مبارك الجديد
ربما يتعجب البعض من فساد سوق المعلومات فى مصر خلال السنوات الاخيرة وخاصة بعد ثورة يناير .. إلا اننى أؤكد انها النتيجة الطبيعية لدخول رجال الاعمال هذا السوق وتحكمهم فى الإعلام والصحافة من خلال القنوات والصحف الخاصة ..حتى تحول سوق الإعلام والصحافة الى سوق تجارى منعدم الضمير تارة ومزيف للحقائق تارة أخرى ..وامتزج الرأى بالخبر حتى انهما تحولا إلى كيان واحد ففسدت المعلومات وانتشرت الأخبار الكاذبة ..
ولكن ماذا تغير ؟!!
وللإجابة عن السؤال علينا العودة الى ما قبل خلع مبارك وهى البداية الحقيقية لانتشار سوق المعلومات الفاسدة وبدأت بتشجيع مبارك لرجال الاعمال والاستثمار فى مصر حتى إنه سخر القوانين وأجهزة الدولة لخدمة رجال الأعمال وهو أحد أهم أسباب قيام الثورة .. ورغم كل المغانم التى اكتسبها رجال الأعمال فى عصر مبارك إلا أن البعض لم يكتف بالمال وفضل أن يتجه الى السلطة مع المال ربما لتأمين المال او رغبة فى زيادته وساعده مبارك نظرا لشخصية مبارك التى وصفها أحد الموظفين فى الرئاسة و المقربين إليه فى أحد البرامج التليفزيونية بأنه كان يطلب الهدايا من القادة العرب .. والبعض الآخر اتجه الى الاعلام والصحف الخاصة أيضا لنفس الهدف وهؤلاء تعاملوا مع الاعلام على انه وسيلة ربح وضغط فى نفس الوقت ، فرجل الاعمال لا يضع "القرش" إلا وهو يعلم انه سيحصد مقابله الأضعاف.. ومن هنا فسد سوق الإعلام المصرى حيث لم يكتف رجل الاعمال بإنشاء قنوات لترويج الأفلام والمسلسلات والدراما والبرامج المسلية التى تجذب المشاهدين والإعلانات ولكنه عثر على الورقة الأكثر ربحا وفائدة فاتجه بمساعدة بعض الصحفيين الى استخدام ورقة برامج "التوك شو " والصحف الخاصة كورقة ضغط أو ابتزاز للسلطة ووجد هذا الرواج والتجاوب مع نظام مبارك الذى كان يسعى دائما الى استرضاء بعض الصحفيين إما للتستر على الفساد أو استخدامهم لتشويه صورة المعارضين وكان أشدهم معارضة وقوة فى جذب الناس هو التيار الاسلامى او لمساعدته على تنفيذ مشروع التوريث فكان الإعلام فى بدايه الأمر طوق نجاة لإقناع الجماهير بأى فكرة مشبوهة ولكنه فى النهاية تحول الى طوق لخنق النظام بل وسقوطه أيضا .. أما رجل الاعمال فكان الإعلام ومازال أهم وسائل فرض السيطرة والابتزاز وترويج البضاعة والضرب أسفل الحزام وتحول بعض الإعلام المرئى و بعض الصحف الخاصة الى أهم أوراق ضغط على الحكومه حتى تتغافل عن بعض خروقات بعض رجال الاعمال للقانون والممارسات الفاسدة ومطاردة كل من تسول له نفسه كشف فساد رجال الاعمال واستخدم الإعلام حتى فى حرب الايديولوجيات والتيارات المتناحرة واستخدمها فى الثورة المضادة عن طريق سد أى طريق للنجاة والامل حتى يكره المصريون ثورتهم واستخدام الفزاعات التى