رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخاطفون طلبوا وقف هجوم القوات مقابل تسريح الجنود

الشيخ محمد عدلي
الشيخ محمد عدلي

تنفرد «الوفد» بنشر كواليس الإفراج عن المجندين من خلال الحوار الذي أجرته الصحيفة مع الشيخ محمد عدلي وسيط  تحرير الجنود  الذي كشف  في أول حوار معه المسكوت عنه في أزمة تحرير الجنود. وأكد الشيخ عدلي أن حكمة اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني منعت إراقة الدماء والحفاظ علي سلامة  الجنود عندما  وافق علي مطلب انعدام المواجهة الدامية مقابل اطلاق سراح الجنود.

وأشار الشيخ عدلي لـ «الوفد» الي أنه تلقي اتصالا هاتفيا من وسيط عن الخاطفين طلب الرجل  الذي لم يره الشيخ سوي مرة أو مرتين علي حد قوله، لقاءه عند منطقة مصنع درغام لإبلاغه رسالة الخاطفين.. وتقول الرسالة نصاً «ياشيخ محمد علمت من طرف امكانية اطلاق سراح الجنود، لكنهم خايفين من مواجهة أثناء عملية تسريح الجنود».
أوضح الشيخ عدلي انه نقل الرسالة الي اللواء  وصفي ووصف الشيخ الأمر بأن الحكمة كانت حاضرة في تعامل قيادة الجيش  مع الموقف الشائك. وأشار الشيخ الي أن 15 دقيقة كانت حاسمة في منع المواجهة الدامية عندما اتخذ اللواء وصفي قرارا بترك الجنود أولا في مقابل ابعاد تحليق الطائرات عن رؤوس الخاطفين.  واستجاب الخاطفون وتركوا الجنود،  ولم يتم استخدام القوة واستقبل اللواء وصفي الجنود عند كمين «لحفن». وقال الجندي ابراهيم  صبحي بنطقة حرس الحدود للواء وصفي «معلهش يا أفندم علي الكلام في الفيديو.. فرد اللواء  وصفي بابتسامة وطبطب عليه وبكي».  وأوضح الشيخ عدلي قرب صدور ميثاق شرف سيناوي يتضمن وضع الجيش والشرطة كخطوط حمراء سيحترق من يتجاوزها. ونفي الشيخ عدلي وجود أي دور لجماعة الاخوان في اطلاق سراح الجنود وأهل السنة والجماعة أداروا الأزمة. واستبعد الشيخ وجود أية علاقة لمعتلقي سيناء بالأزمة.
وطالب الشيخ بضرورة اغلاق الانفاق، واتسم حوار الشيخ عدلي مع «الوفد» بالحذر.
تبدو مخاوف إطلاق العنان لـ»تفاصيل» متراكمة حول الحادث حاضرة في وجه الشيخ»عدلي» الذي اشتراط ميثاقا لـ»الالتزام بنص الحوار»..
عن تفاصيل «الوساطة» ومشاهد القلق والدموع بالنسبة لـ»قائد الجيش الثاني الميداني» ،والأسئلة الحائرة في قصة «المجندين» كان هذا اللقاء:
-دعنا نبدأ من النهاية ..اذكر لنا تفاصيل المكالمة الهاتفية التي تلقيتها فجر الأربعاء قبيل تحرير «الجنود» ،وكيف كانت التحركات منذ اختطفاهم؟
..ليس لي في قصة اختطاف الجنود وتفاصيلها ،وبدأت البحث عنهم منذ مساء الأربعاء الماضي ،لم نترك مكانا إلا طرقنا أبوابه ،وفي الثالثة و10دقائق أثناء العملية العسكرية تلقيت اتصالا هاتفيا من رجل «محب للخير»،قال فيه نصا»علمت من طرف»الخاطفين» إمكانية تحرير الجنود،وعايز أقابلك عند منطقة «مصنع درغام» فورا ،وصلت إلى هناك والتقيته وقال الآتي» الجنود هيتحرروا ،بس الخاطفون خايفين من «المواجهة الدامية»،فقلت له دعهم يطلقون الجنود وبدون مواجهة حتى لانخسر أحدا ،واتصلت مباشرة باللواء أحمد وصفي ونقلت له ما دار بيني وبين وسيط الخاطفين ،وتعامل الرجل بعقلية «شديدة الحكمة» وقال اللواء وصفي نصاً»يتركوا الجنود الآن أهم حاجة سلامتهم «،فترة نقل مطلب الخاطفين استغرقت 15دقيقة ،وبعدها تلقيت اتصالا هاتفيا ثانيا» طلب فيه وسيط الخاطفين إبعاد الطائرات عن مواقعهم وكررت الحديث إلى اللواء «وصفي»وطلبت منه إبعاد الطائرات حتى نضمن تماما سلامة «المجندين».
--ماذا عن قصة «الإفراج عنهم» ومن تسلمهم ،ولماذا لم يتم تسليمهم للجيش عبر وسيط مباشر؟
..طلبت من وسيط»الخاطفين» الذهاب إلى منطقة تواجدهم ،واستلامهم أنا واللواء أحمد وصفي ،فقال الوسيط «ستجدونهم على الطريق الرئيسي وبعدها سبقني اللواء أحمد وصفي إلى كمين»لحفن»،وجاءت سيارة تحمل «المجندين» نصف نقل ولم تكن تلك السيارة مرتبة لنقلهم،وتم استلام الجنود.
--كيف كانت لحظات لقائك أنت و قائد الجيش الثاني الميداني مع الجنود المختطفين؟
..كنا سعداء جدا طبعا،،وأنا قلت لهم حمدالله على سلامتكم ،وكنا حريصين جدا إنكم ترجعوا لأهلكم بالسلامة،والحمد لله الذي أعادكم.
..وكيف كان الحوار بين قائد الجيش الثاني والمجندين؟
..اللواء أحمد وصفي بكى فور وصولهم إلى «كمين لحفن»،ودار حوار أبوي بين الجندي «إبراهيم صبحي» بنقطة حرس الحدود، قال فيه المجند «معلش ياافندم على الكلام اللي اتقال في الفيديو،فرد «اللواء وصفي» بابتسامة و»طبطب» عليه.
--كيف كانت الحالة المعنوية للجنود..وماذا عن ملابسهم التي عادوا بها إلى كمين «لحفن»؟؟
.. فور وصولهم إلى نقطة «لحفن» كانوا مبسوطين جدا خاصة بعد الاطمئنان على أهاليهم ،وكانوا يرتدون «قمصان ،وتي شيرتات» وليس زيا عسكريا.
--ما المدة التي قضاها الجنود بـ»لحفن» منذ وصولهم حتى إقلاع الطائرة للقاهرة؟
..غالبا نصف ساعة ،وخرجوا بطائرة حربية من نقطة «حرس الحدود» بعد قيامهم بـ»الاغتسال» داخل الكتيبة وتغيير ملابسهم .
--ومتى انتهت مهمتك في الأزمة؟
..6.30صباحا غادرت المنطقة وانتهت تماما علاقتي بـ»قصة اختطاف الجنود» .
عودة إلى تفاصيل وملابسات الإفراج عن «المجندين»،مر «التفاوض»بتقلبات خلال أسبوع الاحتجاز ،في الأيام الثلاثة الأولى كان الحديث عن مفاوضات «سيد الموقف» ،وفي مساء الأحد نفت القيادات الرسمية بالدولة ماجاء عن أية مفاوضات..ما حقيقة التفاوض في هذا الشأن؟؟
..الضغط الشعبي مع القوات المسلحة ،أدى لإيصال رسالة قوية للخاطفين ،نفي السلفية الجهادية وجماعة التوحيد للجهاد لمسئوليتهما عن الأحداث أفقدهم غطاء هاما في التعامل في الأزمة.
--لكن الجميع يعلم أن مطلب الإفراج عن المعتقلين كان سببا في «خطف الجنود»، ويقال إن الإفراج تم بالفعل عن 18عضوا جهاديا؟
..الإفراج عن المعتلقين كلام ضال مضل ،وقبل مسألة اختطاف الجنود ونحن نسعى في ملف الإفراج عن المعتقلين في أحداث طابا وشرم الشيخ.
..ثمة تأكيدات تسير باتجاه طلب «الخاطفين» بعدم الملاحقة الأمنية فيما بعد ،كيف كانت تلك النقطة في الحديث مع وسيط «الجهة الخاطفة»؟
..لم يحدث اشتراط عدم الملاحقة ،وإنما ما جاء على لسان وسيطهم هو ضمان عدم وجود مواجهات أثناء عملية تحرير الجنود ،وهناك فرق بين المواجهة التي كانت حتما ستسفر عن قتلى ربما كان من بينهم الجنود ،وبين الملاحقة التي هي مرحلة لاحقة للإفراج عنهم.
--من هم «خاطفو المجندين»وإلى أي تنظيم ينتمون ؟..
..لا أحد يعلم شيئا عن هويتهم ،وهم مجموعة متفرقة لاتنتمي لأي تنظيم في سيناء
..كيف يروق للمصريين عدم القبض على «مختطفي المجندين» ،أو على الأقل الإعلان عن أسمائهم وأماكن تواجدهم؟
..ملاحقة الخاطفين أمر لايعنيني من قريب أو من بعيد ،وتحرير الجنود كان هدفنا الأول ،ولو كانت الأمور وصلت إلى مواجهة بين الجيش والخاطفين لتحولت سيناء إلى منطقة «ملتهبة».
--لكن ذلك يعني أن علامات الاستفهام في سيناء تزيد يوما بعد يوم، ابتداء بقتل جنود رفح،والضباط المخطوفين،ثم الجنود المخطوفين وفي الآخر لم يعلن اسم مجرم واحد حتى الآن؟
..أيضا قصة إخفاء المجرمين وعدم الإعلان عنهم لاتعنيني ،لأننا كنا أمام 3خيارات ، مواجهة مع الجميع ،

أو سلامة الجيش والمجندين وأهالي سيناء، أو قتل يزيد الفجوة بين الدولة وأهالي سيناء.
..إذاً بماذا تفسر تزامن زرع الألغام في رفح مع العملية العسكرية التي كانت تقوم بها القوات المسلحة؟
..هذا اللغم لا أعلم تفاصيله ـلأني كنت وقتها في مؤتمر عائلة «حمادة أبوشيتة».
--كيف ترى الربط بين أزمة «أبوشيتة» واختطاف الجنود ؟
..أزمة حمادة أبوشيتة استغلت اسوأ استغلال، من قبل متفلسفين، استغلوا عائلته وظلوا يتاجرون بدون دليل، وحتى الآن لايوجد دليل على إدانة حمادة أبوشيتة، وزج باسمه في موضوع قسم ثان العريش.
--قلتاأنه لاتوجد مفاوضات مع الخاطفين، و»الإفراج» عن المعتقلين ليس شرطا للإفراج عن الجنود، إذا كيف يدار ملف «المعتقلين» باعتباره مطلبا للحركات الإسلامية؟
--هذا الملف سنسير به وفقا لاتجاه قانوني، لأن هذا الملف ظل على مكتب الرئيس وانتظرنا العفو قبل رحلته إلى باكستان، ولم يحدث وسنسلك كل الطرق المشروعة حتى يتم الإفراج عن المعتقلين لأنهم «مظلومون»، وأنقل رسالة من معتقلي سيناء في أحداث طابا وشرم الشيخ بعثوا بها خلال الأحداث وجاءت نصا فيما يلي «لانريد أن نخرج على دماء إخواننا».
--أي دور لعبه «حزب الحرية والعدالة» الذراع السياسية للإخوان المسلمين في تلك الأزمة، ونظيره حزب «النور السلفي»؟
..لا أعلم دورا لـ»حزب الحرية والعدالة« ولا «النور» في أزمة الجنود المختطفين، والنور كان يدعي أنه يتفاوض ،ولم يحدث أن تفاوض في شيء،لكن السلفية الجهادية أثبتت انتماءها للوطن وبذلت مجهوداخارقا للعثور على الجنود
--إذاً من أدار الأزمة هذه حتى خرجت بـ»اطلاق سراح الجنود»؟
..أهل السنة والجماعة والقبائل بالتعاون مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية ،وحتى أكون صادقا الكل شارك في حل هذه الأزمة.
--أين كان يحتجز «المجندون»؟وإلى أي تنظيم ينتمي «الخاطفين»؟
..لا يعنيني مكان الجنود ،ولا أحد يعلم شيئا عن هوية الخاطفون .
--لماذا تركز على دور «اللواء أحمد وصفي» تحديدا في حل الأزمة وسلامة الجنود؟
..لأنه لولا عقلانية هذا الرجل لما تم الإفراج بسلام عن المجندين ،وأذكر أنه أثناء العملية العسكرية تمت ملاحقة سيارة تحمل 10أفراد ،بعد أنباء عن الاشتباه فيهم ،وأثناء القبض عليهم تبين أنهم ذاهبون إلى «دفن» أحد أفراد عائلتهم ،ولما تأكد حديثهم ذهب اللواء أحمد وصفي بنفسه لتقديم واجب العزاء.
--تبين من حديثك أن الرغبة كانت تتجه بقوة ناحية «الحل السلمي «للأزمة دون إراقة دماء ،إذاً ماذا يعني الحصار الذي فرض على القرى التي استهدفت عسكريا؟؟
..مناطق سيناء بها العديد من الملتزمين» دينيا» ،وكل الجماعات السلفية لديها خطوط حمراء في مقدمتها «الجيش والشرطة»، والقرى التي حوصرت أماكن تجمع للسلفيين، والمعلومات تبنى على أن تجمعاتهم تثير الشكوك –بعكس الحقيقة- ونزع السلام في سيناء لن يكون إلا بمقابل التنمية.
--كيف ترى انتعاش بزنس الأنفاق إبان فترة اختطاف الجنود، وماذا عن رؤيتكم لبقائها أو هدمها؟
..اؤيد غلق الأنفاق لأنها عملت «فُجر» في البلد ،وتسببت في جرائم عديدة، وبالنسبة للإخوة الفلسطينيين نريد أن يتعامل في كافة السلع عبر منطقة تجارية حرة تقيمها الدولة.
--سيضيق الرأي العام بـ»إخفاء» أسماء خاطفي المجندين ،وقاتلي جنود رفح ..بأي وجهة نظر تفسر ،وكيف يمكن شفاء القلوب والعقول الحائرة التي تسمع «متناقضات» ليلا ونهاراً..؟
--وصلنا لأفضل المكاسب دون إراقة دماء، ودون تنازل عن إرادة الدولة ،واعتبر الإفراج عن الجنود بهذا الشكل تأصيلا لعهد جديد يقوم على «حقن الدماء» في سيناء، ما يعني إزالة الاحتقان الذي أسسه النظام السابق بين الأهالي والدولة، وأهالي سيناء لايعرفون شيئا عن خاطفي الجنود أو قاتلي جنود «رفح».
--من قتل جنود رفح؟
..لا استبعد أن يكون القتلة من الأفارقة المدربين في اسرائيل، ويدخلون من خلال الأنفاق.
--من يتحمل مسئولية اشتعال الأوضاع بين الحين والآخر في سيناء؟
..الإعلام ،لأن ما يحدث في الإعلام هو «إحراق» للوطن بكل وسيلة، وهناك اتجاه لاستعمال سيناء للنيل من الرئيس، وأهل سيناء يقدرون الرئيس لكن لهم مطالب خلفها النظام السابق وينتظرون وضع حلول عاجلة لها.
--كيف ترى الخطوة القادمة في سيناء ،إزاء وضع مرتبك مثل هذا؟
..مثلما وصلنا لحل أزمة بحجم «خطف الجنود»بأفضل الحلول ،فلا بد أن نبحث عن أفضل علاج بشرط أن يكون علاجاً جذريا وليس مسكنات ،ونجهز لمؤتمر كبير الآن برعاية القوات المسلحة يحضره جميع أهالي طوائف سيناء يتضمن ميثاقا عاما وخطوطا حمراء لايجوز الاقتراب منها ،ومن يقترب منها سيحترق ،هذا الخطوط الحمراء هي الجيش والشرطة.