رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشحات: الإعلام يضع لنا أسئلة "مفخخة"!

أكد  الشيخ عبد المنعم  الشحات الداعية السلفى  والمتحدث باسم الدعوة السلفية أن هناك من يحاول من الإعلاميين وضع " أفخاخ  " للسلفيين حتى يجيبوا بإجابات معينة

وهو ما يورط بعض السلفيين فى إجابات تثير نوعاً من الجدل حولها  وأوضح الشحات فى بيان له كيفية التعامل مع هذه الأسئلة من قبل السلفيين مع الإعلاميين
حيث أشار الشحات إلى أن هناك  جدلا واسعا في الأوساط الإسلامية -الآن- حول طريقة التعامل المثلى مع أسئلة الإعلاميين المفخخة، و"السؤال المفخخ" هو: سؤال يطرحه شخص يعرف إجابتك عنه مسبقًا، وإنما يريد منك أن تجيب عنه "بعضمة لسانك" -كما يقولون في الأمثلة الشعبية-؛ لأنه يتوقع أن إجابتك سوف تورطك مع طرف آخر؛ في الغالب هو الجمهور الذي يريد منه أن ينفض عنك وهو يرى أن إجابتك عن هذا السؤال بعينه يمكن أن تؤدي إلى هذه النتيجة. مؤكداً أن الناس في التعامل مع هذه النازلة على مذاهب عديدة  فمنهم: مَن يرى أن الحل هو أن تختفي هذه الأسئلة مِن الوجود، وهو حل جذري، ولكنه كما ترى لا يمكن أن يُسمى حلاً، وإنما هي أمنية: أن يكف الإعلاميون عن سياسة تخويف الناس من الإسلاميين التي يتضح عند التأمل أن الغرض منها هو: تخويف الناس من الإسلام ذاته، وعلى أي؛ فالأماني لا تملك لها إلا الدعاء، مع التعامل مع الواقع من حيث هو واقع.

ويشير الشحات إلى أن  هناك حلا آخر وهو مقاطعة الإعلام العلماني، والاكتفاء بالإعلام الإسلامي، وهو حل عملي قابل للتطبيق، ولكن فيه قدر من الانزواء والانسحاب لا سيما أن القطاع الأكبر من الناس، إما أنه لا يشاهد القنوات الإسلامية أصلاً، أو يشاهدها ويشاهد معها غيرها من القنوات التي إن قاطعها دعاة الحق فلن يتورعوا عن ذكرهم بالسوء مِن باب التورع عن "الغيبة"، بل سوف يزدادون كذبًا وبهتانًا، والكذب في "زمان الميديا" الذي نعيشه كذب مؤيد بالأدلة صوت وصورة، وهذه الأدلة هي مقاطع مبتورة من سياقها، ولكن المشاهِد الذي يحاصره المذيع المؤيَّد بهذه النوعية من الأدلة، والمحاط بكوكبة من الباحثين لن يجد فرصة ليسأل نفسه هذا السؤال؛ لا سيما إذا كان المذيع يؤكد على أن حق الرد مكفول!
قائلا: إنه جرب ذلك بنفسه .

ويوضح الشحات أن هناك من يقول : لا نقاطع الإعلام، ولكن نمتنع من الإجابة عن الأسئلة التي مِن شأنها أن تثير بلبلة، لا سيما إذا كانت من فروع الشريعة وتفاصيلها، وربما أكَّد البعض وجهة نظره تلك بوجوب تقديم الأصول على الفروع، إلى آخر ذلك..
وأصحاب هذا المسلك لم ينتبهوا إلى أن صاحب السؤال قد أعد لهذه الحيلة عدته، بل إنه يتمناها ليعزف أنشودة الغموض والتقية، وخداع البسطاء!  ثم إن صاحب هذا الحل وكأنه تصور أن السؤال قد أتى عَرَضًا في موقف طارئ، ولكن حقيقة الأمر أنه منهج إبليسي قديم تتكرر تطبيقاته، وتتوالى أفراده، ومنه قول المشركين مستهزئين بحرمة الميتة: "أتأكلون ما ذبحتموه، ولا تأكلون ما ذبح الرب بيده!". وأنزل الله في ذلك قرآنًا: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) (الأنعام:121)، مع أن المرحلة كانت مرحلة بناء عقدي، ومواجهة للفتن.

ويقول الشحات وهو يشرح كيفية التعامل مع الإعلام: "إذن فقائمة "الأسئلة المفخخة" قد تبتدئ بالموقف من الخمر والبكيني، ولكنها قد لا تنتهي إلا عند: "أحقـًّا تريدون تطبيق الشريعة الإسلامية ونحن في القرن العشرين؟! "
وهو سؤال يُطرح -الآن- جنبًا إلى جنب مع الأسئلة التي ربما اتفق السائل والمسئول والمستمع على أنها لم تطرح إلا للتشغيب!
وقد حكى الله عن المشركين أنهم سألوا متعجبين: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (ص:5).

ويرفض الشحات التهرب من الإجابة على أى سؤال  لأن أى  محاولة للتهرب من الإجابة على أي سؤال مهما بدا أن ترتيبه متأخر في سلم أولوياتنا سوف ينتج عنها اتهام الإسلاميين بالمرواغة؛ لا سيما إذا كانت الإجابات عن هذا السؤال مثبتة كتابة، بل صوتًا وصورة، والأخطر من هذا أنه سوف يوصل رسالة إلى جميع الأطراف أن في ديننا عورات يَجمُل سترها، وهذا ما يستقر في الذهن خاصة إذا وُجد من يؤكد على أننا لا يمكن أبدًا أن نأمر بمعروف أو ننهى عن منكر أو نغيره، وأصبح قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ) (رواه مسلم)، معطلاً عن العمل، فبعد أن كنا نقول: "إنه للسلطان". صار البعض يريد أن يقول: "حتى ولو كان معنا السلطان؛ فلن نغير المنكرات المجمع على نكارنها مع القدرة على ذلك، وعدم الموانع" اللهم إلا هوى أصحاب الأهواء!  مع أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شأنها شأن كل الأحكام الشرعية في غاية الحسن والتمام، ولا يستقيم حال المجتمع إلا بها، وفرق بيْن أن تقول: إنني لن أطبِّق شيئًا ما؛ لعدم القدرة عليه، وبين أن تقول: إنك لن تطبقه أصلاً، أو تقر بعدم صلاحيته عندما تتلعثم متى واجهوك به!

ويرى الشحات للخروج من هذا المأزق كما يقول :  " أننا ينبغي أن نجيب بأجوبة حاسمة واضحة على تلك الأسئلة المفخخة؛ على أن نجلي الأمور، ونزيل الشبهات، ونحترز من الإلزامات الخاطئة، والاستنتاجات المريضة التي ربما حاول الخصوم أن يستنتجوها من كلامنا. وضرب مثالا بذلك بموقف جعفر بن أبى طالب – رضى الله عنه- مع النجاشى

وهاجم الشحات "الإعلام الفاجر"  - من وجهة نظره -  ويرى أنه يمكن أن يتلقف الإجابة، وينقلها "غلمانه" على أرض الواقع مُشوهة، مستغلين أن شعبنا يتعامل مع الشائعات بنظرية "مفيش دخان من غير نار" لا سيما إذا أسند الكذاب كذبه إلى حلقة كذا.. يوم كذا.. وهذا أمر لا تملك حياله إلا إن تتذكر قوله -تعالى-: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94).

لا سيما أن الشائعات -وبخاصة التي تتعلق بالفكر- سرعان ما تنكسر، وتكون سببًا في انتشار حجة مَن أثيرت ضده، والشواهد على ذلك كثيرة..