عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليه نازلين يوم 25 ؟؟

أتعجب من بعض الشباب صغار السن والمتحمسين الذين يسعون للنزول إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير المقبل للقيام بثورة ثانية لاسقاط النظام العسكري وشعارهم هو (يسقط يسقط حكم العسكر)، وحقيقة لا أعرف ما هو هدفهم الحقيقي من النزول للميدان.

تعالوا نفكر معا بهدوء ، وبحياد تام ، وبعقلانية، عن أسباب النزول وأهدافه، وطلبات المتظاهرين ، حتى نعرف هل أن القيام بمظاهرات واعتصامات جديدة سيكون مفيدا أم لا وسيعود علينا بالضرر أم لا.

أولا: أول مطلب من المطالب القديمة من ثورة 25 يناير الماضي وكانت ثلاث طلبات أساسية ورئيسية، وهي العيش وتعني معيشة كريمة لكل الشعب المصري، وهذا الطلب لم يتحقق بشكل كافي، والسبب الرئيسي هو عدم استقرار البلد والقيام بالعديد من المظاهرات والاعتصامات طوال العام الماضي بالكامل، وهو ما أثر بالسلب على الاقتصاد المصري، ووضح تأثيره جليا في الانهيار الكبير للبورصة المصرية، وارتفاع أسعار الدولار واليورو مقارنة بالجنيه المصري، بالاضافة للانهيار الرهيب في قطاع السياحة الهام جدا وتراجعه بشدة في مصر لعدم الاستقرار والانفلات الأمني.

بالطبع كل هذه العوامل كان لها بالغ الأثر السيء في المعيشة الكريمة، بل وعلى العكس تماما ، بدلا من أن تؤثر الثورة بالايجاب على مستوى المعيشة أثرت بالسلب ومن كان دخله 1000 جنيه أصبح 500 جنيه فقط، بالاضافة أن قطاع عريض من العاملين في البورصة والسياحة فقدوا وظائفهم تماما.

اذن الهدوء واستقرار البلد هو الذي سيأتي الينا بالعيشة الكريمة، ولكن كثرة المظاهرات والاعتصامات سيؤدي إلى العكس تماما، وستزداد البلد انهيارا من الناحية الاقتصادية، وقد نصل لثورة حقيقية وهي ثورة الجياع ، وسيحدث جرائم كثيرة وعنيفة بسبب (لقمة العيش) خاصة في ظل الانفلات الأمني.

ثانيا: المطلبين الثاني والثالث كانا الحرية، والعدالة الاجتماعية، وأتفق مع الجميع أن هاذين المطلبين لم يتحققا بشكل كاف أو كامل ، لأن السلطة لم تنتقل بشكل كامل حتى الأن، ولأن بعض أقطاب النظام القديم مازالت تدير البلد، ولكن عملية تحويل وانتقال السلطة بدأت تتم بخطوات جيدة وايجابية من خلال انتهاء انتخابات مجلس الشعب والذي ستقام جلسته الأولى خلال ساعات، وبدأ اجراءات مجلس الشورى، ولن يتحقق هاذين الهدفين الا بعد انتخابات الرئاسة وتغيير النظام بالكامل، وهو ما سيتحقق بعد خمسة أشهر.

ولذلك فإن علينا الهدوء والصبر والانتظار خمسة أشهر فقط بعدما انتظرنا ثلاثون عاما كاملة.

ثالثا: القضاء على حكم العسكر والتخلص من كل رموز النظام القديم، ستتحقق هذه النقطة بعد خمسة أشهر، وقد يقول البعض أنهم لا يثقوا في المجلس العسكري وفي كلامه ، وأنه ربما يخالف وعده ويستمر في السلطة.

ولكني أقول لهؤلاء أن الوضع وقتها سيكون مختلف، لأنه لو لم يلتزم بكلامه فإن مصر كلها ستنزل إلى ميدان التحرير يوم 1 يوليو، وأقسم بالله أن أكون أنا أولهم، ووقتها ستنزل كل شرائح المجتمع ، بالاضافة للاخوان والسلفيين الذين يشكلون قوة كبيرة جدا بشرية وفكرية، وستكون الضغوط أقوى وأعنف على المجلس العسكري، لأنه سيكون ضغط شعبي من جميع طوائف الشعب وليس من فئة معينة قليلة العدد.

بالاضافة إلى أن المظاهرات والاعتصامات يوم 25 يناير قد تؤدي إلى أثر عكسي في هذه النقطة، فقد تحدث بعض أعمال العنف والتدمير سواء من الشباب المتحمس أو من بعض البلطجية المندسين، أو من فلول النظام السابق الذين يريدون اشعال البلاد، وفي هذه الحالة قد يلجأ المجلس العسكري للتحجج بهذه الظروف وإطالة مدة حكمه بحجة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وعدم القدرة على اقامة انتخابات في الوقت الحالي.

رابعا: المطالبة بحق مصابي وشهداء الثورة، ومحاكمة المتسبب في هذه الأمور، بالطبع فإن المحاكمة تتم حاليا وتسير بصورة جيدة، وجميع المتهمين محبوسين في السجون، والعديد منهم صدرت ضده أحكام بالفعل في قضايا أخرى، أي أن القضاء يسير بشكل جيد في معظم القضايا، وبالتأكيد فإنه بعد انتخابات مجلس الشعب ستكون الأمور أكثر عدلا وأكثر سرعة بعد العديد من طلبات الاحاطة التي سيتقدم بها النواب، وبعد خوف القضاء من اصدار احكام غير عادلة لأن الأمور اختلفت

الأن.

أما نظرية الحصول على حق الشهيد بالقوة أو العنف فهو أمر غير مقبول، لأن النزول يوم 25 في مظاهرات لن يجلب حق الشهيد أو المصاب، بل على العكس تماما سيزيد من عدد الشهداء والمصابين في ظل حالة العنف التي ستكون موجودة، وأعتقد أن الشهادة أو الاصابة هذه المرة لا تستحق ذلك، ففي العام الماضي كان الجميع يريد اسقاط نظام فاسد استمر 30 سنة ولم يكن ليسقط سوى بثورة، أما هذه المرة فالأمور كلها لا تحتاج سوى خمسة أشهر (يعني بالبلدي العملية مش مستاهله ناس تانية تموت وتتصاب).

خامسا: نقل السلطة، هو مطلب من كثير من جموع الثوار، ولكنهم كانوا يطالبوا به من فترة ويطالبون بتكوين مجلس رئاسي مدني، يكون بالطبع رئيسه أو أحد أعضائه هو محمد البرادعي، ولكن الأمور اختلف الأن بعد تكوين مجلس الشعب.

ففي حال افترضنا جدلا أن الثورة المقبلة قضت على المجلس العسكري وقرر التنحي عن ادارة شئون البلاد ففي هذه الحالة بالدستور ستنتقل السلطة إلى رئيس مجلس الشعب وبالتالي سيسيطر التيار الاسلامي على حكم مصر، وهو أمر قد يعجبني أنا شخصيا ولكني أعتقد أنه لن يعجب معظم الثوار الذين سينزلون يوم 25 يناير.

سادسا: البعض قد يعترض على نتيجة انتخابات مجلس الشعب أو يختلف مع وجه نظر الاسلاميين الذين اكتسحوا الانتخابات بنجاح منقطع النظير، ولكني أقول لهؤلاء أن هذه هي الديمقراطية التي ناديتهم بها كثيرا، والتي قامت من أجلها الثورة، ويجب علينا أن نحترم رأي الأغلبية أيا كان، لأن الصناديق قالت كلمتها، ويجب علينا أن نعطي فرصة للاسلاميين للعمل لفترة ثم الحكم عليهم، وفي حال فشلهم فإن من انتخبوهم سيكونوا أول ناس يسقطوهم.

ويجب علينا أن يكون حكمنا على الاسلاميين بعقلانية وبحكمة، ولا يصح أن يعترض البعض على حكم الاسلاميين لمجرد أنهم أخطأوا في جريدتهم في اسم بانديتا أو فانديتا، فهو خطأ عادي، وقد يكون خطأ مطبعي ، ولا يستحق كل هذه الضجة والاثارة.

خلاصة الكلام:

وقت الثورات والاعتصامات انتهى، وفي حال وجود أي مشاكل أو طلبات فإنها تكون من خلال مجلس الشعب المنتخب الذي انتخبه الشعب بالملايين، والذي سيكون مراقبا لأعمال الحكومة والمجلس العسكري نفسه، وسيبدأ في اصلاح الأحوال داخل مصر رويدا رويدا.

واذا كان البعض لا يثق في الاسلاميين فإن المجلس أيضا يضم بعض الثورجية ومن يمثلون الفكر التحريري مثل عمرو حمزاوي ومصطفى النجار وعمرو الشوبكي وزياد العليمي، بالاضافة لحوال عشرة مقاعد من ائتلاف الثورة مستمرة، وهؤلاء قادرين على توصيل صوت ثوار التحرير داخل المجلس، وأي فرد داخل المجلس يستطيع بمفرده تقديم طلب احاطه ضد أي مسئول ويتم التحقيق فيه.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك:

http://www.facebook.com/Khaled.Tala3t