رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نكسة يونيو.. لن تتكرر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

47 عاماً تفصلنا عن 5 يونية 1967، ذلك التاريخ المحفور في ذاكرة المصريين جميعا، بأسوأ هزيمة عسكرية للجيش المصري والتي تم محوها بحرب الاستنزاف ثم انتصار أكتوبر 1973، ورغم الفرحة التي يشعر بها المصريون بانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي فإن المؤامرة الدولية التي تتعرض لها مصر اليوم أشبه بالمؤامرة السابقة التي تعرضت في نكسة 1967 وأسفرت عن احتلال سيناء والضفة وغزة والجولان.

لوبي صهيوأمريكي غربي يمارس ألاعيب غريبة ضد مصر ويتزامن مع ذلك مؤامرة أخري يتزعمها الإخوان وأتباعهم في الداخل بدعم من تركيا وقطر، ورغم كل هذا فإن الخبراء أكدوا أن تكرار نكسة 1967 غير وارد علي الإطلاق رغم المحاولات البائسة التي يمارسها أعداء مصر في الداخل والخارج..
وأكد الخبراء أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن المصريين سيحولون ذكري النكسة إلي نصر كبير.
وما بين المؤامرة الكبري التي تدعمها أمريكا وأوروبا ومن ورائهما إسرائيل  لهدم مصر، ومؤامرات الإخوان وأتباعهم رابط كبير، فالجميع أعداء لمصر، يرون في قوتها انهزاماً لهم، هذه المؤامرات الدولية أشبه بتلك التي عاشتها مصر في مثل هذه الأيام من عام 1967، حيث كانت المؤامرات الأمريكية الغربية تحاك ضد مصر لضرب فكرة القومية العربية تحت قيادة مصر وهو ما لا يريده الغرب وبالتالي عملت أمريكا علي دعم الجيش الإسرائيلي بأحداث الأسلحة والطائرات الحربية، خاصة بعد عام 1965 وبعد أن قامت إسرائيل بعقد عدد كبير من صفقات الأسلحة الأوروبية والأمريكية مما منحها أفضلية كبيرة في حرب 1967.
نفس المؤامرة الغربية الأمريكية ضد مصر تتكرر اليوم، ولكن بسيناريو مختلف، فأمريكا التي حاربت الإرهاب لسنوات طويلة، وادعت أنها دخلت حرب أفغانستان من أجل القضاء علي إرهاب القاعدة، راحت تدعم الإخوان وتبارك حكمهم لمصر، ودخلت في اتفاقات سرية معهم لتمكين الفلسطينيين من سيناء، حتي تصير أرض فلسطين، كلها ملكاً لإسرائيل، وبعد انتهاء «العام الأسود» الذي حكم فيه الإخوان مصر، وقيام ثورة 30 يونية 2013، وانضمام الجيش للشعب، وتنفيذ إرادته، وتحت زعم الشرعية راح الغرب وأمريكا يدبرون مؤامراتهم للكيد بمصر، خاصة بعد فشل المشروع الصهيوني لتدمير مصر وتقسيم جيشها مثلما حدث في العراق وسوريا وليبيا، ومن ثم دخل الإخوان وأتباعهم كطرف منفذ في هذه المؤامرة، ومن هنا اختلف سيناريو 1967، حيث دخل طرف مصري - الإخوان - في المؤامرة.
وفي حين راحت صحف الغرب تروج لفكرة الانقلاب، ورغم الانتخابات التي شهد مراقبو الاتحاد الأوروبي أنفسهم بنزاهتها، فإن الصحف الغربية واصلت حملتها الهجومية ضد مصر ورئيسها المنتخب، المشير عبدالفتاح السيسي، وكتبت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها قبل أيام أن مستبداً آخر وصل لحكم مصر».
في حين اتهمت صحيفة الديلي تلجراف المشير بالتآمر لتنفيذ انقلاب عسكري في عام 2010، مؤكدة أن السيسي وضع مخططاً لاستيلاء الجيش علي السلطة حال اندلاع ثورة ضد الرئيس المخلوع مبارك.
ووصف الكاتب «روبرت فيسك» في صحيفة الإندبندنت البريطانية الانتخابات بالكارثة واعتبرها خطوة للوراء بالنسبة للثورة المصرية ولكنها ليست النهائية.
وزادت الصحف الغربية من هجومها قبل ساعات قليلة من إعلان النتيجة النهائية للانتخابات.
وفي الداخل بدأ الإخوان المتآمرون في التحرك، بعد أن فشلوا طوال الفترة الماضية في كسب تعاطف الشارع المصري وفي إقناع المواطنين بمقاطعة الانتخابات التي كانت نتيجتها ضربة موجعة لهم، وبعد أن كانوا من الشامتين في هزيمة مصر في حرب يونية 1967، دعوا المواطنين للتظاهر في ميدان التحرير يوم 5 يونية تحت شعار: «السيسي مش رئيسي»، تزامناً مع تنصيب المشير السيسي رئيساً للجمهورية، في حين جاء حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بما هو أكثر من ذلك حيث قال في صفحته علي الفيس بوك، إن مصر تعيش نفس أجواء 5 يونية 1967، وأن مصر عادت لحكم العسكر مرة أخري، وانشغلت القوات المسلحة بالسياسة والانغماس في العمل العام بدلاً من التفرغ لتطوير القوات المسلحة وإعداد الجيش المصري للرد علي أي عدوان.
إعادة احتلال سيناء
هذه المؤامرة الدولية الإخوانية علي مصر جعلت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال «بيتي جانتس» يصرح بأنه بإمكان إسرائيل إعادة سيناريو

نكسة 1967 علي مصر والدول العربية حال تهديدها للأمن القومي الإسرائيلي في ظل تطور الأحداث بالمنطقة العربية.
ورغم هذه المؤامرة الواضحة المعالم فإن الخبراء أجمعوا علي أن سيناريو 1967 لن يتكرر مرة أخري، فرغم وجود أوجه الشبه بين المؤامرتين فإن الاختلافات أكثر، وأكد الخبراء ان الرئيس السيسي قادر علي العبور بمصر إلي بر الأمان. وهو ما أكده الأديب الكبير يوسف القعيد مشيراً إلي أن مشروع الرئيس عبدالناصر القومي قاده للاختلاف مع الغرب، الذي استمر في عدائه لمصر وزاد هذا العداء الآن بعد فشل المشروع الإخواني الذي دعمه الغرب وأمريكا ليعود بالمنطقة العربية إلي القرون الوسطي، مما زاد من استهداف الغرب لمصر، بالإضافة إلي الأسباب الأخري التي ترجع لموقع مصر الجغرافي في قلب العالم ووجود قناة السويس بها، وهي الأسباب التي جعلت دولا كثيرة عبر التاريخ تحاول مراراً للسيطرة علي مصر، والآن زادت هذه الرغبة بعد فشل مشروع الإخوان.
وأضاف القعيد أن الرئيس السيسي يجب أن يعلم أن الاستقلال الوطني هو كلمة السر في نهضة مصر، وهو في كل أحاديثه يتحدث عن مساعدات عربية، ولم يتحدث عن المساعدات الغربية، مما يعني أنه استوعب الدرس، وأنه يعلم جيداً أن استقلال مصر وعدم تبعيتها للغرب هو أفضل وسيلة لنهضتها وتقدمها.
التاريخ لن يعيد نفسه
«التاريخ لا يعيد نفسه، إنما هناك مواقف تتشابه»، هكذا بدأ المؤرخ الدكتور عبدالمنعم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الفيوم، حديثه، مشيراً إلي أن كراهية أمريكا والغرب لمصر قديمة، وقال إن هذه الدول لا تريد لمصر الخير أبداً، والتاريخ خير شاهد علي ذلك، ويكفي أن نذكر ما حدث مع محمد علي، وتدمير أوروبا والغرب له بعد النهضة التي قام بها مصر، وإجباره علي توقيع معاهدة 1848، التي كانت سبباً في انهيار حكم محمد علي، وتوقف نهضة مصر، وأضاف الدكتور الجميعي: اليوم هذه الدول تتبع نفس سياساتها القديمة، ولكن النتائج لن تكون واحدة، فالشعب المصري  عن بكرة أبيه يقف خلف الرئيس المنخب عبدالفتاح السيسي، ورغم كل هذه المؤامرات التي يحيكها الغرب ضد مصر، فكارثة 1967 لن تتكرر، بل إن المقدمات تشير إلي أن النصر آتٍ، والفرحة قادمة، ومصر ستنتصر.
ويتفق الخبير الأمني اللواء محمود قطري مع هذا الرأي، مؤكداً أن أجواء 1967 لن تتكرر، رغم المؤامرة الدولية الإخوانية، ويقول إن الشعب المصري لن يسمح للهزيمة بأن تتكرر، وقد يكون الناس محبطين إلي حد ما بسبب عدم تحقيق أهداف الثورة، ولكن الأمل الذي يشعر به الناس بعد الانتخابات الرئاسية سيجعلهم يتجاوزون هذه المشاعر  السلبية، وسيعملون علي تحقيق النهضة الحقيقية، ورغم كل المؤامرات لن يفلح أحد في سرقة فرحة المصريين.