رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طائرة الرئيس

- »خليهم يتسلوا« كانت كلماته الأخيرة قبل أن يركب الطائرة وقلوبنا معه لأنه وبكل جحود خزله حلفاؤه ولم يجد. كلمات يرد بها علي ما يحدث له علي نكران الجميل سوي ترديد كلمات ريتشارد قلب الأسد في فيلم »الناصر صلاح الدين«: »كل حلفائك خانوك يا زين حتي ساركوزي.. وأخيراً نزلت طائرة الرئيس في الجزيرة الإيطالية بعد أن ظلت تحلق طول الليل فوق مالطا، أخيراً سمحت له إيطاليا بالنزول، ووقتها وضعنا أيدينا علي قلوبنا، ولكن المأساة لم تتوقف لأن إيطاليا هي الأخري سمحت لطائرته بالنزول علشان تمون بنزين فقط، واستمرت الطائرة تحلق دون أن تجد من يقبل نزولها علي أراضيها وأخيراً نزلت بمطار جدة وقتها نجحت نبوءتي بأن الرئيس التونسي لن يقبل وجوده علي أراضيه سوي بلد عربي شقيق لأن الزعماء العرب يؤمنون بأنه كما تدين تدان.. والنهاردة أقبل طيارتك علشان بكر ربنا يكرمنا بمن يقبل طيارتنا.

 

- أما مبدأ »خليهم يتسلوا« الذي يسير علي دربه العديد من الزعماء العرب والذي كان أهم مبادئ الرئيس التونسي، أثبت فشله خاصة أن النار دائماً ما تأتي من مستصغر الشرر، ففي تونس بدأت الشرارة من الشاب الذي أهين علي يدي شرطية لأنه يحاول التغلب علي البطالة بمشروع صغير وعندما توجه ليشتكيها ويأخذ حقه وجد الإهانة أكثر في قسم الشرطة فأشعل في نفسه النار، والحقيقة أنه لم يشعل النار في نفسه فقط بل أشعلها في شخص الرئيس والذي عرف عنه الديكتاتورية وقمع الحريات بكل أنواع القمع.

- الغريب فيما حدث في تونس وتحديداً في تلك الليلة التاريخية تابعت الحدث علي القنوات العالمية العربية التي نقلت الأحداث وتابعتها لحظة بلحظة في الوقت الذي تجاهلت فيه التليفزيونات المصرية هذا الحدث التاريخي وتم اختصاره في مجرد خبر، بينما اتجهت قنوات عربية أخري في إبراز سلبيات الحدث مثل النهب الذي حدث في بعض المدن والقري التونسية وهي بذلك تحاول القضاء علي فرحة الشعب بل وهي رسالة للشعوب الشقيقة أن ما حدث نكبة ووبال علي الشعب التونسي حتي لا يفكر الآخرون في تكرار التجربة.

- دعونا نؤكد أن ما حدث في تونس بداية

لا يمكن تجاهلها حتي وإن كانت تونس من أكبر الدول العربية التي تعاني من كبت في الحريات والغريب أن تونس كانت في عهد الديكتاتور بن علي تخطو نحو التنمية وهو ما لا ينكره الشعب الثائر إلا أن تلك التنمية كانت تتحقق للبعض وهم مجموعة رجال الأعمال والمستفيدون من النظام.

- ودعوة »خليهم يتسلوا« التي لم تفارق الرئيس بن علي إلا علي سلم الطائرة والتي فشلت في إبقائه علي الحكم.

لم تكن لتنجح في الدول الأخري في ظل الانفتاح الدولي الذي جعل من العالم قارة واحدة وأن تلك التسلية التي تبدأ من الاحتجاجات بسبب الفقر أو القمع وتبدأ من أعداد قليلة ثم تتزايد الأعداد وتتطور إلي تراشق بين الأمن والمحتجين ويبدأ العد التصاعدي في أعداد القتلي ثم العد التنازلي في بقاء النظام كل هذا لا يصلح أن يكون مجرد تسلية.

- الوطن العربي يحتاج إلي من يواسيه ولا يقمعه والشعوب العربية التي أصبحت تعني البطالة والفقر رغم مواردها التي تذهب إلي جيوب المصطافين وبعض أدوات النظام لن تنفع معه اليوم التسلية لأنهم ليسوا في سيرك يسلون ويتسلون كما أن قصص التنفيس والصراخ ليل نهار دون الالتفات إلي الصارخين والاستجابة إلي مطالبهم فشلت هي الأخري ولا حل حتي لا تقلع طائرات أخري ولا تجد من ينقذها سوي الاستجابة إلي مطالب الشعب.

- يبدو أن عام 2011 سيكون عاماً صعباً علي الزعماء العرب.