رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محاكمة آل مبارك..متى؟!

صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية نشرت تقريرا لها أكدت من خلاله أن المجلس العسكري الحاكم وعد الرئيس السابق حسني مبارك بعدم ملاحقته قانونيا وتركه يعيش بحرية في شرم الشيخ. هناك أيضا تقارير إعلامية تقول أن السيدة سوزان ثابت زوجته عادت من لندن إلى القاهرة وانتقلت إلى شرم الشيخ ليلتئم شمل العائلة بوجود علاء وجمال مبارك وأسرتيهما هناك.

تقرير ثالث لمحطة إيه بي سي الأمريكية يقول أن مبارك يتناول إفطاره يوميا على الشاطئ وأن صحته جيدة. وكالة أنباء الشرق الأوسط، بالتزامن مع تلك التقارير، نشرت خبرا يقول أن مبارك قدم إقرارات الذمة المالية الخاصة به للنائب العام ردا على التقارير حول ثروته "المليارية". ماذا يعني كل هذا؟ وهل حقا لن يتم التحقيق مع الرئيس السابق وأسرته؟

أعتقد أن وعدا كهذا لو كان صدر حقا يشبه إلى حد كبير وعد بلفور المشؤوم حين اعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق! مبارك متهم بارتكاب جرائم كثيرة في حق الشعب المصري على مدار ثلاثين عاما. التحقيق في تلك الجرائم وبصورة شفافة وعلنية أمر لا يمكن السكوت عنه وبالتالي قرار مثل هذا الذي يتردد الآن بعدم ملاحقته قرار تثار بشأنه العديد من التساؤلات.

لا يقل جرم مبارك وعائلته في حق الشعب عن جرم العادلي وعز وجرانه والمغربي المحبوسون في المزرعة على ذمة التحقيق حاليا، لماذا؟ لأننا جميعا نعلم مدى السلطات المطلقة التي تمتع بها الرئيس المخلوع ولا أدل على ذلك من قول يوسف والي "وزير الزراعة السابق" أثناء قضية المبيدات المسرطنة "كلنا موظفون عند الرئيس مبارك"!

من المؤكد أن أصحاب دعوة "آسفين يا ريس" سوف ينتفضون غضبا لهذا الكلام، من قبيل "عيب..ده ماكنش يعرف بالفساد ده كله..ده خدم مصر 60 سنة...إلخ"! كل هذا على العين والرأس ولكن بعد أن تتم محاكمة الرئيس المخلوع "محاكمة حقيقية وعادلة" توضح موقفه من الاتهامات الموجهة إليه، والسؤال الآن: هل يتخذ المجلس العسكري قرارا بفتح ملفات فساد الرئيس السابق وأسرته والتحقيق فيها..أم تستمر محاولات "طمس معالم الجريمة" على أساس أنه تم بالفعل تقديم عدد يكفي من "كباش الفداء" مع الاعتذار للكباش؟!

ولمن يقولون أن الوقت الآن يجب أن ينصب على إعادة بناء البلد وكفانا خرابا، أقول أنا أول من ينادي بذلك وكتبت عن تلك الدعوة بالفعل، ولا يوجد تعارض أصلا بين هذا وذاك، كيف؟ الثورة قامت لتخلصنا من الظلم ونسعى الآن لإحقاق العدل..وأول درجات العدل هو القصاص من المتسببين في إرساء دولة الظلم..وعلى رأسهم الرئيس المخلوع وأسرته، فهل يتحقق هذا المطلب المفصلي لنتأكد بالفعل أن القائمين على الأمور الآن "فهموا الرسالة" ولن يكرروا أخطاء النظام المتهاوي؟! أتمنى ذلك.

[email protected]