رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المفتي: ترك التعليم الديني لحالة الممارسة العشوائية تسبب في أضرار بالغة بأبنائنا

الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه ينبغي أن يكون التكوين العلمي والوجداني للإنسان المسلم مؤسسًا على قواعد راسخة من العلم والفهم الصحيح لديننا الحنيف، سواء أكان ذلك المكلف عالمًا متخصصًا، أم مثقفًا له تخصص آخر غير العلم الشرعي، لكنه يحتاج إلى معرفة أمور دينه معرفة تامة صحيحة غير مشوهة ولا مشوشة، وقبل ذلك يحتاج أن يدرك بعمق معنى الدين ووظيفته وغايته في تلك الحياة، إدراكًا يوقفه على ما آل إليه واقعنا المعاصر من تعقيد فكري وتشتيت معرفي، يأخذ بالعقل الخاوي تارة إلى اليمين وتارة إلى اليسار

 

جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية التي ألقاها في مؤتمر "تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية"، الذي يعقد في الجزائر، تحت رعاية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

 

وقال مفتي الجمهورية، إن الدين يحتل مكانة نفيسة في حياة المسلم، فهو جوهر شخصيته، ومنبع معرفته، ومكون وجدانه، ومصدر حركاته وسكناته، مشيرًا إلى أن المسلمين يرون الدين بشموله واتساعه ومرونته استوعب حركةَ الإنسان استيعابًا كاملًا في جميع أحواله، ومن ثم اعتقدنا أن لله تعالى حُكمًا في كافة ما يصدر عنه من حركات، أو سكنات، أو أقوال أو أفعال.

 

وأكد علام، أهمية التعليم الديني في مؤسساتنا الرسمية التعليمية والعملية مهما كان نوع الدراسة التي يتلقاها طالب العلم، أو الوظيفة التي يقوم بها المواطن، مشيرًا إلى أنه كلما كان النسق المعرفي ممنهجًا موضوعًا على قاعدة علمية صحيحة، مؤطرًا بأُطر منطقية وعلمية سديدة على أيدي العلماء المتخصصين في مجالات عدة، أثمر غايته المنشودة وحقق ثمرته المرجوة.


وأشار إلى ضرورة تكوين مسلم معتدل تتكامل في شخصيته العقيدة المرضية والعبادة الصحيحة والأخلاق الرفيعة الراقية، ويأخذ الدين في حياتنا خطوة أبعد من مجرد المعرفة النظرية الجافة، فيتحول إلى سلوك يضبط حياة المسلم في كل أحواله، فتشيع بيننا قيم

الأمانة والانضباط والإخلاص والصدق والوطنية والاعتدال وغيرها من قيم ديننا الحنيف.

.

وشدد مفتي الجمهورية على أن ترك التعليم الديني لحالة الممارسة الفردية العشوائية قد تسبب في أضرار بالغة بأبنائنا وبناتنا الذين تلقوا تعليمًا خاطئًا فيما يتعلق بأمور الدين والشرع الحنيف، فخرج علينا من يتشدد، ومن يتطرف، ومن يكفر، ومن يفجر باسم الإسلام، والإسلام من كل ذلك براء.

 

وأشار المفتى إلى أن النبيَّ "صلى الله عليه وآله وسلم" رسخ قيمًا عظيمة من قيم الإسلام الكبرى، ألا وهي التسامح وأداء الأمانات، وعدم الانتقام، أو التشفي، وأما مفتتح هجرته في المدينة فكان بوضع دستور التعايش والتسامح بين التشكيلات الفكرية والعقدية كافة التي كانت موجودة في المدينة المنورة على نحو أكثر تعقيدًا مما كان عليه الحال في مكة شرفها الله.

.

وأكد مفتي الجمهورية، أن الإسلام لم يأتِ لكي يلغي وجود الآخر، ولا لكي يستأصل شأفة المخالفين له، بل أتى لدلالة الناس على الخير والحق بالحكمة والموعظة الحسنة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وإذا كان الإيمان والكفر أمرًا اختياريًّا بنصِّ القرآن الكريم، فمن ثم لا بد من إيجاد صيغ وقوانين التعايش المشترك الذي فيه الخير والسلام للنوع الإنساني بصفة عامة.