عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر رهينة التنظيمات السرية

الثوار احتاروا فى
الثوار احتاروا فى فك طلاسم لغز القناصين والفرق الخاصة

منذ أحداث قصر الاتحادية الذى تحول لساحة معارك طاحنة وبطلها ميليشيات وعناصر جماعة الإخوان المتأسلمين والمدججين بما تيسر لهم من أنواع الأسلحة ضد ثوار مصر.

انطلقت حملة شعواء ضد المعارضين لترهيبهم وخرس ألسنة الذين خرجوا فى مظاهرات سلمية واستخدموا حقهم الطبيعى فى المعارضة السياسية والتظاهر واستخدام العنف الوسيلة الوحيدة التى تتقنها هذه الجماعة منذ لحظة نشوئها وحتى الآن والتى طالما مارستها على مر سنوات طويلة من تاريخها الدموى من مصر حتى أفغانستان وتوقع الخبراء خلال حكم الإخوان المزيد من المعارك الدموية لكل المعارضين فى جميع محافظات مصر خلال السنوات القليلة القادمة هذا ماكشفته دراسة صادرة عن مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية أعدها الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام بجامعة الإسكندرية، وتؤكد الدراسة أن الدولة ومؤسساتها صمتت أمام أحداث العنف الأخيرة، فبالرغم من اقتحام عدد من أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، مقر حزب الوفد وإشعال النيران فيه، وسحل قوات الأمن المتواجدة أمام الحزب وإطلاق النار الحى وبعض زجاجات المولوتوف والشماريخ والألعاب النارية فلم يتم ملاحقة الجناة نتيجة للتراخى غير المبرر فى تبنى برامج وآليات العدالة الانتقالية، فى المراحل التى تشهدها الدول بعد الحروب أو الثورات، وسوف يخلق أوضاعاً شاذة وغير مقبولة تجاه محاكمة المتورطين فى ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويطيل فترة عدم الاستقرار سواء الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى.
وحملت الدراسة المسئولية لرئيس الجمهورية محذرة من الآثار الوخيمة لتردى أوضاع حقوق الإنسان، وتزايد معدلات العنف التى تهدد الحقوق والحريات الأساسية.
تاريخ من العنف
وقالت الدراسة إن العنف السياسى الدينى ظهر مرة أخرى فى التاريخ الحديث مع نشأة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر فى أواخر العشرينيات وتشكيل جناحها العسكرى الذى عرف باسم «التنظيم السرى» أو «النظام الخاص»، وكان مسئولاً عن حوادث العنف السياسى التى قامت بها الجماعة فى الأربعينيات عرفها التاريخ السياسى لمصر قبل 1952. مشيرة إلى أن ظاهرة العنف الدينى المعاصر تطل برأسها من جديد بعد ثورة يناير، وأنه إلى جانب تأثر هذه الجماعات من الناحية الفكرية بكتابات الإخوان المسلمين خاصة سيد قطب، فقد كان هناك مفكران آخران كان لهما تأثيرهما البارز على صياغة أفكار أغلب هذه الجماعات أحدهما باكستانى هو: «أبوالأعلى المودودى» والثانى إيرانى هو: «على شريعتى» وهى كلها مصادر تقرب فكر هذه الجماعات من فكر الخوارج. وتمثلت هذه الجماعات فى السبعينيات فى ثلاث هى: جماعة «شباب محمد»، كما عرفت إعلامياً «بالفنية العسكرية» التى كشف عن وجودها فى 1974، وجماعة المسلمون أو «التكفير والهجرة» كما عرفت إعلامياً فى 1977، وتنظيم «الجهاد» فى 1979، الذى كان مسئولاً عن حادث اغتيال الرئيس السادات فى 1981.
جماعة الفنية العسكرية
تقول الدراسة: إن جماعة الفنية العسكرية «هى جماعة شباب محمد» لكنها عرفت إعلامياً باسم «الفنية العسكرية» بسبب قيامها فى عام 1974 بالهجوم المسلح على كلية «الفنية العسكرية» وتعد هذه الجماعة أول محاولة لتشكيل تنظيم يعتنق فكرة «الجهاد» الإسلامى ويهدف إلى قلب نظام الحكم، كما كانت هى أول جماعة دينية سياسية خارج نطاق جماعة الإخوان تصطدم بالسلطة ورغم اتفاق الجماعة على ضرورة المواجهة مع السلطة، إلا أنه ظهرت لها عدة اتجاهات حول شكل المواجهة وأسلوبها، فكان هناك اتجاه مهم داخلها يرى اتباع الأسلوب التقليدى للانقلاب العسكرى من خلال التغلغل فى الجيش للوصول إلى السلطة - التى ستضمن وفق رؤية الجماعة - تطبيق الإسلام وإقامة الدولة الإسلامية.
وتشير الدراسة إلى أن تنظيم «الجهاد» تعود جذوره إلى جماعة الفنية العسكرية التى تم الكشف عنها فى عام 1974 ويمكن اعتباره إحدى حلقات تطورها التى مرت بمرحلتين عامى 1977 و1979. وقد تشكل التنظيم الأول على يد اثنين من أعضاء جماعة الفنية فى عام 1977 بالإسكندرية تحت اسم جديد وهو الجهاد، أما الآخر فقد شكله محمد عبدالسلام فرج بعد أن انضم فى أوائل عام 1978 إلى تنظيم الجهاد بالإسكندرية قبل أن ينشئ تنظيماً فى القاهرة فى العام التالى (1979) تحت نفس الاسم. واعتبر فرج مؤسس التنظيم ومنظره، حيث كتب كتيباً باسم «الفريضة الغائبة» اعتبر بمثابة الوثيقة الفكرية الرئيسية للجماعة، وقد لخصت الوثيقة أفكار التنظيم حول قيام الدولة الإسلامية وعودة الخلافة. ويعتبر مبدأ الجهاد الفكرة المحورية التى صاغ عبدالسلام فرج أفكاره حولها، وحدد من خلالها استراتيجية التنظيم السياسية، وتبدأ مقدمة «الفريضة الغائبة» بالتنويه إلى خطورة إغفال مبدأ الجهاد بالقول: (إن الجهاد فى سبيل الله بالرغم من أهميته القصوى وخطورته العظمى على مستقبل هذا الدين فقد أهمله علماء العصر وتجاهلوه بالرغم من علمهم بأنه السبيل الوحيد لعودة ورفع صرح الإسلام من جديد، والذى لا شك هو أن طواغيت – هذه الأرض لن تزول إلا بقوة السيف).
الأصول الاجتماعية للجماعة
ينتمى معظم أعضاء هذه الجماعات إلى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى من ذوى الأصول الريفية حديثة الاستيطان بالمدن، كما تقول الدراسة ويمثل أغلب هؤلاء الأعضاء الجيل الأول من مهاجرى الريف إلى المدينة وتوضح المؤشرات الخاصة بالتوزيع المهنى والجغرافى لهذه الجماعات تفاصيل هذا البعد الاجتماعى، فمعظم أعضاء هذه الجماعات من الشباب المتعلم تعليماً مدنياً حديثاً، كما كانت أعلى نسبة من الطلبة وأدناها من الفلاحين، فأما أعضاء جماعة الفنية العسكرية على سبيل المثال على حسب ذكر الدراسة فكانوا من طلاب خريجى كليات الطب والهندسة والفنية العسكرية، وكان من بينهم بعض الضباط، كما كانوا من أبناء موظفى الدولة وصغار ومتوسطى الملاك فى الريف والمدن، وينطبق نفس الشىء على أغلب أعضاء الجماعات الأخرى (التكفير والهجرى، والجهاد). ويعكس التوزيع الجغرافى المعنى نفسه فتركز وجود هذه الجماعات فى المدن الكبرى وخاصة فى العاصمة فى المناطق التى يطلق عليها هوامش المدن، وهى ظاهرة ملحوظة فى محافظتى القاهرة والجيزة حيث الوجود المكثف.
وذكرت الدراسة أن بعض المناطق مثل المطرية والزيتون وروض الفرج وعين شمس والزاوية الحمراء، التى تعد من أكثر الأماكن التى تجمع المهاجرين من الريف، وفى الجيزة كان التركيز فى مناطق مشابهة مثل: بولاق الدكرور والهرم، أى أنها مناطق تعرف العمران العشوائى والتكدس السكانى ونقص الخدمات، والتدنى الواضح فى مستويات المعيشة.
وطالبت الدراسة بضرورة اهتمام الدولة بالتربية الدينية بين المترددين على المساجد والكنائس على أن يقوم بذلك إخصائيون مثقفون دينياً وتربوياً يمتلكون القدرة على مخاطبة الشباب ومختلف طبقات الشعب والوصول إلى إقناعهم بالقيم الدينية والمثل الأخلاقية». منتقدة توجهات الإعلام ولما له من تأثير خطير على ترسيخ معتقدات إرهابية خاطئة وتوجيه الإعلام من إذاعة وتليفزيون وسينما وصحافة على دوره المهم فى هذا المجال ومحاربة كل ما يتعارض مع آدابنا وتقاليدنا.. «وهو ما طالب به برنامج حزب الوفد».. ضرورة دعم جهاز الوعظ والإرشاد بالأزهر حتى يستطيع أداء رسالته على الوجه الأكمل، وإعادة تكوين هيئة كبار العلماء وفقاً للأوضاع التى كانت لها من قبل، وأن يكون لها حق اختيار شيخ الأزهر من بين أعضائها دون قيد على السن».
الحصار الإعلامى
تقول الدراسة إن الإعلام هو الانعكاس الأوضح لكل ما يحصل فى أى مجتمع فلابد من البحث فى الواقع الذى يعيشه الإعلام المصرى فى ظل حكم «الإخوان المسلمون»، فى ظل انتشار معلومات عن ممارسات قد تخطت قمع النظام السابق، وهى الممارسات التى كانت واحدة من أسباب «ثورة 25 يناير» حين كان الإعلام المصرى إعلاماً رسمياً يخضع لسيطرة الرئيس

المخلوع حسنى مبارك وعائلته وأعوانه. مضيفة أن فى الأيام الأخيرة التى تلت الإعلان الدستورى الأول الصادر عن الرئيس مرسى، شهدت معظم المدن المصرية تظاهرات معارضة واسعة سقط فيها شباب مطالب بإنقاذ ثورته، مما اضطر حركة «الإخوان المسلمون» والجماعات الإسلامية الأخرى إلى النزول إلى الشارع للتعبير عن تأييدهم لمرسى. وقد انعكس تضارب التظاهرات المعارضة والمؤيدة للرئيس مرسى حصاراً لمدينة الإنتاج الإعلامى فيما بعد بسبب الاتهامات التى وجهت إلى العديد من وسائل الإعلام، حيث توفى الصحفى الحسينى أبوضيف خلال التظاهرات التى كانت قائمة أمام القصر الجمهورى. وقد ترافقت الأحداث المصرية التى لوثت بالدماء خاصة ما حصل قرب قصر الاتحادية مع تهديد للعديد من الصحفيين أيضاً فى أماكن أخرى، والاعتداء على أقارب لهم فى بعض الأحيان.
وأشارت الدراسة إلى أنه منذ تولى الرئيس المصرى محمد مرسى رئاسة الجمهورية، ومن قبله سيطرة حزب «الحرية والعدالة» على مجريات الأمور فى البلاد، أن هناك ميلاً متزايداً إلى الاستخدام السيىء للقوانين التى تقيد حرية الصحافة والإعلام، بدعوى القدح والذم والتطاول على أعضاء الحزب، وغيرها من التهم التى نتج عنها استدعاء صحفيين إلى أروقة المحاكم، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الانتهاكات التى تمثلت فى مصادرة وإغلاق صحف، ومنع مقالات من النشر فى الصحف القومية، وصولاً إلى الاعتداء الجسدى على البعض، الذى أدى إلى سقوط ضحايا منهم. مؤكدة أنه لا تغيير فيما يتعلق بالحريات الإعلامية فى الفترة الحالية عن النظام السابق»، بل إن «الانتهاكات التى يتعرض لها العاملون فى هذا المجال كثيرة جداً»، ويلفت إلى الحصار المفروض على مدينة الإنتاج الإعلامى الذى يترك تأثيراً نفسياً كبيراً جداً، بالإضافة إلى إغلاق العديد من القنوات الإعلامية والاعتداءات التى حصلت على العديد من الصحفيين.
وتقع هذه الاعتداءات من فريق واحد هو الجماعات الإسلامية، وأن الإعلاميين يتعرضون للعديد من التهديدات فى عملهم فى الفترة الحالية والمطلوب أن يكون للصحافة، التى تعتبر السلطة الرابعة، الحرية فى ممارسة عملها من دون الخوف من التعرض لاعتداء أو إهانة من أى كان وأن هذه الممارسات مؤشر على الذى تريد أن تقوم بها هذه الجماعة التى تحكم العديد من الدول عبر التنظيم العالمى التابع لها».
وأكدت الدراسة أن استهداف الصحفيين يحصل لأنهم قادرون على فضح ممارسات التيارات المتشددة أمام الرأى العام وسعيهم لتكميم الأفواه بطريقة غير مباشرة عن طريق السعى إلى شراء بعض القنوات والصحف مؤكدة أن من وقفوا مع الرئيس وإخوانه ومكتب إرشاده فى الانتخابات وفى ميدان التحرير يعلنون ندمهم اليوم على هذا الدعم ويؤكدون أن الاتفاقات راحت هباء.
استغلال الفقر والبطالة والمعونة
وحذرت الدراسة الجماعة الإسلامية من استغلالها لمشاكل الاقتصاد والبطالة والفقر والتشرد والتهميش التى لا تحل بموائد الرحمن والتبرعات والجمعيات الخيرية، وان ثقافة الشعب لا يمكن أن تتطور بترديد الأحاديث الشريفة، ولا بأن «المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة تحل بالحب والوفاق»، ولا بأن يؤم الرئيس القوم فى الصلاة ويمنح بركاته لخريجى الكليات العسكرية، ويوزع كراماته بالبرامج التليفزيونية. الحديث يدور حول دولة ومؤسسات ومستقبل 90 مليون مواطن واستكمال أدوار وتأثيرات إقليمية ودولية. وهذا الحصار هو أحد أولويات مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين إلى جوار التصريحات والإعلانات وحملات النظافة والتبرعات وموائد الإفطار ومعالجة جميع القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالإكثار من الصلاة والدعاء وذكر الله.
وانتهى مركز المصريين من دراسته إلى أنه على الرغم من وصول الإخوان إلى السلطة فى مصر، إلا أنهم لايزالون يتعاملون بعقلية التنظيمات السرية التى لا يمكنها أن تدير دولة غير أن حصار الإخوان يقابله نوع من أنواع تجفيف المنابع من جانب المؤسسة العسكرية وبقية أجهزة الدولة العميقة. إذ نطالع يومياً فى وسائل الإعلام هذا الكم الهائل من الكوارث والاعتداءات على المواطنين وعلى العمال فى مصانعهم. بل وصلت الأمور إلى قتل المواطنين والعمال. هناك أيضاً تلك الحملات الأمنية التى تسفر عن ضبط أسلحة ومتفجرات وسرعان ما تختفى أنباؤها من وسائل الإعلام! إذن، قد لا يصبح البرود فى العلاقات بين المؤسسة العسكرية والإدارة الأمريكية أمراً مثيراً للدهشة على الرغم من المعونة العسكرية الأمريكية التى لم تنقطع إلى الآن. فمصر أصبحت جزءاً من مشروع إقليمى ضخم يجرى تدشينه فى هدوء شديد. وإذا كان هذا المشروع لا يتعارض، على الأقل إلى الآن مع توجهات الإخوان المسلمين وبقية تيارات الإسلام السياسى، فهو لا يتعارض أيضا مع تاريخ وتركيبة وبنية المؤسسة العسكرية فى مصر. أى ببساطة، الموضوع هنا لا يخص لا الوطن ولا المواطن ولا بنية الدولة ولا تحديثها، بل ولا حتى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدنى. الموضوع هو صراع بين الإخوان المسلمين وبقايا نظام مبارك على السلطة ضمن مشروع كبير يرى الأمريكيون أن الفصيل الأول هو القادر على تحقيقه فى مراحله الأولى إلى أن يغير الأمريكيون توجهات المشروع أو يقومون بنقله إلى مرحلة جديدة.