عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبارك الجديد

ربما يتعجب البعض من فساد سوق المعلومات فى مصر   خلال السنوات الاخيرة وخاصة بعد ثورة يناير  .. إلا اننى أؤكد انها النتيجة الطبيعية لدخول رجال الاعمال هذا السوق وتحكمهم فى الإعلام والصحافة من خلال القنوات والصحف الخاصة ..حتى تحول سوق الإعلام والصحافة الى سوق تجارى منعدم الضمير تارة  ومزيف للحقائق تارة أخرى ..وامتزج الرأى بالخبر حتى انهما تحولا إلى كيان واحد ففسدت المعلومات وانتشرت الأخبار الكاذبة ..
ولكن ماذا تغير ؟!!

وللإجابة عن السؤال علينا العودة الى ما  قبل خلع مبارك وهى البداية الحقيقية لانتشار سوق المعلومات الفاسدة وبدأت  بتشجيع مبارك لرجال الاعمال والاستثمار فى مصر حتى إنه سخر  القوانين وأجهزة الدولة  لخدمة رجال الأعمال وهو أحد أهم أسباب قيام  الثورة .. ورغم كل المغانم التى اكتسبها رجال الأعمال فى عصر مبارك إلا أن البعض لم يكتف بالمال وفضل أن يتجه الى السلطة مع المال ربما لتأمين المال او رغبة فى زيادته وساعده مبارك نظرا لشخصية مبارك التى وصفها أحد الموظفين فى الرئاسة و المقربين إليه فى أحد البرامج التليفزيونية بأنه كان يطلب الهدايا من القادة العرب .. والبعض الآخر اتجه الى الاعلام والصحف الخاصة أيضا لنفس الهدف وهؤلاء تعاملوا مع الاعلام على انه وسيلة ربح وضغط فى نفس الوقت ، فرجل الاعمال لا يضع "القرش" إلا وهو يعلم  انه سيحصد مقابله الأضعاف.. ومن هنا فسد  سوق الإعلام المصرى حيث لم يكتف رجل الاعمال بإنشاء قنوات لترويج الأفلام والمسلسلات والدراما والبرامج المسلية  التى تجذب المشاهدين والإعلانات   ولكنه عثر على الورقة الأكثر ربحا وفائدة  فاتجه بمساعدة بعض الصحفيين  الى استخدام ورقة برامج  "التوك شو " والصحف الخاصة  كورقة ضغط أو ابتزاز للسلطة ووجد هذا الرواج والتجاوب مع نظام مبارك الذى كان يسعى دائما الى استرضاء بعض  الصحفيين إما للتستر على الفساد أو استخدامهم لتشويه صورة المعارضين وكان أشدهم معارضة وقوة فى جذب الناس هو  التيار الاسلامى او لمساعدته على تنفيذ مشروع التوريث فكان الإعلام فى بدايه الأمر طوق نجاة لإقناع الجماهير بأى فكرة مشبوهة ولكنه فى النهاية تحول الى طوق لخنق النظام  بل وسقوطه أيضا .. أما رجل الاعمال فكان الإعلام ومازال أهم وسائل فرض السيطرة والابتزاز وترويج البضاعة والضرب أسفل الحزام  وتحول بعض  الإعلام المرئى  و بعض الصحف الخاصة الى أهم أوراق ضغط على الحكومه حتى تتغافل عن بعض خروقات  بعض رجال الاعمال للقانون والممارسات الفاسدة ومطاردة كل من تسول له نفسه كشف فساد رجال الاعمال واستخدم الإعلام حتى فى حرب الايديولوجيات والتيارات المتناحرة واستخدمها  فى الثورة المضادة عن طريق سد أى طريق للنجاة والامل حتى يكره المصريون ثورتهم  واستخدام الفزاعات التى

استخدمها مبارك وممارسة التفريق بين الشعب إما بإثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط او بين المسلمين بعضهم البعض من خلال الاستقطاب وخلق ثوار او نجوم الثورة للحديث باسم الشعب والثوار لتمرير الفكرة التى  تتناسب مع اصحاب المال من رجال الاعمال وان كانت افكارا غير مباشرة وغير واضحة الأهداف .. وظهرت مسميات جديدة ما بعد الثورة وهى سلفيين واخوان وليبراليين وعلمانيين وظهر ممثلون اعلاميون  عن تلك التيارات لتبدأ حلقات المصارعة الحرة داخل الاستديوهات  وأصبحت  المسميات الجديدة هى الاكثر  تداولا حتى وصلت الى رجل الشارع ونجحت فكرة الاستقطاب وابتلع البعض الطعم بكل سهولة فى جو من الصراع الايديولوجى على السلطة وهو ما ساعد ويساعد  على نجاح الثورة المضادة وعوده مبارك فى صورة اشخاص آخرين اكثرهم لم يشاركوا  مبارك فى الحكم بل وفيهم من عارضوه وشارك وفى الثورة  إما لرفضهم توريثه الحكم او لعدم خضوعه الى ابتزازهم  ولكنهم على أى حال  مبارك الجديد الذى لا يقبل المشاركة ولاسبيل له إلا الاقصاء  .. ولنتأكد جميعا ان مبارك الجديد هو هذا الرجل الخفى الذى يضخ أموالا ضخمة فى الصحف والفضائيات بل  فى التليفزيون الرسمى  المصرى من خلال استخدامهم فى قنواته الخاصة أو وعدهم بالعمل لديه بأجور مضاعفة ومنهم من يتطوع يساير او يقلد القنوات الخاصة فى تناوله للموضوعات  أملا فى أن يجد الفرصة للعمل فى القنوات الخاصة التى أصبحت لا تحصى وفرص العمل فيها متوفرة بشكل كبير  وخاصة فى ظل حالة عدم وضوح الرؤية والضبابية التى  يعيشها  الاعلام الرسمى بعد الثورة خاصة بعد ان قضت الثورة على مصداقيته امام الجماهير .. مبارك الجديد يطل علينا يوميا من خلال شاشاته الثورية  لهدم الثورة ونحن نجلس أمامه خمس ساعات نتناول الشاى والبسكويت ونقزقز اللب السوبر و"نمصمص الشفايف "