رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اللواء مهاب مميش : تدمير "إيلات " انقلاب في مفاهيم القتال البحري عالمياً

وصف اللواء مهاب مميش، قائد القوات البحرية يوم 21 اكتوبر عام 1967 وهو يوم الاحتفال بعيد القوات البحرية، بأنه "يوم فخر".

وأكد أن التاريخ سجل في هذا اليوم بطولات رجال القوات البحرية البواسل بإغراق المدمرة الاسرائيلية "إيلات"
وأضاف: ان هذا الحدث التاريخي الوطني والقومي.. الذي اخترناه عيداً لقواتنا البحرية.. لتصحيح بعض الأوضاع لرفع الروح المعنوية.. وإعادة ثقة الشعب المصري.. من خلال معركة بحرية.. غيرت الفكر الاستراتيجي.. وأساليب الحرب البحرية الحديثة.. وتناولتها الأكاديميات البحرية والعالمية في العالم كله بالدراسة والتحليل وأكد أن عملية ايلات كانت البداية الفعلية.. لحرب الاستنزاف بسنواتها الست التي أدت لنصر أكتوبر العظيم..
وقال: تأكد أثناء  حرب الاستنزاف ان مصر وقواتنا المسلحة قادرة علي الصمود والتصدي والمواجهة وبرزت أعمال بطولية لرجال القوات البحرية من الوحدات الخاصة.. والضفادع البشرية ضد المنشآت العسكرية والاقتصادية والوحدات البحرية المعادية في الموانئ المعادية ومناطق التمركز  وقال: يتزامن احتفالنا بعيد القوات البحرية هذا العام مع مرور ثمانية وثلاثين عاما علي ذكري انتصارات  أكتوبر المجيدة وملحمة العبور والاقتحام العظيم.. ملحمة الشرف والكرامة.
وأضاف: ان القوات البحرية لعبت دورا هاما في قهر نظرية الأمن المزعومة بإحكام السيطرة البحرية في البحرين المتوسط والأحمر وغلق مضيق  باب المندب في وجه الملاحة البحرية المعادية..
وعن دور القوات البحرية في ثورة يناير.. قال «مميش» قامت القوات البحرية بدور مهم وفعال.. من خلال تنفيذ العديد من المهام المختلفة للحفاظ علي الأمن والاستقرار وسلامة الوطن الغالي مصر والحفاظ علي مكتسبات الثورة.، وأشار الي قيام رجال القوات البحرية بتأمين سواحل جمهورية مصر العربية خلال هذه الأحداث بالبحر المتوسط بطول «485» ميلاً بحرياً وبعميق «50» ميلا بحريا داخل البحر وفي البحر الأحمر بطول «565» ميل بحريا وبعمق «50» ميلا بحريا داخل البحر وتأمين جميع الموانئ البحرية من الداخل والخارج بصفة مستمرة علي مدار «24» ساعة باجمالي عدد «21» ميناء وتأمين المجري الملاحي لقناة السويس في الاتجاهين الشمالي والجنوبي ومناطق انتظار السفن  العابرة باستخدام الوحدات البحرية من أوضاع المصاحبة وتأمين منصات البترول والغاز الطبيعي بالبحرين المتوسط والأحمر باحجمالي عدد «98» منصة وعلي مدار «24» ساعة وأضاف: قمنا بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر وعلي الساحل والمنشآت الحيوية بمدينة الاسكندرية والمدن الساحلية الأخري والوحدات والمنشآت العسكرية.. وتعزيز الجبهة الداخلية  من خلال مكافحة أعمال الشغب وتأمين المواطنين والطرق بتنظيم دوريات راكبة وعمل كمائن في العديد من الأماكن للقضاء علي أي محاولات تضر بأمن وسلامة المواطن والممتلكات الخاصة والعامة والحفاظ علي نتاج الثورة.. كما قامت القوات البحرية.. وبوحداتها منذ بداية أحداث الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 باجلاء الرعايا  المصريين الموجودين في ليبيا وتونس بالاضافة الي التنسيق مع بعض المنظمات الدولية والدول الصديقة لتوفير عدد من السفن لاجلاء الرعايا المصريين والأجانب من ليبيا وتونس وتوفير الرعاية الطبية والتأمين الاداري لهم ووسائل المواصلات المختلفة لنقلهم الي محافظاتهم، بالاضافة الي مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية.. للحفاظ علي أبناء الوطن.. حيث تم القيام باحباط أكثر من «15» عملية هجرة غير شرعية.. وانقاذ عدد «733» فردا من الموت والغرق.. كذا إحباط محاولات تهريب المخدرات والمواد البترولية بالبحر للحفاظ علي أمن وسلامة الوطن والمواطن المصري وعن تسليح القوات البحرية قال «مميش»: لدينا وحدات وأسلحة بحرية من مختلف دول العالم.. بالاضافة الي تطوير الوحدات البحرية.. الموجودة حاليا وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات.. وسيتم تزويد القوات البحرية في الفترة القادمة ببعض الوحدات البحرية الحديثة التي تعتبر من أحدث وأسرع وأقوي الوحدات البحرية في العالم.. والتي صنعت خصوصاً  للقوات البحرية المصرية.. فضلا عن بناء وتصنيع مشترك لوحدات بحرية جديدة بمصر لأول مرة بالتعاون مع الدول الصديقة.. وبناء وحدات بحرية بالكامل بالاعتماد علي سواعد أبناء القوات البحرية المصرية في ذكري القوات البحرية كان لنا هذا الحوار مع قائدها اللواء مهاب مميش:
*** للبحرية المصرية تاريخ مجيد من البطولات سطرها رجال القوات البحرية في جميع الحروب التي خاضتها مصر .. أسباب اختيار يوم 21 أكتوبر عيداً للقوات البحرية ؟
** في يوم 21 أكتوبر عام 1967 قامت القوات البحرية المصرية متمثلة في لنشات الصواريخ بتدمير كبري الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهي المدمرة إيلات التي كانت تعتبر من أحدث الوحدات البحرية الإسرائيلية وكانت المدمرة إيلات تقوم باختراق المياه الإقليمية المصرية كنوع من الغطرسة  والاستفزاز الإسرائيلي للقوات المسلحة المصرية وصدرت الأوامر إلي لنشات الصواريخ المصرية يوم 21/10/1967 باعتراض المدمرة إيلات وقصفها بالصواريخ حال دخولها المياه الإقليمية وتمكن عدد (2) لنش صواريخ مصري من إصابة المدمرة إيلات وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح  سطح لأول مرة في تاريخ بحريات العالم ولقد كان لهذا الحدث أكبر الأثر في تغيير الفكر الاستراتيجي العسكري العالمي من حيث أسلوب الاستخدام لوحدات بحرية صغيرة الحجم لإصابة أو تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل المدمرات / الفرقاطات التي كانت تعتبر في هذا الوقت السلاح الرئيسي لمختلف بحريات العالم وبناء علي هذا الحدث التاريخي فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيداً للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسيين :-
* السبب الأول:- لأنها نُفذت بعد حرب 67 بحوالي 3 أشهر والتي كانت من أعنف الأزمات التي مرت علي مصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان مع إحساس شديد باليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي يرفع من الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد ثقة الشعب في قواته المسلحة .
* السبب  الثاني: إن عملية إغراق المدمرة إيلات تعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هي العملية الرائدة وشملت تغيير مفاهيم التكتيك البري في العالم.
هناك عنصران أساسيان للكفاءة القتالية الفرد والمعدة ... كيف يتحقق ذلك من خلال أساليب التدريب والاستعداد القتالي داخل القوات البحرية؟
إن جناحي القوات البحرية هما الفرد والمعدة ولا يمكن الاعتماد علي عامل دون الآخر حيث يجب الاهتمام بكلا العاملين في نفس الوقت وقد حرصت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة علي تطوير القوات البحرية وتزويدها بأحدث ما يمكن الحصول عليه من الأسلحـة والمعدات ويتم تأهيل الفرد المقاتل البحري( ضابط – طالب / صف ضابط – جندي ) منذ دخوله القوات البحرية.
تشارك القوات البحرية في العديد من التدريبات المشتركة مع العديد من الدول الصديقة والشقيقة ....  ما أوجه الاستفادة من هذه التدريبات ؟ وهل يتم التخطيط للتدريب علي التعاون في مواجهة التهديدات البحرية المشتركة ؟
نظراً للسمعة الطبية التي تتمتع بها قواتنا البحرية في مجال التخطيط والإعداد والتنفيذ لهذه التدريبات الهامة وخبرة القتال المتوفرة لدي الضباط وضباط الصف وتميزهم في المستوي العملي مما أدي إلي طلب العديد من الدول الاشتراك مع مصر في تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة والتي تعود علينا بالعديد من الفوائد كالآتي :
مع كل من (الولايات المتحدة الأمريكية – فرنسا – السعودية – تركيا – اليونان – ليبيا) في التدريبات البحرية المشتركة .

تطوير الاسلحة
التطور في مجال الأسلحة والقطع البحرية سريع ومتلاحق .. هل هناك مجالات تعاون مع بعض الدول الأجنبية لتزويدنا بقطع بحرية متقدمة خلال الفترة القادمة سواء غواصات أو فرقاطات أو قطع بحرية وكذلك التعاون في مجال التصنيع البحري والصيانة ؟
في ظل التواكب مع التطور العالمي في بحريات دول العالم وخاصة دول الجوار ومع التقدم التكنولوجي في جميع المجالات فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية في إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة وان قواتنا البحرية في تطور مستمر في السنوات الأخيرة خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة والتي أحدثت طفرة كبيرة في قواتنا البحرية وإن ملامح المرحلة الحالية تعتمد علي استراتيجيتين، استراتيجية رأسية في التطوير التي تركز علي تحديث وتطوير الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوفرة لدينا، والإستراتيجية الأفقية بالحصول علي وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطي مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها وذلك بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية للحصول علي أحدث لنشات الصواريخ وتركيا للحصول وبناء لنشات المرور الساحلي بالترسانة البحرية المملوكة للقوات المسلحة علي أن تكون نواة لتصنيع وحدات مختلفة التسليح والمهام وان القوات البحرية من خلال القيادة السياسية والعسكرية تقوم بالتحديث المستمر للوحدات البحرية الموجودة حالياً والذي يسير جنباً  إلي جنب مع الحصول علي الوحدات الجديدة لتكون هذه الوحدات مواكبة للتطور التكنولوجي العالمي ولتكون قادرة علي تنفيذ المهام المكلفة بها بكفاءة تامة. وفيما يخص مجال التصنيع فإن الاعتماد حالياً علي نظم محلية التصنيع من خلال التحديث المستمر في ورش الصيانة والإصلاح بكل ما هو جديد يساعد علي احتفاظ وحداتنا البحرية بكفاءة قتالية وفنية عالية. وقد قامت القوات البحرية بإمكانياتها الذاتية ببناء لنش مرور قريب يستخدم داخل المواني وهو اللنش (بحرية - 1) .

أساليب القتال البحري
بعد التخرج واندماج الضابط داخل التشكيلات والوحدات البحرية ... كيف يتم إعداده داخل القوات البحرية لمواكبة التطورات المستمرة في نظم وأساليب القتال البحري الحديث ؟
إنها مهمة حساسة ومصيرية للضباط حديثي التخرج، فإن هذا الإعداد يساهم بنسبة كبيرة في التكوين البناء للفكر العسكري أو الشخصية العسكرية للضابط، إن إعداد الضابط العسكري يشمل اتجاهين الأول معنويا و الثاني عمليا أو فنيا كالآتي:
الإعداد المعنوي: عن طريق عقد لقاءات ومحاضرات في التاريخ العسكري مع القادة السابقين الذين شاركوا في الحروب السابقة لشرح الدور المهم الذي قامت به القوات البحرية منذ إنشائها ودورها في مواجهة أعدائها خلال القرن العشرين، كما يمكن شرح وبيان الدور الذي قامت به القوات البحرية مع القوات المسلحة خلال ثورة 25 يناير.
الإعداد الفني: من خلال عقد دورات دراسية في الحاسب الآلي ودورات لغات أجنبية تفتح له آفاقاً جديدة لاستكمال الدراسات في هذين المجالين للوصول لمستوي عال خلال فترة محدودة،
دعم مسير التنمية
تشارك التشكيلات والوحدات البحرية أجهزة الدولة في دعم مسيرة التنمية والمعاونة في حالات الكوارث البحرية  فما هي  الجهود التي تقوم بها القوات البحرية في هذا المجال ؟
تمتلك القوات البحرية وحدات ذات تقنية تكنولوجية عالية للعمل في كافة المجالات.. فبجانب المهام القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين مياهنا الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر؛ فالقوات البحرية لها دور آخر مهم وحيوي في مواجهة الكوارث والأزمات التي قد تتعرض لها البلاد، ومنها الاشتراك في أعمال الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث البحري وعمليات الإخلاء والتي كان من أبرزها خلال الفترات السابقة تقديم المعاونة بالإنقاذ أثناء غرق العبارة ( السلام 98 ) وكذلك تقديم المساعدة بالإنقاذ للسفن السياحية التي تتعرض للمحن في حالات الطقس الردئ خاصة بمنطقة البحرالأحمر وشرم الشيخ كذلك تم إنقاذ العديد من المواطنين أثناء قيام بعض الأشخاص بتنفيذ أعمال هجرة غير شرعية علي متن سفن صغيرة وسفن صيد وتقوم القوات البحرية بالتنسيق الدائم مع مركز البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة في تلقي وتبادل المعلومات بشأن إشارات الإستغاثة من السفن .

الهجرة غير الشرعية

كثيراً ما تنقل وسائل الإعلام أخبارا عن إنقاذ شباب مصري من الغرق في محاولة الهجرة غير الشرعية أو ضبط محاولات تسلل أو تهريب والقبض علي عدد من المهربين... ما الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من هذه الأخطار ؟
تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة علي المجتمع المصري، وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة وحرصت القوات البحرية بالتعاون مع  الأجهزة المختلفة بالقوات المسلحة ووزارة الإتصالات  في درء المخاطر التي يتعرض لها الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلي دول أخري وتعرضهم لمخاطر الغرق و قد قامت القوات البحرية خلال الفترة من عام 2007 إلي عام 2011 بإحباط أكثر من (15) عملية هجرة غير شرعية تمكنت فيها من إنقاذ ما يقرب من (733) فردا، وفي ظل الإنفلات الأمني خلال الفترة السابقة وقيام بعض الخارجين علي القانون وضعاف النفوس  بتهريب السلاح / المخدرات / السولار فقد شاركت القوات البحرية في إجهاض العديد من هذه المحاولات حفاظاً علي أمن وسلامة ومقدرات هذا الوطن الغالي ومن أبرز هذه العمليات إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات حوالي ( 3 أطنان تقريباً ) بالبحر الأحمر والقبض علي الأفراد القائمين بالتهريب و التحفظ علي السفينة القائمة بالتهريب .
الشارع المصري في الإسكندرية
لم تقتصر مهام القوات البحرية علي الموانئ أو في البحر وإنما امتدت داخل الشارع المصري في الإسكندرية ومدن اخري لتأمين المنشآت أو مكافحة الانفلات الأمني خلال الثورة .. كيف وجدت التعاون بين الشارع والقوات المشاركة؟ وكيف تم استيعاب ذلك القدر الهائل من المشاعر الثورية والشباب المفعم بالحماس والوطنية ؟
نعلم جميعاً أن الجيش المصري هو جيش الشعب ويتضح ذلك جلياً عبر العصور سواء كان في أوقات الحرب أو السلم والشعور المتبادل بين الجيش المصري وجميع اطياف الشعب المصري كنسيج واحد لا يمكن الفصل بينهما وفي ظل الأحداث التي مرت بها البلاد منذ 25 يناير وحالة الانفلات الأمني قامت القوات المسلحة بدور

فعال في حماية الثورة وتأمين الجبهة الداخلية من بعض الفئات الخارجة علي القانون التي إستغلت الموقف وقامت بأعمال سرقة / سطو مسلح / ترويع المواطنين . وتنفيذاً لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة قامت القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بتنظيم دوريات راكبة وكمائن في مناطق مختلفة بمحافظة الإسكندرية للقضاء علي أي محاولات تضر بأمن وسلامة المواطن والممتلكات العامة والخاصة والتصدي لأعمال البلطجة والشغب كما شاركت في حماية العديد من المنشآت الحيوية في الإسكندرية وتأمين المواني من الداخل وتأمين الجمارك والمشاركة في فض الإعتصامات والتظاهرات الفئوية في بعض الجهات المدنية وتأمين لجان الإستفتاء علي التعديلات الدستورية وتأمين لجان الثانوية العامة وكذا نقل أسئلة الإمتحانات وكان هناك معاونة صادقة وفعالة من أفراد الشعب المصري وشعور إيجابي مرحب بالدور الوطني مما أدي إلي سرعة إستتباب الأمن نسبياً في الشارع المصري مما كان له الأثر في طمأنة المواطنين أن قواتهم المسلحة هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب العظيم .وتفهماً منا بالمشاعر الثورية لشباب مصر الذي هو أمل البلاد في صنع مستقبل أفضل وإيماناً منا بسلمية هذه الثورة البيضاء وإلتزاماً بتعهدنا منذ اللحظة الأولـي بحماية هذه الثورة وأنه لن يوجه أي سلاح ضد أي مواطن مصري فقد كان الاحتواء السلمي وضبط النفس هو الأساس في التعامل مع أي تجاوزات .

التعامل مع الأحداث
الفريق مهاب مميش كيف ظهر المستوي المتميز الذي ظهر به رجال القوات المسلحة وخاصة رجال البحرية في التعامل مع الأحداث التي صاحبت الثورة  هل هناك تدريب للقوات لمواجهة مثل هذه المواقف ؟
اتخذت الأحداث التي صاحبت الثورة أشكالاً مختلفة في ( تظاهرات تطالب بمطالب فئوية - حالات إنفلات أمني كأعمال الشغب والسرقات ، تخريب ممتلكات عامة وخاصة وترويع المواطنين - اعتصامات وإضراب عن العمل في بعض المؤسسات والشركات ) والتعامل مع هذه الأحداث يتم طبقاً لطبيعتها التي تحدد اسلوب التعامل معها.
- بالنسبة للتظاهرات الفئوية والاعتصامات والإضرابات عن العمل تم التعامل معها باسلوب الإحتواء السلمي وتشكيل لجان لتلقي المطالب وتنسيق عرضها علي الـمختصين بالمؤسسات والشركات ووضع حلول وبدائل لتلبية المطالب المشروعة وتحديد أولويات التنفيذ .
- بالنسبة لحالات الإنفلات الأمني فقد ساهمت القوات البحرية بشكل كبير في مواجهة والقبض علي أعداد كبيرة من الخارجين علي القانون والهاربين من السجون .
- أما أسلوب تدريب القوات لمواجهة مثل هذه المواقف وخاصة أن طبيعة عمل القوات البحرية لصيقة الارتباط بالبحر وبالوحدات البحرية ، إلا أنه من ضمن موضوعات التدريب بالقوات البحرية التدريب علي الدفاع عن النفس والخطط الخاصة بذلك وأثبتت طريقة التعامل مع هذه الأحداث أن طبيعة الجندي المصري بصفة عامة مهما كان السلاح الذي ينتمي إليه بالقوات المسلحة هي الانتماء لوطنه ، والحكمة والمثابرة ووعيه التام بطبيعة المرحلة مما كان له أكبر الأثر في أدائه المتميز بعزيمة وصبر وتقدير تام للموقف واعتبار أن حماية المواطنين والأمن القومي المصري فوق كل إعتبار ، وكنت علي ثقة كبيرة في أبناء القوات البحرية .
- واستطعنا بفضل الله تعالي أن نضع تقديراً سليماً للموقف ووضع خطط سريعة وتخصيص مهام محددة للقوات المشاركة .

الاستعداد القتالي
هل تأثر مستوي الكفاءة والإستعداد القتالي لرجال القوات البحرية نتيجة للدور الذي قاموا به داخل الشارع ؟
لم يتأثر مستوي الكفاءة والاستعداد القتالي لرجال القوات البحرية ولم يقتصر دورهم علي المهام التي كلفوا بها في تأمين الشارع المصري وإنما أيضاً تكثيف أعمال المرور والتأمين لمصادر مصر القومية بالبحر علي مدار ( 24 ) ساعة يومياً مما أصقل خبراتهم وأضاف إليهم الكثير مع الاستمرار في التدريب والإستعداد القتالي العالي وهذا نتج عن المستوي الراقي الذي وصلت إليه القوات البحرية من الكفاءة والاستعداد القتالي العالي من خلال التدريب المستمر لتنفيذ المهام القتالية ومهام تأمين مصالح مصر الاقتصادية والأمن القومي مع الاستمرار في تطوير أداء الفرد والمعدة وأساليب قتالنا كانت لها الفضل في تنفيذ أي مهام أخري تكلف بها القوات البحرية التي واصل أبناؤها الليل بالنهار لحماية هذه الثورة بإيثار كامل إيماناً منهم بدورهم الوطني في تلك المرحلة الحرجة في تاريخ مصر.
مع تطور عملية التحول الديمقراطي في مصر وإجراء إنتخابات تشريعية تعبر عن إرادة الشعب .. هل سيكون هناك دور للقوات البحرية خلال الإنتخابات المقبلة ؟
إن مصر تتجه نحو الأفضل والمناخ الديمقراطي الذي نعيشه الآن هو دليل علي ذلك وإننا جميعاً نسعي إلي إقامة دولة ديمقراطية حديثة ونبدأ ببناء سلطة تشريعية تعبر عن مطالب وطموح الشعب المصري بكامله وليس فئة منهم .. وقد أعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأن  الإنتخابات التشريعية القادمة ستكون أفضل إنتخابات في تاريخ مصر وستدار بكل شفافية وحيادية .. إن القوات البحرية هي جزء من القوات المسلحة المصرية وبالتأكيد سيكون لنا دور هام وفعال في تأمين مقار اللجان الإنتخابية . ونحن حالياً نقوم بجميع التجهيزات اللازمة لإجراءات التأمين لمقار اللجان الإنتخابية بالإضافة إلي توفيرالمناخ الملائم للمواطنين للتصويت .. وإننا – إن شاء الله - وبالتعاون مع المواطنين سننجح في ذلك كما نجحنا في عملية الإستفتاء علي تعديل مواد  الدستور والتي شاركت فيها القوات البحرية من قبل .
حماية المصريين في الخارج
قامت القوات البحرية بدور كبير في حماية المصريين بالخارج تمثل في نقل العالقين علي الحدود الليبية .. ما هي الجهود التي بذلتها القوات البحرية لحماية ونقل هؤلاء المصريين ؟
منذ بداية الأحداث التي صاحبت الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 وبناءً علي أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة قامت الأجهزة المختلفة للقوات المسلحة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية وإتخذت إجراءات فعالة وسريعة لتقدير الموقف في ليبيا وحصر عدد المصريين العالقين في ليبيا . وتم وضع خطة عاجلة لإجلاء الرعايا المصريين في ليبيا وكلفت القوات البحرية بدفع عدد من وحداتها البحرية لإجلاء عدد كبير من المصريين العالقين بالموانئ البحرية الليبية والموانئ البحرية المجاورة بتونس . وبالفعل خلال فترة وجيزة قامت بعض الوحدات البحرية المصرية بإجلاء عدد كبير من المواطنين المصريين من ليبيا وتونس إلي أرض الوطن.
توازن القوي البحري
في ظل ثورات الربيع العربي التي تشهدها المنطقة وهو ما قد يخلق قوي إقليمية جديدة بعقائد وتيارات مختلفة ربما تؤثر علي توازن القوي بمنطقة الشرق الأوسط .. كيف تري القوات البحرية هذه المتغيرات السريعة والمتلاحقة وكيفية الحفاظ علي توازن القوي البحري بالمنطقة ؟
تعتبر مصر دولة بحرية من الطراز الأول بحكم موقعها الجغرافي وطول سواحلها التي تشكل 50% من حدودها السياسية ووجود قناة السويس بها. ويمكن بالفعل للتغيرات التي تشهدها المنطقة أن تخلق قوي إقليمية جديدة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة محاولة بعض الدول والتحالفات إتخاذ هذه التغيرات كذريعة لفرض وإثبات هيمنتها من خلال تحالفات قائمة بالفعل أو من خلال تحالفات وكيانات جديدة . وتسعي القوات البحرية دائماً إلي الإحتفاظ بوحدات بحرية ذات كفاءة قتالية عالية والحصول علي وحدات بحرية جديدة متطورة وبالفعل حصلت مصر خلال السنوات القليلة الماضية علي أحدث صائدات ألغام والمدمرات والفرقاطات ولنشات الـمرور الساحلي ومنظومات الدفاع الساحلي ووحدات إنقاذ ولنشات الصواريخ مع تطوير جميع الوحدات البحرية بالخدمة بمنظومات تسليح متطورة بالإضافة إلي عقد إتفاقيات مع بعض الدول الصديقة للتصنيع المشترك لبعض الوحدات البحرية مما جعلها من أقوي البحريات في المنطقة وقادرة علي فرض سيادتها علي المياه الإقليمية المصرية وتأمين سواحلنا ومصالحنا القومية بالبحر .
منطقة القرن الإفريقي
التوتر الذي تشهده منطقة القرن الإفريقي .. وما تعانيه الآن من نزاعات القت بظلالها علي حركة الملاحة العالمية .. كيف تواجه القوات البحرية التهديدات والتحديات للحفاظ علي الأمن القومي وحماية مياهنا الإقليمية في البحرالأحمر من ظاهرة القرصنة ؟
إن القوات البحرية المصرية تتولي مسئولية تأمين الحدود البحرية والمياه الإقليمية جنوباً لأن منطقة جنوب البحر الأحمر تعتبر امتدادا للحدود البحرية المصرية في إتجاه الجنوب وبالتعاون مع الأفرع المختلفة للقوات المسلحة ومع بدء إنتشار ظاهرة القرصنة في منطقة القرن الأفريقي وخليج عدن فقد قامت القوات البحرية بتدعيم قواتنا البحرية في البحر الأحمر كذا بتشديد وتكثيف المراقبة وأعمال المرور المستمر بالبحر وعلي الساحل بإستخدام كافة العناصر والإمكانيات المتاحة بالقوات البحرية ولم يتم رصد أي أعمال قرصنة داخل البحر الأحمر حتي الآن وأود أن أؤكد  أنه من المستحيل نجاح تنفيذ أعمال قرصنة داخل البحر الأحمر للأسباب الآتية :
أ-  عدم وجود موانئ لجوء للقراصنة لإستخدامها في إحتجاز السفن المستولي عليها داخل البحر الأحمر(جنوباً - شمالاً) .
ب- صعوبة مرور السفن المستولي عليها بواسطة القراصنة من مضيق باب المندب في اتجاه الشمال دون أن يتم إكتشافها بواسطة نقط المراقبة المنتشرة علي طول ساحل البحر الأحمر .