رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خيرالله: الإخوان استفادوا من أحداث رفح

الفريق حسام أحمد
الفريق حسام أحمد خير الله

بعد أن هدأت عاصفة الإطاحة بقيادات المجلس العسكرى وكذلك رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، قررت "بوابة الوفد" التحاور مع الفريق حسام خيرالله وكيل أول جهاز المخابرات العامة السابق لكى يحدثنا عن ما يحدث خلف الكواليس المخابراتية والعسكرية أيضا.

أكد خير الله فى حواره على ضرورة الإطاحة بجميع القيادات التى تتخطى حاجز الـ 60 عاما، وأضاف أن الإخوان هي المستفيد الأول من أحداث رفح حتى تجد ذريعة قوية للتدخل فى شئون القوات المسلحة.. وآخر كلمات اللواء عمر سليمان له  "يبدو إن البلد دي مش هينفع نعيش فيها تاني"..والى  نص الحوار.

*مارأيك فى قرارات رئيس الجمهورية التى فاجأ بها الشعب بإحالته بعض قيادات المجلس العسكرى للتقاعد؟

**و"الله خير مافعل" خاصة بعد الفضيحة المدوية لأحداث رفح  ووفاة 16 جنديا من قوات المسلحة وتخبط الحالة الأمنية فى سيناء وخطوة فى إطار  تجديد الدماء للقيادات العسكرية والتى ظل المشير طنطاوى والفريق عنان مسيطرين على الوضع طوال عقود طويلة.

*إذاً أنت مؤيد لهذا القرار؟

**هذا القرار كنت أتوقعه منذ أن تولى الدكتور مرسى رئاسة الجمهورية لأن العالم كله يسير على هذا النهج من تغير القيادات بشكل دائم وتوالى وجوه جديده تعمل على التطوير والتجديد ولو كان الله أراد لى أن أكون رئيسا للبلاد لكان هذا القرار من أول قرارتى وليس على المشير طنطاوى وعنان فقط ولكن على كل من وصل سنه إلى الـ 60 عاما وليس فى المؤسسة العسكرية فقط بل فى جميع الهيئات والمؤسسات.
 
*ولكن ألا ترى أن هذا القرار كان قنبلة فى الوسط السياسى وفى توقيت غير عادى؟

**الرئيس مرسى ذكى وبيفكر كويس قبل اتخاذ القرار وتعامل مع قيادات المجلس العسكرى بكل لطف وكسب ودهم على مدار 40 يوما الماضية فى جميع المؤتمرات والاحتفالات وكان حديثه مركزا على دور القوات المسلحة فى حماية الثورة وحماية حدود الوطن  حتى استطاع أن يغير قائد شرطة الحرس الجمهورى التابع للنظام السابق  وأيضا تغير قائد الشرطة العسكرية الموالى لطنطاوى حتى حانت ساعة الصفر وأطاح بالمشير وعنان.

*ولكن لماذا لم يتم ذلك خلال تشكيل الوزارى الأخير وتكليف حكومة الدكتور قنديل؟

**زى ماقلت لحضرتك الرئيس مرسى ذكى ويفكر صح هو وجماعة الإخوان قادرون على قراءة قيادات العسكرى وبذلك هذه الخطوة كان الأفضل لها أن تأتى فى مثل هذا التوقيت وليس التعديل الوزارى واتوقع ملاحقة طنطاوى وعنان وبدين  قضائياً وإذا بحثتم وراء طنطاوى ستجدون وراءه الكثير.

*ممكن توضح أكثر عن قولك "إذا بحثنا وراء طنطاوى"؟

**أتوقع أن يتم التفتيش وراءهم وخاصة أحداث المرحلة الانتقالية من أحداث قتل المتظاهرين وغيرها مثلما حدث مع الفريق أحمد شفيق, والدعاوى القضائية التى تلاحقة عقب خسارته فى الانتخابات الرئاسية.

*ولكن ماذا عن الفريق  سامى عنان؟

**الفريق عنان كان بمثابة رئيس وزراء طنطاوى يقوله عايزين نظبط مع الأحزاب واعملنا دى مع فلان وعلان ولكن السلطة كانت كلها فى يد طنطاوى وعنان جهة تسيير الأمور فقط عكس ما كان يظن البعض  خيوط اللعبة كلها فى يد عنان.

*هل كان تولى الفريق أول عبد الفتاح السيسى لوزارة الدفاع مفاجأة بالنسبة لك؟

**الفريق السيسى كان مدير جهاز المخابرات الحربية واستطاع أن يلتقى مع جماعة الإخوان المسلمين وقت أزمة حل البرلمان من أجل التهدئة فكانت بداية وضع الإخوان أعينهم عليه.

*هل لديك معلومات عن هذا اللقاء الذى جمع الإخوان بالفريق السيسى؟

**الجميع يتذكر موقف  قيام شباب الإخوان بعمل أسوار حول البرلمان لحمايته  فكان رد القوى الليبرالية إعلان الاحتجاج على هذا الوضع فحدث الصدام بينهما وطلبت جماعة الإخوان من القوات المسلحة التدخل لحماية البرلمان وحماية أعضائه فرفض المشير طنطاوى الحديث مع الجماعة فى هذا الأمر وطلب من اللواء السيسى القيام بهذه المهمة فكانت وبالفعل نجح فى تهدئة الموقف المشتعل وكانت بداية لقائهم حتى وصل إلى منصب وزير الدفاع ليكون خليفة المشير طنطاوى.

*وماذا تعرف عن وزير الدفاع الجديد وخصوصا أن البعض ردد أن ميوله إخوانية؟

**للأسف الوزير مظلوم لأنه رجل سوى وجاد  ومتدين فى فكره ومنضبط ولا يوجد فى الجيش من يعمل فى السياسة وعلاقة  السيسى بالإخوان واقعة البرلمان فقط وأقول للشعب المصرى لايوجد داخل صفوف القوات المسلحة لا ضابط إخوانى ولا غيره.


**ننتقل  للعنصر الثانى من حوارنا .. تعتقد من المسؤل عن أحداث رفح فى سيناء؟

إذا رجعت لتصريحات اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة السابق تجد ان المستهدف فى هذه العملية القوات المسلحة وموافى أكد أنه أبلغ الجهات المختصة وبالتالى الجهة المنتشرة فى سيناء هى القوات المسلحة وليس الشرطة المدنية وأن المستهدف من هذا الأمر هى القوات المسلحة وبالتالى كان لابد من القيادة أن تقوم بمهامها تجاه هذا الأمر وقرار رئيس الجمهورية باحالة قيادات العسكرى عقب هذه الأحداث الي للتقاعد "قرار صائب" وإجراء سليم ومن سلطات الرئيس إقالة رئيس جهاز جهاز المخابرات.

*كيف ترى تصريحات اللواء مراد موافى بعدم توقعه حدوث هذا العمل الإجرامى وقت انطلاق مدفع الإفطار؟

*موافى أخطأ فى حق مصر والتصريحات التى أدلى بها تؤكد على أنه قلبه ضعيف وطيب ومينفعشى يشتغل فى العمل المخابراتى خاصة أن الجملة التى قالها فى ذيل تصريحه أنه لا يتخيل أن مسلم بقتل أخاه المسلم ساعة الإفطار دى فى حد ذاته تخرج من رجل عسكرى يعمل فى المخابرات وياريته ماقال هذه التصريحات وصمت. 

*بصفتك استخباراتيا سابقا.. كيف يتم التعامل مع  المعلومة التى يحصل عليها الجهاز  وإلى أين ترسل وتبلغ؟

** الجهاز يتم بالتنيسيق الأمنى مع جمع الجهات الأمنية سواء على إطار القوات المسلحة وجهاز الشرطة المدنية والمخابرات الحربية ورئاسة الجمهورية  وأن أى معلومة تخص الأمن القومى يتم إبلاغها بشكل مباشر لرئاسة الجمهورية والقوات المسلحة ويتم ذلك إبلاغها بشكل مباشر, وجهاز المخابرات تابع لمؤسسة الرئاسة والمعلومات تصل إليها حسب أهميتها تبلغ للجهة المختصة.

*هل ترى أن تصريحات اللواء موافى كانت وراء التعجل بإقالته وأحداث رفح عجلت من إقالة قيادات المجلس العسكرى؟

**الحادث كان مزعجا وأليما،  وموافى قصر فى دوره وصرح بشكل غير مخابراتى ووضح أن "قلبه ضعيف" ولايجوز أن يكمل على رأس أخطر جهاز للأمن القومى المصرى، أما وضع القيادات العسكرى لأنهم المسؤلون عن الانتشار الأمنى وأمن سيناء  وليس جهاز المعلومات أو الشرطة المدنية.

*ترى من المسئول عن أحداث رفح ؟

**المستفيد من أحداث رفح هم الجماعات الدينية المتطرفة، وهى إما أن تكون حماس لما لها من سيطرة هائلة على قطاع غزة، وإما أن يكون حزب الله لمحاولة توريط مصر وتخفيف الضغط عليه فيما يتعلق بالأحداث فى سوريا، و توقيت هذه الأحداث ينم عن الخسة والتطرف.

*ترى من المستفيد من أحداث رفح ؟

أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين هى المستفيد الأكبر من هذه الأحداث، لمحاولة إحراج القوات المسلحة والتدخل فى شئونها وأعمالها والدليل على ذلك قيام الهيئة البرلمانية للحرية والعدالة بمجلس الشورى بعد الأحداث بيوم وقالت إن حماس برئية من هذه الأحداث وعلى القوات المسلحة  أن تعود لثكناتها.

*البعض ردد أن فتح المعابر كان وراء الأحداث خاصة بعد لقاء رئيس وزراء حماس بالرئيس مرسى؟

**بالرغم أن الرئيس مرسى فتح المعابر "سداح مداح" إلا أن الفلسطينيين أحرص الناس على أمن مصر وأستبعد وجودهم فى هذه الأحداث إلا إذا

كان تم الاستعانة بعملاء والعملاء كثيرون  ولابد أن يكون الوضع مقننا نوعا ما فى أمر المعابر وأن أذكرهم أن الراحل عمر سليمان, مدير جهاز المخابرات كان أحرص فرد فى النظام السابق وأحرص من الإخوان على الفلسطينيين وكان يعمل من أجل مصالحهم وأنا أقولها"سليمان كان أحرص من الإخوان على أهل غزة وكان دائما مايقوم مش هنسيب إخواتنا فى غزة قاعدين فى الخنادق ومش هنقفلها عليه".

متى كانت المرة الأخيرة التي قابلت فيها اللواء عمر سليمان؟

رمضان الماضي كان آخر لقاء بيننا، أما آخر مرة تحدثت فيها معه بعد الجولة الأولي من الرئاسة وقال لي جملة واحدة "يبدو إن البلد دي مش هينفع نعيش فيها تاني"، وكان صوته متأثرا وغير طبيعي، وكان يعاني من تعب في الحلق في تلك الأيام.

ـ بحكم قربك منه كيف كانت حالته الصحية؟

لا أعرف بالضبط إلى أي مدى وصلت حالته الصحية، لكنه سافر ألمانيا للعلاج، وعاد بعدها بأسبوعين، حتى خرجت إشاعات في ذلك الوقت أنه هرب للخارج ومعه 11 شنطة، وقبلها سافر للإمارات للعلاج أيضا، إلى أن فوجئنا جمعيا بخبر موته بسكتة قلبية في الولايات المتحدة.

ـ ترددت الكثير من الإشاعات عن مقتل عمر سليمان.. ما رأيك؟

تلك الشائعات خرجت من التيار الإسلامي لتشويه صورته، لأنهم يريدون الربط بين الإخوان وأمريكا، وأن هناك صفقة تمت بينهما على أساس أن عمر سليمان الصندوق الأسود، يريدون التخلص منه.
وصل تشويه صورة سليمان بإقناع الناس، أن سليمان لو كان شخصا جيدا بالفعل، لاستقال من حكومة النظام السابق، وردي على هؤلاء أن في ظل النظام السابق لم يكن هناك كلمة "يستقيل" لكن هناك يقال، لأن من يستقيل يواجه من النظام ما لا يطاق، حتى أنني كتبت في نعي سليمان بإحدى الصحف "نخطئ ونصيب والكمال لله وحده". عمر سليمان ساعد على حل العديد من المشكلات، وبحكم عمله كان يتعامل مع جميع أجهزة دول العالم، وبالرغم من آرائه السيئة عن شارون، فإنه كان يقابله بحكم عمله، لأن هناك قاعدة نعمل بها "ما فيش صديق دائم ولا عدو دائم".

يعني هذا أنك تنفي تماما احتمال مقتله؟

بحكم عملي في مجال المخابرات لابد أن يكون هناك احتمال للشك ولو بنسبة 1%، فإذا كانت وفاته طبيعية بنسبة 99%، فهناك احتمال بنسبة 1% بأنه قتل، أنا لا أؤكد على شيء معين.

*هل لديك معلومات بشأن محاولة اغتياله عقب تنصيبه نائبا لرئيس الجمهورية السابق ، حيث تم اتهام جمال مبارك أنه وراء هذه المحاولة الفاشلة ؟

**من غير المنطقي أن يدبر جمال مبارك اغتيال سليمان وأنا لا أعرف وأول من تكلم عن هذا وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وكان لابد من تقديم معلمات أكثر  وأيضا غير منطقي، واحد كان عرش أبوه بيهتز، هيدبر إمتى ويفكر في اغتيال سليمان في 24 ساعة.

ـ وكيف كانت علاقته بالرئيس السابق مبارك؟

وصلت درجة فهمه لشخصية مبارك، إلى قدرته أن يكتب كتابا كاملا عنه، كان يفهم أدق تفاصيل شخصيته، وكان له أسلوب معين في التعامل معه، أنه دائما يعطيه خلفية عن ما يقوم به، حتى يفوت الفرصة على من حوله مثل زكريا عزمي أن يضربه بها.

لماذا كان سليمان غير محب للظهور وبعيدا تماما عن الشو الإعلامى ؟

لأنه يعلم شخصية مبارك فى إحراق من يلمع لدرجة أنه أذا علم بوجود مقالة تمدحه يطلب حذفها فورا لا نراه فقط إلا وهو ينزل من سلم الطائرة، لأنه يعلم أن أي شخص يعلو نجمه، تكون نهايته قريبا، فكان يتعامل مع مبارك على أساس "أنت القمر لوحدك"، دائما واضعا يديه على رجليه أثناء جلوسه على طاولة الاجتماعات، بعكس آخرين "نفخين صدرهم وحاطين إيديهم على الترابيزة".

وأذكر مثالا، كان مبارك يجتمع مع أكبر شخصيات الدولة وكان يشرح مشكلة خاصة بالشرق الأوسط، كان يتساءل الجميع من أين أتى الرئيس بكل هذه المعلومات، وكان سليمان له الفضل في ذلك، وكان يجلس معهم ويستمع وكأنه لأول مرة يعلم بتلك المعلومات.


*هل كان مكروها من قبل حاشية المخلوع ؟

**طبيعة عمر سليمان أنه شخصية غير تصادمية، كانت تصله الشتائم من بعض الأشخاص، وعلى الرغم من ذلك كان يتعامل معهم بكل تقدير واحترام، وعندما كان يقابله زكريا عزمي في إحدى المناسبات كان يذهب لسليمان ويسلم عليه. وكان الشخص الوحيد الذي يذهب لبيت مبارك دون توقيت سابق، والجميع كان يعلم أنه قريب جدا من صاحب القرار، وله تأثير عليه، حتى العالم الخارجي كان يعلم حجم وثقل سليمان جيدا.
 

*البعض يردد أن جهاز الموساد الإسرائيلى"علم" على الجهاز المخابراتى المصرى بشأن معلومات أحداث رفح ؟

**طول عمره الموساد الإسرائيلى متفوق على المخابرات المصرية ولديه قدرة فارقة على اختراق الأجهزة الأمنية والدليل على ذلك اختراقه لجميع الفصائل الفلسطينية .
 


شاهد الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=gWA36dzhMeM&feature=youtu.be