رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة الإعلام الحكومي

* الإعلام الحكومي لا يعرف الوسطية، ينتقل من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين وبنفس منهج الانحياز.. وقف الإعلام الحكومي المرئي والمقروء والمسموع إلي جانب النظام عند بداية ثورة 25 يناير وأبدع القائمون عليه في وصم الثائرين بالعمالة ومحاولة الإخلال بأمن الوطن وتفتيت وحدته وعملوا علي إجهاض الثورة او وقفها عند حد معين التقطوا صورة لميدان التحرير من جانب واحد ومن زاوية واحدة، ونقلوا وجهة نظر المؤيدين لبقاء النظام ولا يهم إن كانوا أقلية أو أغلبية المهم هو الوقوف في صف النظام والحكومة الملاك الحقيقيين لهذا الإعلام وأصحاب الحق في تعيين قياداته.

* وظل الإعلام الحكومي يقف في صف النظام حتي تنحي الرئيس مبارك وسقط النظام ظل الإعلام يراهن علي بقاء النظام حتي اللحظات الأخيرة وبعدها انقلب تماماً وانحاز للثورة بعد نجاحها وبعد أن تأكد القائمون عليه من ذهاب النظام إلي غير رجعة، بدأ الانحياز الشديد لشباب الثورة وشهدائها، خصص الإعلام ساعات وصفحات لرثاء شهداء الثورة الأبطال، وأبرز أنباء القبض علي المسئولين الفاسدين وحسبهم وخصصت إحدي الصحف القومية في صفحتها الأولي باباً أطلقت عليه اخبار الفساد وكتبت أخري مانشيتاً يقول »لكل فاسد يوم«.

* الإعلام الحكومي يحتاج لإعادة صياغة وترتيب لأنه تعود علي وجهة النظر الواحدة، انحاز طوال تاريخه للنظام والحكومة في مواجهة الشعب، تفنن في تجميل وجه النظام القبيح وإبراز مفاتنه وإيجابياته علي خلاف الحقيقة، كان مجرد بوق دعاية لنظام سلطوي وكان وسائل دعاية لسياساته تسبح

بإنجازاته وتبرر إخفاقاته، وكانت النتيجة تراجع الإعلام المصري بصورة ملحوظة امام الإعلام العربي خاصة القنوات الإخبارية واصبحنا نتابع أخبارنا عبر قنوات عربية وخاصة وانحسرت متابعة القنوات الأرضية المصرية كثيراً وهي نتيجة طبيعية للاستخفاف بالمشاهدين ومحاولة تضليلهم.

* الإعلام المصري الحكومي تربي علي سياسة التطبيل والمدح، اعتاد المغالاة في تجميل وجه النظام ورغم ذلك فشل لإقتناع افراد الشعب بأن ما يقدمه إعلام الحكومة كذب ورياء، انعدمت الثقة بين المرسل والمتلقي فلم تحقق الرسالة الإعلامية الهدف منها، وبما أننا علي أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ مصر، مرحلة تحرير الإعلام من قبضة النظام والحكومة فيجب علي الإعلام أن ينتهج سياسة جديدة تعتمد علي نقل الأحداث بصدق دون الانحياز لأي طرف، عليه أن يعرض جميع وجهات النظر حتي تخرج الحقيقة مجردة من أي أهواء، عليه أن يضع نصب عينيه مصلحة الوطن والشعب المالك الحقيقي لهذا الإعلام عندها ستعود الثقة ويصبح الإعلام هو مرآة الوطن وليس مرآة لتجميل أي نظام.

[email protected]