رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التحرش.. "السلاح السرى" لقمع المعارضة

تحرش (صورة أرشيفية)
تحرش (صورة أرشيفية)

هل أصبح التحرش هو سلاح النظام الجديد لقمع وإسكات صوت المعارضة خاصة النساء اللاتي كان لهن دور كبير في نجاح ثورة 25 يناير؟

يبدو أن الأساليب البوليسية القديمة أصبحت غير مجدية لذا كان لابد من البحث عن أساليب جديدة لقمع المعارضة التي تجلت في انتشار ظاهرة التحرش، والتي أصبحت وراءها أسباب سياسية تهدف الي كسر الروح المعنوية وإذلال الثوار، باختصار لم تكن الرسالة خافية علي أحد فهناك استهداف للنساء في ميدان التحرير في نفس الوقت الذي وجدنا فيه بعض نواب مجلس الشوري يلقون بالمسئولية علي النساء اللاتي يتظاهرن في أماكن غير آمنة وبجوار الرجال!
ونحن هنا نود أن نذكر جماعة الإخوان أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد قام بطرد يهود بني قينقاع من المدينة لأنهم تحرشوا بسيدة واحدة مسلمة فما بالك بنساء مصر؟!
ويؤكد تقرير صادر عن مكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الإنسان صدر في أواخر عام 2012 أن مصر تحتل المركز الثاني في التحرش عالميا بعد أفغانستان إذ إن نحو 64٪ من النساء في مصر يتعرضن للتحرش في الشوارع سواء باللفظ أو الفعل ووصلت درجة العنف المستخدم ضد نساء اليوم الي حد خلع حجابهن وملابسهن بأكملها في بعض الحالات بل والتحرش الجماعي وهتك العرض تحت تهديد السلاح وتحت سمع وبصر مئات الأشخاص أيضا!
ومما يلفت النظر هو ما شاهدناه مؤخرا من حالات تحرش بالنساء في ميدان التحرير تقوم بها مجموعات منظمة ومدربة بهدف تخويف الفتيات من نزول الميدان ومنع استمرارهن في النضال، علما بأن معدلات استهداف النساء قد زادت بعد وصول تيار الإسلام السياسي للحكم وذلك في ظل تواطؤ الأجهزة الأمنية وامتناعها عن القيام بدورها في حماية المتظاهرين، تلك الظاهرة ساعد علي انتشارها النظرة الدونية للمرأة والتي أسهم في ترسيخها مؤخرا التيارات الدينية المتشددة التي تتعامل مع المرأة باعتبارها عورة لا يجوز لها أن تفارق منزلها ويجب إقصاؤها من المشاركة السياسية علما بأن 72٪ من اللاتي يتعرضن للتحرش في مصر من المحجبات بل حتي المنتقبات لم يسلمن من هذا الأمر.


ومما يلفت النظر هو أن مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب اتهم النظام الحاكم والإخوان المسلمين بأنهم وراء هذه الجريمة المنظمة لأنهم يريدون إقصاء المرأة المصرية وكسر إرادة هذه الأمة بعد أن شاركت سيدات مصر بقوة في أول أيام الثورة.
وقد دونت فتاة تدعي شيرين واقعة تعرضها للتحرش علي «الفيس بوك» بعنوان «أنا حصل لي تحرش» مؤكدة أنها حاولت اللحاق بهذا المتحرش وتتبعه حتي وصلت الي منزله حيث دار حوار بينها وبين عدد من أهالي المنطقة مشيرة الي أنها ذهبت بعد ذلك الي قسم الشرطة لتحرير محضر ضد هذا المتحرش.
وقد انتشرت عدة صفحات علي «الفيس بوك» تندد بالتحرش مثل صفحة بعنوان «عند بناتنا هنقطع إيدك .. لا للتحرش» وهناك صفحة أخري بعنوان «استرجل واحميها .. بدل ما تتحرش بيها»!
نشرت مؤسسة «المرأة الجديدة» علي صفحتها علي «الفيس بوك» شهادات بعض النساء اللاتي تعرضن للتحرش يوم 25 يناير 2013 مؤكدات أن الغرض مما حدث لم يكن التحرش الذي تعرفه كل فتاة في الشارع بل كان هناك إصرار علي تجريد الفتيات والنساء من ملابسهن!
باختصار هناك بشر فقدوا إنسانيتهم وبدأوا في ممارسة أساليب الغابة في وقت كان الاعتقاد السائد هو النجاح في ثورة ستعظم من شأن المواطن المصري وكرامته.
أما عن ضعف الدور الأمني في مواجهة تلك الظاهرة فيقول مسئول بوزارة الداخلية: إن انتشار ظاهرة التحرش ترجع في المقام الأول للضعف العام في المنظومة الأمنية وارتعاش أيدي رجال الأمن وهروبهم من التواجد بالقرب من التجمعات الكبيرة خاصة ميدان التحرير وذلك خوفا من اتهامهم بمحاولة قمع المتظاهرين، حيث إن ميدان التحرير خارج السيطرة الأمنية تماما، هذا مع العلم أنه يتم التنسيق بين المتظاهرين ورجال الأمن في معظم الدول الديمقراطية وهو ما نفتقده في مصر، هذا بالإضافة الي عدم وجود قانون يتيح لرجال الأمن ضبط وإحالة مرتكب التحرش للقضاء من أجل توقيع العقوبة الرادعة عليه.

 

د. إيهاب الخراط: المجتمع يلوم الفتاة ويبريء المجرمين

ويقول د. إيهاب الخراط -رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري واستشاري الطب النفسي: إن ظاهرة التحرش تظهر بشكل واضح خاصة في موسم الأعياد حيث وجدنا حالات كثيرة من التحرش الجماعي في ظل وجود التجمعات وهي تعبر عن حالة من العنف الموجه الي الحلقات الأضعف، وهي النساء وكلما كان المجتمع يلقي باللوم علي الفتاة دون أي تجريم لمرتكبي الحادثة زاد التحرش، وإذا عدنا للوراء سنجد أنه في الستينيات والسبعينيات كانت النساء ترتدي ملابس قصيرة ولم نكن نسمع عن حدوث مثل هذه الجرائم، والغريب أن تلك الظاهرة زادت في ظل وجود التيار الإسلامي والخطاب الديني الذي يحقر المرأة ويطالبها بالاحتشام حتي لا تتعرض للتحرش، علما بأن المتحرش لا يميز بين فتاة محجبة أو غير محجبة.
باختصار إن إلقاء اللوم علي الفتاة يجعل أصحاب النفوس الضعيفة يبررون سلوكياتهم المنحرفة مستغلين حالة الفوضي الأمنية لارتكاب مزيد من العنف ضد النساء، ولا شك أن هذا السلوك العدواني يأتي نتيجة عدم القدرة علي التواصل الاجتماعي مع المرأة.


الشريف: مشروع قانون جديد لمنع جريمة التحرش

ونظرا لتفاقم الظاهرة أكد المستشار د. عمر الشريف - مساعد وزير العدل للتشريع - أن الوزارة بدأت في إعداد مشروع قانون جديد للتحرش يتفق مع المعايير العالمية لهذه الجريمة، وتتضمن الأفكار مواجهة التحرش الجنسي الذي يستند الي استخدام سلطة إدارية أو أسرية، ومن أمثلة هذه الجرائم

تهديد رئيس العمل لمرؤوسته أو تهديد رئيسة العمل لمرؤوسيها بالعقوبة أو الإقصاء إذا لم تستجب أو يستجب لرغبته الجنسية مؤكدا أنه سيتم النص علي تعريف واضح للجريمة وعقوبة السجن لمن يدان فيها، وكذلك استخدام السلطة الأسرية للابتزاز الجنسي كما يحدث من زوج الأم مثلا مع ابنتها.
وقال: إن الجريمة اذا تعدت ذلك الي التلامس الجسدي تتحول الي هتك عرض أو إذا حدث الاغتصاب فعقوبات هذه الجرائم هي السجن المشدد أو الإعدام وتم تغليظها في عام 2010 ولا تحتاج لتشديد، وأضاف أن جريمة التحرش هنا تعتمد علي التهديدات والإيحاءات بدون أن يحدث تلامس


أبوسعدة: الهدف تشويه صورة ميدان الثورة

حافظ أبوسعدة - رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان - يؤكد أن ما يحدث من تحرش في ميدان التحرير ظاهرة لها أهداف سياسية وليست ظاهرة طبيعية نظرا لأن الفتيات اللاتي يذهبن الي الميدان لهن مواقف سياسية واضحة ودور كبير في الثورة، ومن هنا كان لابد من تشويه صورة الميدان، وإظهار الفتيات بمظهر سيئ، وقد كانت البداية عندما تم إطلاق الشائعات عما يحدث داخل الخيام من أفعال غير أخلاقية، مما يعني أنها سياسة منهجية لمحاربة الثوار وإظهارهم في البداية أنهم مجرد بلطجية، أما الفتيات فيتم تشويه سمعتهن ولا شك أن التحرش كان موجودا بالفعل في الشارع المصري ولكن لم يكن بهذا الشكل، فهناك الآن رغبة في إيذاء الفتيات مستخدمين ضدهن هذا السلاح بغرض الإرهاب والتخويف لمنع نزولهن الي الميدان  مجددا.

 


بهي الدين حسن: الخطاب الديني الحالي يشوه صورة المرأة

ويقول بهي الدين حسن - مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان: لا شك أن هناك أسبابا سياسية وراء انتشار ظاهرة التحرش نظرا لأنها متمركزة في منطقة واحدة وتتم بشكل منظم، حيث يتكرر أسلوب العزل التدريجي للمتظاهرات وتشكيل حلقات حولهن، لذا لابد من التحقيق الواسع في تلك الوقائع من أجل التوصل الي الجناة ومعرفة المحرضين علي ارتكابها.
فالقانون وحدة لا يكفي لمواجهة تلك الظاهرة بل يجب أيضا القيام بمراجعة الخطاب الديني الذي قام بتشويه صورة المرأة واختزلها فقط في مسألة الجنس وهذا أحد أسباب تفاقم تلك الظاهرة.
وقد ثبت أن المتحرش في أغلب الحالات لا يكون مدفوعا بدافع جنسي كما يظن البعض لكن ما يحركه هو الإحباط والغضب وأحيانا بهدف إرهاب الفتيات.. هذا ما يؤكده خبراء علم النفس.


د. هاشم بحري: الفشل السياسي يزيد العنف الجنسي

ويقول د. هاشم بحري - أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر: في البداية يجب أن نشير الي أن الضغوط المتراكمة لدي الإنسان قد تولد لديه حالة من الغضب الشديد إذا لم يجد حلا لها قد تتحول الي سلوك عدواني يتم توجيهه إما للخارج في شكل تحرش أو اغتصاب أو للداخل في شكل إدمان، ومما يلفت النظر هو أن تلك الظاهرة قد زادت وستزداد طالما أن الدولة لا تسعي الي حل تلك المشكلات وتتبع نفس سياسة النظام القديم في ترك المشكلات حتي تتفاقم وربما كان المواطن قبل الثورة اعتاد علي هذا الكم الكبير من الضغوط لكنه بعد الثورة أصبح لديه أمل في التغيير وبالتالي لم يعد قادرا علي تحمل مزيد من الضغوط لذا نجد أن غضبه قد يتحول سريعا الي العنف نتيجة الفشل السياسي المستمر.


ميرفت التلاوي: عصابات منظمة تتحرش بالفتيات

أكدت السفيرة ميرفت التلاوي - رئيس المجلس القومي للمرأة أن ظاهرة التحرش تزايدت في الآونة الأخيرة بالمجتمع المصري وأصبحت هناك عصابات ممنهجة تتحرش بالفتيات داخل ميدان التحرير.
أضافت أنه سيتم رفع دعوي قضائية ضد الدولة لانتشار تلك الظاهرة مشيرة الي أن التصريحات التي يطلقها التيار الإسلامي لتحقير المرأة تحرض بعض الفئات علي التحرش بالنساء.