رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فؤاد: علينا اللجوء إلى لغة الحوار حقناً للدم المصرى

بوابة الوفد الإلكترونية

طالب اللواء نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الإستراتيجية و العسكرية بأكاديمية ناصر العسكرية ، بضرورة إجراء حوار " فكرى "  مع قيادات الجماعات الإرهابية ، مشيراً إلى أن الحل الأمني وحده غير كاف.

وأوضح في حواره للوفد أن الأوضاع في سيناء لا تحتاج سوى لمزيد من الوقت وان القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء ليس بالأمر السهل فهي"حرب عصابات"و القوات المسلحة قادرة على فعل المستحيل إذا ما هيأت لها الظروف والإمكانيات.

في البداية حدثنا عن"داعش" و تهديدها بدخول سيناء و إقامة الدولة الإسلامية حسب ادعائهم  وما مدى جدية وخطورة ذلك ؟

  تنظيم" داعش" أو غيره من المجموعات الإرهابية لا يمكن أن يدخل سيناء ،  فمن ناحية  قناة السويس يوجد ظهور قوى للجيش وهو قادر على حماية حدودها من الداخل و الخارج إلى جانب المنطقة العازلة.

ولكن هذا لا يعنى عدم قدرتهم على التسلل لمصر ممكن لهذه التنظيمات التسلسل من خلال انتحال صفة سائح أمريكي أو خلافة فهي تضم جنسيات مختلفة في تنظيمها  فهذا أسلوب ولكن هو من الصعب دخول مجموعة كبيرة ، فالأمن المصري وامن الموانئ يحكم سيطرته على مداخل ومخارج سيناء ، وأؤكد أيضاً على استقطاب "داعش" لبعض الشباب وفى اعتقادي الشخصي أن "داعش" تذهب بالخيال أكثر من اللازم  وهى ليست إلا مجرد عمليات إرباك لنظام الدولة.

هل لغياب الدولة و التنمية في سيناء سبب في الأوضاع الحالية ؟

الدولة حالياً متواجدة ولكنها قبل ذلك كانت غائبة ، وذلك نظراً لاتفاقية السلام المبرمة بين مصر و إسرائيل ، ولكن إذا ما تحدثنا عن أمن سيناء فهي مقسمة إلى ثلاث مناطق " أ ، ب ، ج "  الأولى منها تقع على حوالي مسافة 60 كم وهى عبارة عن حائط جبلي ممتد من أقصى الشمال إلى الجنوب.

أما المنطقة " ب " فهي تخضع لسيطرة حرس الحدود ، أما المنطقة " ج " فهي تخضع لسيطرة الأمن المركزي و كتائب الصاعقة المصرية و الهدف من تأمين الثلاث محاور هو عدم السماح لتحول مصر إلى معبر استراتيجي للهروب إلى إسرائيل و غزة ، وكذلك الحد من عمليات التهريب.

كيف ترى مستقبل العمليات العسكرية في سيناء؟

ما يحدث الآن في سيناء ما هو إلا حرب عصابات و المسألة تحتاج لمزيد من الوقت فالأمر لا يحتاج للتعجل لأن العدو في سيناء مٌبهم ، فإذا أردت أن تضرب جيشًا نظاميًا فليس عليك سوى  بمحاربته حرب "عصابات "  الحرب النظامية أن تكون على علم بأهداف العدو ومن السهل أن تقتحم أهدافه ، فإسرائيل على سبيل المثال درسنا كتبهم و خططهم وكنا نحارب على هذا الأساس  و أمريكا حاربت في فيتنام أكثر من 10 أعوام وفشلت فالوضع في سيناء ليس صعباً ولا يحتاج سوى لمزيد من الوقت حول معرفة الأعداد وأماكنهم وتسليحهم والجهات التي تمولهم وتمدهم بالأفراد الجهاديين.

هل ترى أن مصر بدأت تسترجع قوتها من جديد على الساحة الدولية ، في ظل التحديات التي تواجهها الآن في سيناء ؟

 تبذل مؤسسة الرئاسة مجهود كبير في هذا الصدد  فبالفعل بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر استعادت الكثير من توازنها إقليمياً ودولياً وأصبح هناك دعم لتحسين العلاقات الخارجية مع الكثير من دول العالم ، ويجب أن يتم هذا أيضاً بصورة متوازنة وهذا أعتقد أنه في مصلحة مصر.

طالبت قبل ذلك  بإجراء الانتخابات البرلمانية أولا ثم الرئاسية ولكن حدث العكس من وجهة نظرك ما تأثير ذلك ؟

كان يجب إقرار  البرلمان أولاً ثم الانتخابات الرئاسية ،  وانظر الآن لصدور الكثير من القرارات الرئاسية دون مراجعة ، ووقت إقرار مجلس النواب سوف تقوم مؤسسة الرئاسة بالعرض على مجلس النواب ليقوم بتمريرها في أقل من 15 يوماً وهى من ضمن عيوب الدستور الذي أقرته لجنة الـ50  

هل تعتقد أن يكون لبدو سيناء يد في الأحداث الإرهابية التي تقع في سيناء نتيجة لهدم الأنفاق ؟

لا أعتقد هذا لأن ببساطة البدو كان يستخدم الأنفاق كعملية تجارية بالمشاركة مع الفلسطينيين ، ولا أرجح أن تكون لهم يد في تلك العمليات ولكن أعتقد أنه من الممكن أن يكون تم استقطاب البعض من شباب البدو.

وما ذا عن تجارة الحدود التي كانت قائمة بين الدول الجوار ؟

كان بدو سيناء لهم منازل على الشريط الحدودي بين مصر و غزة ، و الحكومات كانت لا ترى مثل هذه التجارة وكانت تُضير وجهها عن تلك التجارات ، وبالتالي فأياً كان التعويض لهم عن تلك المنازل فهم لم يقتنعوا بأية تعويضات تعطيها لهم الدولة .

بالتزامن  مع قرب بدء الانتخابات البرلمانية ، في تصورك هل نحن مقبلون على موجة جديدة من الأعمال الإرهابية التي تستهدف قيادة المؤسسة العسكرية  في المرحلة المقبلة ؟

هي مستمرة بالفعل ولكن من فترة لأخرى لابد من حدوث عملية كبرى ، لزعزعة الاستقرار ، ولكن عند بدء المرحلة  الانتخابية من الصعب حدوثها لأنهم يعلمون جيداً أن في مثل هذه المناسبات يكون هناك  استنفاراً أمنياً من قبل قوات الجيش و

الشرطة

هل سيكون لهذا تأثيره على المواطنين في الانتخابات النيابية بمصر ؟

لا ، بدليل أن المواطن يرى ويسمع يومياً عن حدوث تفجيرات وينزل ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعي ، وكأن تلك التفجيرات أصبحت أمرا شبه طبيعي بالنسبة للمواطن المصري وهذا خطر جداً فيما بعد.

إذاً فما الحل الأمني الذي تراه مناسبا من وجهة نظركم  لمثل هذه الأعمال الإرهابية ؟

تنظيم الإخوان قائم منذ قرابة 85 عام واجه جميع الأنظمة الحاكمة بداية من الملك فاروق وعبد الناصر و السادات و مبارك ، الكل كان يواجه هذا النظام بالعنف و القتل و السجن ولكن دعني أتساءل هل نجحت القوة في القضاء على فكر جماعة الإخوان المسلمين بمصر .

يجب علينا أن نلجأ إلى الحل الأمثل وهو تفعيل لغة " الحوار الفكري " حقناً للدم المصري ، ولدينا في ذلك تجربة تم إجراؤها في الثمانينات عقب اغتيال " السادات " قام علماء الدين وعلى رأسهم الشيخ الشعراوي رحمه الله بعمل حوار و مراجعة فكرية مع الجماعة الإسلامية وقتها ، ونجح الشيخ الشعراوي ومعه مجموعة من علماء الأزهر الشريف في تصحيح أفكار الجماعة والعدول عن العنف ، فالحل الأمني في هذه القضية وحده فقط غير كاف ولن يحل القضية  فهذه قضية مجتمعة فهناك فصيل  مصري شئت أم أبيت وهو جزء من الشعب المصري وله تأثير في المجتمع ولا يمكن أن أتجاهله أو أتناساه .

كيف يمكن تحقيق ذلك على أرض الواقع ؟

يتم تنفيذ تلك التجربة الآن مرة أخرى من خلال جهاز " الأمن الوطني " فهو الأجدر بالقيام بتلك المهمة وله خبراته السابقة فيها ، وبالتعاون مع علماء الأزهر الشريف .

ولكن " الأمن الوطني " يرى البعض أنه لم يرجع بقوته لأرض الواقع مرة أخرى ؟

لا اعتقد هذا ، فهو يعود وبشكل أقوى من السابق و الشرطة إن لم تنتبه لنفسها ، ممكن أن تتعرض لصدمة مرة أخرى فهي تتجاوز كثيراً في بعض الأوقات .

ننتقل من الوضع الأمني و الإستراتيجي في سيناء ونود أن نعرف توقعاتك عن المباحثات بين الرئيسين فلادمير بوتن و عبد الفتاح السيسي ما هي  توقعاتك لثمار هذه الزيارة؟

السيسي رجل عسكري ويتمتع بقدر كبير من الذكاء فمصر أخذت درسًا وتعلمت منه الكثير ، زمن عبد الناصر حدثت مشادات بين مصر و روسيا ، نتيجة لتدخلها وقتها في الأمن القومي ، و بعد أكتوبر 73 اتخذنا قرارا بتنويع مصادر السلاح ، وأصبح تسليح الجيش المصري كله من أمريكا ، وأعتقد أن الرئيس السيسي استشعر ذلك الآن  وهو يتفهم ذلك جيداً وهو يعمل الآن على كل المحاور فهو لن يقترب من روسيا أكثر من اللازم  وإذا كانت روسيا لها مصالح في مصر بما لا يمس الأمن القومي المصري فنحن نرحب بذلك إذا كان سينعكس على الاقتصاد المصري ، وروسيا لن يكون لديها موانع من بيع أي أسلحة متقدمة لمصر

أعتقد أنه من الضروري أن يكون لها موطئ قدم في المياه الدافئة بالبحر المتوسط فمصر في مجال التعاون الدولي تعرف بالتسهيلات لكل دول العالم الصديقة 

كيف ترى مصر في المرحلة المقبلة ؟

متفائل بالمرحلة المقبلة ، نحن نسير بخطى ثابتة نحو تصحيح المسار من جديد واعتقد أن الأجيال القادمة ينتظرها غد أفضل ، فالمولى عز وجل خلق الغد  أفضل من اليوم.