رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البدوى: سأستقيل إذا فشلنا بالانتخابات

يبدو هادئا مبتسما، رغم كل السهام التى توجه له ولحزبه على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بضم بعض فلول الحزب الوطنى على قوائم مرشحى "الوفد" فى انتخابات البرلمان.

فى حواره مع "الحرية والعدالة" يرجع الدكتور سيد البدوى – رئيس حزب الوفد - الهجوم الذى يتعرض له حزبه إلى تربص بعض المجموعات التى كانت تدير الحزب قبل رئاسته، مشيرا إلى عدم تقبلهم لفوزه برئاسة الحزب حتى الآن.

دخل البدوى في عديد من القضايا الحزبية والسياسية المطروحة على الساحة فى حوار لم تنقصه الصراحة.

  • بداية كيف ترى الوضع السياسى الحالى؟ وما توقعاتك لمصر القادمة بعد الانتخابات؟

نحن الآن نعيش توابع زلزال ضخم هو زلزال ثورة 25 يناير، الذى جعل كل مؤسسات الدولة فى حالة عدم استقرار.. ولكن بعد الانتخابات وانتقال السلطة التشريعية إلى مجلس الشعب والسلطة التنفيذية إلى حكومة من الأغلبية التى انتخبها الشعب سيؤدى ذلك إلى الاستقرار.

  • ولكن المجلس العسكرى أكد أن تشكيل الحكومة من اختصاصه وليس من اختصاص البرلمان.

وفقا للإعلان الدستورى فإن المجلس العسكرى يقوم بسلطات رئيس الجمهورية ومن اختصاصه تشكيل الحكومة.. ولكن من أى الكتل يختار الحكومة، لا بد أن يكون من الأغلبية البرلمانية حتى لا يتم سحب الثقة منها.

  • يرى البعض أن المجلس العسكرى يتباطأ فى تحديد موعد انتخابات الرئاسة.. ما رأيك؟

المجلس العسكرى حدد موعد انتخابات الرئاسة بالفعل، ففى اجتماع حضرته - وكان من بين حضوره الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" - أعلن المجلس العسكرى أن البرلمان سيبدأ فى عقد أولى جلساته يوم 13 يناير ويمارس سلطاته التشريعية، وفى الأسبوع الأخير من مارس أو الأول من إبريل ينعقد البرلمان بمجلسيه لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وبمجرد الانتهاء من وضع الدستور الجديد والاستفتاء عليه بالإيجاب، يفتح فى اليوم التالى مباشرة باب الترشح لاختيار رئيس جديد للبلاد، وعلى ذلك فإن الكرة فى ملعب البرلمان القادم وليست فى ملعب المجلس العسكرى.

  • هناك أكثر من 30 حزبا أسست بعد الثورة.. ما رأيك فى هذه الظاهرة؟

شىء طبيعى أن يكون هناك أضعاف هذا العدد بعد فترة تضييق وحصار فرضه النظام السابق، فتونس التى لا يتجاوز عدد سكانها 10% من تعدادنا بها 110 أحزاب، ولكن فى النهاية لن يبقى سوى حزبين أو ثلاثة تستمد قوتها من مؤيديها فى الشارع المصرى.

  • وما الأحزاب المرشحة للبقاء من وجهة نظرك؟

 الوفد و"الحرية والعدالة" والوسط والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى والعدل.

  • فى بداية عهدك فى رئاسة الوفد شهد الحزب انضمام كثير من السياسيين اللامعين للحزب، والآن نشاهد ردة باستقالة العديد منهم، فما السبب؟

منذ رئاستى للحزب حتى الآن انضم نحو 87 ألف عضو منهم 23 ألف شاب، وقبل رئاستى للحزب كان يعانى من حالة ركود شديدة جدا، حتى إن الدكتور وحيد عبد المجيد قال: إن الوفد أصبح جثة هامدة، والرئيس القادم له سيستلم هذه الجثة لدفنها، لكن سبحان محيى العظام وهى رميم! فالله أراد أن يحيا حزب الوفد مرة أخرى.

  • ولكن ألن تؤثر استقالة هذه الأسماء اللامعة فى مسيرة الحزب؟

الأسماء اللامعة التى استقالت من الحزب هى علاء عبد المنعم ومصطفى الجندى فقط.

  • ومحمد العمدة؟

محمد العمدة استقال إعلاميا وعبر الرسائل القصيرة فقط، ولم يستقل رسميا، وسبب موقفه هذا كان الخلاف على الترشيحات الانتخابية بينه وبين اللجنة العامة فى أسوان، وأنا أكن له كل احترام وتقدير.

  • لماذا يستعين الحزب بأعضاء من الحزب الوطنى للترشح على قوائمه؟

الحزب الوطنى كان يضم 3 ملايين عضو، ولا يوجد لدينا أو لدى أى حزب قاعدة بيانات نستدل من خلالها على هوية أعضاء الحزب الوطنى، لذا قمنا بتحديد الذين سيتم منعهم من الترشح الانتخابى على قوائم حزب الوفد من هؤلاء الذين لدينا قاعدة بيانات خاصة بهم، وهم مرشحو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى وأعضاء أمانة السياسات، وأمناء المحافظات، ولا نستطيع أن نطلب من المرشح إحضار شهادة بأنه ليس عضوا فى الحزب الوطنى لأنه انحل.

  • ولكن هناك أسماء تحوم حولها علامات الاستفهام مثل اللواء عبد الوهاب خليل مدير أمن 6 أكتوبر السابق؟

اللواء عبد الوهاب خليل ترشح فى الانتخابات الماضية مستقلًا، وكان نائبا مستقلا فى البرلمان السابق، ولم ينضم للحزب الوطنى بعد نجاحه.

فقط أربعة من نواب الحزب الوطنى فى مجلس الشعب السابق هم من ترشحوا على قوائم الوفد بـ"ضغط" من أمانات المحافظات.

  • حتى إن لم يكن عضوا فى الحزب الوطنى، ولكنه كان قيادة أمنية كبيرة فى وقت كانت فيه سمعة القيادات الأمنية سيئة.

اللواء عبد الوهاب خليل كان مديرا للبحث الجنائى قبل أن يكون مديرا لأمن 6أكتوبر، وضباط البحث الجنائى لم تكن سمعتهم سيئة، والأخطاء التى حدثت فى الشرطة كانت فى مجال الأمن السياسى، لكن البحث الجنائى والدفاع المدنى والمرور وغيرها من القطاعات ما هى إلا قطاعات خدمية، فليس كل الضباط فاسدين، فهناك ضباط شرفاء، وعبد الوهاب خليل من أشرف الضباط.

  • هل أنت راضٍ تمام الرضا عن قوائم مرشحى حزب الوفد؟

لدينا مرشحون أقوياء فى القوائم حتى رقم 5 على الأقل، ولكن المشكلة كانت فى استكمال القوائم، ولولا رفض بعض كوادر الوفد وقياداته أن يكونوا بعد رقم 5 فى ترتيب القوائم لحصلت قوائم الوفد على الأغلبية بسهولة.

  • هل تتوقع أن يحصل الوفد على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان القادم؟

كل الإحصائيات تؤكد أن قبول الوفد فى الشارع المصرى يفوق قبول الإخوان، ولكنها أكدت أن التصويت للإخوان فى الانتخابات سيكون أعلى، كما أكدت أن نسبة 48% من الشعب المصرى لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم، ونحن نراهن على

هذه النسبة.
  • يعتقد بعض المراقبين أن الوفد كان من الممكن أن يحصل على نسبة أكبر فى البرلمان القادم إن استمر ضمن إطار التحالف الديمقراطى.. ما تعليقكم؟

الحقيقة أن انسحابنا من التحالف اليمقراطى انتخابيا لا يعنى انسحابنا منه سياسيا، فنحن شركاء أصليون فى هذا التحالف.

هذا التحالف بدأ تحالفا سياسيا ووضعنا وثيقة التحالف الديمقراطى من أجل مصر التى أعتبرها جنبت مصر الكثير، ومنعت انقسام مصر إلى فسطاطين أحدهما إسلامى والآخر ليبرالى، واتفقنا على مدنية الدولة ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، كما اتفقنا على المبادئ الأساسية فى الدستور، وعلى نظام الحكم فى كافة المجالات فى الصحة والتعليم والاستثمار وكل شىء، بحيث يكون الاتفاق كاملا فى حال تشكيل حكومة ائتلافية.

أما فيما يتعلق بالتحالف الانتخابى فقد اعترضنا وطالبنا بالبدء بتنسيق قد يصل إلى تحالف وقد لا يصل إلى ذلك، واقترحت أن يكون الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس لجنة التنسيق، وفى جلسة ضمتنى مع قيادات حزب الحرية والعدالة رأينا أنه من صالح التحالف أن يخوض الوفد الانتخابات بقائمة منفصلة ويخوض "الحرية والعدالة" الانتخابات بقائمة أخرى بالتشارك مع باقى أحزاب التحالف، وذلك بسبب كثرة عدد المرشحين وصعوبة التنسيق بينهم، لذلك أخلينا النسبة المقررة للوفد (35%) لباقى الأحزاب، ولكن هذا لا يعنى انسحابنا من التحالف الديمقراطى من أجل مصر؛ لأننا وقعنا جميعا على وثيقة أعتبرها إنجازا يجنب مصر الكثير.

وأكرر أنه ليس لدينا مانع من الدخول فى ائتلاف برلمانى وحكومة ائتلافية مع حزب الحرية والعدالة، خاصة فى ظل وجود وثيقة التحالف الديمقراطى المتفق عليها.

  • هل ستقبلون بنتائج الانتخابات أيا كانت؟

طبعا.. هذه هى قواعد الديمقراطية، ولا بد للجميع أن يقبل هذه النتيجة أيا كانت، فحتى إن حصل الحزب الشيوعى على الأغلبية فسنحترم النتيجة ونقبل بها ونبدأ فى معارضة هذا الحزب وتفنيد كل سياساته وكشف ما إذا كان صالحا لقيادة البلاد أم لا أمام الرأى العام.

  • هل توافق على استمرار التفزيع من وصول الإسلاميين إلى السلطة أو حصولهم على الأغلبية البرلمانية؟

لست منزعجا من هذا الأمر ما دام القرار بيد الناخب المصرى ويحكمه صندوق انتخابات نزيه وشفاف.

  • هل فكرت فى الاستقالة من رئاسة الحزب بسبب الخلافات الداخلية؟

الخلافات داخل حزب الوفد موجودة منذ أن فزت برئاسة الحزب فى شهر يونيو 2010، لأن هناك مجموعة كانت تسيطر على كل شىء فى الحزب قبل رئاستى له، وهذه المجموعة لم تتقبل فوزى برئاسة الحزب حتى الآن ولن تتقبله، ولذلك فهم يخرجون للإعلام ويتحدثون عن خلافات داخل الوفد، ولكنها كلها خلافات إعلامية لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، وهذه المجموعة ما هم إلا قلة، والرأى فى النهاية للجمعية العمومية.

  • هل ستتقدم باستقالتك إذا حصل الحزب على نسبة ضعيفة فى البرلمان القادم؟

نعم.. إذا فشل الوفد فى الانتخابات القادمة سأتقدم باستقالتى وأدعو إلى انتخابات مبكرة فى الحزب.

  • وما النسبة التى ستستقيل إذا حصد الحزب أقل منها؟

لا أستطيع أن أحدد ذلك، ولكن الفشل سيظهر والنجاح سيظهر، على الرغم من أن هذه الترشيحات ليست ترشيحاتى، فالترشيحات هى ترشيحات الأمانات العامة فى المحافظات واعتمدها المكتب التنفيذى، ولكن أنا المسئول فى النهاية.

  • ما تصوركم للثوابت الواجب وضعها فى الدستور الجديد؟

هناك ثوابت لحزب الوفد فى أى دستور قادم، أولها أن الإسلام دين الدولة، وأن اللغة العربية هى اللغة الرسمية لها، وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع مع حق المسيحيين فى الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية، بالإضافة إلى المواطنة والإيمان بالوحدة الوطنية حصنًا حصينًا للحفاظ على أمن وسلامة البلاد، والحرية السياسية والديمقراطية التى تستند إلى قضاء مستقل وإعلام حر ملتزم بآداب المهنة، والحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية.