رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزير الأوقاف: الوطنية ليست نقيضًا للدين.. ومصالح الأوطان لا تتعارض مع مقاصد الأديان

د. محمد مختار جمعة
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

دعم القيادة السياسية والجيش والشرطة صار واجبًا شرعيًا مع التأكيد على مشروعية الدولة

الأوقاف بدأت معركة تفكيك الفكر المتطرف.. والتصدى لمحاولات الهدم المعادية

الجماعات المتطرفة سعت للوقيعة بين الدين والدولة.. وموجات العنف لا تمت للإنسانية بصلة

إذا امتلكت الدولة إعلامًا وطنيًا وحدت صفها وحمت استقرارها وكانت شوكة فى حلق أعدائها

تحصين الشباب بالعلم والثقافة والعمل مهمة الأوقاف فى المرحلة الراهنة

التنظيمات الإرهابية سعت لاختطاف الخطاب الدينى وتوظيفه لتحقيق مكاسب شخصية أو أيديولوچية

ترويج الشائعات وإنزالها منزلة الحقائق الثابتة واستغلال التقنيات الحديثة آخر حروب الجيل الخامس

المتاجرة بالدين واستغلاله مطية لرفض الآخر لا علاقة لها بالشرع الحنيف

الإعلام الوطنى يبنى الدولة والإعلام العميل يهدمها ونعمل على تعميق روح الولاء والانتماء

 

يؤمن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إيماناً راسخاً بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأننا فى حاجة ماسة إلى تفكيك الأفكار والتنظيمات المتطرفة ودحضها وبيان بطلانها وزيغها وزيفها، ولهذا يرى أنه لا بد من العمل على المسارين معاً بالتوازى وبنفس القوة والحماس والحسم، إلا أن «جمعة» يرى أن تفكيك الفكر هو الأهم على المدى البعيد لأن تفكيك تنظيم إرهابى ربما يتولد منه أو يتفرع عنه أكثر من تنظيم إرهابى آخر، لكننا إذا استطعنا تفكيك الفكر المتطرف عصمنا المجتمعات، بل الإنسانية وحفظناها من شروره وآثامه.

وزير الأوقاف الذى تعد مؤلفاته نموذجاً حياً ضد تيار الجمود والانغلاق بمفاهيم تستند إلى القدرات الكامنة فى الدين الحنيف وتنقل الصورة الحقيقية لعظمة وفلسفة الإسلام فى معالجة العديد من القضايا، يؤكد أن مؤتمر الأوقاف المنصرم مطلع الأسبوع الحالى رسالة قوية لبناء الشخصية الوطنية التى تلعب دوراً فى تقدم الدولة.

بقراءة متأنية لتوصيات المؤتمر، نرى مدى أهمية الحاجة للتصدى لمحاولات الاختراق الخارجية التى تتعرض لها الهوية من أجهزة خارجية تحاول السيطرة على المجتمعات الإسلامية. وزارة الأوقاف التى تبنت طوال خمس سنوات خطة تدشين مشروع تنويرى كبير تبلورت خلاله رؤية شديدة الوضوح لمفهوم التجديد وآليات التأهيل، ولهذا حرص وزير الأوقاف على التأكيد أن حل كثير من الإشكاليات فى الوقت الراهن يكمن فى عدة نقاط أولاها التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، مؤكداً أن إنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم، بالإضافة إلى أنه من الضرورى التفرقة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص، والآراء البشرية وقصرها على الذات الإلهية وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

أيضا يدعو «جمعة» للانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل بالتعمق فى دراسة مفاتيح العلم، فى الجزء الثانى من حوارنا مع وزير الأوقاف الذى بدأناه الأسبوع الماضى يؤكد «جمعة» أن مشروعية الدولة الوطنية لا تقبل جدالاً أو تشكيكاً وأن الوطنية ليست نقيضاً للدين، فمصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان.. فإلى نص الحوار:

 

< بداية="" قضية="" الهوية="" والانتماء="" للوطن="" من="" القضايا="" التى="" طرحت="" مؤخراً،="" فهل="" الوطنية="" مصطلح="" يقابل="" الدين="" أم="" يتناقض="">

- بالفعل قضية الهوية والانتماء من أهم القضايا التى إما أن تؤدى إلى الأمن والاستقرار والازدهار والنماء، وإما أن تؤدى إلى التشرذم والتفكيك، وإثارة الاضطرابات والقلاقل والفتن، وربما العمالة أو الخيانة، وللهوية أركانها ومعالمها التى يقاس من خلالهما مدى انتماء المرء لوطنه وهويته، ولا شك أن جميع الدول والقوميات والأعراق والمذهبيات سواء تلاقت أم تداخلت، توازت، أم تناقضت فإن كلاً منها يسعى ويعمل على تعميق الولاء والانتماء له لدى منتسبيه أو مستهدفيه، غير أن هناك صراعاً تاريخياً أو شبه تاريخى يقوى ويطفو على السطح حيناً، ويخفت ويستتر حيناً آخر، لكنه موجود بصورة أو بأخرى على أى حال وهو ذلك الصراع بين الحريصين على هوية الدولة الوطنية ومن يعملون أو يدينون بولاءات أخرى.

والفهم الخاطئ الذى أصّلته ورسخته كثير من الجماعات المتطرفة لدى عناصرها هو أن الولاء للجماعة والتنظيم فوق الولاء للوطن، وهذا الفهم تتبناه جميع الجماعات الإرهابية والمتطرفة التى ترى أن الدولة الوطنية بحدودها الراسخة المستقرة تقف صخرة وعقبة كئوداً فى وجه مشروعاتهم السلطوية للقفز على الدولة الوطنية، ونحن نؤكد أهمية تعميق وترسيخ الولاء والانتماء الوطنى والاعتزاز بالوطن والاستعداد لفدائه بالنفس والنفيس مع الشعور بفضله والحفاظ على ترابه وثراه والتأكيد على أن الوطنية ليست نقيضاً للدين أو مقابلاً له، بل هى من صلب الدين، كما نؤكد أن الهوية الوطنية قد تتلاقى مع هويات أخرى عربية أو إسلامية أو أفريقية أو آسيوية، حسب ظروف وموقع كل دولة على ألا يكون ذلك توجه أفراد أو جماعات أو أحزاب، أو قبائل بمعزل عن التوجه الوطنى فيذهب هذا إلى الشرق وذاك إلى الغرب وثالث إلى الشمال ورابع إلى الجنوب، ما يؤدى إلى تمزق الدول وتفكك وتشتيت كيانها بل ربما تشرذمها، بل أن تكون الدولة الوطنية على قلب رجل واحد فى توجهاتها بما يعطيها القوة فى محيطها الإقليمى وفى علاقاتها الوطنية.

< كيف="" يمكن="" استرداد="" الخطاب="" الدينى="" المختطف="" من="" الجماعات="" المتطرفة،="" وما="" استراتيجية="" وزارة="" الأوقاف="" فى="" سبيل="">

- لا شك أن قضية الخطاب الدينى بصفة عامة صارت تشكل هاجساً عالمياً نتيجة أعمال تلك الجماعات الإرهابية الإجرامية، التى تتاجر بالأديان ونتيجة ما حملته الأديان عبر تاريخها الطويل من مطامع البشر وتدثر السياسة لدى البعض بدثار الدين حتى قامت حروب سياسية ترفع رايات الدين وأعلامه لخداع العامة والدهماء وإضفاء ضرب من القداسة على هذه الحروب، ونتج عن توظيف الخطاب الدينى من بعض رجال الدين فى أوروبا فى العصور الوسطى لتحقيق مكاسب دنيوية وسلطوية أن ثار الناس على سطوة رجال الدين وطالبوا بفصل الدين عن السياسة وبعلمانية الدولة لأن ما عانوه من تسلط رجال الدين آنذاك قد فاق حدود البشر فى التحمل أو قل فى التجاوز والاعتداء وأخذت قضية الدين تنزوى وتتلاشى فى نفوس كثير من الغربيين ولولا أن الدين فطرة الله التى فطر الناس عليها لكانت العواقب أشد وأقسى وعندما تاجرت بعض الجماعات وفى مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية وما انشق عنها من جماعات إرهابية تاجر بالدين، رأينا فكراً شاذاً غريباً على ديننا وأخلاقنا وقيمنا وحضارتنا رأينا كذباً واختلاقاً وافتراء لا يحتمله عقل ولا بشر ولا مجتمع، وعادت الجماعة إلى سيرتها الأولى من العنف والقتل والاغتيال وإهلاك الحرث والنسل، وتخريب العامر، وهدم البنيان وترويع الآمنين أو استهدافهم دون وازع من دين أو ضمير إنسانى حى.

ثم انبثق عنها وتفرغ منها من انضم أو نسق مع داعش والقاعدة وجماعات الخذلان وأعداء بيت المقدس وجند الشيطان ممن عاثوا فى الأرض فساداً واستحلوا ما حرم الله من ذبح البشر وحرقهم والتنكيل بهم فى موجات عنف لا تمت للإنسانية بصلة، وبدرجة أو بأخرى سعت جماعات كثيرة إلى اختطاف الخطاب الدينى من علمائه المدققين وأهله المتخصصين، وعملت على توظيفه لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية أو أيديولوچية ولو على حساب دينها ووطنها معاً، لأن بعضها لا يؤمن بوطن ولا بدولة وطنية وبعضها الآخر ولاؤه لتنظيمه فوق كل ولاء، وانتماؤه له فوق كل انتماء.

لذلك وجب أن نعمل معاً وبكل ما أوتينا من قوة على استرداد خطابنا الدينى من مختطفيه من خلال العمل على تحصين شبابنا والتنشئة بالعلم والثقافة وهو ما توليه وزارة الأوقاف اهتماماً بالغاً سيتضاعف فى المرحلة الراهنة، من خلال إنشاء وتطوير مكاتب تحفيظ القرآن الكريم العصرية التى تعمل على تنشئة أبنائنا على القيم الإيمانية والأخلاق الإنسانية الرشيدة، إضافة إلى مراكز الثقافة الإسلامية ومن خلال تنقية كتب التراث مما علق بها من إسرائيليات أو دخيل وموضوع ومن خلال إعداد برامج علمية مدروسة لمزيد من إعداد وتأهيل الأئمة، وهو ما حرصنا عليه فى أكاديمية تأهيل الدعاة بما يسهم فى صياغة نظرية علمية منهجية وشاملة لتحقيق الفهم المستنير للدين داخل مصر وخارجها بإذن الله تعالى وإننا لنؤمل أن نسهم وبقوة فى أن تقود مصر نشر هذا الفكر المستنير فى العالم كله من أقصاه إلى أقصاه.

< مصطلح="" الإسلام="" السياسى="" واحد="" من="" المصطلحات="" التى="" أثارت="" ولا="" تزال="" تثير="" جدلاً="" واسعاً="" حول="" علاقة="" الإسلام="" بالسياسة="" وهل="" هو="" فى="" قلبها="" أو="" بمعزل="" عنها؟="" وهل="" التداخل="" بينهما="" تداخل="" منطقى،="" أم="" أن="" الفصل="" بينهما="" أمر="">

- كل هذه التساؤلات، كانت تطرح قبل استغلال بعض الجماعات المتطرفة للدين لأغراض تحقق مصالحها لا لمصالح الإسلام والمسلمين ولا مصالح الوطن ولا الدولة الآمنة المستقرة، حيث استخدمت هذه الجماعة الدين لخداع العامة، والحصول على تأييدهم ودعمهم الانتخابى أو الأيديولوچى لاعتلاء سدة السلطة وتوظفها هى الأخرى لصالح الجماعة وأفرادها وعناصرها مع إقصاء مقيت لكل من لا ينتمى إلى الجماعة أى جماعة تتاجر بالدين وتخادع به ورمى المجتمع بالجاهلية أو الكفر أو الفسق أو الابتداع على نحو ما تؤصل له أفكار جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة فى محاولة للتغطية على أهدافها ومطامعها والعمل على تجييش من تستطيع من الشباب المندفعين المتهورين لمناصرتها فى وجه الدولة التى لا تؤمن هى بها فى سبيل سعيها الدائم للسطو الدائم على مقاليد الأمور، إننى لا أرى مشكلات على الإطلاق بين الإسلام والسياسة لدى من يفهمون الإسلام فهماً صحيحاً، مستنيراً ومن يفهمون السياسة فهماً وطنياً مستقيماً فهم قادرون على التعايش والتكامل وتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع، كما لا أرى تناقضاً ولا تقابلان بين علماء الدين والمثقفين فقد تتداخل الصفتان وتصير العلاقة بينهما علاقة عموم وخصوصاً إن كان لكل منهما منهجه فى معالجة القضايا والمستجدات وطرق حل المشكلات، المشكلة إذن فى سوء الفهم وتوظيف الدين أو حتى السياسة لمصالح خاصة قد تقتضى من وجهة نظر غير الوطنيين وغير المؤهلين إقصاء الآخر، سواء بمحاولة إقصاء الدين عن دنيا الناس إقصاءً تاماً، أم بإقصاء الجماعات الدينية لمن لا يؤمن بأيديولوچيتها واتهامهم بالكفر أو الفسق أو الجاهلية، المشكلة إذن إنما هى فى التطرف والإقصاء وتتجلى المشكلة فى المتاجرة بالدين واستغلاله مطية لتحقيق مطامع لا علاقة لها بالدين ولا بالشرع الحنيف ولا بأى من الشرائع أو الأديان السماوية فكل الشرائع السماوية تقوم على قبول الآخر والإيمان بالتعددية وبحرية المعتقد.

< العدو="" الصهيونى="" كان="" يروج="" -جاهداً-="" أن="" العرب="" لا="" يقرأون="" وإن="" قرأوا="" لا="" يفهمون="" وإن="" فهموا="" قد="" لا="" يتابعون="" وإن="" تابعوا="" فحسبهم="" أن="" يشجبوا="" ويستنكروا="" فتسمع="" لهم="" جعجعة="" ولا="" ترى="" لهم="" طحناً="" كيف="" ترصد="">

- العدو الصهيونى كان يعمد بذلك إلى تشويه صورة العرب من جهة وتمرير أجندات دولية خاصة به من جهة أخرى، غير أن الأمر قد تغير تغيراً جذرياً فى كل مؤسساتنا الفكرية والثقافية، ففى نطاق الثقافة الدينية أخذت المؤسسات الدينية المصرية مجتمعة تشق طريقها نحو متابعة الأحداث والحركات الفكرية العالمية ورصد ما ينشر فى هذا الشأن، والرد على ما ينبغى الرد عليه منه على نحو ما يحدث فى مرصدى الأزهر الشريف ودار الإفتاء بما لهذين المرصدين من جهد كبير بدأ أثره يظهر إقليمياً وعالمياً بحيث اتخذ البرلمان الأوروبى دار الإفتاء المصرية مرجعاً معتمداً له فى شئون الإفتاء واستكمالاً لعمل المرصدين وتكاملاً معها، أخذنا فى وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منحى آخر مكملاً لعمل المرصدين، وهو العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوصيل الصوت الإسلامى الوسطى من خلال إنشاء سبع عشرة صفحة رسمية لوزارة الأوقاف بسبع عشرة لغة ونشر ترجمة معانى القرآن الكريم بعشر لغات هى: «الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية والصينية والإندونيسية والسواحلية والكورية والألبانية» مع نشر فقه العبادات بعدة لغات أجنبية، تيسيراً على المسلمين فى فهم وأداء شعائرهم الدينية، إضافة إلى التنسيق المستمر مع وزارة الخارجية لمد المراكز الإسلامية بالخارج بمجموعات كبيرة من منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وإصداراته باللغات المختلفة وبخاصة فى مجال تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الإسلامى الصحيح، وفى سبيل تطوير ذلك قمنا بإنشاء وافتتاح أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين مع التركيز على إعداد الأئمة إعداداً متميزاً فى مجال اللغات الحية الرئيسية، حيث بدأنا بأربع دورات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وانتقينا فى مجال اللغات المتميزين من الأئمة خريجى كليات اللغة والترجمة بجامعة الأزهر الدارسين للعلوم الشرعية باللغات الأجنبية. كما أننا خصصنا قسماً من صالتى العرض والبيع المخصصين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف فى معرض الكتاب لمنشورات الوزارة باللغات المختلفة، التى بلغت خمس عشرة لغة، ما يكسر حالة الجمود، ويؤكد أننا قادرون على استرداد الريادة العالمية فى مجال الثقافة الإسلامية وعلى إعداد جيل من الأئمة والعلماء والمفكرين المستنيرين فى نهضة جديدة نأمل أن يتعاظم دورها تباعاً فى المدى المتوسط والمدى البعيد.

< استغل="" البعض="" وسائل="" التواصل="" الاجتماعى="" والمواقع="" الإلكترونية="" لبث="" الفتنة="" والفرقة="" بين="" أبناء="" الوطن="" وترويج="" الشائعات..="" كيف="" ترى="">

- لا شك أن كثيراً من الوسائل العصرية إنما هى حمالة أوجه أو أسلحة ذات حدين كما يقولون، فالسكين التى لا غنى عنها فى كثير من الاستخدامات الحياتية قد صارت فى أيدى بعض المتطرفين وسيلة للذبح وسفك دم البشر، والسلام الذى لا غنى عنه فى الدفاع عن الأوطان قد يصير لدى الدول الغاشمة والجماعات المتطرفة وسيلة للظلم والعدوان والفتك بالبشر دون وجه حق، وهكذا فى كثير من الصناعات والاختراعات والابتكارات المستحدثة، غير أن العاقل من يأخذ خيرها ونفعها ويتقى شرها وضرره، ووسائل التواصل ومواقعه التى ينبغى أن تكون وسيلة لبث الحكمة والمعرفة والحوار الحضارى ونقل العلوم والمعارف والثقافات صارت لدى بعض الخارجين عن النسق الإنسانى السوى وسائل لهدم لدول والمجتمعات وتشويه الرموز الوطنية وبث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد وترويج الشائعات وإنزالها منزلة الحقائق الثابتة، مع ما يشوب بعض هذه المواقع من الادعاء والكذب واستخدام التقنيات الحديثة فى التحريف وإلباس الباطل ثوب الحق والتشويه والخلط، ما يتطلب يقظة مهنية ووطنية وصحوة فى الضمير الإنسانى والوقوف عند حدود الشرع والقيم والأخلاق حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (الحجرات: 6).

مما يوجب ضرورة التحقق والتبين والتثبت وبخاصة من أخبار الفساق والمشبوهين أفراداً أو مواقع، أما هذه المواقع والصفحات التى تعمل على هدم الأوطان ورمى الناس بالتهم كذباً وافتراء وظلماً وعدواناً وبهتاناً فهى مواقع وصفحات ضرار وفتنة يجب التصدى لها وكشف جهال أو عمالة أو كذب وافتراء القائمين عليها، على أن بعض هذه المواقع المشبوهة المحرضة إنما تعمد إلى نظم وآليات تعطيها أكثر من حجمها ووزنها فى المتابعة والمشاهدة الحقيقية وتظهرها على أنها مواقع عملاقة مع أنها على أرض الواقع لا قيمة لها ولا وزن، كما أن الجماعات الإرهابية يدعم بعضها بعضاً على مواقع التواصل كما أن لها ما يعرف فالكتائب الإلكترونية التى تعمد إلى التشويه من جهة وبث الأباطيل والأكاذيب والافتراءات من جهة أخرى ودعم بعضها بعضاً من جهة ثالثة، علماً بأن بعض هذه المواقع وبعض هذه الصفحات قد تجاوز كل ذلك إلى القذف والمحض والسباب المحض والتحريض الصريح على القتل والفساد والإفساد والتخريب دون وازع من دين أو ضمير أو إنسانية والله لا يحب الفساد ولا المفسدين. ولذلك يجب التصدى وبكل قوة وحسم لهذه المواقع والصفحات المشبوهة والأخذ على أيدى أصحابها سواء بالمواجهة الفكرية أم بالإجراءات القانونية الحاسمة ضد من يعبث بأمن الوطن ومقدراته.

< هل="" نحن="" فى="" حاجة="" إلى="" تفكيك="" الفكر="" المتطرف="" أم="" إلى="" تفكيك="" الجماعات="">

- لا خلاف على أننا فى حاجة إلى تفكيك الاثنين معاً، غير أن تفكيك الفكر يأتى فى المقدمة، ذلك أن تفكيك جماعة إرهابية أو متطرفة من الممكن أن تخرج علينا جماعة أخرى أعتى وأشد، غير أننا عندما ننجح فى تفكيك الفكر المتطرف وكشف زيفه وفساده وإفساده وأباطيله، فإننا نكون قضينا على المشكلة من جذورها، وفى سبيل ذلك لابد أن نكشف وأن نعرى هذه الجماعات المتطرفة وأن نبين عمالتها وخيانتها لدينها وأمتها، وأن نبرز شهادات من استطاعوا الإفلات من جحيم هذه الجماعات الإرهابية الضالة وأن ما يعدون به الشباب كذبا وزورا من الحياة الرغدة هو محض كذب لا وجود له على أرض الواقع، فمن يلتحق بهم مصيرهم التفخيخ والتفجير، وإن فكر مجرد تفكير فى الهروب من جحيم هذه الجماعات كان جزاؤه الذبح أو الحرق أو الموت سحلاً، كما يجب تفنيد أباطيلهم فى استحلال الدماء والأموال والأعراض والحكم على الناس بالكفر حتى يسوغوا لأنفسهم قتلهم، واستباحة نسائهم وأموالهم وهو ما حذر منه الحق سبحانه وتعالى، وكذلك دعوتهم الضالة إلى الجهاد، مع أن ما يقومون به هو بغى وعدوان لا علاقة له بالجهاد وليس من الجهاد فى شىء، ومن ثم يجب أن نبين أن الجهاد فى سبيل الله عز وجل أوسع من أن يكون قتالا، فهناك جهاد النفس بحملها على الطاعة وكفها عن المعصية والتزامها بمكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وسائر الأخلاق الكريمة، أما الجهاد الذى هو بمعنى القتال فإنما شرع للدفاع عن الوطن، عن الدول أن تستباح، وليس لآحاد الناس أو لحزب أو لجماعة أو لفصيل أو لقبيلة أن يعلن هذا الجهاد إنما هو حق لولى الأمر وفق من أناط به دستور كل دولة وأعطاه الحق فى إعلان الحرب والسلم سواء أعطاه الدستور لرئيس الدولة أو لمجلس أمنها القومى بعد أخذ رأى برلمانها، المهم أن قضية إعلان حالة الحرب ليست ملكاً للأفراد أو الجماعات وإلا أصبح الأمر فوضى لا دولة وعدنا إلى حياة الجاهلية.

والخلاصة ما أحوجنا إلى الفكر المستنير والفهم الصحيح للدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة واسترداد الخطاب الدينى ممن حاولوا اختطافه، وكف وغل يد المتطرفين عن الدعوة والفتوى، وإلى أن نواجه الجهل بالعمل والظلمات بالنور والباطل بالحق، والفساد والتخريب بمزيد

من البناء والتعمير وأن نعمل على ترسيخ الولاء للأوطان من جهة وترسيخ أسس المواطنة وفقه العيش المشترك على أسس إنسانية خالصة من جهة أخرى، وأن نسعى معاً لما فيه أمن وسلام الإنسانية جمعاء، وأن ندرك أن العالم كله فى سفينة واحدة ولن ينجو أحد منه دون الآخر وأن أى خرق فى السفينة يمكن أن يهلك أهلها جميعاً.

< كيف="" ترى="" ظاهرة="" الإلحاد؟="" وهل="" هى="" صناعة="" تهدد="" الأمن="" القومى="" مثل="" الإرهاب؟="" وكيف="" يمكن="">

- لا شك أن الإلحاد يشكل خطرا داهما على الفرد والمجتمع والوطن والأمة العربية كلها، فهو يهدد نسيجها الاجتماعى والفكرى المحكم من جهة، كما أنه يتهدد أمنها القومى من جهة أخرى، فتحت مسمى حرية المعتقد يهدف أعداء الأمة إلى تمزيق كيانها وضرب استقرارها بكل السبل والأساليب الشيطانية، سواء بتبنى ودعم الجماعات الإرهابية التى تسىء إلى صورة الرب والمسلمين، وتصورهم على أنهم همج رعاع رجعيون يعودون بالإنسانية إلى ما قبل التاريخ، أم بدعم الجماعات الإلحادية المتحللة من كل القيم الأخلاقية والوطنية ممن يسهل توظيفهم لخدمة أجندات أجنبية دون وازع من دين أو ضمير وطنى.

فالإلحاد فى العالم العربى توجهه وتدعمه أيد خفية، تريد تفكيك جميع البنى العسكرية والاقتصادية والفكرية لمجتمعاتنا، فما لا تستطيع أن تفعله من خلال دعم الإرهاب تفعله من خلال دعم تلك الجماعات الملحدة، فمن كان فى طبعه وتكوينه الفكرى والثقافى ميل إلى التشدد اختطفه الإرهابيون، ومن كان فى طبعه وتكوينه ميل إلى التحلل اختطفه الملحدون، ومن لم يكن لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك تتلقفه يد المذهبيين من المذاهب والفرق والجماعات والجمعيات، على أننا نؤكد أن الدين قوام الحياة الطبيعية وعمادها، والحياة بلا دين حياة بلا قيم، بلا ضوابط، بلا أخلاق، والدين هو العمود الفقرى لضبط مسار البشرية على الطريق القويم ولا يمكن للقوانين الوضعية والأعراف والتقاليد وحدها مهما كانت دقتها أن تضبط حركة الإنسان فى الكون ما لم يكن لهذا الإنسان ارتباط وثيق بخالقه، أما الإلحاد فله مفاسد وشرور لا تحصى ولا تعد على الفرد والمجتمع والأمم والشعوب، منها اختلال القيم وانتشار الجريمة وتفكك الأسرة والمجتمع والخواء والاضطراب النفسى، وتفشى ظواهر خطيرة كالانتحار والشذوذ والاكتئاب النفسى، وهو صناعة أعداء هذه الأمة الذين فشلوا فى زرع الفتنة بين نسيجها الوطنى شديد الصلابة والتماسك فعمدوا إلى محاولة جديدة لتدمير هذه الأمة، وهدم بنيانها من أساسه، بزرع الشك والحيرة فى أصحاب النفوس الضعيفة بإيهامهم أن انسلاخهم من عقائدهم الراسخة سيفتح أمامهم باب الحرية فى الشهوات والملذات واسعا، بلا وخز من ضمير أو رقابة لأى سلطة إيمانية.

وأؤكد أن عدم إيمان هؤلاء الملحدين بالله يجعلهم خطراً على المال، وخطراً على الأعراض، وخطراً على الأوطان، لأن الدين الصحيح يعزز الوطنية الصادقة وإذا ارتبطت الوطنية الصادقة بالفهم الصحيح للدين مدت صاحبها بقوة لا تعادلها قوة، وصار العمل لصالح الوطن لديه فريضة دينية ووطنية، فصار على استعداد للتضحية من أجله بالنفس والنفيس، وإننى أؤكد أن الإرهاب والإلحاد كلاهما صناعة استعمارية تهدد أمننا القومى وتماسكنا المجتمعى، وتعمل على زعزعة استقرارنا وأنه لابد من تضافر جهود المؤسسات الدينية والثقافية والفكرية والتعليمية فى مواجهة هذه الظاهرة المتنامية الموجهة فى عالمنا العربى.

< وماذا="" عن="" دور="" وزارة="" الأوقاف="" فى="" مواجهة="" هذه="">

- طالبنا بأن يفكر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى والشباب العرب مجتمعين كل فى مجاله فى مواجهة هذه الظاهرة قبل أن تستشرى فتفتك بشبابنا ومجتمعنا وأوطاننا وأمتنا، ويمكن أن نتخذ من مبادرتنا «معاً فى مواجهة الإلحاد» التى أطلقتها وزارتا الأوقاف والشباب منطلقا نبنى عليه فى تبصير الشباب بخطورة الإلحاد على حياتهم وعلى مستقبلهم، ونحن نفتح الباب واسعا أمام جميع المفكرين والعلماء والمثقفين والمؤسسات الدينية والفكرية والثقافية لمشاركتنا فى التبصير بمخاطر هذه الظاهرة وكشف من يقف وراءها ويسعى إلى تهديد تماسك مجتمعاتنا من خلالها.

< اقترحتم="" خلال="" مؤتمركم="" التاسع="" والعشرين="" للأوقاف="" أن="" يكون="" العام="" الحالى="" هو="" عام="" التواصل="" الإلكترونى="" أو="" عام="" الدعوة="" الإلكترونية="" للتصدى="" لحروب="" الجيل="" الخامس،="" فما="" المقصود="" من="">

- التاريخ شاهد والأيام شاهدة أن كل انتصار عسكرى كان وراءه قائد شجاع وآخرون مؤمنون بفكره واثقون فيه، داعمون له، سواء من زملائه الذين يكونون خير سند له، أم من أصحاب الفكر والرأى الذين يعدون خير داعم فكرى ومعنوى له.

وفى عصرنا الحالى تغيرت معطيات كثيرة وبخاصة فى نظم الحرب وأساليبها فلم تعد الحرب أحادية البعد، أى أنها لم تعد عسكرية أو أمنية محضة ولا حتى مخابراتية محضة بالمفهوم التقليدى للنظم المخابراتية القديمة، فقد تطورت أساليب حروب الجيل الرابع ودخلنا دون أن يشعر كثيرون فيما يمكن أن يطلق عليه حروب الجيل الخامس التى جرى ويجرى تطبيقها فيما أطلق عليها زوراً وبهتاناً الربيع العربى المشئوم، حتى صارت كلمة الربيع التى توحى بالبهجة وتشيع البسمة توحى بعكس ذلك من الشؤم والخراب والتدمير، وبالطبع لم يكن اختيار مصطلح الربيع العربى عفوياً أو مصادفة، إنما كان مقصودا لإحداث لون من التعمية أو التعتيم، وتحقيق ضرب من المخادعة على شاكلة مصطلحات الفوضى الخلاقة والفوضى البناءة بدلاً من الفوضى المدمرة مع أن الفوضى هى الفوضى لا تخلف غير الخراب والدمار، وطبعاً لم يكن الربيع ربيعا لأنه لم يخلف غير الخراب والدمار وتجاوزت الحيل والأساليب القذرة المبتكرة لإسقاط منطقتنا وإفشال دولها كل ما يمكن أن يطلق عليه حروب الجيل الرابع إلى ما يمكن أن نعتبره حالة خاصة صنعت لإنهاك منطقتنا فيما يمكن أن نطلق عليه حروب الجيل الخامس وهى الحروب الأكثر قذارة فى تاريخ الإنسانية.

< ولماذا="" هى="" الحروب="" الأكثر="" قذارة="" فى="" تاريخ="">

- لاستخدامها كل الوسائل غير المشروع من توظيف الإرهاب وتبنى الإرهابيين ودعمهم تحت مسمى حربهم وتعظيم أمر الخيانات وشراء الولاءات ومنهجة استخدام سلاح الشائعات الذى صار فنا يكاد يُدرس ويتم التدريب عليه من قبل بعض الجهات المشبوهة مع استخدم أقصى وسائل الحصار والضغط السياسى والاقتصادى والنفسى والمحاولات المستميتة فى إثارة الشعوب وتأليبها على حكامها وتشويه الرموز والمكتسبات الوطنية والتشكيك فى كل الإنجازات والتهوين من أمرها وتحالف الجماعات والقوى الإرهابية ومحاولات اختراق المؤسسات وإثارة أية نعرات تؤدى إلى الفرقة بآلية ممنهجة وغير مسبوقة، والتوظيف غير المسبوق للمعلومة، وتجنيد بعض وسائل التواصل الحديثة بل الكثير منها واللعب على وتر الحاجة والمصالح الآنية التى لا يحتمل بعضها الصبر عليه ومحاولة كسر إرادة الشعوب والعمل على كسر هيبة الحكام والتشكيك فى العلماء والمفكرين والمثقفين الوطنيين ودعم مناوئيهم، وتوجيه رسائل التهديد المبطنة تارة والصريحة أخرى للمتمسكين بمبادئهم المخلصين لأوطانهم.

< وما="" الواجب="" فعله="" تجاه="" هذه="">

- لم يعد من الوطنية ولا الحكمة ولا الشعور بالمسئولية ولا حتى المصلحة الوطنية أو العامة ولا حتى المصلحة الشخصية أن يترك القادة العسكريون والأمنيون وحدهم فى ميدان هذه الحروب التى لم تعد تقليدية تعتمد على شجاعة المقاتل وحدها، بل صار واجبا حتميا شرعيا ووطنيا أن ندعم قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا بكل ما نملك من وسائل الدعم، مع تأكيدنا على مشروعية الدولة الوطنية فى مقابل ما تسوقه الجماعات العميلة الخائنة التى تتاجر بدين الله عز وجل من عدم الاعتداد بحدود الدول ولا استقلالها وتراها حدوداً وهمية لا قيمة لها، بل ترى أوطانها حفنة من التراب لا قيمة لها، وهو ما لا يخدم إلا مصلحة أعدائنا المتربصين بنا الذين يعملون على زعزعة الانتماءات الوطنية والقومية، فى حين أننا نؤكد أن الأمر على العكس تماما، فكل ما يدعم صمود الدولة الوطنية ويدعم بناءها ويعزز مكانتها هو من صلب الدين وكل ما يحدد كيانها وينال من وجودها أو يسعى فى أطرافها فسادا أو إفسادا إنما يتنافى مع كل مبادئ الدين والقيم الوطنية، ويعد خيانة للدين والوطن، وعمالة لأعدائهما المتربصين بنا.

< لكن="" على="" من="" تقع="" المسئولية="" الأكبر="" فى="" مواجهة="" مثل="" هذه="">

- إن المسئولية الأكبر إنما تقع على عاتق علماء الدين والمثقفين والإعلاميين والكتاب لما لكل هؤلاء من أثر بالغ فى صناعة الوعى ومواجهة التحديات، وتفنيد الشائعات وإبراز الحقائق وكشف حجم المؤامرات وهو ما يعيه ويتبناه كثير من كتابنا ومثقفينا وإعلاميينا المواطنين جيدا، ويعملون على التوعية به ما وسعهم السبيل، غير أننا فى حاجة إلى تحويل هذه الظواهر الإيجابية إلى حالة وعى عام واستنارة عامة وتوعية شاملة أو قل تعبئة فكرية عامة، تتوازن وحجم ما يحاك لأوطاننا من مؤامرات لم تعد خفية على لبيب ولا غير لبيب.

< ماذا="" عن="" دور="" الإعلام="" فى="" بناء="" الدول="" وتحفيز="" اقتصادها="" وتعميق="" الانتماء="" الوطنى="" لدى="">

- الإعلام إلى جاب كونه صناعة فإن له دوراً لا يمكن إغفاله سواء فى بناء الدول ودعم وتحفيز اقتصادها، أو فى تعميق الانتماء الوطنى لدى أبنائها، أو فى اتخاذه وسيلة لهدم الدول أو إفشالها أو إضعافها وزلزلة كياناتها، فالإعلام الوطنى يبنى والإعلام العميل يهدم، فإذا امتلكت الدولة اقتصادا قويا وإعلاما وطنيا واعيا ووحدت صفها وحمت أمنها واستقرارها كانت شوكة قوية فى حلوق أعدائها، ومن ثم تسعى كثير من الدول إلى إنشاء كيانات إعلامية قوية أو شراء مساحات إعلامية واسعة أو استقطاب إعلاميين وكتاب يدينون لها بالولاء ويتحركون فى الساحات التى تريدها حتى خارج حدودها للدفاع عن مصالحها وربما للنكاية فى أعدائها وخصومها، ونحن إنما نعول على إعلام وطنى يعى عظم المسئولية وحجم المخاطر والتحديات ونعول على كتاب ومثقفين وطنيين بحق يؤثرون مصلحة الوطن على الدنيا وما فيها، ولهذا يجب أن نعمل معا على تعميق روح الولاء والانتماء ووحدة الصف الوطنى فى مواجهة التطرف والإرهاب من جهة والمخاطر والتحديات من جهة أخرى.

< شهدت="" وزارة="" الأوقاف="" فى="" عام="" 2018،="" العديد="" من="" الإنجازات..="" نود="" أن="" ترصدها="">

- تنوعت الأنشطة ما بين تنفيذ خطط مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وتدريب وتأهيل الأئمة والواعظات وإنشاء مدارس تختص بتحصين الشباب من تلك الأفكار المتطرفة، وإذا أردنا رصد بعضها، فقد قمنا بزيادة المبالغ المخصصة للبر والمساعدات الإنسانية من 150 مليون جنيه إلى 300 مليون جنيه بنسبة 100٪، عن العام الماضى. كما قمنا بإنشاء أكاديمية عصرية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين التى تم افتتاحها ثانى أيام المؤتمر، وافتتحنا 79 مدرسة علمية لتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة ليصل عدد المدارس العلمية إلى 139 مدرسة علمية بزيادة قدرها 131٪ عن العام الماضى. كما تم افتتاح 175 مدرسة قرآنية لغرس القيم الأخلاقية بزيادة قدرها 29٪ عن العام الماضى، وتم تنفيذ 693 قافلة دعوية منها 30 بحلايب وشلاتين وافتتاح عدد 6 مراكز ثقافية إسلامية و20 فصل محو أمية جديد بالمحافظات، بالإضافة إلى زيادة عدد البرامج التدريبية والمعسكرات التثقيفية إلى 30 برنامجا تدريبيا و15 معسكرا تثقيفيا، بقصد تأهيل الإمام العصرى المستنير، وتوفير 100 منحة ماجستير جديدة للعاملين بالأوقاف وتعيين 1262 إماما و1654 عاملاً والإسهام بـ100 مليون جنيه فى مشروع سكن كريم، والدفع بمزيد من الشباب فى العمل القيادى والمساجد الكبرى، وإحلال وتجديد وصيانة 608 مساجد، وتم تأليف عدد 16 مؤلفا ومترجما، والانتهاء من تطوير المرحلة الثانية بمستشفى الدعاة، وتوفير أكثر من خمسة آلاف مقعد دراسى للمدارس الأكثر احتياجا، كما تم إطلاق وتفعيل عدد من المبادرات الدعوية فى مقدمتها حملة «رسول الإنسانية» وحملة «مكارم الأخلاق» وحملة «وطن بلا إدمان» وحملات التوعية بالقضية السكانية، كما تم تفعيل مكتبة الإمام الإلكترونية وجار دعمها بمزيد من الكتب والموسوعات.

< أخيرا..="" بعد="" نجاح="" مؤتمركم="" التاسع="" والعشرين،="" ما="" الاسم="" المقترح="" لمؤتمر="" الأوقاف="">

- فكرنا خلال التوصيات بالمؤتمر لهذا العام أن يكون المؤتمر القادم بإن الله بعنوان «الدعوة فى القرن الحادى والعشرين.. بين الوسائل والغايات»، فنحن فى حاجة لأن يكون هذ العام عام التواصل الإلكترونى وعام الدعوة الإلكترونية تبعاً لتطور ومستجدات العصر الذى نعيشه.