عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الجماعة" تحتضر

بوابة الوفد الإلكترونية

السلطان فقد عرشه
لم يعد بمقدوره ممارسة الاستبداد، ولا اجبار شعبه على الانحناء لجماعته.

فقد أصبح بين ليلة وضحاها الدكتور محمد مرسي معزولاً في غرفة «منفردة» يلقى لعنات شعبه، بعد أن سلبت منه كل أدواته الاستعبادية.. ويعيش حالة من الانكار يتصور فيها أن الحشود التي هتفت بسقوطه ربما تأتي في لحظات لتطالب بعودته.. فإذا به يفيق من أحلامه وغيبوبته الاجبارية ليجد نفسه في واقع أليم يرفض الاعتراف به، وتحيطه صيحات الثورة من كل جانب.
المعزول لا يريد أن يعترف بسطور النهاية التي كتبها وجماعته بدماء الشهداء الذين تساقطوا برصاص الغدر والخيانة، ويصر على أن يلطخ يده بمزيد من الدماء ويحرق البلاد كلها، متصوراً أنه قد يركب حصان خياله ليعبر به آلة الزمن، ويعيد عرشه المسلوب بارادة شعبية، ويعود رئيساً يخطب ويتوعد ويهدد ويمكن العشيرة التي تدير معركة الموت وتتراقص على جثة نظام انتهى وتآكل ولم تعد له شرعية إلا الدماء والعنف والقتل.
فلا المعزول قادر على العودة متحدياً الشعب ولا الجماعة تستطيع أن تصمد أمام الغضب الشعبي الذي وصل الى مداه.
فالمعارك التي تديرها في الشوارع والميادين ضد الثوار والعنف الموجه لمؤدي خلع مرسي، ومشاهد القتل والدماء والارهاب ليست الا الخطوة الأخيرة الى القبر، عملاً بسياسة الأرض المحروقة، لتنتهي اسطورة الجماعة التي ظلت تناضل 85 عاماً من أجل أن تصل الى السلطة.. وعندما وصلت فقدتها الى الأبد.
المشهد «ميلودرامي» وغريب، ولا يمكن أن يكتب أي مشاهد له النهاية.. فالصورة في البداية كانت مبهرة وكل عناصر الجمال والنجاح متوافرة، ولا ينقص الجماعة سوى أن تغلف تلك المشاهد الجميلة التي بدأت بحشود في الميادين، يحتفلون بنجاح الدكتور محمد مرسي مرشح الجماعة، وتأييد شعبي كامل له بسياسات لا تنحاز فيها الى مناصريها فاذا بها تغير الصورة الى النقيض وتضع مزيداً من السواد والقتامة على الصورة، لتنقلب الحشود المؤيدة خلال عام واحد الى معارضة تهتف بسقوط أول رئيس منتخب بعد الثورة.
ففي 30 يونية عام 2012 وبينما كانت مصر تحبس انفاسها انتظاراً لما ستعلن عنه لجنة الانتخابات الرئاسية، كانت الجماعة ومؤيدوها وكل القوى الثورية والوطنية في الميادين.. وعندما أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات فوز الدكتور محمد مرسي، فإذا بمؤيديه يحتفلون في الشوارع والميادين.. واحتشد الجميع في ميدان التحرير ينتظرون أول رئيس منتخب بعد الثورة.. فإذا به يأتي ملبياً لنداءات الجميع ويخطب فيهم ويرسم أحلاماً وردية للمستقبل.
وبعد عام بالتمام والكمال وفي ذكرى توليه الرئاسة، خرج الملايين الى الشوارع في أكبر مظاهرة بشرية عرفها التاريخ بحسب وصف الصحف الاجنبية، وهتف ما يقرب من 30 مليون مواطن بكلمة واحدة الى الرئيس المعزول مرسي «ارحل».
وكانت النتيجة أن انحاز الجيش الى الارادة الشعبية وأعلن عن خارطة طريق جديدة تتضمن انتخابات رئاسية جديدة، وتعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً للبلاد.
الفارق بين المشهدين كبير جداً.. ويكشف عن فشل ذريع للجماعة، وانهيار في بنيتها، أدى الى غروب شمسها في السلطة مبكراً، رغم أن الجميع اعتقد أنها شمس متوهجة لا تنطفئ ومليئة بالوطنية.. فإذا بها تغرب فور شروقها بعد أن امتلأت بالخيانة والغدر وكره الوطن.
السقوط السريع للجماعة لم يكن محل صدفة ولا نتاج مؤامرات كما تحاول الجماعة أن تصور للعالم، ولكنه نتاج سياسات وسيرها في الاتجاه المعاكس للثورة واختيارها السباحة ضد التيار السائد في الدولة، والذي يطالب باصلاحات سياسية واقتصادية.. فإذا بها تتجاهل كل المطالب وتتفرغ لتنفيذ مخطط التمكين من الدولة، حتى اطاحت كل القوى التي وقفت بجانبها وبقيت وحيدة تصارع مؤسسات الدولة على هدمها فهب الشعب كله لنصرة دولته، وقام بازاحتها من السلطة وأسقطها من عروش الطغيان التي كانت تعيش فيها.
وسيشهد التاريخ أن الأنظمة الأربعة التي تعاقبت عليها الجماعة منذ نشأتها عام 1928 فشلت في محاربة الجماعة، واقناع الشعب انها جماعة غير وطنية حتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رغم ما كان يتمتع به من شعبية.. إلا أنه فشل في أن يقنع شعبه بأن الاخوان جماعة لا تعرف سوى مصالحها رغم أنه هاجمها أكثر من مرة في خطابه، وقال: إنها جماعة تضليل وتتاجر بالدين وقال بالنص «إنها جماعة ملهاش أمان».
ولكن الدكتور محمد مرسي نجح فيما فشل فيه رؤساء مصر السابقين.. وأثبت أنه على رأس جماعة ارهابية تتاجر بالدين وبالوطن كله، من أجل أن تبقى في السلطة، ونجح في أن يسقط الجماعة في أقل من عام، رغم أن رؤساء مصر ظلوا 85 عاماً يحاربون الجماعة وفشلوا.
بداية سقوط الجماعة لم يكن مع توليها السلطة وفوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.. ولكنه جاء مع صعودها الى السلطة التشريعية وحصولها على الأغلبية البرلمانية، ويومها انشغلت الجماعة بالاستحواذ على لجان مجلس الشعب ودخلت في معركة في القوى السياسية حتي تنفرد وحدها بلجان المجلس.. وقامت بتصفية حساباتها مع القوى السياسية، وتحولت أغلبية البرلمان الى مطب يعوق انطلاق قطار السلطة، حيث اهتمت بالقوانين التي ترسخ وجودها في السلطة وأغفلت القوانين الملحة التي تحقق أهداف الثورة.
وبدا منحنى الجماعة في الهبوط بشكل كبير حتى جاءت انتخابات الرئاسة التي لعب الاستقطاب الديني دوراً كبيراً في أن تحجز مقعداً في انتخابات الاعادة، عندما لعبت على ورقة الشريعة وغازلت كل الاسلاميين، وحصلت على 5 ملايين صوت.. وهو الرقم الذي يعبر بحسابات الأرقام عن خسائر عديدة حيث حصلت الجماعة قبلها على ما يقرب من 10 ملايين صوت في انتخابات البرلمان، ولكنها لم تنظر الى لغة الأرقام واهتمت بأن تمهد الطريق الى كرسي الحكم.
وكان الحظ حليف الجماعة، عندما خاض مرشحها المرحلة الثانية من الانتخابات أمام الفريق أحمد شفيق، وهو ما أتاح لها أن تروج لمرسي على أنه مرشح الثورة.. رغم أنه لم يكن كذلك.
وعندما حصلت الجماعة على كرسي الحكم اسقطت القناع الثوري الذي كانت ترتديه وظهر وجهها الحقيقي الذي يشبه الى حد كبير نظام الرئيس المخلوع مبارك، وعزلت رئيسها «المعزول» عن القوى السياسية حيث كانت أول خطاباته الجماهيرية موجهة الى أهله وعشيرته من جماعة الإخوان.. وبدأ مرسي منذ اليوم الأول تطبيق سياسة تمكين جماعته من الحكم.
أخطاء مرسي وجماعته لا تغتفر
ففي أقل من اسابيع نجحت الجماعة في عزل نفسها عن القوى السياسية وبقيت وحيدة، وبعدها أدارت حرباً ضد مؤسسات الدولة وأعمدتها فبدأت بالقضاء ثم الداخلية والاعلام انتهت بالجيش.
ولكنها لم تنجح في هدم أي من المؤسسات.. وتصورت أن شبابها قادر وحده على التظاهر وتنفيذ سياساتها.
حتى عندما وجدت الجماعة نفسها في لحظة فارقة بين الانحياز الى الثورة أو خطة التمكين اختارت خطة التمكين، والاختبارات التي وقعت فيها تؤكد تلك السياسة، ففي كل أزمة بعد مطالب شعبية باصلاحات اقتصادية، كانت تصر على التمكين وزرع رجالها في مؤسسات الدولة، حتى وجدت نفسها فجأة أمام غضب شعبي كبير لم تجد أمامها أي قوى تساندها.. فوقعت في خطأ استراتيجي كبير، واستعانت بالجهاديين والجماعة الاسلامية، وهو ما غير تماما من الصورة الذهنية التي حاولت الجماعة رسمها في الماضي بأنها بعيدة عن العنف وأنها تتخذ من السلمية.. فإذا بها تظهر أمام الجميع في أنها جماعة ارهابية تدعو الى العنف وتستعين بالجهاديين لتخويف الشعب المصري ووأد ثورته في مهدها.
واستعانة «الإخوان» بالارهابيين اسقطت عنها قناع السلمية، ووضعتها في بوتقة واحدة مع الجماعات المسلحة، حتى اهتزت صورتها أمام عدد كبير من مؤيديها خصوصا بعدما انسحبت من جوارها كل القوى الثورية، وحتى بعض القوى الاسلامية مثل حزب النور.
الخطأ الأكبر لجماعة الإخوان ورئيسها الدكتور محمد مرسي، هو احتفاظهما بحكومة رئيس الوزراء الفاشل الدكتور هشام قنديل، الذي لم يكن سوى مجرد «سكرتارية» لمكتب الارشاد ينفذ ما يؤتمر به ويتابع تنفيذ مخططات الاخوان في السيطرة على الدولة.
فكلما زاد الغضب على الحكومة كانت الجماعة تقوم بعمل تغيير وزاري محدود تدخل فيه عدداً من قياداتها الى الوزارات الخدمية للسيطرة على مفاصل الدولة، حتى بلغ الغضب الشعبي الى مداه عن تلك الحكومة.
الجماعة تصورت أيضاً أن الشعب لن يثور ضدها وبدت كما لو كانت واثقة من وجودها في الحكم الى حد أن كل قيادات الجماعة وشبابها يؤكدون أن مرسي سيحصل على ولاية «ثانية» في الحكم، ولم تهتم بالغضب الشعبي، وكانت تراهن على دعم أمريكا المستمر وتعتقد أنه كاف لبقائها في الحكم رغما عن أنف الشعب.
ولكن الجماعة فوجئت بحشود شعبية تخرج ضدها في الميادين وتطالب بسقوط الرئيس.. وتصورت أن الفيضان ربما تنحسر امواجه بعد عدة أيام ولكن الغضب الشعبي غير المحتمل أدى الى تدخل الجيش خشية حدوث فوضى واستجاب للرغبات الشعبية، وأعلن عن خارطة طريق جديدة، بعدما أزاح الديكتاتور من عرشه الذي رفض حتى اللحظات الأخيرة قبل عزله اجراء استفتاء شعبي عليه.. وخرج في خطاب أخير باهت يتحدث فيه عن الشرعية وعن أنه يملكها رغم أن الشعب نزعها منه في 30 يونية.
ولم تجد الجماعة أي كروت تناور بها سوى الضغط الخارجي.. فهى تعلم أنها فقدت كل ما كانت تملكه من شعبية من الداخل.. فبدأت تغير وجهتها الى الخارج وأصرت على تجاهل الارادة الشعبية وتصورت أنها يمكنها أن تعود الى الحكم رغماً عن أنف الشعب ومؤسسات الدولة.
«الإخوان» اصيبت بالشلل التام بعد عزل مرسي وتعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد.. ولم يكن لديها اختيار آخر حسب الطبيعة الفكرية لها إلا أن تنشر الفوضى والعنف في الشارع.. فهى ترى أن سقوط مرسي يعني انهيار التنظيم.
وبحسب تأكيدات ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق،

فإن خيرت الشاطر نائب المرشد والمحبوس على ذمة قضية التحريض على قتل المتظاهرين، قال في آخر اجتماعاته بمكتب الارشاد بعد صدور البيان التحذيري والذي أمهل الرئيس يومين لارضاء الشارع أنه اذا سقط الرئيس مرسي لن يعود «الاخوان» الى الحكم ولو بعد 50 عاما.
فهكذا تفكر الجماعة وتدرك أنها تنازع من أجل البقاء حتى آخر نفس في الحياة السياسية.. لذلك يدفع قيادات الجماعة الشباب الى العنف والاشتباك مع المواطنين لخلق حالة من الفوضى قد تفيد في رسم صورة للمجتمع الخارجي بأن ما يحدث في مصر هو اعتراض شعبي على ما تحاول ترويجه بأن ما حدث انقلاب عسكري وهو ما يخالف الحقيقة تماماً.
ولكن الجماعة فشلت في كل مخططاتها التي واجهها الشعب قبل أن يواجهها الجيش والشرطة وكتبت يوم الجمعة الماضية شهادة وفاتها ودقت المسمار الأخير في نعشها لتنتهي الى الأبد، بعد أن خرج مرشدها الدكتور محمد بديع يحرض على العنف في كلمته امام اعتصام رابعة العدوية وليطلق صافرة بدء اعتداءات الاخوان على المنشآت العامة والمواطنين.
ولكن الجماعة تلقت درساً قاسياً بعد أن هزمت في كل المواجهات التي قامت بها.. بل انها دفعت الثمن فادحاً بعد أن اختارت طريق الدم والعنف والفوضى وتركت السلمية وخيار اعادة بناء الجماعة من جديد، وانصهارها في المجتمع وطرد كل قيادات الفتنة من داخلها.
لم يعد لدى الجماعة رهان الآن وتنتظر رصاصة الرحمة من وزارة الشئون الاجتماعية التي توشك أن تصدر قراراً بحل الجماعة لأنها تكون ميليشيات مسلحة مثل التي ظهرت في أحداث العنف.
كما أن حزبها أيضاً «الحرية والعدالة» أصبح مهدداً بالحل بعد أن نفذت مخططات القتل المنظم وأصبحت مكروهة شعبياً وفقدت كل محاولات التعاطف معها من أي من حلفائها السابقين.
عبد الستار المليجي، القيادي الاخواني المنشق، قال: إن جماعة الاخوان أنهت وجودها بنفسها ولا مستقبل لها بعد اليوم.. حتى ذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة» أصبح مهدداً بالحل هو الآخر.. وذلك نتيجة جرائم العنف غير المسبوقة التي ارتكبتها الجماعة على الأرض، من أجل أن تعود الى الحكم، رغم أن الشعب كله خرج الى الميادين يطالب بسقوطها الى الأبد.
وأضاف: إن الجماعة التي كانت محظورة سياسياً، أصبحت الآن محظورة شعبياً.. وذلك بسبب الحماقة التي ارتكبها قيادات الجماعة، ولم، يستطيع أحد من الجماعة حتى لو كان من القيادات الاصلاحية أو من التيار القطبي، أن يعيد صياغة الجماعة بشكل جديد لأن الشعب الآن لن يتعامل مع تلك الجماعة التي أصبحت محل رفض شعبي ولن يفلح أحد في اصلاحها.
وقال حلمي النمنم، الباحث في شئون الحركات الاسلامية: إن ما حدث في مصر خصوصاً من أحداث عنف قضى على مستقبل جماعة الإخوان في الحكم التي تعرضت لأزمات عديدة وممتدة.. ولكن ما تتعرض له الآن ازمة جديدة لأنهم اصطدموا مع الشعب الذي أصبح رافضاً لهم والصدام جاء بعد أن حكموا وفشلوا ولم يحققوا أي شىء يغفر لهم أو يشجع أي من القوى الثورية والشعبية على أن يساندوهم، ولكن الجماعة نجحت باقتدار في أن توحد كل طوائف الشعب ضدها.
وأشار الى أن الجالسين في «رابعة العدوية» الآن لا يدركون الصورة كاملة، ولا يعلمون أن قيادات الجماعة تدفعهم الى الصدام ليس طمعاً في عودة مرسي.. فهم يدركون أن مرسي انتهى ولن يعود، ولكنهم يقاتلون من أجل أن يبقوا في صدارة المشهد السياسي ويضغطون من أجل أن يقوموا بعقد صفقات سياسية، يحصلون بها على بعض المكاسب السياسية التي تعينهم في المستقبل.. ولكنهم انتهوا الى الأبد، ولا يتصور أحد أن يعود الدكتور محمد مرسي الى الحكم وحتى مواقف الدول الخارجية تتحدث عن انتخابات رئاسية مبكرة.
وأكد أن تجربة الاخوان في الحكم هى فشل لمشروع «الاسلام السياسي» الذي لم يحقق النجاح في أي من بلاد العالم حتى الآن.
وأضاف: «لا تستطيع الجماعة أن تقوم بتجديد نفسها حتى الآن فلا معتدلون داخلها ولا متشددون داخلها، ومن يتحدث عن اصلاح فلن يفلح مع الجماعة لأنه لو تمكن الاصلاحيون منها سيعملون بالدعوة فقط وسينحازون الى نصيحة حسن البنا الذي دعا الى عمل الجماعة بالدعوة فقط».
وأكد هيثم أو خليل القيادي الاخواني المنشق، أن «الإخوان» تخوض المعركة الأخيرة، ولو أن الجماعة استطاعت أن تبقى على الواقع الحالي وأن تجلس في الميادين لمدة اسبوعين أو ثلاثة، ربما تحصل على بعض المكاسب ولن تزيد تلك المكاسب عن الخروج الآمن لقياداتها وضمان عدم المساس بالجماعة والحزب وعدم التنكيل بمرسي بعد ذلك.. ولكن لو تراجعت الجماعة خطوة الى الوراء ستفقد كل شىء وستخرج خاوية اليدين وهى تدرك تلك الحقيقة.
وأشار الدكتور ابراهيم زهران، رئيس حزب التحرير، الى أن العنف الذي حدث من جماعة الإخوان سيضع عائقاً امام عودتهم الى الحكم أو في العمل  السياسي، ولا أتخيل أن أي من المواطنين سيتعامل مع الإخوان في الوقت الحالي وسيظل هذا الوضع عدة سنوات على الأقل.
وأضاف: إن «الإخوان» وضعت نفسها في طريق اللاعودة، وأنها تراهن الآن على الضغط الأمريكي والاسرائيلي.. ولكن تلك الضغوط لن تؤثر ولم يحدث أن عاد رئيس مكروه شعبياً رغم أنف شعبه وبضغوط خارجية مثلما تريد الجماعة أن تفعل.
وقال: إن سياسة العناد التي مارستها الجماعة، قبل عزل مرسي حققت لها خسائر على الأرض، ولكنها لم تتعلم الدرس وقامت باستخدام العنف الذي لا تمتلك غيره.. فهى إما تفرض ما تريده أو تقوم بممارسة العنف والفوضى في اطار ما يسمى بسياسة الأرض المحروقة.. والجماعة انتهت بلا عودة، وحتى لو تم تغيير قيادات الصف الأول والثاني فستبقى الصورة الذهنية في الشارع عائقاً أمامها للوصول الى عقول الشعب وفرض رؤيتها من جديد.
وأكد محمد أبو حامد أن الارادة الشعبية لا يمكن تجاهلها.. ومهما حدث من تحرك سياسي أو عنف فلا أحد يفرض وصايته على الشعب المصري.. ولا مجال للوقوف امام رغبته.
وأضاف: «بعد عنف الجماعة أصبح الطريق الوحيد الآن حل الجماعة وحزبها لأنهما أفسدا الحياة السياسية.. وسيتم القبض على كل من يتورط من قيادات الجماعة ولا تراجع عن مكتسبات الثورة.
وقال: إن «أوباما» يساند الاخوان لأنه تورط معهم ودفع لهم من أموال دافعي الضرائب الامريكيين.. وهناك استجوابات ضده في الكونجرس حول انفاقه أموالاً على جماعة فاشلة، وادارة أوباما تسعى لإيجاد مخرج حتى تنقذ نفسها ولكنها لا تدعم الاخوان حباً فيهم.