رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صافى ناز كاظم:عبد الناصر سفاح


في‮ ‬عام‮ ‬1957‮ ‬ذهبت الصحفية الشابة‮ - ‬حينذاك‮ - »‬صافيناز كاظم‮«‬،‮ ‬إلي‮ ‬منزل الموسيقار الشاب‮ »‬سيد مكاوي‮« ‬وبصحبتها الصحفية الشابة،‮ ‬والصديقة‮ »‬سناء البيسي‮« ‬بعد اللقاء عادت إلي‮ ‬مقر مجلة‮ »‬الجيل‮«. ‬وفي‮ ‬يدها مقال تتحدث فيه عن‮ »‬سيد مكاوي‮« ‬الفنان والإنسان‮. ‬دخلت‮ »‬صافي‮ ‬ناز‮« ‬علي‮ ‬رئيس التحرير‮ »‬موسي‮ ‬صبري‮« ‬وأعطته المقال،‮ ‬فأعطاه بدوره إلي‮ ‬مدير التحرير‮ »‬أحمد رجب‮«. ‬فنظر فيه لبرهة ثم قال‮: »‬دي‮ ‬بتكتب سيريالي‮«.‬

دعك هنا من رأي‮ »‬أحمد رجب‮« ‬وقتها،‮ ‬وانظر معي،‮ ‬إلي‮ ‬برواز بداخله‮ »‬سيد مكاوي،‮ ‬وموسي‮ ‬صبري،‮ ‬وأحمد رجب،‮ ‬وسناء البيسي،‮ ‬وصافي‮ ‬ناز كاظم‮« ‬وأنت تعرف‮ »‬ببساطة‮« ‬وبدون فلسفة،‮ ‬لماذا لا‮ ‬يموت هذا الوطن‮.‬

يضعف ممكن‮.. ‬يمرض نعم‮.. ‬لكن‮ »‬بلد‮« ‬يفرز كل تلك القامات الإبداعية وغيرهم،‮ ‬يبقي‮ ‬أبد الدهر حيا،‮ ‬لا‮ ‬يموت‮!‬

ذهبت إلي‮ ‬لقاء الكاتبة الكبيرة‮ »‬صافي‮ ‬ناز كاظم‮« ‬لإجراء هذا الحوار،‮ ‬في‮ ‬مسكنها خلف جامعة عين شمس‮. ‬في‮ ‬صالة الاستقبال،‮ ‬تجد مجموعة من الصور وشهادات التقدير،‮ ‬وآية قرآنية،‮ ‬بجوار أقوال مأثورة،‮ ‬وبينهما‮ »‬عود‮«‬،‮ ‬وما بين الطرقة والصالة تتحرك بنعومة وهدوء‮ »‬قطة‮« ‬صغيرة،‮ ‬تتجول قليلاً،‮ ‬وتقف بجوارها كثيرا‮. ‬الجو كله‮ ‬يوحي‮ ‬إليك‮ - ‬رغم بساطة المكان‮ - ‬إنك في‮ ‬عالم خاص من الروحانية المغلفة برائحة الثقافة والفن‮. ‬والشخصية المصرية الفريدة‮.‬

صباح الخير‮.. ‬يا أستاذة‮. ‬أهلا‮! ‬نبدأ؟ أتفضل‮. ‬جمال عبدالناصر‮. ‬هل كان فرعوناً؟ أم احنا‮ »‬اللي‮ ‬فرعناه«؟ اعتدلت في‮ ‬مقعدها،‮ ‬بعد أن وضعت لنا الشاي،‮ ‬وأبعدت‮ »‬قتطها‮« ‬قليلاً‮ ‬ثم قالت‮: ‬فرعنا مين‮ ‬يا ابني؟ ده كان متفرعن خلقه،‮ ‬ويفرعن بلد بحالها‮!..‬

وإلي‮ ‬نص الحوار‮..‬

‮< ‬هل="" الشعب‮="" -="" ‬وأقصد="" هنا="" الشعب="" المصري‮="" -="" ‬هو="" الذي‮="" »‬يفرعن‮«="">

‮- ‬الشعوب مثل الأفراد،‮ ‬يصيبها الضعف والوهن والمرض أحيانا،‮ ‬فعندما‮ »‬تتكالب‮« ‬عليه عناصر معينة تمرضه،‮ ‬فلا شك أنه‮ ‬يمرض،‮ ‬وعندما‮ ‬يأتي‮ ‬له الدواء،‮ ‬يشفي‮ ‬مما هو فيه‮. ‬وأنت عندما تنظر إلي‮ ‬الطريق الذي‮ ‬سار فيه الشعب المصري‮ ‬منذ‮ ‬1805‮ ‬وحتي‮ ‬1952،‮ ‬ستجد أن هذا الوطن‮ »‬يمرض‮«.‬

‮< ‬وهل="" بعد‮="" ‬1952‮="" -="" ‬أي‮="" ‬ثورة‮="" ‬يوليو‮="" -="" ‬عولج="" الشعب="" من="">

‮- ‬بالعكس زاد المرض مرضاً،‮ ‬وظل الشعب‮ ‬يعاني‮ ‬من تداعيات هذا المرض حتي‮ ‬سقوط مبارك في‮ ‬فبراير‮ ‬2011‭.‬

‮< ‬نذهب="" للرئيس="" عبدالناصر‮..="" ‬إن="" كان‮="" ‬يأخذ="" عليه="" تهميشه="" للديمقراطية="" وللحريات،‮="" ‬فلا="" شك="" أنه="" كان="">

‮- ‬لا‮ .. ‬لم‮ ‬يكن نزيها‮. ‬إن كنت تقصد بالنزاهة فقط‮ »‬الذمة المالية‮« ‬فأنت تكون مخطئا‮. ‬لأنك بذلك أهملت‮ »‬النزاهة‮« ‬السياسية،‮ ‬والأخلاقية،‮ ‬والوطنية‮.‬

‮< ‬هل="" كان="">

‮- ‬لم‮ ‬يكن ديكتاتورا فقط،‮ ‬بل كان‮ »‬سفاحاً‮«‬؟

‮< ‬يا="" أستاذة="" وصفك="" به="" قسوة="">

‮- ‬يا سيدي‮ ‬هذا رأيي،‮ ‬وأنا حرة فيه‮. ‬جمال عبدالناصر مشكلته مضاعفة،‮ ‬لأن الشعب أحبه جداً،‮ ‬ووقف بجواره،‮ ‬وهتف باسمه،‮ ‬وأنا كنت من هؤلاء الذين أحبوه،‮ ‬وكنا خارجين من‮ »‬كابوس‮« ‬العهد الملكي‮ ‬الطاغي‮ ‬الباغي،‮ ‬الفاسد‮. ‬ووضع الشعب كل أمله فيه‮. ‬وكان‮ »‬يتكبر‮« ‬شوية،‮ ‬يقول الشعب‮ »‬زي‮ ‬بعضه‮«. ‬يجوعنا حبة نقول‮ »‬معلهش‮« ‬ويقول‮ »‬شدو الحزام‮.. ‬نشده‮« ‬لكن للأسف‮.‬

‮< ‬ولماذا="" الأسف‮..="" ‬شعب‮="" ‬يحب="" حاكمه‮..="" ‬وينفذ="" تعليماته،‮="" ‬ويغفر="" له="" هفواته‮..="" ‬فماذا="">

‮- ‬لأن عبدالناصر بالتدريج سحب قيادته إلي‮ ‬شكل من أشكال التجنس بفساد العهد الملكي‮ ‬الذي‮ ‬سبقه،‮ ‬حيث لم‮ ‬يفرق الأمر كثيرا،‮ ‬وحدث ما نسميه اليوم،‮ ‬بإعادة إنتاج الفساد،‮ ‬بصيغ‮ ‬وشعارات كذب في‮ ‬كذب‮.‬

‮< ‬كلامك‮="" ‬يعني‮="" ‬أن="" الفساد="" بعد‮="" ‬23‮="" ‬يوليو="" لم‮="" ‬يختلف="" كثيراً‮="" ‬عن="">

‮- ‬طبعاً‮.. ‬وانظر لعبدالحكيم عامر‮ - ‬سواء قتل أم انتحر‮ - ‬ما الفرق الذي‮ ‬سيعود علينا؟ عبدالحكيم عامر‮.. ‬ماذا كان؟ وماذا قدم للبلد؟ هل ثبت أنه كان‮ ‬يجري‮ ‬وراء النساء،‮ ‬وهو رئيس جيش محترم،‮ ‬لدولة كبيرة؟‮ ‬يكون هكذا وهل ثبت أنه‮ ‬يقرب أشخاصا ويبعد آخرين؟ وهل ثبت أن مسئوليته عن الجيش أصابتنا بهزيمة نكراء في‮ ‬67؟ هذه الأسئلة أهم من أنه مات مقتولاً‮ ‬أم منتحراً‮.‬

‮< ‬طيب="" وعبدالناصر="" ما="">

‮- ‬تسأل ما ذنبه؟ عبدالناصر كان‮ ‬يعلم كل الجوانب السيئة في‮ ‬هذا الرجل‮. ‬وكل نقاط الضعف فيه‮. ‬هو وغيره،‮ ‬فلماذا صمت عبدالناصر عليهم،‮ ‬ولماذا واصل صمته عندما هدده‮.‬

‮< ‬عبدالحكيم="" عامر="" هدد="">

‮- ‬طبعاً‮.. ‬لذلك صمت وسكت وتركه في‮ ‬الجيش‮.‬

‮< ‬لكن‮..="" ‬خلينا="" نختلف="" علي‮="" ‬بعض="" الجوانب="" في‮="" ‬شخصية="" عبدالناصر،‮="" ‬لكن="" لا‮="" ‬ينكر="" أحد="" نزاهته="" وبراءة="" ذمته="">

‮- ‬الناس عندما تتحدث عن نزاهة عبدالناصر،‮ ‬أقول لهم إنها ليست سرقة الأموال فقط،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تجعلك أمينا أو نزيها‮. ‬وأسأل‮.. ‬ماذا عن سرقة الأرواح،‮ ‬إنها أبشع من سرقة الفلوس‮. ‬هذا الرجل‮ »‬أذل‮« ‬الشعب المصري‮.‬

‮< ‬جمال="">

‮- ‬طبعاً‮.. ‬يعني‮ ‬عندما‮ ‬يأخذ المثقفين‮ »‬ويلمهم‮« ‬في‮ ‬السجون،‮ ‬ويجعلهم‮ »‬يكسرون‮« ‬في‮ ‬حجارة الجبال،‮ ‬أليس هذا إذلالاً؟ تريد سجنهم‮ »‬ماشي‮«. ‬لكن ما الهدف من أن تجعلهم‮ »‬يكسرون‮« ‬الحجارة في‮ ‬الجبال وسط الصخور‮.‬

‮< ‬وهل="" كان="" له="" هدف="" من="" وراء="">

‮- ‬إذلالهم‮! ‬تخيل كاتبا مثل لويس عوض،‮ ‬يقف‮ »‬يكسر‮« ‬حجارة في‮ ‬معتقلات عبدالناصر،‮ ‬وعبدالعظيم أنيس هذا العالم في‮ ‬الرياضيات،‮ ‬أخذه عبدالناصر وجعله‮ ‬يفعل ذلك‮.‬

‮< ‬طيب‮="" ‬يا="" أستاذة‮..="" ‬هذه="" الأشياء="" قد="" تكون="" حدثت="" دون="" علم="">

‮- ‬مين قالك دون علمه؟

‮< ‬أنا="" أقول="">

‮- ‬يعني‮ ‬ايه‮ »‬ميعرفش‮« ‬هذه مغالطة تاريخية‮. ‬كيف أدير أنا منزلي‮ ‬مثلاً،‮ ‬أو مكتبي‮ ‬في‮ ‬العمل،‮ ‬ولا أعلم شيئاً‮ ‬عما‮ ‬يدور فيه‮.‬

‮< ‬يا="" أستاذة‮..="" ‬كان="" هناك‮="" »‬حمزة="" البسيوني‮«="" ‬وغيره="" من="" الشخصيات="" التي‮="" ‬تعاملت="" بقسوة="" مع="">

‮- ‬ومن الذي‮ ‬جاء بهؤلاء؟ إنه عبدالناصر نفسه‮. ‬لقد أقام عبدالناصر نظاما‮ ‬يتجسس عليك حتي‮ ‬وأنت في‮ ‬غرفة نومك،‮ ‬فكيف لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يعرف‮ - ‬أو حتي‮ ‬يتجسس‮ - ‬عما كان‮ ‬يحدث في‮ ‬معتقلاته‮. ‬لقد أقام حزبه‮ »‬الطليعي‮« ‬السري‮. ‬

‮< ‬سري‮="" ‬علي‮="">

‮- ‬علي‮ ‬الشعب طبعاً،‮ ‬لقد حزم البلد بشبكة من العلماء والكتاب والمثقفين ومن كل المجالات،‮ ‬هدفها‮ »‬التجسس‮« ‬علي‮ ‬بعضنا البعض‮. ‬أفسد المناخ العام،‮ ‬حتي‮ ‬إن الناس لم تعد تنطق بكلمة،‮ ‬حتي‮ ‬لا تنقل عنك،‮ ‬فتجد نفسك في‮ ‬المعتقل،‮ ‬بتكسر حجارة‮.‬

‮< ‬يقال="" إن="" هذا="" كان="" لمصلحة="">

‮- ‬بلد مين‮ ‬يا ابني‮.. ‬هو كان فيه بلد؟ ولمصلحة من‮ »‬يكسر‮« ‬عبدالعظيم أنيس وليس عوض وغيرهما من عقول الأمة في‮ ‬الجبال،‮ ‬ويحملون الرمل والحجارة،‮ ‬بدلاً‮ ‬من الفكر والكتب،‮ ‬والمراجع‮.. ‬أنا أذكر أن عبدالناصر في‮ ‬عام‮ ‬1965‮ ‬أصدر قانونا‮ ‬يقول‮ »‬من سبق اعتقاله،‮ ‬يعاد اعتقاله‮«.‬

‮<>

‮- ‬لأنه بموجب هذا القرار،‮ ‬استطاع في‮ ‬ليلة واحدة أن‮ ‬يعتقل،‮ ‬18‮ ‬ألف مواطن‮.‬

‮< ‬في‮="" ‬ليلة="">

‮- ‬آمال أنت فاكر آيه؟ في‮ ‬1968‮- ‬بعد النكسة‮ - ‬قام الطلبة بمظاهرة ضده،‮ ‬بعد أحكام سلاح الطيران،‮ ‬وقتها طلبهم وقال لهم‮ »‬أنا كنت أستطيع اعتقالكم‮.. ‬أنا لما أردت‮ - ‬لاحظ التعبير والجبروت‮ - ‬ألقيت القبض علي‮ ‬18‮ ‬ألفا في‮ ‬ليلة واحدة‮. ‬وأنا سمعته بنفسي،‮ ‬ولم أقرأها في‮ ‬كتب‮. ‬وأنا الحقيقة لا أعرف كيف سيقابل عبدالناصر ربه؟

‮< ‬طيب‮..="" ‬رغم="" كل="" الذي‮="" ‬تتحدثين="" عنه،‮="" ‬وبعد="" هزيمة‮="" ‬67‮="" ‬قال="" الرجل="" أنا="" سأتنحي‮="" ‬وأعود="" لصفوف="" الشعب‮..="" ‬لماذا="" لم‮="" ‬يتركه="" الشعب‮="">

‮- ‬لأن شعبك مريض‮.. ‬سحبوا روحه منذ‮ ‬1952‮

‬وحتي‮ ‬1967‮ ‬وعاش الشعب في‮ ‬الوهم وفي‮ ‬إعلام مضلل‮. ‬ويوم أن قال الشعب بعد الهزيمة نريد الحرب،‮ ‬خرج علينا‮ »‬تابعه‮« ‬هيكل‮ ‬يرد ويقول إننا لا نستطيع المقاومة؛ لأن مقاومة إسرائيل معناها،‮ ‬مقاومة أمريكا،‮ ‬ونحن لدينا السد العالي،‮ ‬من الممكن ضربه‮.‬

‮< ‬الأستاذ="" هيكل="" قال="">

‮- ‬طبعاً‮.. ‬وكأن هيكل في‮ ‬كلامه‮ ‬يوحي‮ ‬لإسرائيل وأمريكا،‮ ‬بأن‮ ‬يهددونا بضرب السد العالي،‮ ‬ثم‮ ‬يكتب‮ ‬يقول‮: ‬نحن نريد تحييد أمريكا ويومها كتب أحمد فؤاد نجم قصيدة لم تكتمل قال فيها‮: ‬إيه رأيك أنت‮ ‬يا ويكا‮.. ‬في‮ ‬حكاية تحييد أمريكا‮«‬،‮ »‬هيكل‮« ‬اليوم المفروض ألا‮ ‬يتكلم،‮ ‬ويكفي‮ ‬ما فعله علي‮ ‬مدار الحقبة الناصرية أو الخديعة الناصرية كما أسميها‮. ‬إن ظهور هيكل اليوم في‮ ‬الفضائيات وعلي‮ ‬صدر الصفحات،‮ ‬وأحاديثه التي‮ ‬يدلي‮ ‬بها،‮ ‬ما هي‮ ‬إلا استكمال لدوره التدميري‮ ‬لهذا الشعب‮.‬

‮< ‬لكن="" هيكل="" لم‮="" ‬يحكم="" حتي‮="" ‬يدمر="" أو‮="">

‮- ‬صحيح هو لم‮ ‬يحكم‮.. ‬لكن كان‮ »‬لسانه‮« ‬في‮ »‬أذن‮« ‬عبدالناصر،‮ ‬إن الخسائر التي‮ ‬حدثت أيام عبدالناصر،‮ ‬هي‮ ‬خسائر علي‮ ‬مستويات عديدة‮. ‬حدثت هذه الخسائر في‮ ‬لحظة تاريخية مواتية،‮ ‬هذه المرحلة كانت فترة تحرير الشعوب‮.‬

‮< ‬يقال="" إن="" الفكر="" والمنهج="" الناصري‮="" ‬ساهما="" في‮="" ‬تحرير="" تلك="">

‮- ‬يا عم فكر إيه الله‮ ‬يرضي‮ ‬عنك،‮ ‬ثم تحرير ايه الذي‮ ‬تتحدث عنه،‮ ‬وكيف لنظام سجن من شعبه‮ ‬18‮ ‬ألفا في‮ ‬ليلة واحدة،‮ ‬ثم تقول لي‮ ‬إنه حرر شعوبا أخري،‮ ‬كان حرر شعبه أحسن،‮ ‬لقد أضاع عبدالناصر الفرصة التاريخية لنهضة هذا الوطن،‮ ‬وضيعت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية وقتنا ومعها مباريات كرة القدم،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كانوا فيه‮ ‬يضيعون البلد ولذلك كتب نجم أيامها‮ »‬لا كورة نفعت ولا أونطة‮«.‬

‮< ‬لكن="" عبدالناصر="" أقام="" السد="">

‮- ‬طيب محدش قال حاجة‮.. ‬كويس‮.. ‬لكن انظر لما عبدالحليم‮ ‬يغني‮ »‬فاكرين لما الشعب اتغرب جوه في‮ ‬بلده‮.. ‬آه فاكرين‮« - ‬رددت الأستاذة صافيناز هذه الجملة ثلاث مرات‮ - ‬وفي‮ ‬المرة الثالثة بكت وهي‮ ‬ترددها‮.. ‬هذه الجملة‮ »‬وجعاني‮« ‬حتي‮ ‬اليوم‮. ‬لقد‮ »‬غربنا‮« ‬عبدالناصر في‮ ‬بلدنا مرة ثانية‮.‬

‮< ‬لكن‮="" ‬يا="" أستاذة="" من="" حسنات="" عبدالناصر="" أنه="" لم‮="" ‬يسرق="" من="" أموال="">

‮- ‬يا ليته سرق الأموال،‮ ‬ولم‮ ‬يسرق روحها المرتفعة الشامخة‮.. ‬عبدالناصر استلم الشعب في‮ ‬1952‭.‬‮. ‬وكان‮ - ‬أي‮ ‬الشعب‮ - ‬متوهجا سياسياً،‮ ‬كان في‮ ‬الأربعينيات‮ ‬يقوم كل‮ ‬يوم بمظاهرة،‮ ‬وكان لديه وعي‮ ‬سياسي‮ ‬لكن جاء عبدالناصر وعينه علي‮ ‬الحكم والسلطة‮.‬

‮< ‬لكن="" في‮="" ‬أزمة="" مارس‮="" ‬1954‮="" ‬كان="" عبدالناصر="" ضمن="" الفريق="" الذي‮="" ‬يطالب="" بعودة="" الجيش="">

‮- ‬هذه لعب شطرنج‮.. ‬وتوزيع أدوار،‮ ‬لا تصدق إن عبدالناصر كان‮ ‬يريد الديمقراطية،‮ ‬أو أنه لا‮ ‬يريد السلطة‮. ‬هذا‮ ‬غير صحيح‮. ‬وتأكد أن من آليات مجموعة‮ ‬يوليو هو الكذب‮. ‬وأنا أحيلك إلي‮ ‬حديث ابنة الراحل السادات لها في‮ ‬الفضائيات،‮ ‬تقول إنها تزوجت ولم تتم السن القانونية‮. ‬وقالت إن اباها‮ »‬زور‮« ‬سنها وجاء بعبدالناصر وعبدالحكيم عامر للشهادة علي‮ ‬الزواج‮.‬

‮< ‬صديق‮="" ‬يشهد="" علي‮="" ‬زواج="" ابنة="" صديقه‮..="" ‬ماذا="" في‮="">

‮- ‬لا‮.. ‬في‮ ‬ذلك ماذا؟ كيف‮ ‬يشهد عبدالناصر وعبدالحكيم عامر علي‮ ‬ابنة سنها‮ ‬15‮ ‬سنة ليؤكدا أنها‮ ‬16‮ ‬سنة في‮ ‬أوراق رسمية‮.. ‬كيف‮ ‬يشهدان علي‮ ‬تزوير‮.‬

‮< ‬معلهش="" خلينا="" نتفق="" إن="" الشعب="" كان‮="" ‬يحب="">

‮- ‬وأنا قلت لك لا‮!.. ‬نعم كان‮ ‬يحبه‮.. ‬لكن هو بيحب نفسه،‮ ‬وعظمته وفرديته،‮ ‬ودارت عجلة نفاقه في‮ ‬الصحافة والإذاعة،‮ ‬وفي‮ ‬الأغاني‮ ‬وصوت عبدالحليم وصلاح جاهين‮. ‬لقد كان الشعب‮ - ‬رغم كل ما‮ ‬يعانيه‮ - ‬فرحاً‮ ‬ومؤمناً‮ ‬بأن عبدالناصر ـ لا شك ـ قادر علي‮ ‬هزيمة إسرائيل ودخول تل أبيب وكان‮ ‬يهتف‮ »‬عبدالناصر‮ ‬يا حبيب‮ .. ‬بكره ندخل تل أبيب‮«‬

‮< ‬وطبعاً‮..="" ‬لم="" ندخل="" تل="">

‮- ‬طبعاً‮.. ‬دخلوا هم سيناء واحتلوا الأراضي‮ ‬العربية‮. ‬

‮< ‬أليس="" هو="" الذي‮="" ‬زرع="" فينا="" العزة="">

‮- ‬مين ده؟

‮<>

‮- ‬يا ابني‮ ‬أسكت الله‮ ‬يخليك‮. ‬عزة وكرامة إيه التي‮ ‬تتحدث عنها‮. ‬لقد أخذ عبدالناصر مصر وفيها عزة وكرامة،‮ ‬ولم‮ ‬يسلبنا أحد العزة والكرامة إلا عبدالناصر وأجهزته‮. ‬في‮ ‬سنة‮ ‬1954‮ ‬قال هذا الكلام واندهشنا من ذلك‮. ‬كيف‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬قول لك؟

‮< ‬إذن="" عبدالناصر="" كان="">

‮- ‬كان‮ ‬يكذب‮ .. ‬وهذا‮ ‬يفوق‮ »‬الفرعنة‮« ‬نفسها،‮ ‬وتأكد أن الفرعون دائماً‮ ‬كان سلوكه مستمداً‮ ‬من عقيدته الدينية والسياسية في‮ ‬عصره‮.‬

‮< ‬ومن="" أين="" استمد="" الفراعين="" الجدد="">

‮- ‬من ثقافتهم هم،‮ ‬حيث لم‮ ‬يروا‮ - ‬ومنهم عبدالناصر‮ - ‬إن الفرعنة عيب أبدا‮.‬

‮< ‬هل="" ساهم="" هيكل="" في‮="" ‬صناعة‮="" »‬فرعنة‮«="">

‮- ‬كان رئيس الكهنة‮.. ‬فكيف لا‮ ‬يساهم في‮ ‬صناعته‮. ‬وأرجو منه أن‮ ‬يلتزم الصمت وكفاية ما جري‮ ‬أيام صديقه،‮ ‬فهل‮ ‬يريد أن‮ ‬يكرر ذلك اليوم؟‮!!‬