رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى 2013.. إسرائيل الرابح الأكبر فى المنطقة

 نتنياهو
نتنياهو


شهد العام 2013 العديد من الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط، والتي ألقت بظلالها على كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل، تلك النبتة الشيطانية التي زرعها الاحتلال البريطاني بالمنطقة بموجب وعد بلفور  1917.

وسوف نسلط الضوء في إطار هذا التقرير حول أهم الأحداث والقضايا الداخلية والخارجية التي أثيرت في دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2013، تلك الدولة التي لا تألو جهداً في التأثير على كافة الأحداث لصالحها. ورغم الاحداث الكثيرة والمتعاقبة والأزمات التى مرت بها المنطقة ، الا ان اسرائيل كانت الرابح الاكبر من تلك الاحداث فى 2013 ، حيث تدهور الوضع فى سوريا ولازالت مصر مرتبكة ، وتوارى نجم حركة حماس الفلسطينية ، وانشغلت دول المنطقة بمشاكلها الداخلية ، وتم التوصل لاتفاق مع ايران يمنع تخصيب اليورانيوم وهو الأمر الذى اقلق اسرائيل كثيرا.

1- الانتخابات العامة الإسرائيلية وولاية نتنياهو الثالثة

قبل الحديث عن نتائج تلك الانتخابات، تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تحدد نتائج انتخابات رئاسة الوزراء وفقاً للفائز بالانتخابات الأمريكية، حيث تجرى الانتخابات دائماً بعد معرفة الرئيس الأمريكي الجديد لتحديد أفضل المرشحين للتعامل معه، وهو ما حدث في حالة الرئيس أوباما، حيث قرر الجمهور أن بنيامين نتنياهو هو أفضل من يستطيع التعامل معه والأنسب لمهمة وقف تطلعات أوباما لإحراز تقدم في السلام مع الفلسطينيين.
جرت الانتخابات الإسرائيلية للكنيست التاسعة عشرة بتاريخ 22 يناير وشاركت فيها 31 قائمة حزبية (مقابل 33 في الانتخابات السابقة)، لكن 12 قائمة منها فقط استطاعت أن تحصل على مقاعد في الكنيست، بتجاوزها نسبة الحسم المقررة وقدرها 2% من عدد الناخبين.
توزّعت بحسب نتيجة الانتخابات مقاعد الكنيست الـ120 على الأحزاب التالية: "تحالف الليكود بيتنا" اليميني المتشدد (تحالف الليكود وإسرائيل بيتنا) 31 مقعداً، و"يوجد مستقبل" 19 مقعداً، و"العمل" 15 مقعداً، و"شاس" لليهود الشرقيين 11 مقعداً، و"يهوديت هاتواره" لليهود الغربيين المتدينين 7 مقاعد، و"البيت اليهودي" 12 مقعداً، و"الحركة" 6 مقاعد، و"ميريتس" 6 مقاعد، و"كاديما" مقعدان، والأحزاب العربية 11 مقعداً (الجبهة 4، والقائمة العربية 4، والتجمع 3).

وقد جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية لتؤكد استمرار انقسام المجتمع الإسرائيلي بين شرقيين وغربيين، ومتدينين وعلمانيين، ويسار ويمين، ومعتدلين ومتطرفين في قضية التسوية بنسبة 61/59 لصالح معسكر اليمين القومي والديني مقابل معسكر الوسط واليسار، بينما كانت النسبة في الكنيست السابق 65/55.
كما أكدت الانتخابات الإسرائيلية أن الخريطة السياسية متحرّكة ومرنة، تعبّر عن حيوية الحياة السياسية من ناحية، وخروجها عن تقاليد السياسة الإسرائيلية من ناحية أخرى، وخير دليل على ذلك هو تفكك حزب "كاديما" تقريباً، وهو الذي كان الحزب الأول في الكنيست السابق، وانحسار في قوة حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا(حيث انهما بدون تحالف ما كانا ليشكلا الحكومة)، في مقابل صمود حزب العمل، وصعود حزبي ميريتس والبيت اليهودي، بينما حافظت الأحزاب الدينية على قوتها.
وشكّل حزب "يوجد مستقبل"(ييش عتيد) الذي يتزعمه الصحفي يائير لابيد مفاجأة كبيرة، حيث أصبح ثاني أكبر حزب في إسرائيل.
وبهذه النتيجة، نجح نتنياهو في تشكيل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية الجديدة (الـ 33) برئاسته بعد أن صادقت الهيئة العامة للكنيست عليها بتاريخ 18/3/2013 بأغلبية 68 نائبا يشكلون الائتلاف، ومعارضة 48 نائبا من المعارضة، وهي ثالث حكومة يترأسها نتنياهو وتضم 22 وزيراً، وهم جلعاد إردان وزيرًا للاتصالات، موشيه يعالون وزيرا للدفاع، يائير لابيد وزيرا للمالية، نفتالي بينت وزيزا التجارة والصناعة، أوري أريئيل وزيراً للبناء والاسكان، أوري أورباخ وزيرًا لشؤون المواطنين القدامى، جدعون ساعر وزيرًا للداخلية، شاي فيرون وزيرا للتربية والتعليم، تسيبي ليفني وزيرة للعدل، يسرائيل كاتس وزيرا للمواصلات، يستحاق أهرنوفيتش وزيرا للأمن الداخلي، يعيل جريمان وزيرة للصحة، مئير كوهين وزيرا للرفاه الاجتماعي، ليمور لفنات وزيرة للثقافة والرياضة، عوزي لاندو وزيرا السياحة، يائير شامير وزيرا للزراعة، عمير بيرتس وزيرا لحماية البيئة، يعقوب بيري وزيرا للعلوم، صوفيا لانرد وزيرة للهجرة،  وحجز نتنياهو منصب وزير الخارجية لصديقه وحليفه المتطرف "أفيجدور ليبرمان"، وهو المنصب الذي ظل شاغراً على مدار 5 أشهر كاملة، حتى انتهاء التحقيقات مع "ليبرمان في قضايا نصب واحتيال".

2- ملف المفاوضات مع الفلسطينيين

شهد ملف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين حراكاً كبيراً هذا العام بسبب إصرار الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" منذ بداية ولايته الجديدة ووزير خارجيته "جون كيري" على إحراز أي تقدم في هذا الملف، لاسيما بعد فشل أوباما في العديد من الملفات الدولية مثل مصر وإدارة الأزمة في سوريا وكذلك الاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي لم يعد أمامه سوى ملف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
بدأت جهود الإدارة الأمريكية بإيفاد وزير الخارجية لمقابلة ممثلي إسرائيل والسلطة الفلسطينية للدفع بمباحثات السلام، وهي الجهود التي بدأت في مطلع أبريل 2013 ولازالت مستمرة حتى الآن، وهي الزيارات التي بلغ عددها منذ تولية الخارجية الأمريكية في فبراير 2013 حتى كتابة تلك السطور 9 زيارات.
وعلى الرغم من الآمال العريضة التي يعقدها الأمريكيون وترجح وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أنه من الممكن أن يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق كامل للسلام بنهاية أبريل 2014 في ختام زيارته التاسعة يوم الجمعة الموافق 13 ديسمبر، إلا أن الواقع يؤكد أن تلك المفاوضات مآلها الفشل، والأسباب التي تؤكد ذلك كثيرة، أولها أن هناك تبايناً في مواقف الأحزاب المشاركة في الحكومة الإسرائيلية بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين مما قد يهدد استمرار التحالف الحكومي. لاسيما بعد تهديد حزب البيت اليهودي بالإنسحاب من الائتلاف في حال التوصل إلى اتفاق سلمي مع الفلسطينيين، ناهيك عن التصريحات المستمرة لوزير خارجية إسرائيل "أفيجدور ليبرمان" والتي يؤكد فيها استحالة الوصول لاتفاق مع الفلسطينيين.
السبب الثاني والأهم هو مشروع القانون الذي دفع به نتنياهو في مطلع شهر أكتوبر الماضي، والمعروف باسم "قانون الاستفتاء الشعبي"، والذي يلزم الحكومة بإجراء استفتاء شعبي قبل أي انسحاب من أراضي، وبالتالي سيكون من المستحيل الوصول لأي معاهدة سلام لأن نتيجة الاستفتاء معروفة سلفاً، وبالتالي لا يجب توقع أي نجاح في مفاوضات مع حكومة نتنياهو.

3- ملف سوريا

شهد الملف السوري هذا العام العديد من التطورات التي بدت للوهلة الأولى إيذاناً بحرب بين إسرائيل ونظام الأسد، حيث أغارت إسرائيل على موقع سوري في مطلع فبراير 2013 والتي استهدفت مركزاً للبحوث العلمية في ضاحية جمرايا في ريف العاصمة، بينما أكدت مصادر أمنية ودبلوماسيون غربية أن الهدف كان قافلة أسلحة كانت متجهة عبر الحدود إلى لبنان وتقل صواريخ متطورة روسية الصنع مضادة للطائرات.
وفي تلك الأثناء اتخذت إسرائيل الاستعدادات اللازمة للحرب تحسباً لرد الأسد، إلا أن الأخير اتحفظ كالعادة بحق الرد، ثم اطلق الجيش الإسرائيلي في مطلع أبريل نيران المدفعية على الأراضي السورية بعد تعرض جنوده في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل لطلقات نارية وقذائف، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل مدفعيتها بسوريا منذ حرب أكتوبر 1973، وهذه المرة أيضاً احتفظ الأسد بحق الرد.
وبدأت الجهود الإسرائيلية الدولية الرامية لحشد تأييد لتوجيه ضربة عسكرية للأسد، في محاولة لتفكيك سوريا وتقسيمها لدويلات صغيرة، وبالتالي قد تستفيد إسرائيل من جراء ضربة كهذه بمزيد من التوسعات في الأراضي السورية، وهي الجهود التي كادت تؤتي بمثارها بعدما استعد أوباما لضرب سوريا في أعقاب استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013، والتي راح ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب.
ووزعت إسرائيل الآلاف من الأقنعة الواقية استعداداً للحرب، وامتلأت الصحف الإسرائيلية بمطالبات للتدخل الدولي، كما جهزت القيادة الشمالية للاستعداد للتوغل في الجولان، إلا أن الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين" قلب الأمور رأساً على عقب ونجح في إبقاء نظام الأسد وفرض رأيه على أوباما بالتوصل لاتفاق نزع الأسلحة الكيماوية السورية، وهو الاتفاق الذي أحبط الخطط الإسرائيلية في سوريا.

4- ملف لبنان

شهدت الساحة الإسرائيلية – اللبنانية هدوء نسبياً هذا العام، باستثناء بعض الحوادث الفردية التي لم تصل لمرحلة تعكير صفو الأجواء بمعركة جديدة بين الجانبين، والتي كان أبرزها ما يتعلق بالتجسس الإسرائيلي على لبنان، حيث أطلت علبنا الصحف بنبأ حول تدمير طائرة إسرائيلية دون طيار في الاثنين الموافق 2/7/2013  جهاز تنصت على شبكة اتصالات تابعة لحزب الله كانت زرعته إسرائيل قرب مجرى نهر الليطاني في جنوب لبنان بعد أن انكشف أمره، حيث قامت طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع "إم كي" بإطلاق صاروخي جو أرض على منطقة الزهراني -وهي منطقة جبلية وعرة- بجنوب لبنان بين الزرارية وطرفلسية.
كما أبرزت الصحف في يوليو 2013 تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بشأن محطات تجسس نشرتها إسرائيل على طول الحدود الجنوبية أجهزة الدولة كافة، وجددت مخاوف اللبنانيين من انتهاك إسرائيل لخصوصياتهم عبر وسائل تقنية متطورة.
وأضاف بري أن إسرائيل تقوم بنشر وإقامة محطات تجسّس على طول الحدود مع لبنان من الناقورة، مرورا بالخيام وصولا إلى شبعا، مجهزة بأحدث المعدات والآلات والتقنيات لتغطي الساحة اللبنانية كاملة، وهي مرتبطة بتل أبيب عبر أجهزة ركزت في جبل الشيخ ومزارع شبعا.
وإذا كان خبر التجسس الإسرائيلي على لبنان لم يفاجئ أحدا، فإن الجديد هذه المرة هو أن الأجهزة المكتشفة تحتوي على رادارات مجهزة بأشعة ليزر تلتقط جميع الموجات، وتكتشف كل أنواع البث، حسب مستشار وزير الاتصالات اللبناني، أنطوان الحايك.
الحادث الثاني والذي لازالت تبعاته غير معروفة هو اغتيال قيادي حزب الله "حسان اللقيس" في أواخر نوفمبر 2013 بمعقل الحزب بالضاحية الجنوبية، وهو الحادث الذي اعتبر بمثابة أكبر ضربة معنوية للحزب يتلقاها على أيدي إسرائيل منذ اغتيال عماد مغنية في دمشق عام 2008.
وقد تضاربت الأنباء حول منفذي حادث اغتيال اللقيس، ففي الوقت الذي أشارت فيه أصابع الاتهام لإسرائيل، أكدت مصادر أمنية حكومية وحزبية لبنانية أن القيادي في “حزب الله” حسان اللقيس لم يقتل لا على أيدي "الإسرائيليين" ولا على أيدي أي جهة لبنانية أو إقليمية وإنما تم إعدامه على أيدي فرقة من "حزب الله" .
ونقلت صحيفة السياسة عن هذه المصادر قولها: "لم يقتل على أيدي الإسرائيليين ولا على أيدي أي جهة لبنانية أو إقليمية وإنما تم إعدامه على أيدي فرقة من “حزب الله مكونة من أربعة عناصر كانوا يراقبونه منذ ترك مكتبه في ضاحية بيروت الجنوبية بعد انتهاء فترة عمله ذلك اليوم، فيما كان عناصر آخرون يكمنون له في مرآب العمارة التي يسكنها ".

5- إيران

فيما يتعلق بملف إيران استقبلت إسرائيل بترحاب شديد نتائج الاتنخابات الإيرانية التي جرت في 15 يونيو 2013 وانتهت بفوز الرئيس "حسن روحاني" على منافسه "أحمدي نجاد"، وودعت نجاد بالشتائم والسباب والفرحة للتخلص من "نجاد" المعادي للسامية والذي لطالما هدد الدولة العبرية بالحرب.
إلا أن فوز "حسن روحاني" لم يغير من الاتجاه الإسرائيلي المعادي لإيران وبرنامجها النووي وتهديد إسرائيل المتواصل بضرب المنشآت النووية الإيرانية وتأكيدها على أنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وخير دليل على هذا الاتجاه المعادي هو إصدار نتنياهو تعليمات للبعثة الإسرائيلية بالخروج من القاعة أثناء كلمة الرئيس الإيراني "حسن روحاني" خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد يوم الثلاثاء 24 سبتمبر.
دعا روحاني المجتمع الدولي إلى التحالف من أجل السلام الدائم والمستقر في العالم، بدلا من الائتلاف من أجل الحرب في مناطق مختلفة من العالم، مشيراً إلى أن هناك مخاطراً تعم العالم بأسره وهناك لاعبون قليلون يستخدمون أساليب غير مفيدة لإثبات تفوقهم، وأن الاستعانة بالطرق العسكرية لإخضاع الآخرين تعتبر عملية فاشلة، ومؤكداً أن هناك من

يحاول تقسيم العالم الى قسمين وخلق الخوف، وأن استمرار عقلية الحرب الباردة والاستقطابات يعتبر عجزا، واستخدام القوة في العالم يؤثر بشكل مفجع ويؤدي الى التوتر، ومشدداً على أن الحوار السياسي هو الحل الحضاري للنزاعات الدولية.
وعلى الرغم من كلمات السلام التي انتقاها "روحاني" إلا أن إسرائيل رفضت كلامه واعتبرته خديعة كبرى للعالم، مؤكدة أن تلك الخديعة لن تنطلي عليها وأنها تحتفظ بحق الرد للحفاظ على أمنها، ودعت العالم لتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران.
إلا أن الرئيس أوباما حطم كل التوقعات الإسرائيلية ومضى قدماً في المحادثات السلمية مع طهران حتى توصلت الدول الست الكبرى (5+1) (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) وإيران إلى اتفاق "جنيف" بشأن برنامج طهران النووي، والذي صحيح أنه لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم ولكنه يعترف ببرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وكان هذا الاتفاق بمثابة الطامة الكبرى بالنسبة لإسرائيل، حيث جعل إسرائيل في وضع حرج اضطرت إسرائيل التي كيلت الاتهامات للرئيس أوباما وشككت في ولائه لإسرائيل- اضطرت للتراجع عن مواقفها المتصلبّة من واشنطن، وحاولت تقليل الأضرار التي لحقت بها جرّاء الحملة الإعلاميّة المكثّفة ضدّ الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وتعهدت بالإخلاص لعلاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة بعدما شكك وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان في متانة تلك العلاقة.
كما أقرت حكومة بنيامين نتنياهو رسمياً بالفشل في منع الاتفاق، بعدما باتت إسرائيل وحيدة في الحلبة الدولية، لاسيما أن زيارة نتنياهو لروسيا كانت قد فشلت فبل أن تبدأ.
وأجمع المحللون السياسيون في تل أبيب على أنّ تصرّفات نتنياهو وتصريحاته لن تؤدي إلا إلى زيادة عزلته الدوليّة،  وأكدوا أن اتخاذه قرار بتوجيه ضربة عسكريّة للبرنامج النووي الإيراني لن يحظى بتأييد من الدول الصديقة، قبل الدول التي تُعتبر في مصاف الأعداء، ناهيك عن تشكيك الكثيرون في إسرائيل في قدرة القوات العسكرية على القيام بهذه المهمة وحدها، بسبب بُعد إيران الجغرافي، وافتقاد إسرائيل الأسلحة الملائمة، وخسارتها عنصر المفاجأة الذي كان بإمكانه وفق البروفيسور يحزقيئيل درور، أنْ يُحقق نصرًا إستراتيجيّاً.

6- تركيا

منذ العام 2010 والعلاقات الإسرائيلية- التركية شبه مقطوعة بسبب حادث اعتداء الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي وقتل تسعة نشطاء أتراك في الهجوم على السفينة مرمرة التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في عام 2010، حيث اشترط الأتراك إعادة العلاقات مع تركيا باعتذار رسمي إسرائيل، وهو ما رفضته إسرائيل تماماً طوال تلك الفترة، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رضخ في النهاية بتاريخ 22/3/2013 وأصدر بيان قدم فيه اعتذاره الرسمي لتركيا عن "الأخطاء التي ربما تسببت في مقتل تسعة نشطاء أتراك في الهجوم على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة في عام 2010".
جاء الاعتذار الإسرائيلي بوساطة أمريكية، حيث تحدث نتنياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية رتب لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته لإسرائيل، بهدف استعادة العلاقات التي تضررت بشدة بين الجانبين.
وقال البيان الإسرائيلي إن "رئيس الوزراء نتنياهو يعبر عن اعتذاره للشعب التركي عن أي خطأ ربما أدى إلى سقوط قتلى"، وأوضح البيان أن الجانبين الإسرائيلي والتركي "اتفقا على استكمال اتفاق بشأن التعويضات".
وأشار البيان إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما في ذلك إعادة السفراء، ودفع تعويضات لعائلات القتلى، و"إلغاء الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي".
من هنا بدأت العلاقات الإسرائيلية- التركية شوطاً جديداً من التطبيع في العلاقات والعودة إلى العلاقات الدافئة بين الجانبين. ومن ثم يمكن القول بأن 2013 هو عام عودة الحليف التركي لإسرائيل.

7- مصر

طوال العام 2013 ظلت إسرائيل تراقب ما يحدث بالداخل المصري في محاولة لرسم سياساتها الجديدة للتعامل مع التحولات المتسارعة بأرض النيل. وقد كانت إسرائيل أكثر ذكاء في التعامل مع الملف المصري مقارنة بالإدارة الأمريكية، حيث أحجمت كثيراً عن التعقيب على ما يحدث بمصر من أحداث منذ تولي جماعة الإخوان المسلمين، والتي لعب حكمها برئاسة المعزول "محمد مرسي" في مصلحة دولة الكيان، لاسيما بعد نجاحه في إحداث هدوء نسبي بين إسرائيل وحماس فضلاً عن مساعيه لحل الأزمة الفلسطينية عن طريق تصديرها لمصر وتوطين الفلسطينيين في سيناء، ناهيك عن دعم غزة بالطاقة والوقود المدعم ومختلف المستلزمات الأخرى ليزيح عن كاهل إسرائيل عبء غزة، وهو ما لخصه المحلل الإسرائيلي "أنشيل ببر" في مقال نشرته صحيفة هاآرتس العبرية تحت عنوان "أربع أسباب بسببها ستشتاق إسرائيل لمرسي"(3/7/2013)، حيث قال إن عصر مرسي اتسم بالنسبة لإسرائيل بأربع سمات رئيسية أولها الالتزام المطلق باتفاقية كامب ديفيد وثانيها تحجيم حماس وثالثها الأنشطة الأمنية في سيناء التي تؤمن حدودها، ورابعها أن محاولات التقارب مع إيران أثبتت استحالة حدوث تقارب بين مصر السنية وإيران الشيعية. وخلص الكاتب إلى أن نظام الإخوان كان الأفضل بالنسبة لإسرائيل.
في أعقاب ثورة 30 يونيو، التزمت إسرائيل الصمت وأمر نتنياهو وزرائه بعدم التعقيب على الأحداث لحين معرفة ما ستؤول إليه الأمور، إلا أنها حينما استشعرت الخطر الكامن في الموقف الأمريكي من رفض ثورة 30 يونيو وإصرار أوباما على دعم نظام الإخوان المسلمين وقطع المعونة، الأمر الذي دفع بالحكومة المصرية الجديدة للجوء لمصادر تمويل أخرى وتنويع مصادر السلاح والعودة لروسيا، شعرت إسرائيل بالقلق الشديد وحاولت التأثير على أوباما بشتى الطرق لتلافي عودة روسيا للساحة، الأمر الذي سيشكل مستقبلاً خطراً على تفوق إسرائيل بالمنطقة، وبدأت تطالب بدعم مصر اقتصادياً في محاولة منها لخطب ود النظام الجديد بمصر.       
وفي هذا المقام، يجب التأكيد على أن إسرائيل تعاملت مع الملف المصري بشيء من الفطنة والذكاء مقارنة بإدارة أوباما التي تصر على محاولاتها لقمع ارداة الشعب المصري وإعلاء مصالحها مع تنظيم الإخوان على أية قيمة أخرى.

8- حماس

يمكن وصف العام 2013 بشهر العسل في العلاقات بين إسرائيل وحماس، حيث أن الهدوء يخيم على تلك الساحة، إلا أنه لا يمكن اعتبار أن هذا إيذان ببدء عصر سلام حقيقي بين حماس التي فقدت الحليف الأكبر والأهم بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين وعزل الرئيس السابق "محمد مرسي" ودولة الكيان الإسرائيلي.
ولعل هذا الوضع يمثل الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث يمكن التوقف هنا عند خبرين يؤكدان أن ثمة شيء قد يحدث في أي وقت، الأول هو دعوة وزير خارجية إسرائيل "أفيجدور ليبرمان" لإعادة احتلال قطاع غزة في أواخر يوليو 2013، والخبر الثاني نشر في أواخر نوفمبر 2013 وفحواه أن الجيش الإسرائيلي يتدرب على احتلال قطاع غزة، حيث يجري تدريبات تحاكي إعادة احتلال قطاع غزة بأكمله وحرب العصابات المتوقعة مع أعضاء حركة حماس، وهو ما يؤكد أن عملية إسرائيلية في غزة قادمة لا محالة.

9- الداخل الإسرائيلي

شهد الداخل الإسرائيلي هذا العام العديد من الأحداث والقضايا، والتي يمكن إيجازها على النحو التالي:
- الانتخابات العامة الإسرائيلية وبدء دورة الكنيست التاسع عشر وتشكيل الائتلاف الحكومي الثالث لنتنياهو.
-  زيارة أوباما الأولى لإسرائيل في مارس 2013.
- اعتذار إسرائيل لتركيا وعودة العلاقات في مارس 2013.
- اكتشاف حقول غاز جديدة والحديث عن إمكانية التصدير يوليو 2013.
- الانتخابات المحلية الإسرائيلية، وانتخاب رؤساء المدن أكتوبر 2013.
- مشاركة إسرائيل في تحرير رهائن بأكبر مركز تجاري في كينيا – سبتمبر 2013.
- توبيخ روسيا لإسرائيل على خلفية تجربة صاروخية بالبحر المتوسط
- حظر البرلمان الأوروبي للختان وما أثير حول ذلك من لغط.
- تعيين كارنيت فلوج محافظاً لبنك إسرائيل لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب بإسرائيل.
- تعرض إسرائيل لأكثر من 7 هزات أرضية متوسطة.
- عودة ليبرمان وزيراً لخارجية إسرائيل
- وفاة أكبر مرجعية دينية بإسرائيل، زعيم حزب شاس (عوفاديا يوسيف) بعد صراع طويل مع المرض.