عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. مفتي أستراليا السابق يضع الأسس العلمية للقضاء على ظاهرة "الإسلامو فوبيا"

الدكتور إبراهيم أبومحمد
الدكتور إبراهيم أبومحمد

قال المفتي العام السابق للقارة الأسترالية الدكتور إبراهيم أبومحمد إن أمام مجتمعنا تحديات تستحق الاهتمام وتتطلب مزيدا من الجهد في البحث عن حلول، ومن هذه التحديات: الأخطار التي تهدد الأسرة، ومنها العنف العائلي، والمخدرات التي تهدد مستقبل الشباب، والتطرف في الاتجاهين: التطرف المدفوع بالتعصب الديني، والتطرف المدفوع بالتعصب العنصري والكراهية.
وأكد في الكلمة التي ألقاها أمام القادة الروحيين وزعماء الأديان بالكاتدرائية الكاثوليكية بأستراليا أن كلا الخطرين وباء على البيئة والمجتمع، ولا يمكن لجهة واحدة أن تنفرد بوضع حلول لهذه المشكلات؛ وإنما لابد من تعاون كل مؤسسات التربية والثقافة والوعي وحماية المجتمع في وضع خطط وبرامج لمواجهة هذه التحديات. وأضاف: "وأنا على يقين وقناعة أن المفتي الجديد الشيخ عبد العظيم العفيفي ومعه مجلس الأئمة وأنا معهم سنعمل معكم على مواجهة هذه التحديات".
وقال إنه على مدى أكثر من سبع سنوات تعرضت الجالية الإسلامية لحملة تشويه متعمد من بعض الصحف ووسائل الإعلام الأسترالية. وأضاف: "وعلى الرغم من أنني قد أعلنت من قبل أن أستراليا وطن قد اخترناه للعيش فيه، وأن مسؤولية المواطنة وواجباتها تدفعنا للإسهام في بنائه والدفاع عنه، كما أن أمنه جزء من ثقافتنا، وواجبنا أن نحبه ونحميه ونحتمي فيه، لكن ذلك لم يكف من وجهة نظر المتربصين بنا دينا وثقافة وحضارة، حيث بالغوا وغالوا في التهجم وإثارة الكراهية وتحريض الناس علينا، وكأننا الفاعل في كل فعل مشين".
وأشار إلى أن وجه المنحة المشرق في هذه المحنة أظهر أن هذه الصورة المشوهة لقلة قليلة تتصرف وفق دوافع العنصرية والكراهية ليست هي أستراليا الجميلة، وإنما هي قلة قليلة موجودة في كل مجتمع، ليتم التمييز فيه بين أهل القلوب النظيفة والأفكار المنفتحة، وعشاق الحرية والعدل والتسامح والعيش المشترك، وبين دعاة الفتن والكراهية والتعصب والعزل والإقصاء.
وأوضح العالم الأزهري المصري د. إبراهيم أبو محمد أن الغالبية العظمى من الشعب الأسترالي أهل خير وعدل، وأنهم ينحازون بامتياز إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك، مؤكدا أن الشعب الأسترالي الكريم لم تنطلي عليه اللعبة فقد فهمها بسرعة، وكان جوابه مزيدًا من الوحدة والدعم والوقوف صفا واحدًا في خندق واحد ضد دعاة الكراهية وتجار الفتن والتحريض. ولفت إلى أن مؤسسات الدولة بكل مستوياتها ترفع شعر (أستراليا هي أرض الحرية والتسامح والسلام) وقد رفضت التمييز والعنصرية واستهداف شريحة من شرائح المجتمع ـالجالية الإسلاميةـ بسبب دينها أو بسبب صراحة قادتها وجرأتهم في الحق.

وخاطب الأرشي بيشوب د. أنتوني فيشر والذين معه من السادة الوزراء والنواب والعلماء ورؤساء الكنائس قائلاً: خبرات الحياة تعلمنا أنَّ المسلمين كما يقعوا ضحايا لأحكام التعميم والتعتيم على الحقيقة، التي تمارسها بعض وسائل الإعلام، فإن قلة من غير المسلمين أيضًا يمكن أن يقعوا ضحايا لفكرة خاطئة تصنعها

آلة إعلامية مغرضة تجاه المسلمين، غير أن الغالبية من غير المسلمين كان إحساسهم بما نتعرض له كجالية مسلمة ليس فقط إحساسًا عاليًا، وإنما كان أيضًا إحساسًا واعيًا بمقاصد رهط من المشوهين الذين يتاجرون في قضية الخوف والتخويف ولا يريدون للمجتمع أن يعيش حالة الانسجام والتوافق الاجتماعي والتعددية الحضارية والثقافية، ولا ريب أن هذه اللقاءات ليست من قبيل المجاملات فقط، وإنما تتضمن قربًا دافئًا ينأى بالإنسان عن التعصب، ويجعله قابلا لحوارات تزيل سوء الفهم أو سوء الظن أو هما معا، ومن ثم فهذه اللقاءات تعمل على إزالة هذه الأوهام وتقرب الناس من بعضهم البعض، وتظهر حجم القواسم المشتركة بينهم.

وأضاف: إذا كنا نعترف بأن أستراليا بلد جميل، بجمال الطبيعة والكوالا والكانجرو، فهناك ما هو أجمل وهم البشر الأحرار الذين يتعشقون الحرية والعدل، ويؤمنون بالتعددية الثقافية، ويشجعون على التواصل والحوار والعيش المشترك، ويثقون أن عظمة أستراليا تكمن دائما في حرية أبنائها وما يتمتعون به من قيم أخلاقية وحضارية وإنسانية، كما يؤكدون دائما أن أستراليا ترفض السقوط والإسفاف، بإهانة مَن نختلف معهم في الرأي أو في الدين.
وأكد د. إبراهيم أبو محمد ما أشارت إليه وقررته مراكز الدراسات النفسية والاجتماعية وهو أن البشرية ستتعرض للعواصف والأعاصير يوم تخلو الأرض من توجيهات السماء، وأن مبادئ الإلحاد والفساد والشر ستسود وتنتشر بين الجماهير يوم يتخلى أهل الأديان عن مناصرة الحق والعدل والمظلومين في كل مكان. وقال: وعليه فلا يكفي أن نُحدِّث الناسَ عن مجد السماء، ونولى وجوههم نحو الله، بينما ندير ظهورنا للمظلومين وأصحاب البطون الخاوية.
واختتم كلمته بقوله: إذا كان السِّلم الاجتماعي هو الابن الأكبر والأول للعدالة الاجتماعية، فإن العدل والحرية واستقلال الشعوب هم الأسرة التي تنجب السلام العالمي، حيث تختفي المظالم وبخاصة بين الشعوب التي تعاني من الاحتلال والظلم.