رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد الفاتح

بوابة الوفد الإلكترونية

«لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش»؛ هكذا كانت بشارة رسول الله والتي سعي محمد الفاتح لان  ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور فيحقق بشارته. 

يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات، حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا ، تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855 هـ الموافق 18 فبراير عام 1451م، وكان عمره آنذاك 22 سنة.
وقد ظهرت بعض الصفات القيادية في شخصية محمد الفاتح من أهمها الشجاعة، فكان يخوض المعارك بنفسه ويقاتل الأعداء بسيفه، ومنها الذكاء ويظهر ذلك في فكرته البارعة وهي نقل السفن من مرساها بجرها على الطريق البري، ومن صفاته العزيمة والإصرار، فعندما رفض قسطنطين تسليم المدينة قال السلطان محمد: «حسنًا عن قريبٍ سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر».
أما عن عدله فكان شعاره «العدل أساس الملك»، ومن صفاته عدم الاغترار بقوة النفس وكثرة الجند وسعة السلطان، واتصف الفاتح بإخلاصه لدينه وعقيدته في مناجاته لربه سبحانه وتعالى؛ حيث يقول:
«نيّتي: امتثالي لأمر الله (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (البقرة: من الآية 109).
وحماسي: بذل الجهد لخدمة ديني، دين الله.
عزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعًا بجنودي: جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر على الفوز، بلطف الله.
كان السلطان محمد الفاتح محبًّا للعلم والعلماء؛ ولذلك اهتمَّ ببناء المدارس والمعاهد في جميع أرجاء دولته، وبذل جهودًا كبيرة في نشر العلم وإنشاء المدارس والمعاهد، وأدخل بعض الإصلاحات في التعليم وأشرف على تهذيب المناهج وتطويرها، وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كل المدن الكبيرة والصغيرة، وكان للعلماء والأدباء مكانة خاصة لدى محمد

الفاتح، فقرب إليه العلماء ورفع قدرهم وشجَّعهم على العمل والإنتاج وبذل لهم الأموال ووسع لهم في العطايا والمنح والهدايا ليتفرغوا للعلم والتعليم، وكان يكرمهم غاية الإكرام ولو كانوا من خصومه، وكان السلطان الفاتح يحترم العلماء وأهل الورع.
وكان السلطان محمد الفاتح لا يسمع عن عالم في مكان أصابه عوز وإملاق إلا بادر إلى مساعدته، وبذل له ما يستعين به على أمور دنياه، ومن أجل أن يبعث محمد الفاتح نهضةً فكريةً في شعبه أمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية.
مات السلطان الفاتح وسط جيشه يوم الخميس الرابع من ربيع الأول 886هـ / 3 مايو 1481م، وهو في الثانية والخمسين من عمره بعد أن حكم نيفًا وثلاثين عامًا، وبعد أن ذاع نبأ الوفاة في الشرق والغرب، أحدث دويًّا هائلاً اهتزَّت له النصرانية والإسلام، أما النصرانية فقد غمرها الفرح والابتهاج والبشرى، أما المسلمون في العالم الإسلامي فقد تأثروا لوفاة محمد الفاتح وحزنوا عليه حزنًا عميقًا، وبكاه المسلمون في جميع أقطار المعمورة، لقد بهرتهم انتصاراته، وأعاد إليهم سيرة المجاهدين الأوائل من السلف الصالح.