رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتركوها تغتسل

ربما يعتقد البعض أن مقالات الصحافة الساخنة وبرامج «التوك شو» الصادمة كانت أهم أسباب سقوط نظام مبارك..

ويتناسي هذا البعض أن الشعب المصري لم يقم بالثورة بناء علي جرة قلم أو صرخة ميكروفون أو أنه تأثر بأقلام المعارضة وبرامج الإثارة، فقرر أن يأخذ للكاتب ثأره.. عزيزي ثائر القلم ارجوك تعلم احترام المواطن.. فهذا المصري الذي تتهمونه بالغباء والجري وراء الزيت والسكر للبصم علي اختيار مرشح دون وعي أو في غفلة تحت ضغط العوز والسؤال.. هو نفسه من قام بتلك الثورة ولم يقم بها بناء علي دعوة من فيس بوك أو حركة كفاية أو دعوة الفرقاء.. تلك الثورة المجيدة قام بها بعد أن ذاق الأمرين ممن حكمه بالحديد والنار وبعد أن ذاق ذل الوساطة والسحل والتعذيب والجوع والإهانة والتركيع حتي أعتقد الطغاة أن دور هذا المسكين الانتظار لتأديه واجب الاعتقال تماماً مثل واجب التجنيد وانتشر التعذيب والتنكيل داخل أقسام الشرطة والسجون.. لم يثور المصري علي نظام مبارك لمجرد تأثره بالمشاهدة علي الشاشات فقد كان بطل الواقع والتعذيب.. لم يكن المواطن مشغولاً ببرامج «العاشرة مساء» ولا بـ «90 دقيقة» أو بـ «البيت بيتك» أو بما يكتبه كبار اليسار أو الليبراليين أو حتي الإسلاميين.
ولم يتأثر بوقفات كفاية وسلم نقابة الصحفيين، فالواقع كان أمّر بكثير مما ينشر ويشاهد، لم يتأثر بندوات أو جولات أو كتابات الفيس بوك أو المواقع الإلكترونية لأنه في الواقع كان يعيش داخل مواقع إباحية.. أباحت لغيره انتهاك الأعراض وبيع الأجساد.. أباحت لرجال الأعمال ورجال السلطة أن ينتهكوه حتي داخل بيته ويعرضون علي أبنائه الابتذال وسوء الأخلاق تحت عنوان الفن الحر والإبداع، وحتي الأبناء والأطفال لم يتركوا وذبحت براءتهم بأفلام المخور والابتذال.. ارجوكم أيها النخب عليكم أن تتركوا مصر لحظات.. اتركوها.. واتركونا قليلاً.. اتركوا مصر تختار دون إجبار، فليس هناك بعد اليوم قيّم عليها أو إجبار.. فلن تلمس لكم بعد الآن الأعذار.. عيشوا ولو لحظات الديمقراطية.. عيشوا الحرية بمسئولية.. والله لن تترك مرة أخري للديكتاتورية.. اتركوها تمضي دون صراخ أو صخب أو نواح أو مرارة دواء.. ربما تفلح معها النقاهة فاتركوها تعمل ببسالة ولو للحظات ربما تسير المركب ويتنفس ابنها الصعداء.
لا أري إبداع في عشق البعض لنظرية السب في مقالاتهم دون الانتباه إلي الفرق بين السب والانتقاد.. ثم يأتي دوره ليغضب ويثور للحرية إذا لم ينشر مقاله دون أن يتنبه

إلي تلك الحرية التي تلزمه بالمسئولية.. في الوقت نفسه تتجه بعض الصحف لتحتفي بأي كاتب حتي ولو كان فاقداً للموهبة والمعلومات طالما أنه بارع في السب وينشر المقال ويبرز في أرقي مكان.. وهكذا تعيش الصحافة أزمة السب والقذف والمنع والعشوائية التي لم تصادفها من قبل في أي وقت كان وتظهر أقلام التشفي والكراهية وفرض الأيديولوجيات.. وفي النهاية لا يتصدر المشهد سوي الصندوق لأن الشعب هو من يختار.
لقد وصل بنا الأمر في مهنة المتاعب إلي اللجوء إلي الأخبار الساخنة والمثيرة دون النظر إلي أهميتها وتداعياتها حتي لو كان هدفها الإساءة ولكن بعض الصحف تجري وراء تلك التفاهات والبلاغات الكيدية والمطلوب منها التشهير.. نحتاج إلي وعي  وطني حتي لا نلبس علي المواطن فيكرهنا ويكره الإعلام وهو ما نستشعره الآن في الشارع.. لقد تسببت تلك الأفعال في زيادة نسبة الكراهية للصحفيين بين الجمهور بسبب بعض الزملاء ممن يفضلون الفلفل والبهارات.
شاهدت الرجل فتأكدت أنها تلك هي المعارضة التي نريدها.. وعلينا جميعاً أن نتعلم كيف نعارض وفي أي وقت نعارض وأن نحدد هدف المعارضة.. فتحمل أمانة المعارضة ليس باليسير.. شاهدت السياسي الرائع عبدالمنعم أبوالفتوح علي قناة الجزيرة، كان حواراً رائعاً، وقتها تمنيت أن تصبح المعارضة المصرية علي هذا المستوي من تحمل المسئولية والوطنية التي يحملها هذا الرجل.. كانت كلماته درساً للجميع.. قال: لا ينبغي أن تكون المعارضة لمجرد الهدم والهجوم.. استمعت في حديث الرجل إلي معاني عظيمة أبرزها معني فروسية المعارض وكيف يكون المعارض الوطني الذي لا يبحث إلا عن مصلحة الوطن.. يعارض ليبني بل يساعد في البناء.