رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر في عيون العالم| الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني: القاهرة قبلة المثقفين وسند لكل العرب

الشاعر السعودي إبراهيم
الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني ومحررة الوفد

مصر فى عيون العالم (4)
 "مصر هي أم البلاد المتباهية بالحسن والنضارة ، كريمة التربة مؤنسة لذوي الغربة، محط رحل الضعيف والقادر ، قهرت قاهرتها الأمم، وتمكنت ملوكها نواحي العرب والعجم " هكذا وصف أمير الرحالة ابن بطوط مصر مؤكدًا أنها أم البلاد مؤنسة الغريب
يعشق مصر من يلمس طيفها، فلا يقدر على غيابها ولا يطيق رحيلها، تسحر عقله وتسيطر على قلبه ، لكن المفجع والمؤلم أن يتذوقها الغريب ويرفضها القريب .. يفتخر بها الأجنبي ويستهين بها أهلها، يتباهي السائح بزيارتها ويهرب منها أبناؤها لذلك ينشر " الوفد" سلسلة من الحوارات بعنوان  " مصر فى عيون العالم"؛ لنرى مصر بعيون  أجانب مقيمين أو زائرين لعل يعرف شبابها قيمتها الحقيقية ويتناسون سباق هجرتها.

 

 الجريفاني: قضيتي هي المرأة العربية ..واطالبها بالتمرد الإيجابي والتسلح بالقيم

 

في بيئة محاطة بالثقافة والشعراء ولد ابراهيم الجريفاني بمحافظة القصيم بالسعودية فتشبع بحروفها وهوي بحور اللغة ، فظهرت موهبته الشعرية منذ نعومة أظافره ، فكانت له اسهاماته الشعرية بالاذاعة المدرسية والمجلات المحلية وهو طالب بالابتدائية. لا يذكر الشعر الحر الحديث إلا ونجد اسمه من أبرز اسماء شعراء الخليج . ارتبط بمصر منذ السبعينات ويصر علي زيارتها كل عام حتي أصبح عاشق مدمنا لها ، قضيته الاولي هي المرأة العربية لذا جاءت كتاباته لسان حالها يعبر عن أحلامها و يتحدث عن قيودها وطموحاتها ، كما لم ينسي مرضها فمشاعره الإنسانية اوصته بمشاركة ارباح كتبه مع مستشفي بهية لعلاج ومكافحة امراض سرطان الثدي بمصر ، و قبلها مستشفي 7575...وإلي نص الحوار .

 
- تزور مصر بصفة مستمرة.. فما الذي يجذبك إليها ؟
مصر قِبلة المثقف لتاريخها وللحياة الثقافية فيها بين أروقة المقاهي العريقة، حيث أثر توفيق الحكيم وطه حسين ويوسف السباعي وبيرم التونسي وأحمد شوقي وغيرهم من الرموز ، لدي بالقاهرة والاسكندرية عبق ذكريات ووشوم أتجمل بها... تجديني بين شارع المعز والحرافيش، وأراقص النيل وأحاكية فهو يُرجع صدى هموم البشر ، وأهلي في مصر أستقبلتني قلوبهم قبل مصافحة أيدهم  ، فمن لم يكن مصري الهوى ليس من الغاوين . 
 -  قضيتك الأولي هي المرأة العربية فتتحدثت بلسان حالها بحروفك الشاعرية  ..فكيف تري المرأة المصرية ؟
في العشرين عاما الماضية تلبستني المرأة العربية حين لم يكن لها صوتًا ، وتحدثت بلسانها قناعة بقضيتها المجتمعية وأغلال الموروثات ، فالأغلال تتشابه عربيا والمرأة المصرية ليست بمعزل عن مُعاناة المرأة العربية ، وكانت رسالتي وقضيتي، أما اليوم المرأة العربية نفضت غبار الموروثات، وأستخدمت أدوات العصر كصوتا لها ، فلا عزاء لمن بقيت في ركنها القصي باكية ، الأنظمة تغيرت والحقوق اتضحت لتُجاهر المرأة بصوتها لتمارس دورها بجوار شريكها الرجل وبهما يتكامل المشهد نحو غدٍ أفضل.
ثم يضحك قائلا : " ربما علينا اليوم تبني حقوق الرجل العربي فالمرأة تبوأت الأولوية ويا خوفي من غدِ" .

شاعر سعودى
  - دائما تطالب المرأة بالتمرد..فهل استطاعت مؤخرا المرأة السعودية أن تحقق ذلك ؟ وإلي أي حد تريد للمرأة العربية أن تتمرد؟
التمرد الإيجابي هو ما طالبت به وهو يعكس حقيقة ماتعيشه المرأة اليوم ، فالخروج بإيجابية ووعي من ظلال الأغلال هو ما يحمل المرأة مسؤليتها تجاه ذاتها ومجتمعها . والمرأة السعودية لم تكن في الظل طيلة الحقبة الزمنية الماضية فكانت الطبيبة والمدرسة ، وفي رأيي الأصل التربوي والقيم هي التي تتسلح بها الفتاة والشاب للعيش والتعايش. نعم المرأة في المجتمع السعودي أتت لها فرص الشراكة المجتمعية وحققت نجاحات أكدت كفائتها فيما أوكل لها ، وصدقيني المرأة هنا ليست مختلفة عن المرأة في دول العالم فما مرت به المرأة من تحولات مجتمعية كل النساء في دول العالم ممرن بذلك .
 
  - منذ متي تأتي زيارة لمصر .. وما التغيرات التي لمستها خلال هذه الفترة ؟
 زرت مصر منذ السبعينات ، وعرفتها قبل ذلك من خلال المعلمين والأطباء الوافدين للعمل في المملكة هنا ، وأيضا الأفلام والمسرحيات والروايات  والأدب عموما جسد الشخصية والمجتمع المصري ، لذا لم أجد غربة في فهم الإنسان المصري الجميل ، وكشاعر تتلمذت على يد الكثير ونهلت من إرثهم الأدبي ، فأجدني مصري الهوى في شوارع ونيل مصر. 
مصر مرت بمتغيرات مدنية وعمرانية تنموية كثيرة، وتعيش مصر اليوم عصرنة المدينة الحديثة فالمشروعات التي تم إنشائها من مدن جديدة واستثمارات في قطاعات مختلفة ، جعلت مصر تعيش نهضة جديدة.
ويجب أن اشير أن مصر ركيزة العمل السياسي العربي ، والعرب ينظرون لمصر واستقرارها سندا أمنيا لهم.


الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني ومحررة الوفد
-  من اين أتت  لك فكرة التبرع بإيرادات حفلة توقيع اخر كتابين علي مدار عامين لصالح مرضي السرطان بمصر ؟
الشاعر الحقيقي هو من يشعر بمجتمعه ويكون مؤثرا، فالشعر ليس مشاعر حالمة، انتهجت فكرة تنمية الوعي المجتمعي بعد أن أكرمني الله بمحبة الناس ، فبدأت في السنوات السبع الماضية توظيف الفعالية الثقافية لتسليط الضوء على جوانب إنسانية مهمة كسرطان الثدي أو سرطان الأطفال أو غيرها من جوانب إنسانية ،

فكانت الفعاليات هي فرصة للمشاركة لدعم هذه المؤسسات الإنسانية ، ولأن الهدف الإنساني هو الرسالة الأسمى فقد وجدت تجاوبًا من الجميع ورغبة للتفاعل المجتمعي عبرالتكافل الإجتماعي ، وأثق أن هذه رسالة المثقف الحقيقي . 


 - لماذا في أغلب الاوقات تمتزج حفلات توقيع ديوانك بمعارض لوحات تشكيلية ؟
الشعر هو صورة جمالية مجسدة حرفًا، والتشكيل لوحة جمالية مجسدة لونًا، والخيال هو الرابط بين الشعر والفن التشكيلي، ولقناعتي أن هذا الإبداع المشترك يمثل الوجه الحقيقي لعُملة الإبداع في مساء ثقافي حقق نجاح خلال عشر سنوات تشرفت بالعمل والتعامل مع أكثر من 60 فنانة تشكيلية عربية وأقمنا أكثر من 18 فعالية ، صارت واقعا مختلفا لفعالية ثقافية بإمتياز العمل الإنساني والموسيقي لجوار الشعر والفن التشكيلي ، وأعد لمفاجأة أكثر جمالًا في أخر هذا العام تحتضنه القاهرة بإذن الله .


 -بصفتك من المتابعين والمتجولين في انحاء الوطن العربي ..كيف تري الوضوع الثقافي بمصر الآن؟
المشهد الثقافي متفاعل وفعال كما أن الجامعات أخذت على عاتقها الفاعل الثقافي بشكل مقبول ، والهيئات المعنية بالشأن الثقافي تجتهد ولكنه إجتهادا لايتوأم مع مكانة مصر ، أعتقد أن الإستماع للصوت المُختلف داخل المشهد الثقافي مهم للتطوير والتماهي مع واقع اليوم وجيل اليوم ، دوما الحراك مهم متى أسس لفكر مُختلف وأهداف مُختلفة ، الأمية الجديدة هي  البقاء بعيد عن التكنولوجيا ووسائل التواصل والتفاعل معها ، فالمثقف اليوم يحاكي الأديب الروبوت وهذا حذرت منه من سنوات وبدأنا نعيشه الآن .


 - إبراهيم  الجريفاني بصفتك مالك لدار نشر هل تري هناك صراع بين الكتاب الورقي وعالم التكنولوجيا ؟ وهل تأثرت نسبة مبيعات الكتب الورقية وعدد الطبعات بسبب الكتب الإلكترونية ؟
-حقيقة الأمر أن الكتاب الورقي في العالم العربي أرقام توزيعه مُخجلة جدا فالأرقام نخجل أن نذكرها رغم تحايل البعض بعدد الطبعات . تجربتي خلال العشر سنوات مع النشر الورقي ليست مُبشرة بمستقبل واعد ، وقد حرصت على التوقف لإعاداة الدراسة وكيفية التعامل مع النشر المستقبلي ، نعم الكتاب الألكتروني هو المستقبل ولكن تجربته العربية مازالت كمولود مشوه ، وقد أضر بالمؤلفين والحقوق ولم يحقق ماهو مأمول منه ، نتيجة الهرولة الى الكتاب الألكتروني دون دراسة جادة فولد مشوها، أتابع مايجري في بريطانيا أيضا التجربة لم تحقق الأهداف المرجوة.
شخصيا أتابع العمل على مشروع مختلف يكفل حماية الحقوق الألكترونية ويحقق الفائدة المرجوة تسويقيا وماديا للمؤلف العربي ، وربما لو عادت الحياة لمجراها الطبيعي يولد المشروع بنهاية عام 2022 . فأنا من أنصار أن تبدأ قويا لا أن تهرول لمولود مشوه .


- بصفتك شاعر من مدرسة الشعر الحر .. كيف تري الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات التي أصبحت جزء أساسي من أي مناسبة ؟
الأغاني الشعبية الهابطة ورائها نجاح تسويقي كبير ، وهو ما تفتقده الأغاني الطربية والكلام الذي نفتقده من الزمن الجميل ، والحقيقة الموجعة أن علينا النظر لأدوات نجاح المهرجانات ودراسة أسبابة.
في الزمن الجميل وقت السيدة أم كلثوم رحمها الله كانت الحفلة تحمل سِمة النخبوية ويتابعها العالم العربي عن طريق المذياع ، اليوم نعيش زمن الإسفاف الفكري فتقام مهرجانات لتلويث الفكر ويتم معاملة رموز التلويث بكل بروتكولات لم يحلموا بها، فهل العيب فينا أو في زمن غريب مشوه لايشبهنا يهدف لتدمير المتجمع وذائقته .