رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عندما عشقت القبر

 

بكيت.. صليت.. تضرعت إلي الله أن يشفي أقرب وأغلي إنسان إلي نفسي، ودعوت أن يمد الله في أجله.. ولكن لا شفاعة.. حانت الساعة.. وانتهي الأجل، وقفت عاجزًا أمام حدث جلل، وأدركت أنه الفراق، وفي لحظة هي الأصعب في حياتي عادت الروح إلي ربها راضية مرضية، وأسدل القضاء والقدر الستار علي حياة رجل قلما يجود الزمان بمثله.

رحل أبي وترك لنا ذكريات لا يمحوها إلا الموت، رحل من كان سبب وجودي رحل الظهر والسند، رحل العون والمدد، رحل من كان يمسح بيديه دموعي، رحل من كان يحمل همي، رحل من كانت ابتسامته كالشمس ساعة الشروق، رحل من كان حبه يجري في عروقي، رحل من كان يرسم البسمة علي الشفاة، رحل سر الحياة.

رحل والدي.. وما أدراك ما والدي؟ هو أنشودة حب سيتغني بها أولاده ومن يعرفه حتي آخر العمر.. هو رجل حرم نفسه من متع الدنيا ليعيش من أجل 6 أيتام حرموا من أمهم وهم في عمر الزهور فكان لهم الأب والأم والاخ والصديق، ارتبطوا به وارتبط بهم، أصبح هو حياتهم وهم حياته، صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكي أحدهم تداعي له الباقون بالسهر والحمي، فإذا أصاب الأب مكروه ينفطر قلبي ويحترق قلب سهير وينخلع قلب حازم ويصرخ قلب فاطمة ويتمزق قلب هناء وينزف قلب عزة.. فيما بالكم بالفراق.. يارب الصبر.

رحل والدي.. رحل أسطورة العطاء

في زمن اللاعطاء، رحل بعد أن أكمل الرسالة وأدي دوره بأمانة وحق عليه أن يستريح، رحل من أصبح يتيم الأب هو في الثالثة من عمره، وسخر حياته من أجل أولاده الستة فكانت قصيدة عشق وعطاء يعجز قاموس اللغة عن أمدادنا بكلمات لنسطر أبياتها.

ارقد يا أبي بسلام، وأعاهدك أن أروي شجرة الحب التي زرعتها فينا بروحي ودمي، وسأقود مسيرة العطاء التي بدأتها أنت حتي آخر يوم في حياتي، وأبلغ والدتي السلام وأخبرها أنني وإخوتي اشتقنا لها جدًا جدًا وندعو لها دائما بالرحمة.. واعلم يا والدي أنني كنت بجوارك دائمًا في الدنيا بإرادتي أما الآن فأنا بعيد عنك رغما عني، ولكن أعلم أن قصة العشق بيني وبينك لن تنتهي لأن هناك قصة عشق أخري بدأت بيني وبين القبر الذي ترقد فيه.. يارب الصبر، اقرأوا الفاتحة معي علي روح والدي الحاج محمد إدريس واطلبوا له الرحمة فهو يستحقها.

[email protected]