رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عايدة الحرامية: أنا فلول.. وصنيعة الحزب الوطني

عايدة
عايدة

طول حياتي كانت كلمتي مسموعة على الكبير والصغير و على الداخلية نفسها وعلى كل رجل فى حارات الاسكندرية ولكنى لم اعلم اننى مهمة للغاية لدرجة انى عندما يلقى القبض علىَّ تحضر جميع القنوات الفضائية ورجال الصحافة والاعلام لتصور معى والجميع يعتقد أنني أحمل في داخلي اسراراً كبيرة وهذا ليس حقيقياً. تلك كانت كلمات «عايدة الحرامية» إمبراطورة البلطجة بالإسكندرية في حوارها مع «الوفد» بعد سقوطها في قبضة الأجهزة الأمنية.

تضيف «عايدة»: انا اسمى عايدة يوسف على عمرى 67 سنة وشهرتى «عايدة الحرامية».
اسم الشهرة جاء من رجال الداخلية وليس من الاهالى. أولادي كثيرون واحفادى اكثر اما عدد زيجاتى فلم اتذكره لاننى تزوجت جميع انواع الزواج الذى سمعنا عنه من اجل المال، لكن للأسف كان الزواج لا يدوم لانه كان زواج مصلحة.. انا كنت ابحث عن المال وهو كان يبحث عن المتعة لانى كنت فى شبابى جميلة والجميع كان يتحدث عن جمالي وانوثتى.
تستكمل «عايدة» حكايتها قائلة: أتعجب مما يتردد بين الناس عن اننى من «فلول» وتابعة للحزب الوطنى وتساءلت «مين فينا مش تابع للحزب الوطنى وكان موجود فى ايامهم.. كل ما اسمع الناس بتقول لبعض يا فلول اقول هو فى ايه؟ هى الدنيا يعنى قبل الثورة كان فيها مبارك واحنا والحزب الوطنى وباقى الشعب كان فين كان فى دنيا اخرى ولا ايه؟».
وضحكت «عايدة»  وقالت .. أنا فعلا من الفلول ولكن مش بإرادتى كان غصب عنى فأنا كنت صنيعة ووليدة الحزب الوطنى والشعب كله.. هم الذين حولوني من عايدة يوسف الى «عايدة الحرامية» هم الذين حكموا على اسرتى بالتشرد.
وأضافت عايدة قائلة.. والدي كان «شرطي بالداخلية» وفى غفلة منه سرق سلاحه الميرى وتم معاقبته بالسجن  ولم نجد من ينفق علينا وبسبب ذلك ماتت والدتى وهى تنجب شقيقتي الصغيرة لأنها لم تجد من ينقذها  لفقرنا، ماتت وتركت لي اشقائى الأربعة وأنا عمري  17 سنة.. خرجت ابحث عن عمل فى كل مكان ولكن للاسف كان كل واحد يريد الثمن ورغم كل ذلك كنت اخشى على نفسى من الحرام.. بدأت اعمل شغالة فى المنازل وفى احد الايام اخذت من صاحبة المنزل وجبة للعشاء.. «أرز وفراج» وتوجهت إلى المنزل مسرعة فرحانة لانى سوف اطعم اشقائى ولانى لم املك ان احضر لبن اطفال لشقيقتى الرضيعة قمت باطعامها الأرز مما أدى إلى وفاتها على الفور ومنذ ذلك بدأت اشق طريقي..  عملت في أعمال البناء والمحارة ومن هنا بدات اتحول من فتاة بها انوثة طاغية الى رجل.. أول مرة ارفع صوتى على رجل كان صاحب شغل يريد ان يراودنى عن نفسي.. فقمت بالتعدي عليه بالضرب ومثلت به فى الشارع امام الجميع ومن هنا اصحاب المنطقة عملوا لى الف حساب وكل سيدة او رجل يريدنى فى اى خناقة او بلطجة كانوا يطلبونى بالاسم وكنت احضر اشقائى واطفال الشوارع اللى اتعرفت عليهم وعملت مجموعة مثلما تطلقون عليها الآن رابطة انا عملت رابطة «عايدة».. اى طفل شارع او متهم هارب كنت احميه واضمه إليها من اجل ان اكون اكبر رابطة تستخدم فى جميع المجالات: بلطجة او فرض اتاوة او سرقة ومن هنا اتشهرت لدى مرشحى الانتخابات.. انا لم افكر اصلا ولم اعرف هو المرشح ده كان بينزل امام مين او مع مين لانى اصلا لم يكن لى فى السياسة كان كل هدفى هو «الفلوس» واستكملت «عايدة» الحديث قائلة: ايوه بالفعل الفلوس هي كانت هدفي الوحيد فى النزول للانتخابات وليس كما يقولون عايدة تساند الحزب الوطنى.. لا.. عايدة كانت تساند من يدفع لها اكثر من اجل ان تأكل وتشرب وعندما تمرض تعالج ولو ماتت تجد ثمن كفنها مثل باقي الناس. لم يكن الهدف الحزب الوطنى لاننى انا شخصيا ضحية من ضحايا  النظام البائد والحزب الوطني لكن توجد مقولة مشهورة جدا تقولك «كل اللى ييجى من الصعايدة فايدة».
وقالت «عايدة» اول من استعان بى فى الانتخابات لم يكن مرشحى الحزب الوطنى، وإنما كان مرشح مستقل ونزل امام الحزب الوطنى ولم يهمنى ونزلت معاه انا ورجالتى وبالفعل كسب فى الانتخابات.. وذاع صيتي في المنطقة بعد فوزه واصبحت الانتخابات هى موسم شغلى الذى يحقق لى مكاسب باقى العام.. كنت احقق منه آلاف الجنيهات وبدأت بعد ذلك تستعين بى الداخلية فى الارشاد عن المجرمين مقابل ان يتغاضى عنى فى اشياء كثيرة لانى كنت بجانب البلطجة امارس نشاط السرقة وبيع المخدرات بس على خفيف «حشيش»  فقط لانه من وجهة نظرى مش مخدرات هو زى الخمرة بيسطل بس.. ويخلى

الشباب تنسى الهم والقهر اللى فيها لكن الهيروين والأقراص المخدرة «حرام» وغير كده عقوبتها الاعدام.. انا بحصل على  الكثير من الانتخابات يعنى مش محتاجة ابيع هيروين ولا اقراص ولا قتل.
وبكت «عايدة» عندما تذكرت حادث نجلها أمام عينها.. قائلة انها لم تتصور يوما ان احد يستطيع ان يتطاول على انجال «عايدة»  بالإسكندرية والتي لا يعلو صوت على صوتها سواء كان رجل او امراة او غفير او وزير، علي حد قولها.
وأوضحت «عايدة» ظروف مصرع نجلها قائلة: بالفعل انا وابنائى بلطجية  ونفرض اتاوات على اهل المنطقة وحرامية ولكن لم اضع فى تفكيرى ان اقتل احد ولكن الشيخ محمد عرفة هو الذى اراد ان يأخذ حقى وحق ابنائى.. فانا مسيطرة على المنطقة بالفعل والجميع يعلم انني اشتري الخبز من المخبز بكميات كبيرة وأقوم بتسريح ابنائى واحفادى لبيعه لكى استرزق منه وهذا ليس عيباً ولا حراما وانما حلال وتجارة ولم اضرب احداً على يده حتي يشترى منى، لكن «الشيخ السلفى» اراد ان يحاربنى فى رزقى وقام بالتوجه الى صاحب المخبز وطلب منه ان ينفذ «مشروع الـ 100 يوم» الذي أعلن عنه الرئيس «مرسى» وكان يحضر سيارة بالاتفاق مع بعض الشيوخ السلفيين والاخوان ويقومون بشراء الخبز بكميات كبيرة وبيعه للمواطنين بسعر المخبز، ولذلك قام الاهالى بالتوافد عليه وتركونى ووقف عملى جن جنون  اولادى  وشعروا ان مشروع الرئيس سوف يخرب بيتنا يعنى الرئيس ينعم بثقة الشعب واحنا يتخرب بيتنا. وقبل الحادث بيوم ذهب ابنائى للشيخ وطلبوا منه الابتعاد عن المنطقة الخاصة بهم ولكنه رفض وحضر ثانى يوم الى المخبز وقام بشراء كمية كبيرة من الخبز وحدثت مشاجرة بينه وبين نجلى وأخرج نجلى المطواة لكى يهدده بها فقط واعتقد انه سوف يقتله واخذ منه المطواة وطعنه بها ثم هرب الى المسجد وعندما اخبرنى اهل المنطقة هرولت إليه مسرعة انا وابنائى واحفادى وعندما شاهدوا شقيقهم قتيلاً  توجهوا  مسرعين إلى الشيخ السلفي لأخذ الثأر وبعد ذلك سمعت ان شخصاً اخرج سلاح نارى وقام باطلاق الاعيرة النارية وتوجهت لدفن نجلى ففوجئت بالاهالى يقومون باقتحام منزلى وقاموا بإشعال النيران فيه.
وتضيف «عايدة» قائلة: من اجل ذلك هربت لأن السلفيين والإخوان قاموا بعمل مظاهرة تطالب بطردي من بيتي وبالفعل خلعونى مثلما خلعوا مبارك من منصبه.. انا ايضا اتخلعت من منطقتى ونفوذى يعنى انا ومبارك مثل بعض هو اتخلع من الحكم وانا اتخلعت من الحرية التى كنت اتمتع بها . من اجل ذلك قررت الهروب ورفضت تسليمى للحكومة لانى اعلم تماما انهم سوف يقدمونى الى الاخوان والسلفيين من اجل ارضائهم وتهدئتهم على حسابى انا وابنائى الذين ظللنا طوال أعمارنا ندفع حياتنا ثمناً للنظام سواء «وطنى» او «اخوان».
وفى نهاية حديثها مع «الوفد» تساءلت «عايدة» اللى قتل هو حفيدى فلماذا القى القبض على انا وابنائى.. من يقول من اجل تنفيذ الاحكام مخطئ لأن هذه الاحكام منذ سنوات وانا اعيش تحت اعين وسمع رجال المباحث.. فلماذا الآن يتم القاء القبض على.. هل هذه مكافاة نهاية الخدمة؟.