رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انت معانا ولا مع الناس التانيين ؟؟؟

انت أهلاوي ولا زملكاوي .. سؤال دائما ما كنت أتعرض له عندما كنت أكتب مقالات رياضية .. وبعد أن تحولت مؤخرا لكتابة مقالات سياسية فوجئت بسؤال غريب أتعرض له دائما هو إنت مع الجيش ولا مع ثوار التحرير ؟؟

للأسف الشديد انقسم الشعب إلى نصفين ، نصف مع الجيش والمجلس العسكري ويدافع عنه باستماته وعلى طول الخط أيا كانت تصرفاته أو قراراته وهؤلاء معظمهم من مرتادي البيوت ومن كبار السن والمعروفين بحزب الكنبه، ونصف أخر ضد المجلس العسكري على طول الخط ومع ثوار التحرير أيا كانت تصرفاتهم ويبررون لهم أي أخطاء يرتكبوها وهؤلاء معظمهم من فئة الشباب المتحمس ومن صغار السن ومن الجماهير المعروفة باسم الالتراس.

وانقسم الشعب إلى نصفين مثل جماهير الأهلي والزمالك ، وهو أمر غريب وخطير ويؤدي إلى عواقف وخيمة وحدوث ما لا يحمد عقباه وقد يتحول إلى حرب أهلية مثلما حذرت في المقالة السابقة.

وللأسف الشديد أصبح لا يوجد صوت العقل الذي يحكم الأمور بعقلانية واتزان وهدوء، وهو الأمر الذي سيصل بنا إلى الحل وإلى بر الأمان.

وللأسف الشديد كلا الجانبين (المجلس العسكري والثوار) يرمي بالأخطاء على الجانب الأخر دون أن ينظر إلى أخطائه هو شخصيا ويعدل منها، وأصبحت الأمور تثير الضيق والاشمئزاز.

ومع استمرار انهيار البلد على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والسياحية والرياضية وحتى الأخلاقية والأدبية يرمي كل طرف المسئولية على الأخر.

فتجد الثوار يقولوا أن المجلس العسكري هو من يحكم البلاد وهو السبب الرئيسي في ما وصلت إليه وأنها تسير من سيء إلى أسوأ وهي وجهة نظر محترمه، بينما تجد الطرف الأخر يقول أن سبب انهيار البلد هو رحيل مبارك في توقيت خاطىء وهو ما عرض البلد للانهيار وكان من الأفضل أن يستمر ستة أشهر ويسلم السلطه بطريقة سلمية وهادئة، وأن ما زاد من انهيار البلد هو رحيل اللواء أحمد شفيق صاحب الخبره الكبيرة وتعيين عصام شرف القادم من التحرير والذين اختاره الثوار بأنفسهم وبالأغلبية والذي كان ضعيفا للغاية وتسبب في انهيار البلاد أكثر وأكثر وهي وجهة نظر تحترم أيضا.

وأنا شخصيا ومن القلائل الذين أعتبر أنهم محايدون ، فالمجلس العسكري له مميزات وله عيوب أيضا وأخطاء، وثوار التحرير كذلك خدموا البلد في أمور كثيرة ولكنهم أضروا بها أيضا في أمور أكثر.

فالاعتصام والتظاهر السلمي أفادنا كثيرا وحصلنا على مميزات لم نكن نحصل عليها بدون مظاهرات سواء في عهد مبارك أو في عهد طنطاوي، ولكن خروج الاعتصامات والمظاهرات عن الخط السلمي والتعرض لمنشأت أمنية هو أمر غير صحيح ويعرض حياة المواطنين للخطر وكما قلت في المقالة السابقة أن من يتعرض للقتل من قوات الشرطه

والجيش وهو يقوم بأعمال شغب لا يعتبر شهيدا على الاطلاق.

المجلس العسكري أيضا له العديد من المميزات ولكنه أيضا أخطأ كثيرا في التعامل بعنف مع المتظاهرين السلميين وهو ما زاد الأمور اشتعالا، بالاضافة لتأخره في تنفيذ مطالب الثوار وانتظار القيام بمليونيات اشتعال الأمور حتى يوافق على مطالبهم، وتأخره في الرد عليهم.

وعن خطاب المشير الأخير أجد فيه الكثير من الايجابيات مثل اقالة الحكومة وتحديد موعد انتخابات الرئاسية بنهاية يونيو، ولكن عليه بعض علامات الاستفهام أيضا والأخطاء مثل عدم اتخاذ قرار فوري باقالة حكومة شرف الأن ، وعدم الاعلان عن اسم رئيس الوزراء الجديد والذي ربما لو كان مقنعا لهدأت الأمور كثيرا في التحرير، ولكن عدم الاعلان عنه يجعل الجميع في حالة قلق حول هوية الشخص المرتقب وهو ما سيكون مرضي للناس أم لا.

خلاصة الكلام:

يجب على الجميع في الفترة المقبلة التعقل والهدوء والنظر للأمور بعقلانية وألا يكون متعصبا بشكل كبير لوجهة النظر التي يتبناها، وعليه أن يسمع الأخر جيدا ويضع نفسه في مكانه، وعليه أيضا أن يصلح من أخطائه وعيوبه أولا وقبل كل شىء بدلا من النظر لعيوب الطرف الأخر.

نقطة أخيرة:

تعريف أينشتاين للغباء: هو فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة .. هذه الجملة قد يقولها الثوار للمجلس العسكري باعتباره يتعامل مع الأمر بنفس منطق مبارك .. ولكنها أيضا قد تنطبق على الثوار أنفسهم لأنهم يفعلون نفس ما كانوا يفعلونه في ثورة 25 يناير بالظبط ومع ذلك النتائج لم تكن جيدة وكانت وخيمة وأدت إلى ازدياد الأمور سوءا في مصر ووقوع العديد من الشهداء والمصابين من جميع الجوانب وانهيار مصر من كافة الجوانب ولم يحققوا الأهداف التي كانوا يطمحون إليها من الثورة.