عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزهر..عودة لصناعة الفقيه الملهم

بوابة الوفد الإلكترونية

مؤسسة الأزهر ليست رمزًا إسلاميًا فحسب وإنما هى رمز للوطنية والتنوير طالما وهبت رموزًا وقادة حفروا أسماءهم بحروف من نور فى التاريخ، أمثال رفاعة الطهطاوى والأفغانى ومحمد عبده والغزالى

وعبدالحليم محمود، ويسجل التاريخ أن الأزهر كان مركزًا لأغلب الثورات على مر العصور وكوابيس تؤرق نوم المستعمر، مما جعله هدفًا أول للهدامين فى الداخل والخارج حتى انحسر دوره الريادى عالميًا وعربيًا، وسقطت هيبته على أعتاب النظام السابق وتحول قادته إلى موظفين ينفذون تعليمات، ولكن يبدو أن الأزهر بدأ يعيد حساباته وينتفض لاستعادة دوره بالوثيقتين الوطنيتين التى أصدرهما مؤخراً واللتين لاقتا قبولاً من جميع القوي، وبمحاولاته فى وضع خريطة لتغيير مناهج التعليم الجامعى للكليات الأزهرية، فهل يستعيد الأزهر دوره ومكانته فى الداخل والخارج؟ أم يصطدم بالأصولية العسكرية والأصولية الدينية التى تدعو لإحياء الخلافة فيظل كما هو؟
الدكتور عبدالمعطى بيومى عميد كلية أصول الدين الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية يقول: أمامنا طريق طويل، نحن مازلنا فى البدايات، الوثيقة الأولى كانت خطوة أولى وكبيرة جمعت كل القوائم الفكرية لتكون أساسًا لدستور جديد سوف يقود مصر فى هذا القرن، ولا أخفى أن كل القوى الفكرية كانت ممثلة فيها وهذا لم يحدث منذ 1919 حيث دخلت مصر بعدها نفقًا مظلمًا استمر قرنًا كاملاً شهدت فيه مصر فترة هبوط وانحدار من أهم أسبابها تراجع دور الأزهر الشريف، ونحن نعلم أن ثورة 1919 خرجت من أحد أروقة الأزهر، أما عن الوثيقة الثانية فيقول د. بيومى هذه الوثيقة وضعت يدها على الجرح ووضعت حلولاً لكل آلام مصر فقد كفلت الوثيقة حرية العقيدة وحرية الرأى وحرية البحث العلمى وحرية الإبداع، فحرية العقيدة تعتبر حلاً لما يطلقون عليه الفتنة الطائفية وهو ما لم تعرفه مصر أبداً، فلا إكراه فى الدين وحرية العقيدة مكفولة لكل إنسان وهو وحده المسئول عن عقيدته أمام الله، فالإسلام يدعونا للرقى فى التعامل مع كل البشر، كذلك حرية البحث العلمى هذا الرافد الذى جعل من مصر حلمًا فى نظر العالم منذ أكثر من 7000 سنة وأذهل العالم، وعن حرية الإبداع التى كفلتها الوثيقة الثانية للأزهر الشريف أكد أن حرية الإبداع مكفولة طالما كان هذا الإبداع غير صادم للمجتمع وآدابه وحول موقف المؤسسة الدينية وتغيره بعد الثورة أجاب موقف الأزهر لم يتغير ولكن كانت هناك ظروفًا تحكمت فى مصر كلها ولم يستطع أحد منها فكاكاً، وعما إذا كان صعود المد الإسلامى الحديث سوف يكون داعمًا للأزهر فى الفترة القادمة أم العكس قال بيومى إنا لمنتظرون.
أما الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف فيرى أن الدعوات الحديثة والتى تدور فى أروقة الأزهر هذه الأيام هى دعوات ظاهرية فقط وذلك راجع لعدة أسباب أولها أن الأزهر لم يبدأ بترتيب البيت من الداخل ولم يهتم بعلماء الأزهر والعاملين فيه، فالعاملون فيه أكثر من ربع مليون يعانون من مشاكل وأزمات أغلبها من صنع الإدارة والمشيخة، ثانيًا تمسك القائمين عليه بالدور وبالبقاء فى مناصبهم بالمخالفة للإحساس العام، حيث إنهم من بقايا النظام السابق المنحل، ثالثًا كل هذه الإجراءات التى تم اتخاذها لا قيمة لها إنما هى مظاهر سلبية هدفت إلى طلب الدعم من الخارج بعد أن افتقدته داخيًا.
ويقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقًا: الأزهر اسم عظيم وتاريخ طويل يمتد على مدى ألف عام وأكثر وهو المرجعية الدينية للأمة العربية والإسلامية قاطبة وللأسف طيلة العقود الماضية تقلص دور الأزهر وأصبح مؤسسة دينية رسمية تقتصر على مصر، ويضيف أن علماء الأزهر العظماء الذين كانت أسماؤهم ملء السمع والبصر على مدار عقود فى تاريخ الأزهر أمثال الشيخ المراغى والشيخ الغزالي، وأضاف أن الأزهر اختلف بعد صدور القانون 103 لسنة 1961 والذى قضى بأن تتحول الجامعات

الأزهرية من الدراسة الدينية إلى الدراسة الدنيوية حيث خرج الأزهر على الدور الذى يفترض القيام به، وإذا كان الأزهر قد اتخذ خطوات بهدف عودته للريادة مثل الوثيقة الأولى والتى أعدوها مهمة ومؤثرة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، خاصة أنها تقريباً الوثيقة الوحيدة التى اجتمع عليها كل التيارات إلا أننى أرى أن الطريق مازال أمامنا طويلاً جداً والمهم أن يقوم على الأزهر الشريف أفراد مؤمنون بأن تركتهم ثقيلة ويجب العناية بها أولاً وليس المهم هو الاحتفاظ بالمناصب التى يتولونها.
الدكتور عبداللطيف عبدالحليم «أبو همام» أستاذ النقد بدار العلوم والذى كانت دراسته أزهرية حتى التحاقه بكلية دار العلوم يقول فى البداية لابد من العودة إلى قانون تطوير الأزهر فى أوائل الستينيات هذا القانون الذى جار على الأزهر وأفرغه من هويته ومحتواه من ناحية تخريج أزهرى غير ملم إلماماً كافياً بالعلم الدينية كعهد الأزهر والانصراف عن علوم الشريعة واللغة وإضافة مواد جديدة مما يطلق عليها المواد الثقافية. ويضيف أبو همام أنا كنت أدرس 27 مادة عندما كنت فى الثانوية الأزهرية أما الآن فلا تجد خريجاً أزهرياً يحفظ القرآن الكريم إلا فيما ندر ونخشى أن يأتى اليوم الذى نجد فيه شيخ الأزهر لا يحفظ القرآن أيضاً ويضيف كانت هناك تجربة أزهرية رائعة ولكنها للأسف تم إجهاضها وتجربة المعهد النموذجى الأزهرى وكان يستقبل 90 طالباً من أوائل خريجى الابتدائية الأزهرية، وكانت هذه التجربة كفيلة بتخريج كفاءات أزهرية، الأزهر أيضاً قبل بخريجى الثانوية العامة الحاصلين على مجاميع متدنية ومع ذلك نحن لا ننكر أن هناك جهوداً فردية، ويضيف أعتقد أن الأزهر الشريف لم يراد له خير منذ انقلاب يوليو الذى قذف به إلى الهاوية وأصبح ألعوبة فى يد النظام نريد أزهرًا قوياً ونريد أشخاصاً قائمين عليه أقوياء مثل بابا الفاتيكان الذى لا يمكن اختراقه.
يقول الشيخ سيد عسكر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب إن الأزهر كان مستهدفًا منذ سنوات طويلة ودُبرت ضده مؤامرة للقضاء عليه وحسر دوره الوطنى والتنويري، حيث وضعوا له خطة طويلة المدى، منذ أن وطئت قدم الاحتلال أرض مصر، ونفذت منها مراحل كثيرة، وأضاف أن الأزهر فقد بريقه فى عهد النظام السابق الذى كان يهمه إخضاع الأزهر كأى مؤسسة فى الدولة، حيث خضعت كل المؤسسات للسلطة التنفيذية وأمن الدولة، وعن النهوض بالأزهر قال الشيخ عسكر إن هناك اللجنة فى المجلس تقوم بدراسة مشروع قانون جديد بهدف النهوض بالأزهر حتى يعود منارة إسلامية لمسلمى العالم.