رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السريانى: الكنيسة لن تكون ممثلا سياسيا عن الأقباط

باخوميوس السريانى
باخوميوس السريانى

الرهبان العائدون من رواق الأديرة إلى القائمة النهائية لمرشحي البابوية ليسوا سواء، والأديرة تقبل من أتاها مستبعدا من القائمة "7رهبان" ،أو من خاصمته أصوات الناخبين في جولة التصويت المزمع إجراؤها غدا الإثنين ،حتى إذا جلس البطريرك منفردا على الكرسي المرقسي بـ"قرعة هيكلية" –بحسب المعتقد المسيحي-تبدو اختيارا آلهيا -فإن الأديرة مفتحة له الأبواب.

يوما أو بعض يوم ويسدل الستار على "انتخابات البابوية" التي دارت رحى التجهيز لها على مدار سبعة أشهر تكشفت عن مسارات متضاربة آلت في نهايتها لـقائمة ضمت أسقفين ورهبان ثلاث ،والرهبان ثالثهم من دير السريان ذلك الذي يبعد بضعة أمتار عن دير الأنبا بيشوي مسقط رأس القائمة النهائية للمرشحين ،على امتداد الدير تبدو بنايات كنسية حديثة بطراز هندسي يشبه الكنائس أثرية الإنشاء.وعلى اليسار إزاء عبورك من بوابة عملاقة مفتوحة على مصراعيها أمام الزائرين ،تبدو المساحات الخضراء شاهدة على نشاط زراعي مكثف للرهبان، وبصرك أيما أطلقته لن تدرك منتهى تلك الأراضي القابعة تحت "ماكينات" الري بالتنقيط.
على بعد ما يقرب من 10أمتار يبرز ممر ضيق يتسع لفرد واحد يعبر منه لـ"جزء آخر "من الدير أكثر عمرانا ترسو عنده الرحلات الكنسية المتتابعة ،خلف الممر يجلس أحد الرهبان داخل مبنى يشبه الصومعة تعلوه لافتة "إستعلامات" ،ومن شرفة بعرض المبنى تقترب من الأرض ،أخبرته بعد إعلان عن هويتي عن موعد مع القمص "باخوميوس السرياني" أحد أبرز المرشحين للبابوية..
رد الراهب بابتسامة مشجعة على تجاوز الشرفة  إلى المبنى المرصعة جدرانه من الداخل بالعديد من لافتات تحمل آيات من "الكتاب المقدس" موزعة على أرجائه ،تجولت بعيناي في سقف الصومعة المجوف ،بينما يجري الراهب اتصالا للسؤال عن إمكانية لقاء "الراهب المرشح"،وفي غضون دقائق أرشدني قائلا "اذهب مع هذا الشاب إلى القصر"،و"القصر"  مبنى من طابقين معد في طابقه الثاني لـ"لقاءات" زوار الدير من أسر طالبي الرهبنة أو الشخصيات العامة ،ملحق به مطعم لـ"الرهبان"،وعلى يمين المبنى لافتة تشير إلى "قلالي الرهبان" حيث كان يقضي القمص"باخوميوس السرياني" خلوة بعد رحلة شاقة من القداسات الجماعية لمرشحي البابوية بدأت بدير الأنبا بيشوي ،وانتهت بدير مارمينا الأربعاء الماضي.
20دقيقة هي عمر انتظار لـ"أصغر مرشحي البابوية "سنا داخل القصر ،ومثلها بالسنوات عمره بالرهبنة التي وطأها بقدميه في مارس 1991 بعد قصة ذات شجون تمخضت عن تعلقه بأجواء الأديرة الساكنة منذ طفولته.
مبتدء العلاقة مع أجواء الأديرة الساكنة –حسبما يروي الراهب- كانت صلاة تسبحة بالشموع بدير الأنبا باخوميوس بأسوان –حينئذ كان "ماجد كرم صالح"-اسمه قبل الرهبنة-طالبا في المرحلة الإعدادية ،وكانت الأجواء الروحانية-على حد قوله-مبعثا على رغبة في تتابع الزيارات للدير ورجاء لم ينقطع في رهبنة دائمة شغلته حتى حين.
و"باخوميوس السرياني"الذي لاتعرفه-ويكبيديا-رغم فرصه الحاضرة  في اعتلاء الكرسي المرقسي ،ذهب إلى لقبه هذا تأثرا باسم الدير الأول الذي التقى عنده –عشق الأديرة مع رغبة "العمق الروحي "،ربما خرجت عظاته في إحدى القداسات الجماعية تحت هذا المسمى شوقا إلى بدايات تعرفها ذاكرته .
ثمة تشابه لافت بين الراهب باخوميوس السرياني أصغر المرشحين للمنصب البابوي ،ذلك الذي بكت عيناه إبان تزكيته للترشح قبل 6أشهر ،والبابا شنودة البطريرك الراحل ،ليس فقط من حيث رهبنة جمعتهما في دير السريان ،وإنما من خلال مسيرة تشابهت في قضاء 3سنوات في القوات المسلحة كضابط احتياط،وقد تسعف الرحلة بشبه مماثل في أربعين عاما على الكرسي المرقسي ،إذا سارت على علاتها الأقدار..
قرابة الحادية عشر صباح الخميس الماضي دخل "الراهب " إلى القصر،بدأ الرجل بالسلام على من في القاعة الزائرين منهم والعاملين ،حتى إذا أنهى سلامه ،جاء تتهادى خطواته في حلة سوداء معلومة للرهبان على يمين كرسي يتوسط المجلس ليصبح أمامنا ،بادر زميلي المصور طالبا منه توسط الجلسة على المقعد الخالي ،فرد بابتسامة هادئة"هذا مقعد سيدنا"،وقدم بين حديثه زهدا منمقا في الحديث للإعلام باعتبار أن الأمر ليس تنافسا بقدر ما هو عمل روحي من يلجأ فيه إلى قدراته الذاتية يدركه الفشل في مهمته.
للراهب مكانة بارزة لدى الأقباط والناخبين منهم في مرحلة التصويت ،والمتفرجين ،الأقباط لايريدون للكنيسة نفعا سياسيا ولا ضرا ،ويريدون من الرهبان على حد تصريحات البعض "بطريركا روحيا" يجبر ما كسر في عهد نظام بائد جر "رأس الكنيسة " القبطية إلى لعبة طرفاها أحلاهما مر.
كانت تلك القاعدة مدخلا لـ"القمص باخوميوس السرياني" ،الراهب ذو الـ49 الذي تفيض عيناه من الدمع كلما ذكر منصب "البطريرك القادم" ،سواء أكانت له الإشارة أو على سبيل التعميم ،إقامة "السرياني " الذي يخدم بـ"إيطاليا" ممتدة حتى نهاية شهر نوفمبر باعتباره إجازة سنوية يقضيها قبيل عودته إلى كنيسته بالمهجر مرة أخرى.
"الراهب" عنده يشبه "العسكري" في الجيش يؤمر فيطيع ،ولاتغريه أبدا شهوة سلطة ،وإنما يقام بنيانه على "عزلة ،وفقر ،وعفة"..
والكنيسة مؤسسة تحتاج إلى نظام "إيطالي" عرفه خلال رحلاته الرعوية ،بينما الأزمات الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر لاحل لها سوى "المحبة".
بعد موافقة على شرط الإكتفاء بصورتين فقط ،أجرت "الوفد" حوارها مع أصغر المرشحين للكرسي البابوي متنقلة بين قضايا الشأن الكنسي ،والشأن المصري بشكل عام في محاولة لوضع تصور أحد الخمسة المرشحين للكرسي البطريركي أمام المصريين جميعا.

 سرت في الأوساط الكنسية ومنها لبعض المواقع الإخبارية أنباء حول اعتذارك عن الإنتخابات البابوية ..ما مدى صحة ذلك؟..
..الحديث عن اعتذاري شائعة ..ولايصح أن أعتذر بعد إعلان القائمة النهائية وأتمنى أن أكون خارج ثلاثي القرعة الهيكلية.
 أجرى الرئيس محمد مرسي لقاء مع رؤساء الطوائف المسيحية ،أسفر عن مطالبة القيادات الكنسية بمناهج تعزز المواطنة ،وتضمين كتب التاريخ للحقبة القبطية..برأيك ما دلالة هذين المطلبين؟
..نريد مناهج بالفعل تعزز من مبدأ المواطنة ،بينما الحقبة القبطية في التاريخ المصري تدرس في الخارج بعناية وبالتفصيل وعندنا لا ،والغريب أننا عندما ندرس تاريخ أوروبا لاندرس سوى العصور المظلمة فقط.
 وأنت مسئول عن إحدى كنائس إيطاليا –باعتبارها من كنائس المهجر-كيف يتم إذا القضاء على الأحداث الطائفية المتلاحقة ،وما ردك على أن أغلب أقباط المهجر ضالعون إزكاء الفتنة على أرض الوطن؟
..أحداث الفتنة الطائفية مؤلمة جدا في الخارج ،وتسيء لسمعة

مصر ـوالحل في علاقة محبة حقيقية بين المسلمين والأقباط في مصر بعيدا عن التكفير.
 وماذا عن الدور الخفي لأقباط المهجر في أحداث الفتنة؟
..أقباط المهجر أغلبهم وطنيون ويساعدون أهاليهم في مصر ،وليس عندي خلفية عن الفيلم المسيئ للرسول ،لكنه تصرف غير مقبول.
 المقارنة بين البطريرك القادم والبابا شنودة الراحل لن تكون أبدا في صالح القادم..هل تتفق مع هذا الرأي؟
..طبعا صعب جدا مقارنة أحد بــ"البابا شنودة"،ودايما اللي بيشتغل في الكنيسة "الروح القدس"ولو أحد اشتغل بإمكانياته الذاتية سيصبح المنصب عبئا عليه ،ولا بد أن يعمل البابا القادم بمعونة السماء.
 يرفع الأقباط في كل مكان مطلب "الشعب يريد بابا من الرهبان"..اعتراضا على ترشح أساقفة الإيبارشيات..كيف ترى هذه القاعدة؟
..بابتسامة هادئة..الأسقف راهب ،لكن من له"إيبارشية" فهي مكان خدمته ..ولن أفسر أكثر من ذلك.
 لماذا قلت أن الكنيسة تحتاج نظام "جديد"مثل كنائس الخارج؟
..لأن الكنيسة في الخارج لها نظام أتمنى أن نستفيد منه ،وهذا ينعكس على دور الكنيسة ،وعندنا آية في الإنجيل بتقول"كل شيء في الكون مرتب بنظام".
 هل لديك تحفظ إذا طلبت منك الدولة التوسط لدى الجانب الإيطالي من أجل جذب الإستثمارات؟
.. لا طبعا-ليس لدي تحفظ أبدا على آداء دور مهم خدمة للوطن ،بالعكس مصر غنية بولادها ،وإيطاليا بتقول للشباب المصري هناك"تعالوا علشان تخترعوا لنا حاجات جديدة".
 هل سيكون البابا القادم أشبه إلى حد كبير لطباع الرئيس محمد مرسي اتساقا مع قاعدة أن البابا كيرلس كان شبيها لعبد الناصر ،والبابا شنودة أجاد التعامل مع نظام مبارك؟
..ليس شرطا أن يكون البابا القادم في خصائصه شبيها للرئيس ،مثلما كانت الكنيسة في عصر عبالناصر ومن بعده السادات ،والكنيسة لاترتبط بشخص من يجلس على كرسي مارمرقس.
 إلى أين سيتجه الصراع الكنسي في المرحلة القادمة –إذا صح التعبير-بعد وصول بطريرك جديد ؟
..أنا بعيد تماما عن تلك الصراعات ،والمجمع المقدس هو صاحب الكلمة الأخيرة بالتعاون مع البابا القادم ، والذي يقود المجمع والبابا هو"الروح القدس"،وكما يقول الكتاب المقدس "إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة باسمي هناك أكون في وسطهم".
 هل تؤيد عودة العمل بلائحة 38 الخاصة بالزواج والطلاق كوسيلة لحل أزمة الأحوال الشخصية ؟
..عندنا كلام واضح وصريح في الإنجيل يأتي في قاعدة"الزوجة الواحدة"،ومن أراد أن يتزوج فليتزوج زواجا مدنيا ،ولائحة 38بها أمور كثيرة مخالفة للإنجيل ومن وضعها "باشوات"كما كان يقول البابا شنودة.
 برأيك إلى أي مدى يمكن للكنيسة الإستعانة بالعلمانيين الأقباط في إدارتها خلال الفترة المقبلة ،مع ترك المجال السياسي لهم؟
..سيتم الإستعانة بالعلمانيين الأقباط فيما يخدم الكنيسة  ،ولن تكون الكنيسة ممثل سياسي عن لأقباط.
 هل توافق على تخصيص "كوتة للأقباط" في المجالس النيابية؟
..أفضل أن يمارس الأقباط السياسة من خلال الإندماج في الأحزاب السياسية ،حتى يحدث تواصل إيجابي بينهم وبين المجتمع.
 إلى أي مدى يمكنك القول أن هناك تمييزا ضد الأقباط خاصة كما يتردد-في الوظائف العامة؟
..هذه ليست محتاجة سؤال ..هات لي رئيس جامعة مسيحي ،مع إن ولادنا بيطلعوا بره بيكونوا أفضل الناس ،وما نريده أن يتم التعامل المرء في الوظائف العامة وفقا لكفاءته ،وليس على اساس ديني.
 هل يمكن أن نشهد حوارا بين الكنيسة والسلفيين بالمقر البابوي أو خارجه خلال الفترة القادمة.؟
..ليس هناك ما يمنع من إقامة حوار بين السلفيين والكنيسة في أي وقت ـهم إخوتنا، ويهمنا جميعا مصلحة الوطن.
 ماهي أمنياتك من البطريرك الـ118 للكنيسة القبطية؟
..أمنياتي من البطريرك الجديد أن يذهب بنا للسماء.
 هل تتفق مع القائلين بأن القرعة الهيكلية مخالفة للقانون الكنسي ؟
..القرعة الهيكلية هي التي أتت بالبابا كيرلس والبابا شنودة ،وأتمنى أن تأتي بأحد الآباء المرشحين لأنهم جميعا أفضل مني .
 أخيرا...هل لديكم مخاوف من صعود متزايد لتيار الإسلام السياسي خلال الفترة المقبلة ؟
..ليس هناك ما يدعو للخوف وعمرنا ما نخاف ، و كلام الإنجيل  واضح و صريح: "  "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا غلبت العالم".
 ماهي رؤيتك لتعديل لائحة انتخاب البطريرك؟
..هذا الأمر سيعرض على المجمع المقدس ،والهيئات الكنسية المختصة لمراجعته.