رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهدت فوز الاخوان بانتخابات مجلس الشعب قبل اجرائها!

لم يكن حلما على الاطلاق ولم يكن فيلما على شاشات التلفزيون، فقد كان أمرا واقعا رأيته بعيني وأنا مستيقظ وفي كامل وعيي، رأيت الاخوان المسلمون وهم يكتسحون انتخابات مجلس الشعب رغم أنها لم تجرى بعد، رأيتهم وهم يفرحون عقب الفوز بالانتخابات عن جدارة واستحقاق، فدعوني أحكي لكم التجربة المثيرة بالتفاصيل.

التجربة التي أحكي لكم عنها كانت تجربة انتخابات نادي الشمس بمصر الجديدة، فهي تجربة شبيهة جدا وبها محاكاه للواقع الذي سيحدث في انتخابات مجلس الشعب، وما رأيته بعيني خلال هذا اليوم من المتوقع أن يعود ويتكرر في انتخابات مجلس الشعب ربما بالكربون أو مع بعض الاختلافات البسيطة.

في البداية ترشح الاخوان المسلمون من خلال أسرة الشروق بنادي الشمس بقائمة تضم ثمانية أفراد، والغريب في القائمة أنها جاءت بدون رئيس ، حيث جاءت بنائب وخمسة أعضاء فوق السن واتنين تحت السن، وهو فكر الاخوان الدائم بأنهم دائما لا يبحثون عن الرئاسه ولا يبحثون عن الشهرة والأضواء، ولكنهم يبحثون عن الأغلبية للتحكم في الأمور بغض النظر عن شخصية الرئيس.

وتركت قائمة الأخوان منصب الرئيس خاويا ليتركوا للمنتخبين ترشيح من يريدوه من الرؤوساء الأربعة، وذلك حتى لا يخسروا محبي أحد منهم، وإن كان ذلك حدث على الورق فقط، ولكن ما بين السطور وما حدث شفهيا أن قائمة الاخوان كانت تدعم بقوة الدكتور شتله للرئاسه، ربما لأنه الأفضل في نظرهم، أو الأقرب إلى تفكيرهم، أو ربما لأنه الأطيب وبذلك يمكنهم التحكم في الأمور داخل المجلس بسهولة، أو ربما لأنه الأكبر سنا وبذلك يمكنهم من المنافسة بقوة على مقعد الرئاسة في الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات.

ما كان يميز قائمة الاخوان هو الترابط الرهيب والاخلاص وروح الفريق الواحد وروح التعاون، فلم يقم أحد من أفراد القائمة الثمانية بطبع ورقة واحدة يروج فيها لنفسه بمفرده مثل باقي القوائم الأخرى وباقي المرشحين، ولكن مرشحي الاخوان الثمانية كانوا على قلب رجل واحد وكانوا يروجوا للقائمة بالكامل، ولذلك تقريبا حصلوا جميعهم على عدد أصوات متقاربة بعكس باقي القوائم التي شهدت أنواع كثيرة من الخيانه والتلاعب والضرب تحت الحزام من أفراد نفس القائمة، بالاضافة لطبع قوائم مضروبة.

ما ميز الاخوان أيضا هو شكل الورقة التي طبعوها فكانت مقصوصه من الأعلى على شكل شمس كرمز لأسرة الشروق، بالاضافة للونها الذهبي لون الشمس، كما أن الورقة ضمت أهداف القائمة بالكامل ولم تتحدث عن كل فرد على حدى أو تصف مؤهلاته ومميزاته مثلما فعل الباقون.

التنظيم أيضا كان واضحا وجليا في قائمة الاخوان، فقد وقفوا جميعهم صفا واحدا طوال يوم الانتخابات من بدايته وحتى النهاية، ولم يتحرك أحد بمفرده مثل باقي المرشحين، بل وارتدوا جميعهم زيا موحدا (بدله سوداء وقميص أبيض وكرافت) وذلك رغم شدة حرارة الجو والارهاق طوال اليوم، وهو ما جعلهم واضحين للجميع، وبالاضافة لذلك علقوا في رقابهم كروتا يحمل كل منها اسم صاحبه والمنصب المرشح له، كما وقف بجوارهم شباب محترم بالاضافة لبنات محجبات يقوموا بتوزيع الدعايه للقائمه بشكل محترم وهادىء ومنظم.

عقب غلق باب الترشيح وقبل فرز الأصوات قام شباب وبنات أسرة الشروق بعمل تاريخي أعتقد أنه يحدث لأول مرة في تاريخ انتخابات الأندية، حيث قاموا باحضار أكياس كبيرة

وبدأوا في تنظيف النادي ولم أوراق الدعايه من على الأرض رغم أنهم كانوا مرهقين طوال اليوم في توزيع ورق الدعايه، علما بأنهم فعلوا ذلك قبل صدور النتيجة.

وقفت قائمة الاخوان يملؤها الثقه والهدوء، وجاءت النتائج كما لم يتوقعها الكثيرين وأنا أولهم حيث بالطبع اكتسح الدكتور شتله الانتخابات وهو من أيده الاخوان، فيما حصد الاخوان مقعد النائب للدكتور محمد بليغ رغم أنه نافس قطبين من أقطاب نادي الشمس هما محمود حفيظ وتامر علي، كما حصل الاخوان على أربعة مقاعد من الخمسة فوق السن، أي أنهم حصدوا تقريبا ستة مقاعد من اجمالي تسعة في المجلس، وعقب اعلان النتيجة وفور اعلان فوز أي مرشح من الاخوان نجده يسجد على أرض النادي (بالبدله) يحمد الله ويشكره.

لم يوفق الاخوان في الحصول على مقعدي تحت السن حيث ذهبا إلى شابين تواجدا في قائمتين هما قائمة شتلة وقائمة عمرو عبد الفتاح وهما كانوا أعلى الأصوات في الرئاسه، ولو تواجد هاذين الشابين في قائمة واحدة فقط لفاز ثنائي شباب الاخوان خاصة وأن الفروق كانت ضئيلة للغاية، وهو ما يعني أن تفتت المرشحين وتفتت الاصوات يصب في صالح القائمة المتماسكة (الاخوان) الذين عملوا بضمير وفاجئوا الجميع بنتيجة الانتخابات.

بالطبع ما حدث في انتخابات الشمس قد يتكرر في انتخابات بعض الأندية والنقابات، بالاضافة لانتخابات مجلس الشعب، وهو ما سنراه بأعيننا في الأيام المقبلة حيث أن التنظيم والدقه هو كلمة السر في نجاح الاخوان.

يتبقى أمرا واحدا هو أن الجميع داخل نادي الشمس ينتظر ماذا ستفعله قائمة الاخوان في النادي، وهل سيتغير النادي للأفضل، كما أن البعض قلق ومتخوف من أمور دينية قد تثير أزمات مثل حمام السباحه، والألعاب النسائية في النادي، ولبس البنات الرياضي، وتواجد مدربين رجال في فرق البنات وأمور أخرى كثيرة.

دعونا نرى ماذا سيحدث خلال الأيام المقبلة حيث أن ادارة الاخوان لنادي رياضي خاصة وكونه كبير بحجم نادي الشمس من حيث المساحه أو عدد الأعضاء، سيعطينا مؤشر ماذا سيفعل الاخوان لو وصلوا بالأغلبية لمجلس الشعب أو وصلوا لكرسي رئاسة الجمهورية.

---------------------------------------

للتواصل مع الكاتب خالد طلعت عبر الفيس بوك ادخل على الرابط التالي:

http://www.facebook.com/Khaled.Tala3t