رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الوصفة السحرية لاستقلال الأزهر

عندما أسس جوهر الصقلي الجامع الأزهر قبل مئات السنين كان يريد أن يجعله مركزاً لنشر المذهب الشيعي في مصر، لكن هذا لم يحدث وتحول الأزهر إلي منارة للإسلام السني والوسطي

والمرجعية الأولي للدين الإسلامي في العالم، لكن هذا الوضع تغير خلال الثلاثين عاما الأخيرة، وانحدر الأزهر في ظل النظام السابق إلي أدني مستوياته وصار تابعا للسياسات التي يضعها الحزب الوطني ومروجا لها، ولم لا وميزانية الأزهر من ميزانية الدولة ومصير شيوخه في يد رجال الحاكم.
بعد الثورة بدأ المصريون يشعرون بتغير ما طرأ علي أداء الأزهر، وتسببت الآراء المستنيرة والأداء الواعي لشيخه الدكتور أحمد الطيب في التفاف المصريين حول أزهرهم من جديد بعدما هجروه طويلا إلي جماعات أصولية تستقي علمها من شيوخ الخليج، ويجري التشدد فيهم مجري الدم، ولكي لا يعود التاريخ للوراء ويتعرض الأزهر لانتكاسات جديدة خرجت الأصوات مطالبة باستقلال الأزهر مالياً وإدارياً «حتي يأكل من فأسه ويكون قراره من رأسه».
ويؤكد الدكتور محمود إمبابي وكيل الأزهر الأسبق أن الأزهر له استقلالية فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، حيث يوجد مجمع البحوث الإسلامية صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في كل ما يتعلق بالدين، أما استقلال الأزهر مادياً، فهو أمر غاية في الصعوبة ولا يمكن أن يتحقق في ظل المصروفات العالية للأزهر وعدم وجود دخل يمكن أن يعتمد عليه، لكن الاستقلالية المادية تأتي من خلال أن يكون للازهر بند في الميزانية دون أن يكون هناك تأثير علي من يتخذ القرار بالأزهر في نظير هذه الميزانية، ويأتي ذلك من خلال انتخاب شيخ الأزهر من خلال هيئة كبار العلماء، وذلك يدرس الآن من خلال اللجنة المشكلة لتعديل قانون الأزهر.
ويضيف «إمبابي» أنه لا يمكن السيطرة علي الفكر الأزهري من أي تيار لأن الازهر يدرس كل المذاهب ويعلمها لأبنائه في كل المعاهد الازهرية، ولا ينبغي ان نتجني علي الازهر لأنه المنارة الحقيقية التي تدرس العلوم الدينية وإن كان أصابته بعض الأمراض فهذا الأمر أصاب كل المؤسسات في مصر ولن يستطيع أحد ان يقلل من دور الازهر الذي يدرس لطلابه كل المذاهب الإسلامية دون تفرقة، وهنا لا يمكن أن يكون الازهر صاحب فكر واحد يمليه علي أحد وإن كنا نريد أن يعود الأزهر لسابق عهده كرائد للفكر ومفجر للثورات فهذا يمكن بشرط ان تكون هناك بيئة خصبة تؤثر في المجتمع ككل، لأن الأزهر ليس بعيدا عن المجتمع، وأبناؤه في كل مكان يعلمون الناس صحيح الدين.
ويؤكد الدكتور محمد حبيب القيادي الإخواني السابق أن كل القوي السياسية والوطنيه بل والعالم العربي والاسلامي يسعي إلي أن يكون للأزهر استقلاله، وأن تكون هذه المؤسسة معبرة عن الاسلام الوسطي وتكون بعيدة عن التبعية لأي سلطة أو جماعة وأن تمارس دورها بحيدة ونزاهة وحرية ولا يمكن ذلك إلا من خلال ان يكون لها استقلالها وعودة أوقافها إليها دون تدخل من احد ولا تطلب المعونة من أحد وإن كانت مواردها لا تكفي احتياجاتها فالدولة تكفل لها ذلك، وهنا ينبغي ان نفرق بين الدولة والحكومة، فينبغي أن يكون للشعب القول الفصل في ميزانية الازهر من خلال قانون يعرض علي مجلس الشعب يعطي للأزهر استقلاله عن الحكومه والنظام الحاكم، وإن رفض يكون هناك استفتاء شعبي علي استقلالية الأزهر، لأن الأزهر يمثل مصر الوسطية المعتدلة التي ينبغي أن يكون لها الريادة في العالم الإسلامي كله.
ويضيف «حبيب» أنه يجب اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب من جموع المسلمين، ويمكن أن يكون شيخ الازهر غير مصري المهم أن يكون من كبار علماء المسلمين، وبهذا تتحقق للأزهر استقلاليته ويكون منارة للعلم ويعود الي سابق عهده التي كان العالم كله ينظر إليه علي انه جامع وجامعة

لكل العلوم الدنيوية والدينية.
ويتابع: أنه لا ينبغي أن نقارن بين الأزهر وبين اي حزب أو جماعة، فالأزهر للمصريين جميعا تربع في قلوبهم بوسطيته ومواقفه المعتدلة والمشرفة وإن كان حدث له شيء في السنوات الماضية فهذا حدث لكل المؤسسات في مصر، ولكن علينا أن نرسي قواعد يسير عليها الازهر في السنوات المقبلة ليعود شامخا كما كان وهذا يأتي باستقلاله وعدم تبعيته وإن كنت اتمني أن يكون للأزهر دور في الحياة العامة للمصريين جميعا.
ويؤكد الدكتور إبراهيم رضوان - أستاذ القانون بجامعة الأزهر - أن الأزهر هو المؤسسة التي لا ينبغي أن تتأثر بالنظام ولكن نظرا لغطرسة الانظمة السابقة وعملهم الدائم علي هدم الازهر لما له من مكانة في قلوب المصريين فكان دوما الازهر هو هدف أساسي للتخريب وجاء الدور علي الأزهر ليبني نفسه ويعدل من أفكاره وإن كنت أتوقع ان استقلالية الأزهر دائما تكون في عقول ابنائه، فالدكتور مصطفي المراغي شيخ الأزهر وفي ظل الاحتلال لم يقبل أن يكون الأزهر تابعا وكان من علماء الازهر من وقف أمام جبروت الحكام ولهذا فإن الاستقلال يأتي بالفكر المستنير لرجاله أولا ثم التبعيه المالية أو ما شابه.
وأضاف أن تطوير الأزهر حدث في عهد الدكتور محمود شلتوت ولا يختلف أحد علي فكره وعلمه ولكن تطوير الأزهر استخدم من الأزهريين أنفسهم لهدمه، متوقعا أن يكون للأزهر دور مهم في السنوات القادمة من خلال أبنائه فاستقلال أبناء الأزهر وتربيتهم علي الوسطية هو أكبر ضامن لاستقلال الأزهر، ولهذا نريد تغيير الفكر الازهري الذي كفر محمد عبده وطه حسين لمجرد أنهم سافروا للخارج، نريد استقلالا في عقول مشايخ الازهر الذين كانوا سببا في كثير من الجهل الذي عم علي الشعب المصري لسنوات، نريد استقلال الازهر من خلال الافكار الذي ينادي بها وأن يتبني فكراً وسطياً يقوم علي احترام الآخر والتحاور معه، فالاستقلال لا يأتي بقانون بل يأتي بفكر يلتف حوله الجميع ونحن نري الآن مدعين كثر في المجتمع يحللون ويحرمون ولا نجد للأزهر دوراً.
وتابع: كثيراً ما نجد بعض طلاب الكليات الأزهرية لا يحفظون ولا يجيدون قراءة القرآن فمن أين يأتي الاستقلال للأزهر وهذه العقول هي التي تديره؟.. نريد من الازهر العودة ولكن بطلاب أكفاء وبدراسة سليمة، وبعلماء يسايرون الحياة ويكون لهم دور عند العامة نريد نهضة في الترجمة ونهضة في الحديث والتفسير وعلوم القرآن، وهنا تتحقق الاستقلالية التامة للأزهر ويعود إلي سابق عهده.