رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشروع النهضة لم يصل القرى

مياه الصرف الصحي
مياه الصرف الصحي تغرق شوارع قرية المنوات

عندما تتكلم القري فلا تنتظر أن نقول شعراً أو نثراً.. ولا نتوقع أن تتحدث عن الجمال والهدوء والهناء، ولا عن الحب والدفء والعطاء.

رصدنا حديث 10 قري مصرية فوجدنا حديثها واحداً وكلامها أشبه بأنين ناي حزين ينعي الأحبة والصحاب.. المواطنون بالقري حلموا بأن مشروع النهضة سيحدث تنمية شاملة بمختلف أنحاء الجمهورية، ولكن الحقيقة جاءت صادمة، فالقري تعاني الإهمال والفقر والحرمان.


المنوات.. إهانة التاريخ وإذلال أحفاد الملك مينا

الجيزة - سامي الطراوي:

لو كانت «المنوات» في أي دولة غير مصر لصارت متحفاً رائعاً يهفو إليه السياح من كل بقاع الدنيا.
فالقرية لها تاريخ يمتد لآلاف السنين.. ويقول المؤرخون أن الملك مينا «موحد القطرين» عاش فيها سنوات طويلة وقضي فيها نحبه.. ويقال إن اسم «المنوات» مشتق من عبارة «مينا مات».
وإلي جانب التاريخ العريق تمتلك القرية موقعاً ساحراً لا مثيل له، فعن شمالها أهرامات الجيزة الثلاثة، وعن جنوبها هرم سقارة، وشرقها يجري النيل.
قرية هذا تاريخها وهذا موقعها، ولكن حكومات مصر فعلت بها الأفاعيل، وكما يقول محمود مرعي أن كتاب المنوات يظهر من عنوانه، فالمدخل الرئيسي للقري أصبح مأوي للعشوائيات، وتم بناء عشش وأكشاك و«غرز» ومقاهٍ غير مرخصة، تحولت تدريجياً إلي بؤر للبلطجية والمسجلين خطر حتي أصبح الدخول والخروج من وإلي القري مغامرة محفوفة بالمخاطر للأهالي الذين يتعرضون يومياً للمضايقات والتحرش في ظل غياب أمني مخيف.
ويقول ياسر الديب، محام: إن المشكلة الخطيرة التي أثرت علي جميع أهالي المنوات انتشار القمامة بشكل مخيف في الشوارع وتراكم أطنان من القمامة والحيوانات النافقة أمام مجمعات المدارس والوحدات الصحية وأمام المحطة الرئيسية للقرية، مما أدي لانتشار الحشرات التي أصابت الأطفال بكثير من الأمراض مثل الحساسية وأمراض العيون والأمراض الصدرية.
ويؤكد سيد أحمد، أن الطريق المسمي بشارع الرشاح صار ملكية خاصة لبعض الأهالي وتم البناء عليه، وهذا مخالف للقانون، وكان الأهالي قد قدموا أكثر من دراسه لاستغلال تلك الأرض التي تبلغ مساحتها أكثر من خمسة أفدنة بطول القرية، وكانت تلك الدراسة تعتمد علي إنشاء محلات تؤجر لشباب القرية وعدة مدارس لأبناء تلك القري ولكن الوحدة المحلية ساعدت بعض الأهالي للاستيلاء علي تلك الأراضي.
ويقول خالد فرغلي: مازالت التعديات علي الأراضي الزراعية تشكل خطراً كبيراً يهدد تآكل الرقعة الزراعية، وقد تحدثنا كثيراً في تلك المشكلة قبل وبعد الثورة ولم تتخذ أي حكومة إجراء تجاهها، ونجزم أن الوزراء علي علم بتلك الوقائع ومرحبون بها، فالمباني الشاهقة ازدادت وسط الزراعة دون خوف وكانت قبل الثورة تبني في منتصف الليل، أما الآن تبني في ضوء النهار ولا أحد يجرؤ أن يوقف تلك المهازل التي تنبع من مستنقع فساد صعب السيطرة عليه.
ويقول علي حسن «طالب»: انتظرنا المياه النظيفة أكثر من ثلاثين عاماً وبعد أن أصاب الفشل الكلوي والأمراض الكبدية أطفال وشباب القرية بسبب تلوث المياه، تم عمل محطة مياه عملاقة استغرقت أكثر من خمس سنوات ذاق فيها الأهالي الويلات، ففي تلك السنوات تم غلق كافة مداخل القري وأصبح التحرك في الطرق مستحيلاً بسبب أعمال الحفر وأعمال الخراسانات، حتي تم استكمال تلك المحطة وعمت الفرحة أهالي القرية ولكن بعد تلك السنين أثبتت التحاليل أن مياه الشرب ملوثة وغير نظيفة ولأن الفقر هو السمة السائدة لمعظم أهالي تلك القري المنسيين فمن الصعب عليهم شراء مياه نظيفة ويضطرون لشرب تلك المياه الملوثة لعدم قدرتهم علي شراء مياه نظيفة تروي ظمأهم.
ويقول بلال محمد: الطريق الرئيسي الوحيد لم يتم رصفه منذ 15 عاماً، رغم وجود ميزانيات عديدة لرصف وإصلاح وإنارة هذا الطريق الذي يمتد طوله إلي أكثر من 3 كيلو مترات، وإنارة شوارع تخص مسئولي الوحدة المحلية وأعضاء المجالس المحلية المنحلين، بالإضافة إلي حالة الطريق السيئة جداً، فكثير من الأبنية تمت إقامتها بالتعدي علي حرم الطريق تحت مرأي مسئولي الوحدة المحلية وكثير من الأهالي قاموا بإنشاء مطبات من الكتل الأسمنتية بعرض الطريق غير مطابقة للمواصفات أدت إلي ازدياد سوء حالته، حتي وصل العناد بين الأهالي في التسابق لإقامة تلك المطبات أمام منازلهم دون داع وتحول الطريق إلي عشوائيات وحفر عميقة وكتل خرسانية علي الطريق ومستنقعات.
وقال محسن خميس «تاجر»: مشكلة الكهرباء أصبحت كابوساً يؤرق أهالي القري، فالمحولات لا تتحمل الطاقة الفعلية للقري مما زاد من عبء تلك المحولات وأدي إلي تعطلها مرات عديدة واحتراقها، بالإضافة إلي الكابلات الكهربائية الموجودة تحت الأرض تم تآكلها وانتهاء عمرها الافتراضي وإلي الآن لم يتم تغييرها، علي الرغم من احتراقها ويتم ترقيع أجزاء منها مما يؤدي إلي اهتزاز التيار الكهربائي فيتم حرق الأجهزة المنزلية، وينقطع التيار الكهربي يومياً بسبب سوء تلك الكابلات.
وقال سيد عبدالعاطي: انعدام الخدمات بالقري أصابنا بالإحباط، فقد تقدمنا  بعدة شكاوي إلي جميع الجهات ولم تتم الاستجابة من قبل أي مسئول علي مدي 30 عاماً، فلا توجد مياه نظيفة، ومياه الصرف أغرقت المنازل بسبب الطرنشات وعدم وجود صرف صحي، والطريق الرئيسي متهالك وتم التعدي عليه بالإشغالات حتي أصبح الطريق الرئيسي للقرية ضيقاً للغاية، وأرسلنا العديد من الشكاوي إلي كافة الجهات المسئولة دون جدوي، وتوقعنا أن تتحسن الأمور بعد قيام الثورة والإطاحة بالنظام الذي دمر مصر علي مدي 30 عاماً، وتولي حكومة جديدة ومحافظ جديد ولكن شيئاً لم يحدث علي الإطلاق، بل أن الأمر للأسف الشديد ازداد سوءاً.. والتدهور أصاب كافة المرافق والخدمات.


درنكة.. تنتظر الموت تحت الجبل

أسيوط - أحمد الأسيوطي:

علي مدي سنين وشهور تقدم أهالي قرية درنكة وعزبة الجبل بالعديد من الشكاوي إلي كافة المسئولين في مؤسسة الرئاسة، وإلي محافظ أسيوط يستغيثون من تجاهل الحكومة لمئات الأسر وإنقاذهم من الموت فقراً.. ولكن تلاشت صيحات أهالي قرية درنكة الشهيرة باسم «دويقة الصعيد» حيث يحتضن القري جبل موحش من الغرب ويحاصرها خط السكة الحديد من الشرق ومدافن المسلمين من الشمال ومدافن الأقباط من الجنوب ويسكنها أكثر من 30 ألف نسمة لا يوجد بها أية خدمات، والكارثة الحقيقية التي تواجه أهالي القرية أنهم يعيشون علي بحور من مياه الصرف الصحي اضطرهم إلي بناء بيارات وطرنشات لاستخدامها في تخزين مياه الصرف.
يقول محمد النسر الدرنكي: تقدمنا بأكثر من طلب إلي المسئولين في المحافظة لإيجاد حل مشاكل القري، التي أصبحت منسية منذ عشرات السنين وكان مطلبنا الوحيد إقامة محطات لرفع المياه الراكدة والمخزنة في بيارات تحت المنازل منذ سنوات، الأمر الذي قد يؤدي إلي حدوث كارثة قد تفوق كارثة الدويقة، وجميع سكان القرية ينتظرون بين لحظة وأخري انهيار الصخرة فوق رؤوس المواطنين بسبب إهمال المسئولين لمشاكلنا.. برغم أن الرئيس محمد مرسي أعطي كثيراً من أهالي هذه القري توكيلات من أجل دعمه في انتخابات الرئاسة وقمنا بإرسال العديد من الشكاوي الخاصة بمشاكل القري التي وعدنا بحلها قبل الانتخابات وإلي الآن لم يستجب إلي تلك الشكاوي.
ويقول ناصر علي شلبي: أرسلنا شكاوي مطالبين بإنشاء غرفة صرف صحي غرب الطريق الأسفلت أسوة بمناطق بقري أخري مجاورة لنا ومازلنا نطالب المسئولين بتنفيذ غرف التفتيش لكي نحمي نساءنا وأطفالنا من الموت.
ويضيف: ندفع مبالغ كبيرة لسيارات الكسح تصل إلي 40 جنيهاً في المرة الواحدة، والغريب أن الفساد مازال يعيش في مؤسسات المحليات، فرئيس الوحدة المحلية بالقرية يجامل بعض المقربين له ويقوم بعمل غرف للصرف الصحي أمام منازلهم دون الآخرين، وتقدمنا بعدة شكاوي طالبين عمل مكبات غرب الطريق للمحافظ دون جدوي، ولأن رئيس القرية يجمد تلك الشكاوي، ولهذا حرر الأهالي أكثر من محضر ضده.


الرحمانية.. تطلب الرحمة

الشرقية - عبدالعظيم زاهر:

الرحمانية أحد أكبر قري أبوكبير بمحافظة الشرقية، سكانها أكثر من 20 ألف نسمة.. وهؤلاء جميعاً يعانون من سوء الخدمات والمرافق.
يؤكد المهندس حمدي صادق أن الجزء الأكبر من منازل القرية لم يصل إليها مشروع الصرف الصحي رغم أن محطة الصرف الصحي العملاقة لمركز ومدينة أبوكبير تبعد 2 كيلو متر عن قرية الرحمانية التي تعاني منازلها من طرنشات الصرف الصحي أمام المنازل مما أدي لارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تعمل علي تآكل أساسات المنازل وارتفاع منسوب الرشح علي الجدران، وانتشار البرك والمستنقعات في الأراضي منخفضة المنسوب وانتشار كافة أنواع الحشرات الطائرة والزاحفة والمسببة للأمراض، كما أثر بالسلب علي إنتاجية الفدان بالأراضي الزراعية المحيطة بالقرية.. وأضاف صادق: تقدمنا بالعديد من المذكرات والشكاوي إلي رئيس الوحدة المحلية بقرية الرحمانية ورئيس مركز ومدينة أبوكبير.. جميع تلك الشكاوي تم حفظها في مكاتب المسئولين دون أن يحركوا ساكناً.
وقال المهندس محمود أحمد يوسف «من أبناء القرية»: إن مياه الشرب نادرة الوجود، وقمنا بتركيب مواتير لسحب المياه، إلا أننا فشلنا في الحصول عليها حيث لا تصلنا إلا ساعة واحدة بالليل، وهذا أجبرنا علي العودة إلي غسل أواني الطهي والملابس علي جسور الترع والمياه الجوفية عن طريق الطلمبات اليدوية وشراء جراكن المياه مجهولة المصدر، التي أصبحت سلعة رائجة دون أي رقابة صحية أو تموينية أو أمنية.
يضيف أحمد الدمرداش «بكالوريوس تجارة»: القرية كلها تعاني من عدم آدمية المواصلات فكلها عبارة عن سيارات نصف نقل مرخصة لنقل الحيوانات والأمتعة وغير مخصصة لنقل المواطنين، ويقودها صبية بسرعة جنونية ويسيئون معاملة الركاب ولا يحملون رخصة قيادة لاستخراج التراخيص.. وطالب «الدمرداش» بضرورة تكثيف الحملات والأكمنة المرورية علي الطرق الداخلية والموافقة علي تخصيص عدد من الميكروباصات للعمل بين قري ومدينة مركز أبوكبير رحمة بالطلاب والموظفين والأهالي علماً بأن الكثافة السكانية بتلك القري تعادل نصف سكان المركز.
وطالب يحيي عبدالمجيد، اخصائي اجتماعي بالتربية والتعليم ومن قرية خلوة الشرفا التابعة لوحدة الرحمانية المحلية، بسرعة بناء مبني

إداري بملعب مركز شباب القرية وإنارته وذلك لاستيعاب طاقات الشباب وجذبهم بعيداً عن الجلوس علي المقاهي.. وقال: ملعب القرية تم، وإلي الآن لم يتم بناء مبني إداري تخصيصه واستلامه بعد معاناة شديدة استمرت 17 عاماً منذ إشهار مركز الشباب عام 1993.
ودعا أهالي قرية الرحمانية المستشار حسن النجار محافظ الشرقية ابن مركز ومدينة أبوكبير لسرعة التدخل والعمل علي حل المشاكل والأزمات التي يعاني منها جميع قري أبوكبير، خاصة القري التابعة للوحدة المحلية بالرحمانية رحمة بالأهالي الذين بدأوا في العودة إلي حياة القرون الوسطي لمعاناتهم مع الخدمات والمرافق.

شباس الملح.. تذوب في الوحل

 

كفر الشيخ - مصطفي عيد وأشرف الحداد:

قري دسوق تعاني التجاهل التام لها، فأحلام أهلها - رغم بساطتها - بعيدة عن دائرة التنفيذ.
وقرية شباس الملح إحدي القري التي تجسد الأوضاع المتردية التي تعيشها قري كفر الشيخ.. القرية يعيش فيها 50 ألف نسمة، وتضم 22 تابعاً، بالإضافة إلي 5 قري فرعية وتوابعها، إلا أنها تعاني الإهمال والنسيان.
محمد نشوان، المحامي، يقول: شباس الملح تحولت بفعل فاعل إلي تلال من القمامة سواء بمداخل القرية أو وسط الشوارع وأمام المنازل، فرغم وجود مقلب قمامة عمومي بمنطقة تل مطيور بعزبة الصردي التابعة لشباس الملح، إلا أن الوحدة المحلية تصر علي وضع القمامة في مدخل القرية، مما حولها لمستعمرة للفئران والحشرات الزاحفة بخلاف الرائحة الكريهة المنبعثة منها.
ويضيف: المشكلة الأكبر أن جميع جرارات الوحدة المحلية المخصصة لنقل القمامة متهالكة تماماً ولا تصلح حيث تعمل بدون أرقام ولا كشافات وتتساقط منها القمامة أثناء سيرها، كما أنها تتسبب في حوادث كثيرة ووقوع أكثر من ضحية تحت عجلات الجرارات.
ويضيف محمود مرسال: المشكلة الأكبر التي تعاني منها القرية هي البونات الخاصة بتوزيع الغاز، فبدلاً من أن تحل المشكلة تحولت إلي عذاب جديد علي المواطنين، حيث يضطر المواطن الانتظار لفترة طويلة لصرف حصته من الغاز وعندما تفرغ أنبوبة الغاز عليه الانتظار حصته في الشهر الذي يليه ولم يجد المواطن أمامه سوي اللجوء إلي السوق السوداء لشراء احتياجاته من الغاز وبأسعار مضاعفة.
ويقول زكريا هيكل: القرية بها محطة رفع تغذي القرية وتوابعها تأخذ من البحر الصعيدي الذي لا يبعد عن القرية سوي 500 متر فقط، إلا أن المياه دائمة الانقطاع ولا تصل إلا في أوقات متأخرة من الليل ولا تصل للأدوار العليا، كما أنها تختلط بمياه المجاري المياه الملوثة أصابت العديد من أهالي القرية بأمراض مختلفة، كما تحول مركز شباب القرية إلي مبني فقط، فالحجرات مغلقة والنشاط متوقف تماما داخل المركز الذي يكون مغلقاً معظم الوقت، كما لا يوجد ملعب كرة ولا يجد الشباب أمامهم سوي المقاهي للجلوس عليها.. ويواصل: تعاني القرية من الانقطاع الدائم للكهرباء، كما أن الأعمدة والأسلاك الكهربائية متهالكة وتمثل خطورة علي المارة، وفوق هذا فإن معظم الشوارع لا يصلح السير بها، خاصة في فصل الشتاء حيث تكسرت طبقات الأسفلت في الشوارع التي تم رصفها من قبل، أما باقي الشوارع فهي بدون رصف.
ويقول الدكتور سيد بليغ: رغم إنشاء الصرف الصحي بالقرية إلا أنه لم يحل المشكلة، حيث مازالت الشوارع تغرق في المياه الراكدة وتحولت إلي برك من المياه في فصل الشتاء، والأهالي هنا يضطرون من نزح الطرنشات عن طريق جرارات علي حسابهم الخاص، وبعض الشوارع بها بالوعات مفتوحة تمثل خطراً علي المارة، خاصة الأطفال فرغم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بالقرية عام 2008 وتم تشغيله، إلا أن المسئولين عن المشروع لم يقوموا بغلق بعض البالوعات وتركوها مفتوحة لتحصد أرواح الكثير من الأبرياء، وتعرقل سير السيارات بالشوارع.
ويشير محمود الملاح المحامي، إلي أن الوحدة الصحية بالقرية تحولت إلي مبني فقط، لا يقدم أي خدمات، فالقرية بها وحدة صحية متكاملة ولكن لا يجد المواطنون بها اي علاج، وكل مريض يضطر نقله إلي دسوق وبها مبني تم غلقه تماماً، حيث تم ترميمه من الخارج فقط، مما أدي إلي سقوط سقف المبني من الداخل وحدوث شروخ وتصدعات به، حتي الأرضية انهارت وكثرت بالوحدة الفئران والقطط، وطالبنا أكثر من مرة باستغلاله وتحويله إلي وحده غسيل كلي، خاصة أن القرية من القري التي يكثر بها المصابون بالفشل الكلوي ويضطرون للذهاب لمستشفيات فوه ودسوق للغسيل هناك، وهذا يرهقهم مادياً وجسدياً، كما أن الوحدة الصحية بدون سيارة إسعاف يمكن الاستعانة بها في حالات الطوارئ.

بهجورة.. من الخدمات مهجورة

قنا - أمير الصراف:

قرية بهجورة.. إحدي القري التاريخية التي تتبع مركز نجع حمادي بقنا، ورغم تاريخها الطويل وما تحويه من قصور قديمة، غير أنها غارقة في التلوث، بسبب الترعة التي تشق الشارع الرئيسي بالقرية، التي تحولت إلي مقلب قمامة كبير، بسبب إلقاء المخلفات فيها وتراكمها لشهور دون تطهير، وعند تطهيرها من قبل الري يتم إلقاء المخلفات علي جانبي الترعة.
ذكر مواطنو القرية لـ «الوفد» أن ترك المخلفات علي الطريق الرئيسي يسبب مخاطر بالغة للسكان بسبب وجود 5 مدارس بالطريق، وترك المخلفات يزيد من ضيق الطريق، ويسبب تعثراً مرورياً في الطريق الرئيسي المؤدي لمركز فرشوط المجاور للقرية شمالاً.
وأكد مصدر بالوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي أن ترعة بهجورة مشكلة مزمنة.. وقال: عدم تغطية الترعة سببه نقص الميزانية، وجري تغطية 600 متر منها بتكلفة 2 مليون جنيه، فتغطية المتر المربع الواحد يتكلف 3 آلاف جنيه.
وأضاف: مشكلة تراكم القمامة في القرية سببها نقص عمال النظافة لعدم وجود ميزانية لتشغيلهم، وقيام الأهالي بإلقائها علي الطريق، دون انتظار السيارة التي خصصتها الوحدة المحلية للقرية لجمع المخلفات.
وقال أهالي القرية لـ «الوفد»: نعاني من تدنٍ كبير في الخدمات الطبية بالقرية، فوحدة الإسعاف الوحيدة بالقرية تفتقر إلي الأدوية الأولية، وأن أكثر الأزمات التي تواجه القرية هي لدغات العقارب، ووحدة الإسعاف لا يوجد بها أمصال للعقارب، وأقصي ما يوجد بها القطن الطبي وزجاجة «بيتادين» كمطهر وشاش طبي فقط، ولا يوجد بها سرنجات طبية.
وأكد الأهالي أن كثيرين منهم يتعرضون يومياً للدغات العقارب ولا يتم إسعافهم فيضطرون للذهاب إلي مستشفي نجع حمادي العام، الذي يبعد عن القرية عدة كيلو مترات.
وأوضح العاملون بوحدة الإسعاف أنه لا يوجد فيها سوي مسعف واحد، وأن سيارة الإسعاف التابعة لها، غير مجهزة تماماً ولا توجد بها المستلزمات الأساسية المفترض توافرها في سيارة الإسعاف لإسعاف أي مريض كأنابيب الأكسجين وجهاز الضغط والجبائر والأربطة المعقمة.