رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نكبة فلسطين.. إلي نكبة سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

بأي عيد عدت يا أرض الفيروز هذا العام، فبدلاً من أن ترتدي سيناء رداء التحرير اتساقاً مع عيدها السنوي الذي تحل ذاكره اليوم ويحتفل الشعب المصري بنسائم الربيع السيناوي، يأتي الاحتفال هذا العام ملغماً بأمطار حمضية وفخاخ عنقودية وشبكات تجسس وصواريخ ضالة تطلق هنا وهناك.

كل ذلك يجري بصورة خططية ممنهجة من قبل الحالمين والطامعين في أرض الفيروز بصورة تعيد للأذهان شبح «نكبة فلسطين» التي لم تفق منها الأمة العربية بعد، ودفع المصريون النفيس والغالي من دمائهم وثرواتهم من جراء هذه النكبة ليجدوا أنفسهم أمام شبح جديد أكثر إيلاما اسمه «نكبة سيناء» التي باتت مستباحة إقليمياً ودوليا لإقامة ما يسمي دولة «غزة الكبري» فما شواهد وعواقب هذه النكبة؟

إعادة احتلال سيناء في أخطر استطلاع إسرائيلي

بعد مرور أربعين عاما على تحريرها من أيدى المغتصب الإسرائيلى لاتزال سيناء فى مرمى تهديدات إسرائيل. فسيناء حلم اسرائيل الذى يراودها منذ إقامة دولتها، وبين الحين والآخر تنشر اسرائيل عبر صفحات جرائدها أن مصر فقدت سيطرتها الكاملة على سيناء وأن الأمر يهدد بشكل كبير الأمن القومى الاسرائيلى.. وتهدف اسرائيل من وراء ذلك تهيئة الرأى العام العالمى لتقبل الفكرة. فبعد ثورة 25 يناير تحاول اسرائيل دائما تشويه صورة سيناء أمام العالم وإظهارها على أنها بؤرة لانتشار الإرهاب فى المنطقة ونقطة سوداء يجب تطهيرها حيث أخذ موضوع شبه جزيرة سيناء يحتل حيزا كبيرا من تصريحات وتحليلات الساسة والصحفيين الإسرائيليين، حيث يتخوف هؤلاء من الانفلات الأمني الحاصل في سيناء بعد الثورة، وأثر ذلك علي المدن والمستوطنات الاسرائيلية. ولعل الاتهام الأخير الذى وجهته إسرائيل لمصر بأن صواريخ جراد التى أطلقت صوب مدينى إيلات فى الأسبوع الماضى يثبت تلك النوايا الخبيثة فاتهامها هذا ما هو إلا حلقة فى سلسلة طويلة من سعيها الدائم للنيل من تلك القطعة الغالية من أرض الوطن.
وفي الحقيقة تحظى فكرة إعادة احتلال سيناء بتأييد غالبية الإسرائيليين، فقد كشف استطلاع للرأي أجراه مركز موشيه ديان للدراسات السياسية والاستراتيجية أن 62% من الإسرائيليين عبروا عن رغبتهم في إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، بينما رفض 24% هذه الفكرة، فيما رفض 14% التصويت.
وأوضح الاستطلاع أن المؤيدون لفكرة إعادة احتلال سيناء يستندون إلي أن تلك الخطوة ستضمن الأمن للمدن الصهيونية الجنوبية.
وتزامن ذلك مع تصريحات كان أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو وقال فيها إن مصر علي ما يبدو تواجه صعوبة في السيطرة علي سيناء، وكان نتنياهو أشار إلى أن ما يحدث في سيناء هو أن ما تسمي بمنظمات الإرهاب العالمي تثير ضجيجا يتزايد هناك بسبب العلاقة ما بين سيناء وبين قطاع غزة وذكر أن حركة حماس تزداد قوة في الأراضي المصرية، قائلا إن الحركة قامت بنقل معظم نشاطاتها إلي مصر من دمشق بسبب حالة الغليان التي تشهدها سوريا.
ولا يفوتنا إلقاء الضوء على دعوة وجهها حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف، لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، زاعما أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الإسرائيلية التي أوصت التوراة شعب إسرائيل باستيطانها.
ووزع الحزب بيانا بعنوان إعادة احتلال سيناء، اشتمل علي كلمة ألقاها «يسرائيل آريئيل» حاخام مستوطنة يميت الإسرائيلية، طالب فيها بإعادة احتلال سيناء فورا، وزرعها فى المستوطنين اليهود، تنفيذا لأوامر التوراة، محذرا من تداعيات ثورة 25 يناير علي الأوضاع السياسية والإستراتيجية لإسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة، وقال إن السلام مع مصر ليس كنزا استراتيجيا، ولكنه شوكة في حلق إسرائيل.
كما طالب الحاخام الإسرائيلي شموئيل شموئيلي كيان الاحتلال الاسرائيلي بضرب مصر واحتلال سيناء لإخافة إيران وحزب الله، وأكد أن توجيه أي ضربة عسكرية لإيران الآن سيضر كيان الاحتلال. وقال شموئيل إن احتلال شبه جزيرة سيناء سيقدم درسا «رادعا» لإيران التي تتحدى «إسرائيل» وتثير مخاوفها، على حد اعتقاده، مؤكدا أن هذه الضربة ستكون بداية لتدمير مصر أيضا.
في الوقت ذاته، حذر التقرير الاستراتيجي السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من حدوث مواجهة عسكرية بين الجيشين المصري والإسرائيلي، إذا قرر الأخير التدخل في سيناء، إثر تعرضه لعملية إرهابية واسعة، للقضاء على الإرهابيين في شبه الجزيرة. وقال تقرير المعهد، الذي يضم نخبة من ضباط المخابرات السابقين، بينهم الجنرال جيورا آيلاند، صاحب خطة إقامة دولة فلسطينية على قطاع غزة وجزء من سيناء، إن «هجوماً إرهابياً واسعاً يُلزم إسرائيل بالتدخل فى سيناء، من شأنه أن يؤدى إلى تدهور بين الجيشين، وهذه المواجهة من شأنها أن تعرض مستقبل اتفاقية السلام للخطر.
وأوصى المعهد، فى تقريره، تل أبيب بالتعامل بحذر تجاه سيناء، وقال: «نظراً لأن هدف الإرهابيين فى سيناء هو تقويض العلاقات بين مصر وإسرائيل، عبر هجمات مؤلمة ضد إسرائيل، ستحتاج إسرائيل إلى إظهار ضبط النفس والحذر، حتى لا تساعدهم فى الوصول لهدفهم».
وأضاف التقرير أن «سياسات مصر المستقبلية تجاه إسرائيل مرتبطة بمسيرة التغيير التى تحدث فى القاهرة، وسياسات النظام المصرى لم تصل إلى شكلها النهائى بعد، وستحتاج وقتاً حتى يحدث ذلك، وتغيير النظام يُدار خلال صراعات داخلية بين الإخوان وخصومهم، وفى هذه الصراعات من الممكن أن يكون الجيش له دور».
والجدير بالذكر أن إسرائيل قد تبنت إجراءات دفاعية جديدة على طول طرفها الحدودي، أهمها هي عملية «الساعة الرملية» التي تتضمن بناءً متسارعاً لسياج مزدوج يبلغ طوله 240 كم وارتفاعه 5.5 متر ويمتد 1.5 متر تحت الأرض ليكون بمثابة حاجز مادي بين البلدين. وسيتضمن هذا السياج الجديد مجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية القادرة على الكشف عن الأنشطة المشبوهة على جانب سيناء . كما عزز الجيش الإسرائيلى انتشاره على طول حدود سيناء.
واعتبر «إلكيس فيشمان» محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية أن المواجهات التي تشهدها بعض المدن المصرية ستنعكس سلبيا على إسرائيل. وخلص «فيشمان» إلى القول إن إسرائيل ستضطر إلى الاستعداد لصد الإرهاب القادم من سيناء وحلفائه من الجهاد العالمي بمستويات لم يسبق لها مثيل، موضحا أن الجدار الذي تبنيه اسرائيل على طول الحدود مع سيناء يعتبر حلا جزئيا فقط لما يمكن أن تواجهه إسرائيل من أزمات أو كوارث متوقعة بسبب الأوضاع الأمنية في مصر.
وهناك دراسات وأبحاث إسرائيلية تبرهن على هذا، فنشر مركز بيجين - السادات للدراسات الإستراتيجية  دراسة زعمت أن سيناء تتحول بوتيرة سريعة إلى مركز لعدم الاستقرار، ونقطة انطلاق محتملة لما يسمي الإرهاب، ومصدر للتوتر بين مصر وإسرائيل، وأن التطورات في سيناء يمكن أن تنهي حالة السلام الثنائي الهش بين مصر وإسرائيل، خصوصا أن سيناء تعتبر جزيرة غير مأهولة تقريبا.
وكشفت الدراسة التي أعدها مدير المركز البروفيسور إفرايم إنبار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «بار إيلان»، أن تل أبيب تضطر فى ظل ظروف معينة إلى استعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء فى ظل حكم الرئيس المصرى الجديد المنتخب محمد مرسى بسبب الوضع الأمنى السيئ هناك بعد سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك.
زاعمة أنه منذ سقوط نظام مبارك قبل عامين أصبحت شبه جزيرة سيناء منطقة ينعدم فيها القانون ويسهل للمسلحين العثور على ملاذ لهم، داعية الحكومة الإسرائيلية بتشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود المصرية، وقدمت الدراسة توصيات لصناع القرار فى السياسة الإسرائيلية فى التعامل مع هذه التغييرات، تشمل زيادة نفقات الدفاع، وزيادة حجم الجيش النظامي، وزيادة الاستثمار في مجال الدفاع الصاروخي وقوة سلاح البحرية والبحث والتطوير.

المثلث الجديد للمؤامرة.. حماس وحزب الله وإيران

«حماس تستغل الجهاديين لتنفيذ هجمات في سيناء.. المسلحون استولوا على أجزاء كبيرة من سيناء.. حزب الله يحاول تشكيل خلايا داخل مصر».. ذلك ما تتناوله وسائل الإعلام العالمية وبعض النشطاء وشيوخ القبائل داخل سيناء لتدق ناقوس الخطر بشأن المؤامرة التي تواجهها مصر..
نشر موقع «واللاه» الإسرائيلى مقالا مطولا للمحلل السياسى «آفى يسكروف» تحت عنوان «حماس والسلفيون أعداء فى غزة وحلفاء فى سيناء». زعم يسكروف في المقال أن حركة حماس نفذت حملة اعتقالات واسعة للنشطاء السلفيين فى قطاع غزة، بينما تستغلهم فى سيناء لتنفيذ الهجمات.
وأوضحت صحيفة «وورلد تربيون» الأمريكية أن القاعدة والجماعات الجهادية الفلسطينية استولت على أجزاء كبيرة من سيناء، التى اندمجت بالفعل فى اقتصاد غزة، وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع غزة استحوذ على اقتصاد سيناء من خلال التهريب، الذى يعتمد على 1200 نفق تربط غزة بسيناء، وأضافت أن كرة النار تنتقل من غزة إلى مصر على مرحلتين، المرحلة الأولى هي اندماج شمال سيناء فى اقتصاد غزة، من خلال التهريب بينما تقضي المرحلة الثانية بنقل نفوذ حماس وأفكار الجماعات السلفية المتطرفة إلى باقى قبائل سيناء.
وترجع هذه المؤامرة إلى عهد النظام السابق، فقد كشفت برقية دبلوماسية أمريكية مسربة نشرها موقع «ويكيليكس» أن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الراحل ابلغ مسئولين أمريكيين أن إيران تحاول تجنيد بدو في شبه جزيرة سيناء للمساعدة في تهريب أسلحة إلى قطاع غزة المحاصر. وأضافت البرقية التي يرجع تاريخها إلى ابريل 2009 أن مصر حليفة الولايات المتحدة شعرت بالخوف من تزايد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.وأضافت البرقية أن سليمان عبر عن القلق إزاء المحاولة الأولى لحزب الله لتشكيل خلية داخل مصر.
كما زعم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن الطريق بين سيناء وغزة يعد ملاذا للجهاديين وأن عدم الاستقرار الذي تشهده سيناء عقب الثورة المصرية في 2011 ساعد الجهاديين في غزة على إعادة ترتيب صفوفهم بعد قمع حماس لهم عندما حاولوا في الماضي معارضة سيطرة الحركة على قطاع غزة.مؤكد أن سيناء تحولت إلى طريق هام لتهريب الأسلحة الثقيلة من إيران وأصبحت سوقا للأسلحة الصغيرة القادمة من السوق السوداء الجديدة في ليبيا.
وعبر الكثير من شيوخ القبائل والنشطاء في سيناء عن مخاوفهم تجاه الأوضاع التي فشلت الحكومات في مواجهتها.
أعلن الشيخ درويش أبو جراد شيخ قبيلة الجرادات برفح أن الحكومات السابقة والحالية فشلت في إدراك أهمية سيناء التي أصبحت ضمن مخطط وسيناريو إيران وحزب الله وقطر وحماس والوهابيين بالسعودية، إضافة إلى الموساد،مشيرا إلى أن سيناء تتشابه إلى حد كبير مع أفغانستان. تحدث الشيخ إبراهيم المنيعي منسق اتحاد قبائل سيناء المستقل أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية وحزب الله وحماس يعملون ويتواجدون فى سيناء بقوة، ولديهم أجندات ينفذونها على أرض الواقع، وتعمل على تدهور الأوضاع في سيناء.
أكد عدد من مشايخ القبائل بسيناء وناشطون سياسيون أن حماس تمول الجماعات الجهادية المنتشرة فى سيناء، ومن بينها جماعة أكناف بيت المقدس، التى تبنت عملية إطلاق الصواريخ على إيلات الإسرائيلية.

دولة غزة الكبرى

كما تمثل سيناء.. أرض الفيروز ايقونة الأمن الاستراتيجى لمصر جهة العدو التاريخى إسرائيل، فإنها تمثل أيضا بؤرة الطموح بل الطمع الإسرائيلى الساعى للسيطرة عليها أو على الأقل التغلغل فيها، أو حتى وضعها تحت الوصاية الدولية من خلال تنفيذ مخطط إدراجها فى خارطة الإرهاب الدولية، وأهم هدف إسرائيلى فى سيناء هو تحقيق الحلم (القديم المُتجدد) بتوطين الفلسطينيين في سيناء لحل مشكلة احتلالهم لأرض الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الذين لا يوجد لهم مكان فى فلسطين حال عودتهم، وتعد مشكلة عودتهم من أهم المشكلات التى تقف عائقا دون إيجاد حل نهائى وشامل لعملية السلام، ومن هذا المنطلق يردد أكبر الحاخامات اليهود فى صلواتهم الدعاء لتحقيق أملهم فى حل مشكلة دولة إسرائيل مع فلسطين عبر توطين الفلسطينيين فى سيناء، وهو حلم يرجع إلى ما قبل وجود دوله إسرائيل، إلى «تيودور هرتزل» مؤسس حركة الصهيونية بالقرن التاسع عشر.
فقد ورد فى مذكرات آريل شارون رئيس وزراء إسرائيل السابق قوله: عند التفكير الصهيونى فى آفاق دولة إسرائيل الكبرى أوصى هرتزل بسيناء، فقال إن سيناء هى عماد دولة إسرائيل التى لن تستطيع العيش بدون مياه «وقال شارون ايضا فى مذكراته» ذهبت أنا وديان سنة ١٩٥٥ وقسنا سيناء بالشبر ووضعنا خريطة ميدانية لسيناء، وقد تواصل الحلم الإسرائيلى منذ عهد هرتزل، ففي عام 1929 اقترح مستر (ود جوود) العضو بمجلس العموم البريطاني أن تتنازل مصر لفلسطين عن شبه جزيرة سيناء لإنهاء الصراع الدائر بين فلسطين وإسرائيل على الأرض، وترغب إسرائيل فى الخلاص من شوكة غزة وحركة حماس عدوها اللدود، وذلك، وتجد فى إزاحة سكان غزة وعلى رأسهم حركة حماس إلى سيناء، نوعا من الخلاص الحقيقى من مشكلة تؤرقهم طويلا، ولا تزال تمثل عائقا ضد أمنها المزعوم.
وإقامة دولة فلسطينية فى شبه جزيرة سيناء جاء فى مخطط يحمل اسم (غزة الكبرى)، ودعا إلى تنفيذه أكبر كبير حاخامات اليهود فى إسرائيل، وعلى رأسهم «متسجر» والذى بلغ به التبجح إلى مطالبة كل من أمريكا والاتحاد الأوروبي وفى مقدمته بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤم، طالبهم بتقديم الدعم لتنفيذ هذا المخطط، والذى يتضمن الزحف على أراضى سيناء، والاستيلاء منها على مساحة ألف كيلو متر مربع، وتسعى إسرائيل عبر عملاء لها بشراء مساحات كبيرة من الأراضي فى رفح المصرية، وذلك لحساب شخصيات فلسطينية بصورة سرية، كما تتضمن الخطة تحديد منطقة على شكل شبه منحرف، يمتد ضلعها الغربي على شاطئ البحر بمسافة 40 كيلو مترا من نقطة التقاء الحدود المصرية – الفلسطينية، كما تم تحديد 150 متراً تمتد بطول الحدود مع قطاع غزة كمرحلة أولى سيتم هدمها تماماً وترحيل أهلها مما يعنى الشطب الكامل لمدينة رفح التاريخية.
ووفقا للخطة التى وضعها مجلس المستعمرين الإسرائيلي فى هذا الإطار قبل سبعة أعوام، والتى بدأت ملامحها تتضح بقوة فى سيناء مؤخرا، يجب أن تمتد حدود قطاع غزة إلى ما وراء خط الحدود الحالى بين مصر وإسرائيل باستقطاع جزء من سيناء يسمح بتوطين بعض الفلسطينيين، ووفقا لـلدراسة التى أعدها «جيورا أيلاند» رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق فى رئيس الوزراء عهد آريل شارون عام 2008 وقام بنشرها «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، تناولت الدراسة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بعد مضاعفة مساحة غزة عبر اتفاق اقليمى يقضى بضم مساحة من سيناء -جنوبى قطاع غزة- على طول ساحل البحر المتوسط إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، وتكون مساحة تلك المنطقة حوالى 600 كيلو متر مربع، وتمتد 30 كيلو مترا إلى الجنوب، و20 كيلو مترا على ساحل البحر، تكفى تلك المساحة لبناء ميناء بحرى ومدينة سكنية تسع مليون نسمة، إلى جانب بناء مطار كبير فى الجنوب الغربى يكون بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، وبهذا تكون مساحة تلك المنطقة تعادل ما يقرب من 13% من مساحة الضفة الغربية، بجانب ضم أراض اردنية مجاورة لنهر الأردن -ما يعادل نحو 5% من مساحة الضفة الغربية- إلى سيادة الدولة الفلسطينية الجديدة، على ان يتم تعويض الأردن عن تلك المنطقة بضم أراض مجاورة اليها من تلك التى تخضع للسيادة السعودية، حتى لا تكون مصر هى الدولة الوحيدة التى تخلت عن أراض لحل القضية.
وتماشيا مع تفاصيل هذه الخطة، وحتى تتخلص إسرائيل من مشكلة ضيق الأرض الفلسطينية وعدم استيعابها لسكانها او اللاجئين الراغبين فى العودة، تسعى إسرائيل لحلها على حساب الشعب المصرى وأراضيه فى المقام الأول، ثم على حساب الشعب الأردني، ويبدو أن الفرصة الآن فى عهد الإخوان بمصر مواتية لإسرائيل لتنفذ مخطط منح اجزاء من أراضى مصر إلى الفلسطينيين، لعلمها ان مسألة تقسيمات الأراضى والحدود ليس لها وجود أو قيمة فى عرف الإخوان، فالإسلاميون الذين يؤمنون بخلافة على أراض بلا حدود، لن يقفوا حائلا دون تنفيذ هذا المخطط الخطير، وإعطاء الفرصة لإسرائيل بترحيل الفلسطينيين إلى سيناء لتتمكن بالتالى من احتلال باقى أراضى الشعب الفلسطيني.
وبهذا سعت إسرائيل عبر عملاء الصهيونية لتحويل سيناء إلى «وجع» مصرى، أو نقطة توتر وقلاقل بالنسبة لأمن مصر، من خلال تجنيد العديد من الفصائل الإسلامية فى سيناء، للعمل على بث الرعب بتفجيرات إرهابية من ناحية، ومن ناحية أخرى تحويل سيناء إلى مصدر تهديد لإسرائيل، من خلال إطلاق صواريخ من مناطق فى سيناء على الأراضى المحتلة، وسواء كانت هذه الصواريخ تطلق فعلا من سيناء، أو يتم إطلاقها من نقاط حدودية إسرائيلية متاخمة لسيناء وإظهارها على أنها تطلق من سيناء، فإن النتيجة واحدة فى النهاية وهو قيام إسرائيل باللعب على وتر تحويل سيناء إلى مصدر تهديد لأمنها، كما هو واضح مؤخرا، من خلال وقوع تفجيرات فى سيناء وعمليات إطلاق نيران، واغتيالات للجنود المصريين، بجانب تفجيرات خطوط الغاز المتتالية التى تمر بالمنطقة، فليس من مصلحة اسرائيل أبدا اندماج سيناء فى مصر، وقد ساهم فى هذا للأسف سياسيات الأنظمة الحاكمة التى تتابعت على مصر منذ انتهاء الاحتلال الإنجليزى من تهميش لمصالح أهالى سيناء، وعدم وضعهم فى بؤرة الاهتمام، حتى إن غالبية

أهالى يعتبرون أنفسهم غير مصريين، وينتشر بينهم مصطلح «بدو».
والمساعى التى تركز عليها إسرائيل مؤخرا هو تصعيد نبرة خوفها من التهديدات الأمنية القادمة من سيناء، ومزاعمها المتتالية بانطلاق صواريخ جراد على تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى تطلقها عناصر فلسطينية أو جهادية من سيناء، ليس إلا جزءا من السيناريو الإسرائيلى الرامى إلى فصل سيناء عن مصر ومن ثم إعطائها للفلسطينيين، فقد صعدت إسرائيل لهجة مخاوفها الأمنية من سيناء بصورة خاصة منذ تولى جماعة الإخوان لمقاليد الحكم، وها هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتهم فلسطينيين بإطلاق صواريخ على إسرائيل يوم الأربعاء من الأسبوع الماضى، ويهدد ويتوعد بأن الوضع أصبح لا يمكن السكوت عليه، ويلوح بأنه من حق إسرائيل الرد على هذه الضربات القادمة من سيناء.
وهو ما يقدم لنا دليلا واضحا على المخطط الإسرائيلى يهدف أولا إلى تحويل سيناء بصورة أو بأخرى إلى بؤرة خطر وإرهاب يهدد أمن إسرائيل، وبالتالى إعطاء صورة للمجتمع الدولى بفقدان مصر لسيطرتها على سيناء، وهو ما سيخلق الأجواء ويهيئها للخطوة الإسرائيلية التالية، وهى المطالبة بوضع مصر تحت رقابة دولية أو تحت مراقبة أممية من قبل قوات حفظ السلام، مع التركيز على أن عدم وجود سيطرة مركزية كاملة في ليبيا يؤثر على أمن سيناء ويجعلها معبرا للسلاح المهرب، وايضا للجماعات الإرهابية والجهادية، وبالتالى يتم وضع سيناء على الخريطة الدولية للإرهاب، وهو ما يعطى لأمريكا الحليف القوى لإسرائيل بإمكانية استخدام طائرات بدون طيار لضرب من تزعمهم إسرائيل إرهابيين أو عناصر من القاعدة، وهو سيناريو ليس ببعيد، فأمريكا نفسها تضرب بطائراتها بدون طيار مناطق فى الصومال وكينيا وباكستان، تحت زعم أنها معاقل للإرهابيين.ومن المؤسف له أن الإهمال والتهميش لسيناء من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة، كان سببا فى خلق تفاصيل تقرير إسرائيلى خطير - حتى لو كان بعض ما ورد به مبالغ فيه - إلا أنه يضم جوانب حقيقية، ويقول التقرير إن تنظيم القاعدة فى سيناء نجح فى تشكيل شبكات محلية ومعاقل حول جبل «الحلال»، وانها تخطط لضرب السفن العابرة لقناة السويس، وأن «الجهاديين» يسيطرون على ٢٠٪ من مساحة سيناء، كما يوجد بها خلايا مسلحة بمضادات الدبابات، وان معاقل القاعدة فى سيناء أصبحت أكثر قوة وتحصيناً من منطقة تورا بورا التى أوت أسامة بن لادن، وألمح التقرير إلى حرص إسرائيل فى الملحق الأول للترتيبات الأمنية لمعاهدة السلام على أن يكون الجيش المصرى بعيدًا لمسافة ٢٠٠ كيلو متر كى تمرح إسرائيل فى هذه المنطقة. وأن الهدف من المعاهدة من وجهة نظر إسرائيل هو ترك سيناء نهباً لها وضحية لأطماعها كى تنفذ مخططها وتفصلها عن مصر.. وأن إسرائيل ترى أن الحل الجذرى للإرهاب فى سيناء هو إبعادها عن السيادة المصرية أو إعادة احتلالها.

سيناء.. أرض المعارك في كل العصور


لعبت سيناء أدواراً تاريخية مهمة، عادت آثارها على مصر والمنطقة العربية برمتها، فقد كانت مجالاً خصباً للهجرات البشرية وممراً تجارياً مهماً يربط آسيا بأفريقيا وطريقاً لغزوات حربية عديدة اتجهت من مصر وإليها... فقد كانت سيناء المعبر الذي سلكته الهجرات البشرية القديمة بين مصر وآسيا بحكم موقعها كممر يتجه الى مناطق الجذب الاقتصادي في دلتا النيل، مما أدى الى انتشار الثقافة العربية في مصر على نطاق واسع وفي ما يلي أهم الأحداث التي وقعت في تاريخ سيناء عبر العصور التاريخية المختلفة :
1 - عبرها الهكسوس في غزة على مصر.
2 - قطعتها جيوش تحتمس الأول في طريقها الى دجلة.
3 - سارت خلالها جيوش رمسيس لتأديب الحيثيين.
4 - اجتازها قمبيز الفارسي فأستولى على مصر عام 525 ق. م.
5 - في عهد البطالمة سارت الجيوش من مصر الى فلسطين متخذة من سيناء ممراً لها.
6 - تمكن الإسكندر الأكبر من الزحف نحو مصر عبر سيناء.
7 - خلال طريق القرما تحرك جيش المسلمين من رفح متجهاً الى مصر.
8 - عندما أراد الصليبيون في أواخر 1117 م إخضاع مصر , كانت سيناء طريقهم فتحرك صلاح الدين الأيوبي في نفس العام الى سيناء لهزيمة الصليبين.
9 - خرج الملك المظفر عبر سيناء لملاقاة التتار بفلسطين ليوقع بهم هزيمة حاسمة.
10 - في عام 1517 م زحفت جيوش السلطان سليم الأول نحو مصر.
11 - وفي حملته على الشام عام 1799م عبرها نابليون بجيوشه قاصداً عكا, فأرتد خلالها أيضاً.
12 - كما اجتازها جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا عام 1831م نحو الشام وواصل سيره عبر الانضول إلى الاستانة.
13 - على أثر إندلاع الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918م) دارت العديد من المعارك بين الجيوش البريطانية والتركية.
14 - كما رأى الألمان في قناة السويس هدفاً استراتيجياً خلال الحرب العالمية الثانية.
15 - لقد شهد التاريخ الحديث في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر سنة 1973 م عبور الجيش المصرى قناة السويس وتحطيم خط بارليف والدخول إلى أرض سيناء الحبيبة التى ارتوت بدماء جنود مصر وشعب سيناء البطل.
وبهذا تتضح أهمية سيناء الحربية في نطاق سلسة الحروب العربية الإسرائيلية: 1948, 1956, 1967, 1973م- وهو ما يضيف إلى سيناء أهمية كبرى سواء من الناحية الاستراتيجية أو الجيوسياسية. يشهد التاريخ ويسجل الزمن, وطنية أهل سيناء الصادقة لبلدهم مصر، وأنهم كانوا منذ القدم بمثابة الخط الأول للدفاع عنها بدمائهم الذكية وأرواحهم الطاهرة، وذلك بداية من غزو وطرد الهكسوس حتى الحروب الحديثة مع إسرائيل وإذا ذهبنا لعرض بعض من بطولاتهم المشرفة لوجدنا الكثير التي يحفظها المصريون عن ظهر قلب، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر «الحسنة» الذي عقد بمحافظة سيناء عام 1968 وبحضور وكالات الأنباء وممثلي الصحافة العالمية
ومن حيث الأهمية الاستراتيجية لسيناء جغرافياً,. يشغل مثلث جزيرة سيناء حيزاً استراتيجياً في خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ, نظراً لموقعه الحاكم في خريطة الشرق الأوسط, حيث يعتبر رقعة اليابسة الوحيدة التي تقسم المنطقة العربية إلى شرق وغرب, لذا فهو بمثابة حلقة الاتصال بين الشطرين.. وتعد سيناء ملتقى القارتين الإفريقية والآسيوية والجسر البري الذي يربط بينهما حيث كانت منذ القدم ممراً للقوافل والجيوش الغازية, تأخذ شكل المثلث تستلقي قاعدته الشمالية على امتداد البحر الأبيض المتوسط (من بور فؤاد غرباً الى رفع شرقاً) بطول يبلغ قرابة 200كم, أما رأسه فيقع جنوباً في منطقة رأس محمد (التي تبعد عن ساحل البحر الأبيض بحوالي 390 كم ) ويبلغ امتداد الحد الغربي لمثلث سيناء حوالي 510 كم (ويشمل هذا الامتداد خليج السويس وقناة السويس) أما امتداد الحد الشرقي فيصل الى نحو 455 كم (ويشمل خليج العقبة والخط الوهمي للحدود السياسية الشرقية لمصر) وتبلغ المساحة الكلية لشبه جزيرة سيناء حوالي 61,000 كم مربع , أي ما يقارب من 6% من إجمالي مساحة مصر (مليون كم مربع).

البداية جهاديون.. والنهاية وصاية دولية


مع تزايد الهجوم على إسرائيل عبر حدودها مع مصر، ومع تصاعد نشاط الجماعات الجهادية في سيناء، أصبحت الأخطار الأمنية التي تشكلها هذه المنطقة بالنسبة للدولة العبرية الشغل الشاغل لسياسييها وخبرائها الأمنيين، خاصة مع وجود نظام إسلامي جديد يحكم جارتها التي وقعت معها معاهدة سلام في 1979.
يعتقد بعض من ينتمون إلى النخبة الإسرائيلية أن النظام المصري، منذ أيام الرئيس السابق حسني مبارك، غير جاد في مكافحة التطرف الأصولي في هذه المنطقة. ومع تراجع نفوذ الجيش في السياسة الداخلية للبلاد، الذي كان يلعب دورا مهما في ضبط الأوضاع هناك، يبحث الكيان الصهيوني عن تصور وسيناريو جدي لتفكيك ها الخطر والتعامل معه.
وأيا كان مصدر هذا الخطر، سواء جماعات جهادية أصولية متطرفة ترتبط بصلات وثيقة مع نظيرتها في غزة أو كان كما يعتقد بعض الإسرائيليين ليس إلا مجرد عصابات إجرامية تقوم بعمليات مقابل المال؛ يشارك فيه تجمع من الباحثين عن المال ويشنون هجمات ضد إسرائيل ومصر وأي جهة أخرى مقابل المال، وليست هناك عملية تهريب أسلحة أو بضائع أو مخدرات أو نساء لا تمر عبره، فلن يغير من حقيقة أن الإسرائيليين يسعون بدأب لإيجاد حل لهذا الوضع.
من ضمن هذه البدائل أن تعرض إسرائيل على مصر خطة برعاية أمريكية للتنسيق الأمني والعسكري لمكافحة الأعمال الإرهابية. ويبدو أن إسرائيل تعمل على هذا المسار بقوة حاليًّا. أيضا يمكن أن تسمح إسرائيل لمصر بإدخال أعداد من الجنود والضباط وأسلحة متقدمة إلى سيناء، تحديدا في المنطقة العازلة المعروفة بالمنطقة ج، ولفترة محدودة تنتهي بنهاية العمليات العسكرية المطلوبة في مواجهة الإرهابيين.
والبديل الثالث أن تدخل إسرائيل في مفاوضات رسمية مع مصر لتعديل الاتفاقية، ومن الناحية المبدئية يمكن القول إن إسرائيل قد لا تمانع في ذلك، حتى لا تتهم بمعاداة الشعب المصري وقيادته الجديدة، لكن دون المس بنمط الأسلحة المسموح بها في الاتفاقية الحالية، ولن تدخل إسرائيل إلى هذا المسار إلا لو فقدت الأمل في المسارين السابقين.
أما البديل الرابع، فهو كارثي يفترض فيه «إفرايم إنبار» مدير مركز بيجن-السادات «أن مصر ستعجز عن ضبط الحدود مع إسرائيل، وستتزايد الأخطار التي تهدد الداخل الإسرائيلي، ولن يكون أمام إسرائيل آن ذاك سوى فرض منطقةٍ عازلةٍ داخل سيناء تعمل كحزام أمنيٍّ لمنع وصول الهجمات إلى أراضيها، ويمكن أن يتطور بمطالبة المجتمع الدولي بإخضاعها للوصاية دولية لتخرج تماما من السيطرة المصرية. ويبدو أن إسرائيل تمهد لذلك من خلال رسم صورة للمجتمع الدولي بأن المنطقة باتت مرتعا للجهاديين الذين يضرون بأمن المنطقة، مستخدمة جزءا من الحقيقة بتهويلها والمبالغة فيها، حتى يتهيأ المجتمع الدولي بقبول هذه الفكرة، من خلال الترويج لمزاعم حول وجود خلايا نائمة لتنظيم القاعدة تسيطر على المنطقة، وأن هذه الخلايا تخطط لضرب السفن المارة في قناة السويس، وهو ما يستهدف التشكيك في كفاءة الأجهزة الأمنية المصرية من جهة، ويفتح الباب من جهة أخرى أمام المطالبة بتواجد أمني دولي، وأمريكي بالتحديد، باعتبار أن القناة تعد إحدي أهم الممرات المائية لنقل التجارة العالمية.
لكن هذا السيناريو الأخير يصب في التصور الذي وضعه الصهيوني الأمريكي برنارد لويس، والتي تم إعدادها وإقرارها من الكونجرس الأمريكي عام 1983. فهذه الخطة تستهدف تقسيم مصر إلى 4 دويلات، من بينها سيناء ومنطقة القناة، يتم طرد الفلسطينيين إليها، وأخرى نوبية في الجنوب، وثالثة قبطية في الغرب، ورابعة إسلامية في شمال البلاد. وبها فإن تماهي هذين المشروعين مع بعضهما البعض يؤكد أن الخطة تمضي على قدم وساق، مستغلة اضطراب الاوضاع الداخلية في مصر، والتناحر السياسي والإيديولوجي في البلاد.
وخطورة هذه المخططات أن بعضها نجح بالفعل في بعض البلدان، فسيناريو لويس نجح في تقسيم السودان كما اقترح 3 دويلات جنوب السودان ودارفور وشمال السودان، وهو ما بدأ يتحقق بنسبة كبيرة بعدما استقلت بالفعل جنوب السودان كدولة برئاسة سيلفا كير، ودولة الشمال برئاسة البشير، ويدور الحديث الآن عن استقلال دارفور.
وربما ينجح مخطط لويس فى دولة العراق عندما قدم تقسيمها الي دويلة شيعية في الجنوب، ودولة سنية فى وسط العراق، ودولة كردية فى الشمال والشمال الشرقي.