عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حبيب: الإخوان فقدوا مصداقيتهم

د. محمد حبيب
د. محمد حبيب

المجتمع المصري كان يتوقع أن يأتي «د. محمد حبيب» مرشداً ثامناً لجماعة الاخوان المسلمين بعد المرشد السابع «مهدي عاكف» لكن لم تتحقق التوقعات واختير «د. محمد بديع» خلفاً «لعاكف».

و«د. حبيب» هو الوحيد الذي لم ينتظر المنصب على حد قوله: إنه كان تقدم باستقالته من منصب النائب الأول لمرشد الاخوان المسلمين وأيضاً من مكتب شورى الاخوان.. حيث اتفق مع «عاكف» على الخروج سوياً من الجماعة، ولكن «عاكف» سبقه ولم يلتزم بما اتفقا عليه.
يرى أن المشهد السياسي أصبح مشهداً عبثياً بامتياز، بسبب الموافقة على التعديلات الدستورية بنعم، حيث كان استفتاء طائفياً بعد ما تم استدعاء المادة الثانية من الدستور.. وتم شق الصف الثوري، وأصبح لدينا برلمان غير قادر على القيام بدوره، وحكومة عاجزة ولكنها مستقوية بالمجلس العسكري الذي أصبح مسيطراً على كل شىء بعدما ارتمى التيار الديني في احضانه بالكامل، خوفاً من تكرار ما حدث معه في مارس 1954.


< كيف="" ترى="" المشهد="" السياسي="">
- لا يختلف أحد سواء كان مراقباً أو محللاً أو مهموماً بالشأن العام على أن المشهد عبثي بامتياز بسبب غياب الشفافية وشيوع ثقافة الشك والريبة بين الفرقاء، وهذا ما أحدث حالة من السيولة في المشهد كله، بما يواكب فقدان الثقة على مستوى كل الاطراف، وانعكس ذلك كله على الشعب المصري من حيرة وقلق واضطراب ولا يستطيع أحد أن يعفي طرفاً من المسئولية سواء كان المجلس العسكري أو القوى الثورية والسياسية والتيار الاسلامي بكل فصائله، الكل ساهم بنصيب في هذا المشهد العبثي.
< لكن="" يوجد="" اتهام="" لجماعة="" الاخوان="" المسلمين="" بالنصيب="" الأكبر="" من="" الثقة="">
- المجلس العسكري لعب بالجميع واستطاع أن يشق الصف ويقوض وحدة القوى السياسية وعزلها عن القوى الثورية، وبالتالي أصبحنا أمام مجلس عسكري يقبض على زمام الأمور ويبسط رداء سلطته على الجميع، وأصبح لدينا برلمان غير قادر على القيام بدوره.. وحكومة عاجزة ولكنها مستقوية بالمجلس العسكري.. وارتمى التيار الاسلامي بكامله في أحضان المجلس العسكري عقب 11 فبراير، ورأينا كيف كان التأييد المطلق للتعديلات الدستورية والاستفتاء عليها، وهى كانت بداية النكبة والتشرذم والتشتت والانقسام، وفتحت الباب واسعاً أمام الانقسام الحاد في القوى السياسية والثورية.
< هذا="" اعتراف="" بأنه="" كان="" استفتاء="">
- بل كان استفتاء طائفياً بامتياز واستدعيت المادة الثانية من الدستور رغم أنها لم تكن مطروحة في التعديلات، وكان خطأ واضحاً أعطى الفرصة كاملة للمجلس العسكري في اصدار اعلان دستوري خالف فيه الاستفتاء، وانقلب عليه لأنه لم يتم الاستفتاء عليه.. بل تم التأييد والاذعان له فوضع الجميع في وضع لا يحسد عليه من حيث التناقض في المادة 21 و28 وفرض نظام حكم رئاسياً على الشعب كما جاء في المادة 56 وسحب الصلاحيات من البرلمان وجعله مجلساً منزوعاً للصلاحية بالاضافة الى الغموض والالتباس في المادة 60، حيث إن الجمعية التأسيسية لا تفعيل ولا تحديد ولا ماهية عملها ونحن نجني علقم كل ذلك.. ناهيك عن سوء الادارة للمجلس العسكري والمذابح والمجازر الوحشية التي وقعت والتزمت القوى السياسية والاخوان الصمت تجاهها في موقف لا أخلاقي ولا انساني بكل المقاييس.
< ما="" سر="" التقارب="" والالتحام="" القوى="" الذي="" ظهر="" بين="" المجلس="" العسكري="" والاخوان="">
- المجلس العسكري كان في أمس الحاجة الى التيار الاسلامي خاصة جماعة الاخوان المسلمين لأن المجلس العسكري يستند إلى تنظيم هرمي تحكمه قواعد وأصول الضبط والربط والديمقراطية والسياسة غير مطروحتين لديه.. وأصبح يواجه قوى ثورية وشعباً ثائراً فكان في احتياج لقوى سياسية منظمة يتفاهم معها لتحسين صورته، وايجاد صيغة ووسيلة يتم من خلالها التعامل مع مفردات المشهد السياسي بما يضمن مصالحه بالحفاظ علي النظام القديم.. وبالطبع الاخوان المسلمون كتنظيم هرمي يخضع للثقة في القيادة من خلال السمع والطاعة، وهذا كان مناسباً جداً للمجلس العسكري لأن يتعامل معهم، والاخوان أيضاً كانوا في أمس الحاجة الى المجلس العسكري باعتبار أنه القوة الوحيدة التي سوف تستطيع كبح جماح تنظيم العنف المسلح الذي كان يقوم به جهاز أمن الدولة والحزب الوطني المنحل، فجاء هذا التوافق بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين.
< لكن="" الاخوان="" خرجت="" من="" هذا="" التوافق="" وتريد="" أن="" تكوش="" على="" كل="">
- اعتقد أن لجنة إعداد الدستور كان يجب أن تكون من خارج مجلسي الشعب والشورى، ولا يعقل أن هيئة الناخبين المائة يمكن أن ترشح نفسها أو جزء منها للجنة، بل كان المفترض أن تضع المعايير تم تفتح الباب لكافة الشرائح والفئات ومكونات المجتمع لتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، حتى يخرج دستوراً معبراً عن التوافق المجتمعي العام.. لأن الدستور ليس قانوناً يشرع في البرلمان ويجب أن يخضع لاغلبيته فالدستور ليس أسانسير طالع نازل مع كل أغلبية تأتي في البرلمان.. وما حدث أدى الى فقدان الثقة بين الأطراف المشاركة والقوى الوطنية وبين التيار الاسلامي الممثل في مجلسي الشعب والشورى، ولا شك أن اختيار رئيس المجلس كرئيس للجنة كان خطوة غير موفقة وعززت من فكرة الاستحواذ والاستئثار بالسلطة وكان فيه قدراً من الحكمة والرشد كانوا اختاروا المستشار «حسام الغرياني» وهذا كان أوفق لنجذر الثقة بين الفرقاء ولكننا وجدنا الانسحابات من الأزهر والكنيسة وعضو المحكمة الدستورية العليا وقلق وزارة الخارجية وأعتقد أن اللجنة التأسيسية كانت فخاً ونصب للاخوان ووقعوا فيه ثم جاء الترشح للرئاسة وكان خطأ استراتيجياً قاتلاً عزز من فكرة الاحتكار بكل مواقع السلطة مما زاد من فجوة عدم الثقة وأفقد الاخوان المصداقية أمام الرأي العام.
< قول="" الفخ="" قيل="" مع="" عبد="" الناصر="" والسادات="" ومبارك="" والآن="" أيضاً="">
- نريد أن نفرق بين السياسة في المعارضة وبين السياسة في السلطة.. وليس من المفترض أن من يجيد السياسة في المعارضة أن يجيدها في السلطة بل تظهر أخطاؤه وعيوبه وسلبياته.. وأرى أن تجربة الاخوان في 1954 والثمرة المرة كانت نتيجة انها جعلتهم أكثر حذراً وارتماء في حضن المجلس العسكري مخافة الصدام فانتقلوا من الشىء الى نقيضه وكان من الأفضل ان ينحازوا للقوى الثورية، والتي بدونها لم يكن يوجد برلمان ولا مجلس شورى.. وستكون داعمة وركيزة اساسية مع الاخوان في مواجهة المجلس العسكري خاصة أننا نعرف أن العسكر عندما يركبون السلطة لا يترجلون منها.. وهذه أخطاء استراتيجية للاخوان، لأنها أفقدتهم قوتهم والتعزيزات الموجودة على الأرض لأن القوى السياسية انفضت من حولها، والقوى الثورية وقفت الاخوان منها وشوهتها واتهمتها بالعمالة وصمتوا عندما تعرضت للقمع والسحل والانتهاكات واليوم يتحدثون عن الثورة وحمايتها فأي ثورة يتكلم الاخوان المسلمون عنها؟!!
< كيف="" لا="" يتكلمون="" عنها="" وهم="" الفصيل="" الوحيد="" الذي="" حصد="">
- جماعة الاخوان المسلمين هي جماعة اصلاحية محافظة وليست جماعة ثورية، والثورة ليست من فكرها ولا مبادئها أو أدبياتها.. ولذلك عندما يتكلمون عنها يتحدثون عن شىء خارج المنهج والفكر الاخواني بصرف النظر عن الموقف النبيل والعظيم الذي قام به شباب الاخوان منذ 28 يناير وحتي 11 فبراير.
< أين="" دور="" د.="" محمد="" حبيب="" من="" جماعة="" الاخوان="">
- هو دور الناقد الناصح الذي يحاول أن يصوب ويلقي الضوء على المشهد برمته لأن من يكون داخل الميدان يكون منشغلاً بالمعارك الجانبية والمتغيرات اليومية عكس من ينظر على الميدان كله يستطيع الاستكشاف على المستوى العام.
< وأين="" جماعة="" الاخوان="" من="" د.="">
- فيه قدر من التقدير والاحترام، وأين بالفضل والولاء لمشايخي وعلمائي واخواني الكبار الذين تعلمت على أيديهم وتفتح وعيي وذهني وقلبي وعاطفتي ووجداني معهم.
< ولماذا="" لم="" يتم="" تصعيدك="" إلى="" مجلس="" شورى="" الاخوان="" بعد="" استقالة="" د.="" عصام="" العريان="" ود.="" الكتاتني="" وأنت="" حاصل="" على="" 40٪="" من="" أصوات="">
- في الحقيقة هم أرسلوا من يتحدث معي بخصوص البيعة للمرشد العام محمد بديع لأني لم أبايع فكيف يصعد من لم يبايع؟ وأنا رفضت المبايعة على اعتبار أني ارفض ابتداء العودة مرة اخرى ما لم يتم التحقيق فيما جرى قبل وخلال الانتخابات.
< ولهذا="" وصفت="" الانتخابات="" داخل="" الاخوان="" المسلمين="">
- ليس الانتخابات فقط بل توجد اشياء كثيرة سيأتي أوانها.. ولكني طالبت بلجنة محايدة مستقلة تستمع لكل الأطراف.. وإن كنت مخطئاً في حق دعوتي وحق اخواني فأنا على استعداد أن اعتذر للجميع على مستوى الفضائيات كلها، وإن كانوا هم المخطئين فإني أرضى باعتذار ولو في غرفة مغلقة ولكن هذا لم يجد صدى أو قبول.
< تشعر="" بمرارة="" إنك="" لم="" تكن="" المرشد="" بعد="" «مهدي="">
- لم أكن أرغب في هذا المنصب وقد صارحت الاستاذ «مهدي عاكف» بذلك واشترط عليه أن لا يخرج في يناير 2010 ويستمر سنة أو اثنتين لنخرج سوياً وتعاهدنا على ذلك، ولكن للأسف لم يلتزم الأستاذ عاكف بما تعاهدنا عليه، وفجأة وجدت غير ما اتفقت معه عليه.. وأضيف أني تقدمت باستقالتي من منصب النائب الأول في مايو 2009 ثم في 26-10-2009 من منصب النائب، وعضوية مكتب الارشاد سواء على مستوى مصر أو العالم فما يهمني هو أمر الجماعة لأنها ليست ملكاً لأفراد بل ملك للوطن.
< ولماذا="" رفضت="" الاخوان="" المسلمين="" الدستور="" قبل="">
- ما نعاني منه من ارتباك وعبثية وإرباك هو نتيجة لعدم وضع الدستور أولاً، وأنا صوت ضد التعديلات بـ «لا».. لأني أعرف المصير الذي من الممكن أن نصل إليه بنعم.. والدستور أولاً لا يحتاج الى فقهاء دستوريين فالبديهي أنه لا أحد يتزوج ثم يعقد القران.. وما حدث أننا أتممنا الزواج ثم نفكر كيف نعقد عقد الزواج بما يتضمنه من فلسفة ورؤية واستشراف.. فكيف اجرينا الانتخابات بدون دستور؟ وعلى أي شىء قامت؟ فهذه قضايا واضحة كالشمس في رابعة النهار ولكن تم التجاوز عنها وغض الطرف وكأن الناس سلبت ارادتهم.
< د.="" حبيب="" على="" أي="" أساس="" تم="" رفض="" الدستور="" أولاً="" من="" قبل="" الاخوان="">
- تم الرفض للانصياع لرغبات المجلس العسكري، ونقطة!!
< كيف="" ترى="" قرار="" ترشيح="" الاخوان="" لمرشح="">
- هذا يعبر عن فقدان في الرؤية وغياب الاستراتيجية والخضوع الكامل للمتغيرات اليومية وبالتالي يدل على الارتباك، وهم مثل الرجل الذي يمشي في الشارع ليصل الى القطار ثم يجد شارعاً فرعياً فدخلوا فيه ثم شارعاً جنبياً، ثم حارة فدخلوا فيها.. فوجدوا انفسهم في بئر السلم لاحدى العمارات أو حتى يخرجوا من بئر السلم الى الحارة.. الى.. الى وجدوا أن الوقت مر والقطار فات، وهذا يكلف الجماعة الكثير بعدم المصداقية لدى الرأي العام وأفقدها الكثير من رصيدها، ومهما حاولوا تقديم المبررات سيبقي كل في جانب والحقيقة المرة في جانب آخر.
< نتيجة="">
- نتيجة للتخبط وفقدان البوصلة، فأحياناً ينصب لهم شرك  وهم يسيرون دون علم أو دراية فيقعوا فيه.. ولكن هذه المرة نصب لهم الشرك فقفزوا اليه.
< ولماذا="" تعترض="" على="" ترشيح="" مرشح="" رئاسي="" من="" الاخوان="">
- لان هذا يجعل مقاليد السلطة كلها في يد واحدة، وهذا ليس خطر على الاخوان المسلمين بمفردهم بل خطر على الحاضر والمستقبل، وقد عانينا من جراء ذلك، لأن وجود لون سياسي واحد على الساحة هو ضد المؤسسية والاستقلال، فضلاً عن التوازن بينها ومن سيحاسب من؟ وبالتأكيد نحن حبايب وستر وغطاء على بعضنا، وهمنا كله أن لا تظهر عيوبنا وأخطاؤنا وسلبياتنا خاصة أن لدينا حزباً كبيراً اسمه حزب التبرير.. يبرر كل ما يفعله القادة.. فإن جاءوا على اليمين فهو الحكمة والعقل والرشد.. وإن جاءوا على اليسار أيضاً فهو الحكمة والعقل والرشد.. وهذا بعيد عن مسألة الشخصنة فيما يتعلق «بخيرت الشاطر» أو «مرسي» أو غيرهما فهذا فرع للموضوع وليس الأصل.
< ولماذا="" يتم="" التعامل="" مع="" د.="" أبو="" الفتوح="" بهذه="" القسوة="" والعنف="">
- أخونا «عبد المنعم» على حد

قولهم خالف شورى الجماعة، وربما له موقف من فكر الاستاذ سيد قطب رحمه الله ثم انفتاحه على القوى السياسية والايديولوجيات الاخرى أوجد حالة من الاشكالية داخل الصف.. فكيف يكون قامة كبرى وعضو مكتب ارشاد ويختلف حول موقف الجماعة من هذه القضايا.. خاصة زيارته لشخصية مثل «نجيب محفوظ» ألقت بظلال سلبية جداً على العلاقة فالمسألة ليست موقفاً منه لأنه ترشح للرئاسة بل هناك أشياء فكرية ومواقف.
< خرج="" عن="" الشورى="" أم="" على="" السمع="">
- الشورى والسمع والطاعة، الامران واحد فالشورى بمقتضاها تتحدد التوجهات والسياسات العامة للجماعة التي بدون شوري تفقد الكثير من خصائصها ومجلس الشورى الذي انعقد في 10-2-2012 لم ينعقد منذ 16 عاما في يناير 1995 وكان عليه أن لا يسارع باتخاذ قرارات كهذه.
<>
لأنه تشكل وفق لوائح ونظم تم إعدادها في اطار الدولة البوليسية الباطشة في عهد «مبارك» فتم انتخابهم في ظل التربص والتضييق والضربات الأمنية الانتقائية الموجهة للجماعة مما جعل عدم وجود معايير واضحة للاختيار من حيث ضغط الوقت والظروف السياسية والامنية فأفرز مجلساً كان لابد من انتهائه مع انتهاء فترة «مبارك» واعادة صياغة نظم جديدة للجماعة وفلسفة أخرى في اجواء الحرية واعادة هيكلة الجماعة وفق الأوضاع الجديدة ويتم انتخاب مجلس شورى جديد على أسس وقواعد تتسق مع العالم الجديد وأيضاً انتخاب مكتب ارشاد جديد ولكن كل هذا لم يحدث ومن هنا جاءت القرارات المتضاربة والارتباك الموجود.
< بعد="" صعود="" د.="" محمد="" بديع="" لمنصب="" المرشد="" هل="" وجد="" تيار="" قوى="" يساند="" فكرة="" «سيد="" قطب»="" أم="" أن="" هذا="" الفكر="" يمثل="" احدى="" مرجعيات="">
- الفكرة أن فكر الاستاذ سيد قطب يحتاج إلى فقه وفكر حتى يتم التعامل معه، وليس كل فرد يستطيع أن يتعامل مع أفكاره، ونحن لدنيا قواعد فقهية وأصول وكتاب «دعاة لا قضاة» الذي كتبه المستشار حسن الهضيبي ويعد المرجعية الفكرية والثقافية بعد رسائل الامام البنا وفهمنا لهذه المرجعية سيضبط ايقاع حركتنا وفكرنا وتوجهاتنا.. وليس كل واحد يتاح له التبصر بهذه القواعد والاصول ومناقشاتها حتى نثق ونطمئن الى فهم مسائل الجاهلية، والتكفير، والحاكمية الإلهية، وأنها في الاطار الصحيح والحجم الطبيعي لها وفق القواعد والأصول الفقهية.
< ترى="" أن="" هذه="" المرجعية="" تحتاج="" الى="" اعادة="">
- الاستاذ قطب، قال: إنه حمل فقهه وفكره ما يطلق عليه حصان أعرج.. والقرآن فيه ما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وفيه أيضاً ما هو قطعي الثبوت ظني الدلالة، وهذا الظني الدلالة حمال أوجه وهذا الخلاف الفقهي الفكري ليس وليد اليوم ولكنه ممتد منذ أيام الامام «علي بن أبي طالب»، ولهذا كان من أهم ما أصدره الاستاذ الامام «حسن البنا»: «الأصول العشرين» وهي قضية الفهم في أركان البيعة وهي أصول جامعة، أضاف اليها بعد ذلك شيخنا وعالمنا «محمد الغزالي» عشرة أصول في دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين وهى مهمة وضرورية.. ثم أن قضية الفكر السياسي لدى أهل السنة والجماعة يحتاج الى ثورة تجديدية خاصة في هذا الوقت لأننا نعيش في ذلك عالة على الغرب وإذا قارنا فكرنا وفقهنا كأهل السنة، مع فكر وفقه الشيعة سوف نجد أننا متخلفون للغاية.
< لو="" تم="" نجاح="" أحد="" مرشحي="" الاخوان="" المسلمين="" في="" الرئاسة="" تأثير="" البيعة="" على="" الرئيس="">
- البيعة عبارة عن عقد بين طرفين للعمل وفق أطر ووسائل وأدوات منهجية وثوابت فكرية لخدمة الاسلام والاخوان هى فكر ودعاء والجماعة تتحرك بهذا الفكر من حيث الأصول والقواعد والحركة والدعوة والاصلاح والعلاقة مع المجتمع، والفكر يتحرك من خلال وعاء الجماعة لتحقيق الفكرة والأهداف بوسائل معينة، ومن خرج من هذا الوعاء هل ستكون تبعيته له أم لا؟ بالتأكيد تفكير الشخص وطريقة معالجته للأمور تكون وفق ما اعتاده واكتسبه من خبرات.
< د.="" حبيب="" الولاء="" سيكون="" للمرشد="" أم="">
- بالطبع ستكون الجماعة أو إحدى مؤسسات الجماعة احدى جهات الاستشارة شأنها شأن أي جهات اخرى، وهناك مؤسسات كبيرة ستكون على مستوى الاستراتيجية، ولنفرض أن أخونا «خيرت» أنهى المشاكل ووصل الى سدة الرئاسة فلا بأس أنه سيتخذ من الاخوان من يعاونه في وزارة ما أو مؤسسة ما أو هيئة بالتأكيد لأن هؤلاء من يثق فيهم وفي قدراتهم.
< المراوغة="" صفة="" تلتصق="" بجماعة="" الاخوان="" المسلمين="" يصدر="" التصريح="" وعكسه="" والمبررات="" جاهزة="" لكل="" فعل="" هل="" هذه="" سياسة="" أم="">
- أحياناً يكون الحدث أكبر من الجماعة ومن هنا تأتي الحيرة والارتباك، وفيه قضايا يتم الاتفاق عليها وحسمها، وبالتالي أي فرد سيتحدد من الجماعة عن هذه القضايا سيكون الحديث وفق ما تم الاتفاق عليه، وتوجد قضايا اخرى تكون تحت الدراسة خاصة المعقدة والمتشابكة، وتحتاج الى وقت للبحث فيكون صعباً اتخاذ القرارات  وهنا تتضارب الاقوال، وأحياناً الاخوان تتعجل ويفاجأوا من يريد رأي الاخوان في قضية ما، فيخرج «س» أو «ص» ليتكلم قبل أن تنضج الفكرة ويتم التوصل فيها لقرار.. ومن هنا يأتي التضارب في التصريحات ولكن لا توجد مراوغة!!
< «الاخوان="" المسلمون»="" تقول:="" إنهم="" بعيدون="" عن="" الصفقات،="" ولكن="" التاريخ="" يؤكد="" هذه="" الصفقات="" حتى="" مع="" نظام="" مبارك="" والمرشد="" السابق="" أعلن="">
- للأسف يبدو أن الأستاذ مهدي عاكف لم يكن واخد باله وأصدر تصريحات لم تأخذ حظها ونصيبها من الضبط والإحكام، والمسألة لم تكن على هذا النحو، فالقضية ببساطة أن الادارة الامريكية ضغطت علي النظام بأن يعطي فرصة للاخوان ليندمجوا في الحياة السياسية المصرية باتاحة هامش حرية للدخول في الانتخابات التي كانت تزور كلها.. ولم يكن أمام النظام ممثل في جهاز أمن الدولة إلا أن يتصلوا بالاخوان المسلمين كما اتصلوا بكل القوى السياسية!! وكانت حملات القمع والتزوير واصابة الشعب بعصيان مدني غير معلن وحالة من السلبية واللامبالاة.. فأردنا أن ننتهز هذه الفرصة ونحرك الشعب من سلبيته، فرفعنا من سقف المرشحون وقلنا سنرشح «200» مرشح، وعندما يوجد كلام حول تخفيض عدد المرشحين ممكن أن يصلوا الى «160» مرشحاً وبالفعل وأصبح العدد 161 مرشح «اخواني» وتمت الانتخابات تحت اشراف قضائي على أعلى مستوى ونجح في المرحلة الاولى 34 والثانية 42.
< وماذا="" حدث="" في="" المرحلة="" الثالثة="" من="" الاتفاق="" حيث="" ظهرت="">
- المرحلة الثالثة والعهدة على الاستاذ «هيكل» حيث قال: إن رئيس وزراء الصهاينة اتصل بـ «بوش» الابن ليضغط على «مبارك» حتى يتدخل لوقف تقدم الاخوان، وبدأت معركة تكسير عظام مع الاخوان، وسقط خلال هذه المعركة «14» شهيداً و800 مصاب ومعاق و1700 معتقل ونجح 12 عضواً إخوانياً.. وذلك ما حدث ويقول الاستاذ «عاكف» كانت صفقة، فين الصفقة ولو أنهم تفرغوا لنا كانوا علقونا على المشانق.
< ألا="" ترى="" وجود="" صفقات="" بين="" الاخوان="" والمجلس="">
- لا، ولكن يوجد التفاهم منذ أن ذهب الاخوان «محمد مرسي» و«سعد الكتاتني» مع باقي القوى السياسية للحوار مع اللواء عمر سليمان قبل تنحي «مبارك» وهذا اللقاء كان العصا الذي أراد بها عمر سليمان أن يشق بها وحدة الصف الثوري وقد كان.
< ألا="" توجد="" بوادر="" صدام="" قادم="">
- لا، لن يحدث لأن الاخوان المسلمين حريصون على عدم وجود هذا الصدام ويحافظون على شعرة معاوية.
< وترفضون="" أيضاً="" اتصالاتكم="" مع="" أمريكا="" على="" طول="" الخط="" ولكن="" النظام="" السابق="" كان="" يؤكد="" بوجود="">
- أذكر جيداً في عام 1989 جاء الى مقر الاخوان المسلمين بـ «التوفيقية» سكريتر أول السفارة الأمريكية، وكان يريد الالتقاء بـ «مصطفى مشهور» رحمه الله وحضرنا اللقاء وسألنا هل سندخل انتخابات 1990 وكان قبل أن يحل مجلس الشعب وسألناه ما لكم ومال الانتخابات المصرية؟ فأجاب توجد مصالح مشتركة ومشروعات  ومعونات يدفعها دافعو الضرائب ونريد الاطمئنان.. وكانوا يتحاورون معنا ليعرفوا تصوراتنا ورؤيتنا للحكم وعن الديمقراطية وما يخص الأقباط والمرأة ولم يتعد اللقاء هذا الاطار.