رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«هيكل».. خازن أسرارعلاقة «عبدالناصر» والموساد

«الإعلام الملوث الذي قاده التنظيم الطليعي، هو من روج أن الرئيس السادات كان يريد حل أزمة الثغرة في حرب 73 سلميًا، مما أجج مشاعر الغضب ضده لدي كثير من المصريين والعرب»..

هذه الكلمات قليل من كثير مما يتهم به المؤرخ العسكري عصام دراز الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل، بارتكابه بحق مصر وشعبها وصفحات بيضاء من تاريخها عبرت فيها من هزيمة العهد الناصري إلي النصر.

< برأيك..="" ماذا="" سيذكر="" التاريخ="" للرئيس="" السادات="" من="" حرب="">
- سيحسب لـ «السادات» أنه اتخذ قرار الحرب وهو يعلم أن إسرائيل تتفوق في سلاح الجو عن مصر بنسبة 2 إلي 1 في عدد الطائرات و10 إلي 1 بكفاءة الطائرات، إذن هو لم يتفق علي قيام حرب بل قاتل بآخر ورقة في يده وصمم علي حرب بدون شعارات بعدما تعودنا علي مقولة «سنهزم إسرائيل ونحن نائمون في بيوتنا».. ويا «جمال يا حبيب.. بكرة تدخل تلك أبيب».. لكن «السادات» حسم ما يريده بالضبط، وكسر نظرية الأمن الإسرائيلي ليضمن التفوق المعنوي. والدعم الأمريكي الموعود وغير المحدود، وكان لدينا نقص في الصواريخ المضادة للطائرات، وخطوط للذخيرة التي كانت تكفي ليوم قتال واحد.. ولابد عند دخول الحرب أن نؤمن للجيش عشرة خطوط علي الأقل.
< ما="" حقيقة="" الثغرة..="" ولماذا="" لم="" توضع="" في="" حسبان="" القيادة="" العليا="" للقوات="">
- كنت ضابط استطلاع في الجيش الثاني بعد هزيمة يونيو، وكانت خرائطنا تشير إلي احتمال عبور إسرائيلي مضاد، وتخيلنا الأسوأ لو عبروا، فما المناطق المحتملة للعبور؟ فكان الموضعان المرشحان لهذا العبور هما الدفرسوار، وجنوب البحيرات.
وفجأة وفي أول أغسطس 67 في الساعة السادسة صباحاً، فوجئنا بالفريق عبدالمنعم رياض يقف علي تبة ويصدر الأمر «علي الفرقة الرابعة صد الهجوم الإسرائيلي ومنعه من العبور».. وبالفعل تم الخروج في شبه استعداد قتالي كامل وتحركنا إلي جنوب البحيرات بالذخيرة الحية، و«رياض» يراقب خروج التشكيل وحجمه والتوقيت ولم نجد شيئاً ولكنه كان التطبيق والتدريب العملي بنسبة 100٪، ثم كرر العملية نفسها في منطقة الدفرسوار، لأن العبور المفاجئ هو أخطر شيء يهدد الجيش، وهناك 40 كيلو مترات من الشواطئ علي البحيرات وعلي أجنابها يوجد قوات وتأمين يحتاج إلي خمس فرق بقوة 300 ألف مقاتل، ولهذا تم تأمين البحيرات بقوات خفيفة الحركة، وهي قرارات عسكرية سليمة فإذا حدث العبور المضاد نرسل الفرقة الرابعة أو الفرقة 21 لتتقدم وتقابل هذا الاقتحام كما فعلنا، وأقول للذين يعتقدون أنه يوجد بطل تاريخي مظلوم اسمه الفريق «سعد الدين الشاذلي» إن الحقيقة تقول إنه المسئول الأول والأخير عن الثغرة.
< كيف="" وهو="" قائد="" كبير="" وتسبقه="" سمعته="">
- جلست مع قادة الجيوش، وقائد الفرقة 21 وكلهم أجمعوا في شهاداتهم العسكرية التاريخية، وبوثائق الدولة، إنه كان يوجد خطأ جسيم في تقدير عدد القوات واتخاذ القرارات في الأيام الأولي للثغرة، حيث استمر الفريق «الشاذلي» ثلاثة أيام يقنع القيادة بأن العدد لا يزيد علي سبع دبابات فقط.
فرئيس الأركان كان عليه أن يصدر قراراً بخروج قوة ضخمة في التوقيت المناسب لتواجه هذا الخطر وتكتسحه لكنه أخذ بكلام سعد مأمون وظل صامتاً في حين أن لديه معلومات من جهات أخري، وظلت القوة تتطور وهو يخشي أن يبلغ للقيادة العليا بهذه التطورات، ولم يفعل كما فعل «عبدالمنعم رياض» ثم أرسلوه ليقرر بنفسه مع «عبدالمنعم خليل» قائد الجيش الثاني، ولم يذهب إلي نقطة القتال التي كانت علي بعد 30 كيلو مترا.. وكان عليه أن يقود مع اللواء «عبدالمنعم خليل» ولكن حدثت الانتكاسة، لأنه خشي أن يبلغ الموقف السيئ مع أنه لو أبلغ بسرعة لكان أفضل من الانتظار.
< كانت="" هناك="" محاولة="" عسكرية="" من="" السادات="" والمشير="" أحمد="" إسماعيل="" لوقف="">
- كلف «إسماعيل» البطل «إبراهيم الرفاعي» بعد التشاور مع السادات علي أن يأخذ المجموعة (39) ويخرج سراً من الناحية الأخري إلي رأس الجسر ليدمروه لتأخذ القوات الإسرائيلية وقتاً في إصلاحه وتنفرد القوات المصرية بمسرح العمليات وتقضي علي القوة الإسرائيلية، ولكن من سوء حظنا قابلهم «الشاذلي» وسألهم إلي أين؟ فقالوا: في مهمة سرية، فقال: «سرية علي رئيس الأركان» فأخبروه، فأصدر لهم أمراً بالتوجه إلي الإسماعيلية قائلاً: «دافعوا عن قرية «فيشة» لأن بها قوات متقدمة»، وفعلاً ذهب «إبراهيم الرفاعي» ومجموعته صدوا الهجوم الإسرائيلي ثم عادوا مرة أخري لتدمير الجسر، ولكن بعد زيادة القوات الإسرائيلية وانتشارها في الضفة الغربية، حيث استشهد الرفاعي بقذيفة دبابة، وكانت الأولوية لوقف التدفق الإسرائيلي داخل الثغرة لأنها كفيلة بقلب الموازين.
< كيف="" كانت="" العلاقة="" بين="" السادات="" والشاذلي="" بعد="" حرب="">
- رغم أن «الشاذلي» تاريخيًا مسئول عن الثغرة إلا أن «السادات» العظيم لم يعزله، أو يقتله بالسم كما حدث مع غيره من قبل، بل عينه سفيرًا لمصر في دولة من أهم دول العالم وكلفه بمهمة تنويع مصادر السلاح من الغرب.. «السادات» ترفع ولم يحاسبه علي شيء حتي لا يعكر حلاوة نصر أكتوبر.
< وماذا="" كان="" رد="" فعل="" الشاذلي="" تجاه="">
- بدأ «الشاذلي» يهاجم «السادات» وهو قائد مصر وصاحب قرار العبور، وبعد استشهاد «السادات» عام 1981 قال الشاذلي في إذاعة طرابلس برعاية «القذافي» إن أولاده هم من نفذوا عملية الاغتيال من أصحاب الباريهات الحمراء، وأنه يذيع أسرار العملية الآن، ثم بني فيلا ورفع عليها علماً وأطلق عليها سفارة (مصر الحرة).. وبعدما تأكد «القذافي» أنه ليس له  علاقة بمقتل «السادات» طرده من ليبيا فسافر إلي الجزائر ثم العراق قبل عودته إلي مصر، لتنفيذ الحكم الصادر ضده بالحبس.
< رغم="" هذا="" كله="" فإن="" دور="" الفريق="" الشاذلي="" في="" حرب="" أكتوبر="" لم="" يكن="" يمكن="" الاستغناء="">
- الشاذلي من الناحية الإدارية عبقري فذ ولديه خبرة وابتكارات والنجاح الإداري في القوات المسلحة والإعداد ينسب لـ «الشاذلي»، ولكنه ليس فيه صفة القتال، فالعبقرية الإدارية استمدها من كونه «إمداد وتموين» ثم دخل سلاح المظلات عن طريق «سعد الدين متولي» كبير الياواران في عهد «عبدالناصر»، حيث عملوا له مجموعة «الشاذلي» وكان واجبها إبادة القري اليمنية من القبائل المعارضة في مهمات سياسية تبدأ منها القوات المسلحة لأن هذه المجموعة كانت أعمالها مدنية، ولا يوجد في القوات المسلحة ما يسمي بمجموعة فلان، فمثلاً البطل «إبراهيم الرفاعي» الذي لو سميت باسمه (100) مجموعة لن يعترض أحد يطلق اسمه علي أي مجموعة قتالية.
< هل="" حصل="" نصر="" أكتوبر="" علي="" ما="" يستحقه="">
- لا، لم يحدث لأن الاعلام كان يسيطر عليه مجموعة التنظيم الطليعي حتي في عصر

«السادات» فركزوا عليه خلال فترة حكمه فقط، وكانوا يتهمون الجيش بأنه متفق مع امريكا علي سيناريو الحرب.
< هل="" يستكثر="" البعض="" علي="" السادات="" أن="" يكون="" بطل="" الحرب="">
- السادات حارب اسرائيل والقوي العظمي، وكان من الصعب تحرير سيناء من القناة حتي الحدود لأن ضعف السلاح في أيدينا كان يمنعنا، والمتحججون بأن سيناء منزوعة السلاح نقول هذه ضمانات ورقية، وسيناء كانت منزوعة السلاح أيضا قبل عام 67 وعدد القوات بها لم يكن يزيد علي 20 ألف مقاتل حول العريش وبعمق الحدود من رفح بحوالي 20 كيلومتراً، وشرم الشيخ منذ عام 56 تحت سيطرة الأمم المتحدة، ولم تكن في سيناء دفاعات محصنة أو مجهزة تجهيزاً هندسياً.
< كيف="" استقبلت="" مؤخراً="" ما="" قاله="" محمد="" حسنين="" هيكل="" حول="" حرب="">
- أولاً.. لابد أن نعرف من هو هيكل، هو صحفي حاد الذكاء، يستخدم مهنته بمهارة عالية في جانب الصياغة فقط، فهو صائغ جيد للعبارات وكاتب سياسي لكنه لا يفهم فيها، وخطورته أنه كان يعرف عن عبد الناصر شيئا خطيراً جداً منذ حرب 48، وهو علاقته بالمخابرات الاسرائيلية.
< تقصد="" اللقاءات="" التي="" تمت="" بعلم="" «السيد="" طه»="" الشهير="" بالضبع="" الأسود="" وكان="" قائد="" عبد="">
- لا، هذه كانت أربعة لقاءات، ولكن «برهام كوهين» ضابط المخابرات الاسرائيلي، قال: إنه قابل «عبد الناصر» 15 مرة في لقاءات خاصة والمقابلة الرسمية التي يعلمها «السيد طه» واحدة مباشرة.
< وكان="" يوجد="" لقاء="" عن="" طريق="" الصليب="" الأحمر="" للتعرف="" علي="" أماكن="" جثث="" القتلي="">
- هذه الزيارة تمت سنة 1950 وكان الطلب عدم سفر «عبد الناصر» وكان سيسافر «زكريا محيي الدين».
< لكن="" ثبت="" أن="" علاقة="" عبد="" الناصر="" وهيكل="" بدأت="" بعد="" يوليو="">
- نعم، وهذا تعرفه الدنيا كلها، ولكن إذا قيمنا دور «هيكل» في المجتمع المصري والعربي نجده لعب دوراً مدروساً بعناية شديدة جداً، وكان أكبر من قدراته الشخصية التي كانت مؤهلة فطرياً مع تجرد كامل من ضمير، وبالتالي مهمة «هيكل» تحطيم الارادة للشعب المصري وذلك بتشجيع الانقسامات والانشقاقات داخل مجلس قيادة الثورة، ثم تشتيت الأفكار التي كانت أول خطوة لتحطيم ارادة مصر، ثم دفع رئيس الجمهورية لاتخاذ قرارات تؤدي الي الهاوية مع أنها كانت في غاية الدقة والاتقان، ولابد أن تكون هناك منظمات عالمية وراء «هيكل» وعلي مستوي عال من الاحاطة بمعلومات غزيرة لتحديد الأهداف والخطوات المستقبلية.
< وما="" دور="" هيكل="" والاعلام="" في="" حرب="" يونيو="">
- كل قرارات حرب 67 التي اتخذت كان وراءها هيكل.
< وهل="" «هيكل»="" رجل="">
- لا، ولكنه موجه بفكر شامل استراتيجي، فقد قال لعبد الناصر «لدينا بلاغات من روسيا بأن اسرائيل تحشد قواتها علي الجبهة السورية» ويرسل الفريقان «فوزي» و «رياض» ويقولان لا توجد حشود، فيصمم علي حشد القوات وهي غير مستعدة كما أخبرته قادة الجيش.
< وهل="" استمع="" لهم="" عبد="" الناصر="" حتي="" يستمع="" لـ="">
- لم يستمع لهم واستمع لـ «هيكل» وصمم علي حشد القوات، وهنا كان اللغز فمن الذي ورطه بدعوي أنها «مظاهرة عسكرية» ومن الذي قال «اطرد القوات الدولية» والذي جاء بالكارثة، «هيكل» هو من كان وراء هذه القرارات، لأن «عبد الناصر» لم يكن له بعد سياسي عندما نطق بغباء بأن «ما يحدث مظاهرة عسكرية».
< تري="" ما="" سبب="" هجوم="" «هيكل»="" الدائم="" علي="">
- السادات كان يعلم أنه جهاز ارسال واستقبال، فأراد ان يلاعبه، وهيكل كتب عن حرب رمضان بطريقة «قاللي وقلت له» ولكن «السادات» لبسه العمة، وكان يحكي له حواديت، وأخفي موعد الهجوم عنه وعن «القذافي»، فراح ينتقم من السادات بقوله: إن أمه أصلها سوداني وسوداء، فما هي السياسة في ذلك.. فهل «ست البرين» هي النصر المبين الذي حققه «هيكل» علي «السادات»؟ ولماذا لا يعلن هو عن اسم امه، وأتحداه أن يظهر صورة والديه أو أن يقول ماذا كان عمل أبيه الأصلي والحقيقي.
< توجد="" بلاغات="" من="" بعض="" الطيارين="" ضد="" هيكل="" إلي="" النائب="">
- نعم، وأنا سأتقدم ببلاغ أيضاً للنائب العام ولن أصمت لأنه في كتاب «حرب رمضان» ذكر أن الجيش المصري هاجم بـ 220 طائرة وكانت عملية ناجحة، ولكن الجديد الذي نشره أن اسرائيل كانت أخلت طائراتها من مطارات سيناء، وسحبت قواتها من أمام القناة حتي تترك الجيش المصري يعبر، وأسأله من أين جاء الأسري الاسرائيليون.