رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعوة لبناء مصر بلدنا

 

نجحت الثورة في تقويض واحد من أعتى الأنظمة الديكتاتورية في تاريخ جمهورية مصر العربية، وإن كانت بقايا النظام البوليسي الفاسد لا تزال تحاول التماسك في محاولة يائسة للتواجد بأي شكل في النظام الجديد الذي يتشكل الآن، وهذا أمر طبيعي والسؤال هو كيف نتصدى لمثل هذه المحاولات دون أن ننشغل بالمهمة الأعظم الآن وهي إعادة بناء مصرنا العزيزة التي اشتقنا إليها.

وسأبدأ بالمشهد على الساحة الإعلامية الآن داخل مصر الثورة، وهو مشهد تتصدره بالقطع "مكلمات" الإشادة بشباب مصر العظيم وما حققوه من إعجاز تاريخي غير مسبوق، ويتخلل المشهد ظهور شخصيات عامة وإعلامية كانوا هم أنفسهم سدنة النظام السابق وكبار منظّريه وقد تحولوا في غمضة عين إلى منظرين كبار للثورة ومعارضين أكبر لنظام الرئيس السابق، ويكاد يخلو المشهد الإعلامي حتى الآن من أهم ما تحتاج إليه المرحلة الحالية وهى الدعوات لإعادة البناء وكيفية تحقيق ذلك ودور كل فرد وهيئة في هذه المرحلة!

التليفزيون المصري الآن لا يزال تطل علينا منه نفس الوجوه وبنفس المفردات مع تغيير واحد هو شخص الرئيس السابق محمد حسني مبارك والذي حل محله "شباب مصر العظام"! الأغاني الوطنية التي نحفظها جميعا يعاد الآن بثها في قنوات التليفزيون المختلفة بعد "حذف مبارك وحاشيته" وحشر لقطات أخرى لتجمعات من "الشعب الثائر"، وهذا بالطبع لأنه يتم بدون عقل وبدون رؤية أو حتى هدف، فإن المنتج غالبا مشوه ومثير للضحك من منطلق "شر البلية ما يضحك"!

الفيس بوك "البطل الخرافي الذي أطاح بالرئيس السابق حسني مبارك" يعج الآن بدعوات رائعة وأفكار خلاقة تهدف للبناء والتجميل ولكن لا أحد في إعلامنا "المتحول" ينتبه لتلك الدعوات رغم أنها أهم ما نحتاج إليه الآن لإعادة بناء بلدنا! دعوة من أحد الشباب للبدء في احترام "أبواب الصعود والهبوط من مترو الأنفاق" إعمالا لمبدأ النظام، ودعوات أخرى لتنظيف وتجميل الميادين العامة والشوارع في القاهرة والمدن وكل ربوع مصر. دعوات للمصريين في الخارج لتحويل نقود "ولو ألف جنيه" لحساباتهم داخل مصر توفيرا للسيولة وأيضا لشراء أسهم أو سندات في البورصة المصرية...والقائمة طويلة.

أين تلك الدعوات الخلاقة التي تناسب ما نمر به وتكرس فكرة "دي بلدنا" لدى جموع المواطنين من إعلامنا وقنواتنا التي لا تزال تعمل بمنطق "عاش الملك..مات الملك"؟ وما فائدة كل هذا "الرغي واللت والعجن" من الباحثين والمحللين الذين كشفت ثورة 25 يناير عدم تمتعهم بأية موهبة أو قدرة على التحليل؟ حتى بعد أن أصبح القاصي والداني يرى أن إرادة الشعب في طريقها لانتصار كاسح، كانوا جميعا يطلون علينا للقول بأن ما تحقق يكفي وأن الرئيس السابق لن يتنحى!

لا وقت الآن لا للتسامح الذي ينادي به الرائع محمود سعد ولا للمكلمات الفارغة من أي مضمون حقيقي. فالتسامح لا مجال له في ظل فساد وظلم بيّن طال الجميع ولابد لجهات التحقيق أن تتابعه وتتأكد من جرم المتهمين وتعاقبهم أو العكس فتبرئهم، وأيضا لا مجال له مع إعلاميين يقبضون رواتبهم من جيوبنا ليضللونا ويمجّدون في الفاسدين، لابد من إبعاد هؤلاء عن التليفزيون المصري بقنواته المختلفة على الأقل لنرى عهدا جديدا لا مكان فيه لفاسد أو أراجوز أو متلون أو عديم موهبة تافه ابتلانا به نظام سقط وانتهى!

الآن وقت إعادة البناء ووقت تكريس الوطنية ووقت العمل كل في مجاله، وعلى أصحاب المظالم الذين عاشوا ثلاثة عقود في ذل وهوان أن ينحوا مطالبهم جانبا عدة أشهر حتى تقف مصرنا على قدميها بسواعدنا وأعمالنا، فكفانا "لت وعجن"..وهيا إلى العمل!

[email protected]