البرعي تحت حصار عمال الوطني والأمن
في طريقي الي الفندق الذي يقيم به الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة والهجرة خلال مشاركته الدولية الاولي حالياً في أعمال مجلس ادارة منظمة العمل الدولية بمدينة جنيف
غلبتني حيرة كبيرة فاسم الفندق الذي ينزل به الوزير لم يسبق أن نزل به وزير أو مسئول مصري من قبل لانه أحد الفنادق المتواضعة في المدينة السويسرية. وفي غرفته الصغيرة استقبلني مبتسماً وقام الي سخان صغير في جانب الغرفة ليعد كوبين من القهوة قبل أن نجلس لاجراء هذا الحوار.
سألته: تواجه معارك متعددة، الحرية النقابية، وهجوم اتحاد العمال عليك، فضلاً عن معركة رفع اسم مصر من القائمة السوداء في منظمة العمل الدولية هنا.. فمن أين تبدأ؟.
ـ البداية أنني وضعت الحرية النقابية ضمن أربع أولويات للوزارة تشمل الحد الادني للاجر والتدريب المهني والثقافة العمالية فأنا أعرف أنني عضو في حكومة انتقالية هدفها تحديد مسار اصلاحي ستمس خطواته حياة شعب قام بثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. أما الحرية النقابية سواء حق العمال في الانضمام الي نقابة ما أو انشاء نقابات يختارونها فهو أمر محسوم لان الحرية أصبحت مبدأ.. ومن خلال اتصالاتي بمجموعة العمال وأصحاب العمل لمست قناعة كبيرة بما تم ويتم في هذا الاتجاه وباعلان المبادئ الذي جري في حضور خوان سومافيا مدير عام منظمة العمل الدولية في زيارته قبل أيام الي القاهرة.. وعملياً تم بالفعل ايداع أوراق ثلاث نقابات مستقلة جديدة وحصلت علي ايصالات الايداع وهو ما جعل الصورة بشأن مسألة اسم مصر فيما يسمي بالقائمة السوداء لمنظمة العمل الدولية مختلفة تماماً عما كانت عليه وهو ما لمسته في أولي جلسات مجلس ادارة المنظمة ولدي أمل كبير في أن يطلب تقرير فريق العمال وأصحاب العمل قبل مؤتمر العمل الدولي السنوي في يونية القادم رفع اسم مصر من هذه القائمة. أما هجوم اتحاد العمال علي شخصي فلأنه اعتاد أن يكون الوحيد علي الساحة وقادته يتخيلون أن انشاء النقابات المستقلة سيضعف موقفهم ولهذا فالمشكلة بين اتحاد العمال والنقابات المستقلة الجديدة.. وأنا أقول لاتحاد العمال وبوضوح: الحرية النقابية لا تتجزأ.. ومن الغريب أن مسئولي الاتحاد رحبوا بأن الوزارة لا علاقة لها بالنقابات في حين رفضوا حرية الآخرين خارج الاتحاد.. الكلمة الفصل ستكون للعمال وهم من سيختارون دون وصاية من أحد والكلام واضح.
وماذا عن الاجور تلك القضية الكبيرة التي تمس أقوات الناس والاسعار الآخذة في الارتفاع؟.
ـ الحد الادني للاجر هو إحدي أهم أولويات الوزارة حالياً وأنا أقوم بكل الجهود وفي كل الاتجاهات لانني وعدت العمال في مصر انه في مدة من ثلاثة الي ستة أشهر سأكون عدلت الاجور وهذا مطلب للعمال لابد من تحقيقه والعمل عليه في ظل ما يواجهه الجميع في المجتمع من أعباء وارتفاع للاسعار وتكلفة معيشية مرهقة يحسها الجميع.. ولن نتوقف في وزارة القوي العاملة عند ذلك حيث حصلت علي وعد واضح من مدير عام منظمة العمل الدولية بأنه سيبذل كل الجهود لتدبير الموارد اللازمة لكي يتحول برنامج التدريب المهني الي حقيقة واقعة
ما هي أولويات المهاجرين في خطتك؟.
ـ ملف الهجرة المصري كبير ولكن أهم ما يخص المهاجرين ويحتل مساحة كبيرة من الاهتمام لديهم هو التصويت في الانتخابات بعد أن حرموا من هذا الحق طويلاً وآن الاوان لكي يحصلوا عليه.. ونحن علي اتصال بشركات متخصصة لبحث سبل تمويل هذه العملية ودعونا هذه الشركات لتجميع أصوات المصريين في الخارج ومعرفة عددها الحقيقي بدقة.. وأستعين حالياً بصفة استشارية بمجموعة ممن كانوا في اتحاد المصريين في الخارج لوضع فكرة لربطهم بالوطن.. ولدينا أمل كبير في أن يكون صوت المصريين هناك موجوداً في انتخابات الرئاسة القادمة وسنبذل كل الجهد لتحقيق ذلك.