رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الوفد" تكشف نهب آثار بين الجبلين بالأقصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كارثة حقيقية تتعرض لها منطقة «بين الجبلين» الأثرية بمدينة إسنا التاريخية جنوب محافظة الأقصر والتى تشهد عمليات هدم وتجريف وتدمير لمقابرها وتلالها وأسوارها التاريخية ونهب وسرقة لآثارها التى يعود تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى، وتواصل منع الأثريين من دخول المنطقة التى تتعرض لاعتداءات، فيما قال مصدر أمنى إن الشرطة فى انتظار قرار النيابة بشأن القائمين بالاعتداءات حتى الآن.

ومن جانبه، أمر الدكتور عزت سعد، محافظ الأقصر بتشكيل لجنة من التفتيش المالى والإدارى لحصر المبانى وأى تعديات تمت على منشآت أقيمت دون ترخيص ومحاسبة مسئولى القرية فى حال ثبوت تقصيرهم فى تحرير مخالفات للمعتدين أو تورطهم فى توصيل المرافق لأية مبان مخالفة أو داخل المنطقة الأثرية بين الجبلين.
وكان أثريون يعملون فى المنطقة، التى تعد من المناطق الأثرية المهمة فى إسنا، وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى، قد كشفوا عن تعرض المنطقة لاعتداءات على معالمها الأثرية فى وضح النهار وباستخدام معدات وحفارات ضخمة تسبب دخولها إلى المنطقة فى انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن، ودمار كبير لمعالمها التاريخية دون أن تتحرك الشرطة لوقف تلك الاعتداءات برغم قيام مسئولى الآثار فى المنطقة بتحرير مخالفات ومحاضر بأسماء من يقومون بأعمال الهدم والتدمير والسرقة لآثار بين الجبلين، وتعرض الأثريين فى المنطقة لتعديات بالسب والضرب خلال قيامهم بحصر التعديات وتحذير المعتدين من مخاطر تدميرهم لمنطقة من أهم المناطق الأثرية فى جنوب الأقصر.
وأشار الأثريون إلى تقدمهم باستغاثات للمسئولين فى وزارة الدولة لشئون الآثار لإنقاذ آثار المنطقة مما تتعرض له من نهب وتدمير لكن حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد تسببت فى استمرار التعديات على آثار المنطقة، التى تحوى مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربى من أهمها مقبرة «إتى» المحفوظة حالياً بجناح المتحف المصرى فى تورين بإيطاليا، بجانب عثور البعثة الإيطالية حديثاً على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة ــ منذ يوم السبت الماضى، ودون أى تحرك أمنى لوقفها، وأثبتت المحاضر التى حررها المسئولون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين وسلمت لوحدة شرطة السياحة والآثار فى مدينة إسنا والمذكرة التى تقدموا بها للمسئولين بمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا ووزارة الدولة لشئون الآثار عن تعرض ثلاثة من مفتشى الآثار لاعتداءات بالضرب من قبل المعتدين على المنطقة الأثرية وذلك خلال قيامهم بالمرور على المنطقة لمعاينة التعديات التى تتعرض لها معالم وآثار المنطقة ومقابرها وأسوارها، وأن المعتدين يستخدمون حفارات ضخمة فى أعمال التعدى مما أدى إلى إتلاف الآثار الظاهرة بالمنطقة من مقابر وأسوار ودفنات سبق اكتشافها بمعرفة بعثة أثرية إيطالية كانت تعمل بالمنطقة بجانب إزالة وتدمير للطبقات والشواهد الأثرية التى تحدد هوية المنطقة وتاريخها الأثرى، وذلك بهدف الاستيلاء على أراضى المنطقة وسرقة ما بها من آثار.
ووصف الأثريون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين ما تتعرض له آثار منطقة بين الجبلين من اعتداءات بالكارثة، حيث يتعرض التل الأثرى بالمنطقة للتجريف بهدف الزراعة والبناء فوق ما يضمه التل من معالم أثرية وهدم وتدمير للمقابر والدفنات المبنية بالطوب اللبن والاستيلاء على ما بها من آثار، دون أى تحرك شرطى لوقف تلك الاعتداءات المستمرة حتى اليوم.
وكشف الأثريون بمنطقة بين الجبلين الأثرية عن وقائع طريفة مثل قيام المعتدين بالاستعانة بالكلاب لمنع الأثريين من دخول المنطقة وتعطيلهم عن القيام بعمليات حصر للتعديات وأن أحد المعتدين قام بربط كلب مفترس فوق باب إحدى أهم مقابر المنطقة التى تعمل بها البعثات الأثرية منذ عام 1911.
وانهارت إحدى المقابر نتيجة تسرب المياه إليها بعد أن بدأ المعتدون فى إقامة زراعات بالمنطقة وأن المقابر والمعالم الأثرية المهمة فى المنطقة باتت معرضة للضياع إما بالتلف أو السرقة، كما كشفوا عن قيام الوحدة المحلية لقرية كيمان

المطاعنة بتوصيل المرافق من مياه وكهرباء للمعتدين بالبناء على أرض المنطقة، وعن تقدمهم بطلب لتحويل المنطقة إلى محمية أثرية ونقل ملكية أراضيها إلى وزارة الدولة لشئون الآثار بدلاً من الاكتفاء بإخضاعها لإشراف الآثار فقط بهدف تحقيق مزيد من الحماية لها وإقامة سور حولها إلا أن أحداً لم يستجب لمطلبهم الذى تقدموا به للجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار فى العام الماضى 2012.
يذكر أن منطقة أو قرية بين الجبلين غرب إسنا فى جنوب محافظة الأقصر كانت قد أنجبت أعظم مهندس فى التاريخ أيموحتب، وهو من أعظم البنائين والأطباء النوابغ فى الطب والحكماء هو «ايموحتب»، كاهن الملك زوسر ووزيره تعرف الإغريق على عظمته بعد آلاف السنين، فقدروه وقدسوه وعدوه خالق عمارة الحجر، وأول حكماء الدنيا وإمام أطبائها فساووه بإلههم «اسكايبيوس» إله الطب واعتبروه ابناً للإله بتاح، وكان الملوك قبل «ايموحتب» يدفنون فى قبور على هيئة مصاطب لا تختلف عن قبور رعاياهم إلا بعظم حجمها وفخامتها وكانت تبنى من الطوب اللبن.
ونجح ايموحتب فى تشييد قبر مليكه زوسر الذى وضع تصميمه ليكون أفخم من أى قبر شيد من قبل كانت الفكرة الجريئة فى بناء هذا القبر هى أن يكون مبنياً بكتل من الحجر، بدلاً من الطوب اللبن، فشيد مصطبة كبيرة من الحجر الجيرى قطعها من المحاجر القريبة ثم كسا جدرانه الخارجية بأحجار جيرية من النوع الأبيض الممتاز.
وبحسب قول الباحث والمؤرخ المصرى عبدالمنعم عبدالعظيم فقد كانت المصطبة الحجرية بالطبع أفخم وأعظم من أى قبر ملكى آخر، وقطع تحت المصطبة حجرات وحجرات جانبية تتوسطها حجرة كبيرة شيدها من الجرانيت لتكون حجرة دفن الملك، ولكن ايموحتب لم يقتنع بذلك، فعدل من تصميمه الأول وفكر فى أن سيده الملك هو إله معبود ويجب أن يكون قبره متفرداً وعالياً ومرتفعاً، فبنى مصطبة فوق مصطبة كل منها يقل فى الحجم عما تحتها حتى أصبح الشكل النهائى لقبر زوسر هرماً مدرجاً من ست درجات مكسوة من الخارج بالحجر الجيرى الأبيض، وبهذا يكون ايموحتب أول مهندس مصرى فى العالم يبنى قبراً على شكل هرم من الحجر أحاطه بسور عظيم ارتفاعه عشرة أمتار.
وبين الجبلين هى إحدى مناطق مدينة إسنا وتبعد 55كم جنوب الأقصر وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل، وكان لإسنا عدد من الأسماء فى القدم: أيونيت، تا- سنت، ولاتوبوليس، واسم لاتوبوليس عائد لسمكة البلطى lates niloticus المتواجدة بكثرة فى ذلك الجزء من النيل، وتحوى إسنا الكثير من المناطق الأثرية والتاريخية.