا يمنعه الشارع.

 

«أ» الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر  فقد روى البخارى ونقله البيهقى فى «الدلائل» وابن كثير فى «البداية والنهاية» روى البخارى أن سيدنا العباس رأى أخاه أبا لهب بعد موته فى النوم فقال له ما حالك فقال فى النار إلا أنه خفف عنى كل ليلة اثنين وأسقى من بين أصبعى هاتين ماء فأشار اليه رأس أصبعيه وإن ذلك بإعتاق ثوبيه عندما بشرتنى بولادة النبى بإرضاعها له وقد قال العلامة الحافظ  شمس الدين بن الجزرى فى عرف التعريف بالمولد الشريف بعد ذكره قصة أبى

لهب مع ثويبه فإذا كان هذا أبولهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من ذمته عليه السلام يسر ويفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته صلى الله عليه وسلم لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم وعلق الحافظ ابن ناصر الذين الدمشقى على هذا الحديث حيث قال إذا كان هذا كافراً جاء ذمه ـ وتبث يداه فى الجحيم مخلداً أتى أنه فى يوم الاثنين دائماً ـ يخفف عنه للسرور بأحمد!

 

فما الظن بالعبد  الذى طول عمره ـ بأحمد مسرور أو مات موحداً وحديث العباس رؤيا حق وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يجعل لرؤيا الحق إعتباراً خاصة فى التشريع حيث شرع الأذان موافقة لرؤيا رآها أحد الصحابة فى منامه وهذه الرؤيا كانت فى زمن الصحابة فلم نسمع بأحد منهم قال ربما أضغاث أحلام بل يعتبر هذا إجماعاً سكوتيا على كل ما فيه ولم ينكرها أحد منهم عند وفاته وقد تداولها التابعون بالقبول والاستحسان ولم بأحد منهم اعترض عليها إلى يومنا هذا.

 

ثم دان النبى صلى الله عليه وسلم احتفل معه اليهود فى المدينة لما هاجر إليها احتفل بيوم عاشوراء لما وجدهم يحتفلون بهذا اليوم شكراً لله تعالى لأن هذا اليوم نجى الله فيه موسى من فرعون من الغرق فقال نحن أولى بموسى منهم وقد جاء هذا فى صحيح مسلم ولم ينكر النبى صلى الله عليه وسلم عليهم بل احتفل وقال نحن أولى بموسى منهم.

 

فنحن نحتفل ونفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله تعالى على هذه النعمة العظيمة علينا ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.