رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بطولات أسطورية للضفادع البشرية فى أكتوبر

بوابة الوفد الإلكترونية

سطرت القوات البحرية صفحات عديدة فى سجل بطولات الوطنية المصرية خلال العديد من العمليات العسكرية خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر التى وصفها اللواء بحرى يسرى قنديل

قائد المخابرات الحربية والاستطلاع البحرى، خلال حرب أكتوبر بأشرف الحروب التى خاضتها القوات المسلحة لإزالة آثار العدوان واستعادة الأرض المغتصبة، والتى أذاقت إسرائيل أول هزيمة عسكرية وهدمت نظرية الأمن الإسرائيلية، وأكد لـ«الوفد» أن دهاء الرئيس السادات وخطة الخداع والمفاجأة واتخاذ القرار فى الوقت المناسب مهدت لنصر أكتوبر وبنتائج مبهرة، مضيفاً أن لنشات الصواريخ قامت بأدوار بطولية بجانب الضفادع البشرية وقدمت بطولات عسكرية أذهلت العالم شرقاً وغرباً.
> ما رؤيتك لحرب أكتوبر فى الذكرى الـ41 على الانتصار؟
- حرب أكتوبر وقبلها حرب الاستنزاف هما أشرف الحروب التى خاضتها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الدول العربية، وهذه الحرب نتيجة لجهد شاق قامت به القوات المسلحة بعد هزيمة يونية، لإزالة آثار العدوان واستعادة الأرض المغتصبة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وكان للقوات المسلحة هدف قومى ومهمة رئيسية طبقاً للعقيدة التى تكونت فى ضمير الشعب المصرى انبعثت فى كلمة الرئيس الراحل عبدالناصر عندما قال: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فأصبحت السياسة العسكرية هجومية، وهيأت الدبلوماسية المصرية الظروف فى العالم بأننا سنسترد حقوقنا بالقوة مما انعكس على الاقتصاد فأصبح اقتصاد حرب، وكان يوجد شحذ للهمم خلال حرب الاستنزاف بما انعكس على الشعب. وقال: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
تفوق إسرائيلى
> ماذا عن شكل التعاون العربى من خلال المساعدة للقوات البحرية؟
- القوات البحرية دون تعاون مع الدول العربية كان من الصعب التغلب على إسرائيل لأنه كان يوجد تفوق بحرى إسرائيلى على الدول العربية بالكامل من خلال تسليح أمريكا وأوروبا لإسرائيل، ثم إن الضربة الإسرائيلية فى 67 أثرت على الطيران المصرى، وأصبحت الوحدات البحرية معرضة للتدمير فى موانئ الإسكندرية وبورسعيد ودمياط ومطروح وبنياس ولولا العمق الاستراتيجى للدول العربية الذى جعلنا نعيد تمركز وحداتنا البحرية فى بورسودان وعدن لكان من الممكن حدوث خسائر فى قواتنا البحرية.
> إذن لم تحدث خسائر فى القوات البحرية خلال حرب يونية 67؟
- نعم.. لم تحدث خسائر فى القوات البحرية لأن حرب يونية كانت قصيرة (6) أيام، ولم يكن للقوات البحرية دور فيها بخلاف حرب الاستنزاف التى استمرت 6 سنوات وظهر فيها دور القوات البحرية وكان دوراً بطولياً مشرفاً.
> القوات البحرية قامت بـ(9) عمليات كبرى خلال حرب الاستنزاف؟
- القوات البحرية قامت بأكثر من ذلك لكن يوجد (9) عمليات شهيرة نظراً لتأثيرها المباشر على القوات الإسرائيلية بدءاً من صد قوات العدو فى معركة «رأس العش» عندما حاولت التدخل فى المعركة وتحركت قوات البحرية الإسرائيلية شمالاً ولكن تصدت لها المدمرة «بورسعيد» والمدفعية الساحلية بجانب قوات الصاعقة البرية بقيادة النقيب «سيد الشرقاوى» ومنعت تقدمهم إلى بورفؤاد حتى أكتوبر 1973، ثم إغراق المدمرة «إيلات».
> وكيف تم خداع المدمرة إيلات التى تم إغراقها بواسطة صاروخ من لانش صغير؟
- خطة الخداع اعتمدت على استدراج المدمرة إيلات حتى تدخل المياه الإقليمية وتكون فى مدى الصواريخ المصرية (15) ميلاً وهذا الخداع تم باستخدام اللاسلكى الذى كان يذاع فيه لا تشتبك.. لا تشتبك والتليفون الذى كان يذيع عكس ما يذيعه اللاسلكى حيث أبلغنا قاعدة بورسعيد بعدم تنفيذ الأوامر الصادرة من اللاسلكى لأنه خداع وعليهم تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم من التليفون الذى أمرهم بالضرب.
الذاكرة الوطنية
> وما أثر تدمير المدمرة إيلات على الفكر العسكرى عالمياً وعلى الشعب المصرى داخلياً؟
- كان له أثر كبير جداً لأنه ولأول مرة ينطلق صاروخ من لانش صغير على وحدة بحرية كبيرة، وكان له أثر فى الفكر الاستراتيجى حيث تم تطوير استخدام الصواريخ المضادة للسفن، وبالتالى طور فكرة الصواريخ ضد الصواريخ والمدفعية ضد الصواريخ والحرب الإلكترونية ضد الصواريخ.. أما التأثير المعنوى على الشعب المصرى فقد كان كبيراً جداً لأنها رفعت الروح المعنوية للشعب المصرى والعربى لأن التدمير تم بعد 4 شهور من هزيمة 1967 ثم إن التدمير وقع أمام السواحل المصرية وعندما سئل عبدالناصر لو دمرنا المدمرة سيضربون لنا معامل تكرير البترول؟! فقال: يضربها وسنحفر غيرها لكن ضرب المدمرة إيلات سيبقى فى الذاكرة الوطنية المصرية وبالفعل يوم 21 أكتوبر أصبح عيد الحرية المصرية.
> وكيف تم إغراق المدمرة داكار؟
- المدمرة «داكار» اقتربت من السواحل المصرية فهاجمتها كاسحة الألغام أسيوط وارتطمت بالقاع وغرقت وكان عليها (69) فرداً إسرائيلياً وانتقمت إسرائيل بالإغارة على «الزعفرانة» بالدبابات بعد أن تم نقلها بحراً بواسطة السفينة «بيت شيفع» من رأس سدر فى شمال خليج السويس المحتل ونقلتها إلى القنطرة ثم إلى الزعفرانة وضربت المبانى الإدارية والأفراد فى المنطقة وصوروا العملية سينمائياً وعرضوها على الشعب الإسرائيلى وهذه العملية التى بسببها تم تغيير القيادة العامة للقوات المسلحة وعين الفريق محمد أحمد صادق بدلاً من الفريق أحمد إسماعيل وتغيير قائد القوات البحرية الفريق فؤاد أبوذكرى وجاء بدلاً منه عميد بحرى محمود عبدالرحمن عام 1969، وكانت لديه شجاعة وجرأة فى التصميم على تدمير أكبر قدر من وحدات القوات البحرية الإسرائيلية المسيطرة على البحر.
رمانة وبالوظة
> ومتى بدأت عمليات القوات البحرية تجاه السواحل الإسرائيلية؟
- بدأت بضرب منطقتى «رمانة» و«بالوظة» 40 كم شرق بورسعيد، ومنطقة «رمانة» كانت بها مخازن وقود للأسلحة المتواجدة على الساحل، ومنطقة رمانة كان بها كتيبة صواريخ هوك المضادة للطائرات واستطاعت المدمرات بـ800 طلقة أن تدمر هاتين المنطقتين خلال نصف ساعة وأن تعود بعد أن هاجمها الطيران الإسرائيلى ولكنها استطاعتا بالمناورة أن تتفادى التدمير وعادت إلى الإسكندرية بإصابات خفيفة، ولم يتم استخدام المدمرات بعد ذلك فى حرب الاستنزاف، وتم استخدام لنشات الصواريخ الموجهة (BM 21).
> وما الدور الذى قامت به لنشات الصواريخ بعد ذلك؟
- كان دوراً مهماً لأن اللنش كان يحمل 40 صاروخاً وينطلق ليدمر الهدف ثم يعود مسرعاً وأول دور كان تدمير المدمرة إيلات وأيضاً قامت اللنشات بحراسة المدمرتين اللتين ضربتا منطقتى «رمانة» و«بالوظة» ثم فى شهر نوفمبر تمت الإغارة على ميناء إيلات بالضفادع البشرية وتم تدمير السفينتين «داليا» و«هادروم» وفى فبراير 1970 أغرقنا السفينة «بات يام» وناقلة الجنود «بات شيفع» التى نقلت الدبابات إلى منطقة «الزعفرانة» فى شمال خليج السويس، وساعدت اللانشات فى الحصول على المعلومات عن النقاط القوية فى سيناء سواء فى قناة السويس أو الساحل الشمالى، وكانت تكلف بتدمير نقاط المراقبة والنقاط القوية القريبة من الساحل الإسرائيلى، وقامت لنشات الصواريخ بدور هام فى إنهاء القوة المدمرة الرئيسية للمدمرات الإسرائيلية.
تدمير الحفار
> وكيف تم التخطيط بسرية تامة لتدمير الحفار؟
- إسرائيل اشترت الحفار «كينتنج» من كندا لزيادة البترول المستخرج من خليج السويس وهذه العملية اشتركت فيها المخابرات العامة التى كانت تراقب خط سير الحفار وتتابعه، وكانت المخابرات الحربية تجهز للعمليات ونقل الجنود بالمعدات والألغام وأسطوانات الأكسجين والخارجية لاستقبال الأفراد فى ميناء «أبيدجان» ونقلهم إلى مكان الحفار لتدميره والقوات البحرية هى التى قامت بالتدمير.
> وزارة الثقافة ألم تتعاون من خلال تصوير فيلم «عماشة فى الأدغال»؟
- نعم.. وهذا الفيلم كان للخداع والتمويه وقد تم نقل جميع المعدات التى سيتم استخدامها فى عملية تفجير الحفار مع معدات التصوير، وهذه كانت عملية أظهرت مدى التعاون بين أجهزة الدولة فى منتهى السرية.
> هل كانت وحدات البحرية تدمر أى هدف يظهر لديها دور الرجوع إلى القيادة؟
- نعم.. وصدرت الأوامر من اللواء محمود فهمى، قائد القوات البحرية، إلى الضباط إذا قابلوا أى هدف أثناء مرورهم لتأمين ميناء بورسعيد فى هذا الاتجاه يعتبرونه عدواً أن يدمروه على الفور دون الرجوع إلى القيادة العامة خاصة بعد الإغارة على الرصيف الرئيسى فى شهر مايو 1970 وتم إغراق سفينة الأبحاث الإسرائيلية شمال بحيرة البردويل بواسطة زوارق الصواريخ وكان عليها علماء لبحث زيادة الثروة السمكية التى كانوا يصدرونها إلى أوروبا.
> كيف استعد جهاز الاستطلاع البحرى للحرب وتحرير الأرض؟
- عناصر الاستطلاع البحرى كانت تحصل على معلومات مستمرة من الموانئ الإسرائيلية عن المعدات البحرية وطريقة دخول وخروج السفن من وإلى رصيف الميناء، وعن دفاعات الموانئ ونظام المراقبة والحراسة فى منظومة تعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وبالتعاون مع الدول العربية خاصة السعودية والأردن اللتين لولاهما لم نكن نستطيع تنفيذ عملية الهجوم على ميناء «إيلات»، وقد تمت الاستفادة الكاملة من الخبراء الروس فى الاتحاد السوفيتى من الناحية التدريبية والتسليح والمناورات المشتركة والتدريب على استطلاع الموانئ والاستطلاع الإلكترونى وخلف خطوط العدو، والغواصات استفدنا منها جيداً فى التدريب ولكن التخطيط والتنفيذ كان مصرياً خالصاً.
> وكيف كانت خطة الخداع التى قامت بها القوات البحرية لشن الحرب على إسرائيل؟
- خطة الخداع كانت متكاملة بالتنسيق مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والسرية كانت كاملة وعلى أعلى مستوى، والخداع تم من خلال المهام التى كنا نريد أن يتم عليها التدريب مثل بث الألغام فى مدخل خليج السويس لتصطدم بها ناقلات البترول التى تستحوذ على بترولنا من آبار «بلاعيم» منذ احتلال سيناء فى 1967.. ولهذا كنا نقوم بالتدريب ثم ندعى أنه تدريب فاشل ثم نكرر التدريب أكثر من مرة إلى أن يأتى ميعاد الحرب مكتوباً فى ظرف سرى للغاية ويقولون بثوا الألغام فى المكان المحدد ثم يتحول التدريب إلى عمليات عسكرية وقت الحرب وهذا ما حدث فى أكتوبر، لقد تدربنا فى مشروع تدريبى على تمركز الوحدات البحرية، ثم يعاد تمركزها فى الأماكن المحددة لها فى الحرب، وكان قد سبق قيام البحرية بهذا العمل أكثر من مرة، والخداع الذى قام به الرئيس السادات جاء نتيجة عندما قال: سيحارب كل عام ولا يحارب وعندما سئل عن كيف خدع إسرائيل؟ فقال: كان الأهم لدى أن أخدع الشعب المصرى أولاً وحينها سينخدع العالم، وفى هذا العام تم افتتاح معرض جرينتش للوحدات والمعدات البحرية وسافر رئيس أركان القوات البحرية قبل الحرب بأيام قليلة إلى المعرض وسأل عن بعض الوحدات لتتعاقد مصر عليها لرفع مستوى البحرية وبهذا أظهرنا للعالم أن مستوى التدريب والإمكانيات البحرية ضعيفة وأننا نحتاج إلى بعض الوحدات لرفع الكفاءة وأيضاً كان يوجد اتفاق مع باكستان لإرسال الغواصات إليها لعمل «عمرة».
> وإلى أى مدى نجح هذا التخطيط؟
- نجح على أعلى مستوى فى الوقت الذى خرجت فيه القوات البحرية من ميناء بورسودان وجدة حتى تتعرض للنقل البحرى الإسرائيلى فى وسط البحرالأحمر، خاصة ناقلات البترول القادمة من إيران إلى إيلات.
> وماذا عن الأسرار الخفية لعمليات الضفادع البشرية التى قامت بعمليات أسطورية؟
- ظهر دور سلاح الضفادع البشرية فى حرب الاستنزاف الطويلة وكنا نستطيع تجميع معلومات وكان الأهم لدى قائد القوات البحرية لاستخدام عناصر الضفادع البشرية أن تكون المعلومات دقيقة وكاملة وموثوقاً فيها ويعتمد عليها، ولهذا وضع جهاز الاستطلاع البحرى نقطة مراقبة فى ميناء العقبة حتى تراقب ميناء إيلات ليلاً ونهاراً وتبلغ قيادة القوات البحرية بما يحدث خاصة أماكن رباط السفن على رصيف الميناء الحربى والتجارى ونظام إلقاء العبوات الناسفة ضد الضفادع البشرية فى الجانب الآخر والإبلاغ عن وجود شبكات وطريقة فتحها وغلقها، وكانت المعلومات دقيقة كاملة ويومية حتى أصبح أمام قائد القوات البحرية الصورة كاملة لتكليف الضفادع البشرية بالمهام التى قاموا بها وأذهلت العالم.
> وماذا عن دور الضفادع البشرية التى أذهلت العالم؟
- كان قائد القوات البحرية يهتم كثيراً بعناصر الضفادع البشرية من حيث تدريبها القوى وتسليحها بأحدث المعدات، لأن إسرائيل كانت متفوقة فى الطيران وسفن السطح لأن أمريكا أعطتها طائرات «الفانتوم» و«السكاى هوك» وفرنسا أعطتهم طائرات «الميراج» ولنشات الصواريخ وحتى نتغلب على إسرائيل كان علينا الاهتمام بالأسلحة الخاصة تحت الماء مثل الغواصات والألغام والضفادع البشرية، وكان التخطيط سرياً للغاية، ودورى كرئيس للاستطلاع البحرى كان ينصب فى الحصول على المعلومات الدقيقة للقائد، لأن أفراد الضفادع البشرية لهم قيمة عالية من ناحية التدريب والاستعداد حتى يستطيعوا تنفيذ المهام بناء على المعلومات الدقيقة وكان قائد اللواء يحضر المجموعة التى ستنفذ العملية ويخطط لهم ويعرض الخطة على القائد ويصدق عليها ويتم التنفيذ فى منتهى السرية دون أن نعلم شيئاً وكنا نفاجأ بحدوثها.
خلف الخطوط
> ما أهم الأهداف الإسرائيلية التى تم تدميرها بواسطة وحدات البحرية داخل سيناء؟
- خلال حرب أكتوبر تم قصف المواقع المحصنة شرق بورفؤاد وقصف نقطة مراقبة فى منطقة «الألس» شمال «البردويل» وأيضاً قصف النقاط القوية من خليج السويس وقصف ميناء شرم الشيخ بصواريخ (BZZ) وقصف رأس نصرانى، وتدمير محطة الاتصال بين شرم الشيخ وبين حيفا والدفع بمجموعة من عناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو للحصول على المعلومات الأكيدة عن نتائج عمليات القصف التى قذفتها البحرية.
> أين كان موقعك خلال حرب أكتوبر؟
- كنت رئيس الاستطلاع البحرى خلال حرب أكتوبر مع قيادة القوات البحرية والمتمثلة فى قائد القوات البحرية ورئيس أركان القوات البحرية ورئيس العمليات والقوات البحرية خلال الحروب يكون لها جناحان أحدهما الاستطلاع لإحضار المعلومات والآخر العمليات تخطط تحت إشراف رئيس أركان القوات البحرية، وقائد البحرية، يتخذ القرار فإذا كانت المعلومات دقيقة سيكون التخطيط دقيقاً وتحقيق المهام سليماً ويؤدى إلى نجاح المهمة.
> وما مهمتكم خلال حرب أكتوبر؟
- عناصر الاستطلاع لها مهام قبل الحرب ومهام أثناء الحرب، وقبل الحرب، كانت مهمتنا الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن البحرية الإسرائيلية العسكرية والتجارية وعن دفاعاته أمام السواحل والتدريبات والأسلحة الحديثة، وكيفية إشراك البحرية الإسرائيلية مع الطيران والهليكوبتر وهذه المعلومات كانت محل تحليل دقيق لمعرفة نوايا العدو، وخلال حرب أكتوبر العمليات كانت سريعة ومتلاحقة وفترة الحرب 18 يوماً وهذا كان يشكل عبئاً على عنصر الاستطلاع البحرى، وكان يوجد تعاون وتنسيق مع سوريا بتبادل المعلومات عن العمليات التى تتم ضدنا أو ضدهم للخروج بالدروس المستفادة فى التطبيق، وكان لدينا مهمة تأمين الموانئ المصرية بالإبلاغ عن أى غواصات أو طائرات معادية أو تهدد أمن الموانئ المصرية حتى تظل مفتوحة خلال أيام الحرب لاستقبال الاحتياجات الاستراتيجية للشعب وللقوات المسلحة.
التمهيد النيرانى
> وماذا عن التعاون بين القوات البحرية والجيوش الميدانية خلال حرب أكتوبر؟
- بالفعل كانت تتم معاونة الجيوش الميدانية فى اقتحام قناة السويس وضرب الأهداف المستطلعة من قبل والمخصصة لضربها من المدفعية الساحلية أثناء فترة التمهيد النيرانى، بالإضافة إلى مهمة حماية الأجناب على البحر للجيشين الثانى والثالث والمهمة الرئيسية كانت حرمان إسرائيل من إمدادات البترول المنقولة بحراً، حيث كانت تحصل من إيران على 18 مليون برميل بترول سنوياً ومن خليج السويس على 6 ملايين برميل، ولذلك تمت ممارسة حق الزيارة والتفتيش فى حالة الحرب، وإذا تم الاشتباه فى أى سفينة تتبع إسرائيل، حيث نوقفها ونقتادها ونسمح للمراكب المحايدة بالمرور ونحذرها بعدم المرور شمال الخط الذى يمر بين جدة وبين بورسودان وكانت الغواصات المصرية متواجدة ودمرت سفينة إسرائيلية متجهة إلى ميناء إيلات فتوقفت الملاحة نهائياً فى ميناء إيلات وكان دور الاستطلاع رصد جميع السفن، خاصة ناقلات البترول وكنت أجمع عنها المعلومات وأتابع اتصالاتها بميناء إيلات وأبلغ العمليات التى تبلغها للمدمرات المتواجدة وتمارس عليها حق الزيارة والتفتيش فى باب المندب.
> وما أثر سيطرة القوات البحرية المصرية على مضيق باب المندب؟
- أثرجيد جداً بالنسبة لنا لأنه حرم إسرائيل والقوات المسلحة الإسرائيلية من إمدادات البترول المنقول لها بحراً وإيقاف ميناء «إيلات» نهائياً عن العمل، وكانت توجد تعاقدات على نقل الفوسفات من المناجم إلى إيلات لتصديره فتوقف ونتيجة حرمان إسرائيل من البترول فى وقت كانت أحوج ما تكون إليه لإدارة عملية الحرب لذا كان الطلب الرئيسى لـ«جولدا مائير» رئيسة وزراء إسرائيل من هنرى كسينجر خلال مفاوضات الكيلو 101 من الرئيس السادات حتى تستمر إسرائيل فى المباحثات لكى يسحبوا قواتهم من الثغرة شيئين أولاً عودة الأسرى الإسرائيليين ورفع الحصار البحرى عن باب المندب.
> وكيف ترى قرار الرئيس السادات بخوض الحرب وتحرير الأرض؟
- القرار صدر فى وقته وكان قراراً حاسماً وشجاعاً لأن الفترة لو طالت كانت ستؤثر على معنويات الشعب المصرى والجنود المصريين وبعد فترة يصاب الجندى بما يسمى مرض الخنادق.. وأيضاً المعدات الحربية للجيش المصرى إذا لم يتخذ الرئيس السادات قراره بالحرب كانت حالتها الفنية ستضعف وتتهالك، و«السادات» بدأ بـ«فرشة سياسية» جيدة جداً عن طريق الجهد الدبلوماسى الذى قامت به الخارجية المصرية للتهيئة لحرب أكتوبر مع أن العالم كله كان يرى استحالة العبور لقناة السويس واقتحام خط بارليف لتفوق الطيران الإسرائيلى ولكن دهاء السادات وخطة الخداع والمفاجأة مهدت للنصر بنتائج مبهرة ولأول مرة تهزم إسرائيل وتهدم نظرية الأمن الإسرائيلى التى قال شارون إن حدود إسرائيل تبدأ حيث يقف آخر جندى إسرائيلى وهم كانوا يقفون على قناة السويس، وبعبورنا قناة السويس وتدمير خط بارليف ودخول قواتنا إلى سيناء هدمت مصر نظرية الأمن الإسرائيلى.

بطاقة شخصية
> مواليد 1931
> قائد توربين فى حرب 1956
> رئيس محور البحرية فى حرب يونية 67
> رئيس الاستطلاع البحرى فى حرب أكتوبر
> حاصل على تأهيل الاستطلاع البحرى من كلية الاستطلاع فى ليننجراد
> رئيس استطلاع لواء مدرعات
> رئيس استطلاع الكلية البحرية
> أستاذ كرسى البحرية فى أكاديمية ناصر العسكرية
> معاش 1985
> مستشار البحرية فى أكاديمية ناصر العسكرية
> مستشار مادة الكلية البحرية فى كلية القادة والأركان
> باحث فى فن الحرب البحرية (الأسر البحرية والسياسة البحرية ومضمون فن العمليات البحرية).
> عمل فى أكثر من موسوعة بحرية صدرت فى بريطانيا
> بحث عن الأسلحة تحت الماء فى بريطانيا
> مشرف على بحوث الماجستير فى كلية القادة والأركان والزمالة البحرية بأكاديمية ناصر.
> مشرف على رسائل الدكتوراه فى أكاديمية ناصر العسكرية