رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يتذكرهن في عيدهن.. مسنات دور الرعاية بانتظار عيد الأم

دار مسنين
دار مسنين

بريق من السعادة ممزوج بالكثير من الحزن تشعر به السيدات المسنات في دور الرعاية المختلفة في مثل هذا اليوم، وبمجرد أن تطأ قدماك دور رعاية المسنين، تدغدغ مشاعرك أغنية "ست الحبايب" للفنانة شادية، في عيد ست الحبايب.

أصوات ضحك تعم المكان مع ألوان من البهجة تحضيرًا للاحتفال، ولكن مع الاقتراب والجلوس معهن تتلاشى هذه الابتسامة بينما يسردن تفاصيل ما مررن به مع أولادهن فلذات أكبادهن الذين نسوهم في عيدهن، جالسين بمفردهن في غرفهن الصغيرة الدافئة يتمنون دخول فرد واحد من عائلتهن لمعايدتهن والمكوث معهن قليلًا.

وسط أجواء التحضير للاحتفال جلست السيدة فوقية عبدالعظيم 60 سنة، وفتحت قلبها لتقول: "ربنا يكرمها في حياتها"، جملة من القلب خرجت منها تدعو بها لابنتها التى جلبتها إلى دار الرعايا فور زواجها منذ 3 سنوات مضت، ومن ذلك الوقت لم تتذكرها حتى بمكالمة هاتفية للسؤال عن حالها والاطمئنان على صحتها.

وفي ركن هادئ وبعيد تجلس السيدة فتحية محمد 75 سنة، التي لم يرزقها الله بأولاد، تروي تفاصيل حياتها: "استمر زواجى لمدة 15 عامًا وتركنى زوجى لعدم إنجابي، ومن ثم قام بتأجير شقة صغيرة لى، ولكننى جئت إلى هنا لعدم قدرتى على المكوث بمفردى أكثر من ذلك؛ لأجد هنا الدفء والحنان الذي طالما حلمت بهما".

وفي خضم أحاديث الجميع تعالى صوت سيدة من ركن هادئ بعيد بجملة مكونة من كلمتين فقط، ولكنها كانت قادرة على تحطيم الفؤاد "يارب يفتكرونى" خرجت من السيدة منال عبدالعليم 65 سنة، وفور الاقتراب منها انهمرت الدموع من عينيها؛ لتقول: "أردت في هذا الوقت سماع كل سنة وأنتِ طيبة يا أمى"، وتابعت: "رزقنى الله بولدين أحدهما يعمل مدرسًا والآخر طبيبًا سهرت عليهما منذ وفاة زوجى، وعملت على تربيتهم وزواجهم إلى أن وصلت لسن الخمسين، فقاموا برد الجميل لى وتركونى في دار الرعاية".

في الدور الثاني مكثت السيدة زينب محمود

65 سنة، بيضاء اللون ذات عين زرقاء يشع بريق من وجهها تجلس بمفردها فتحت قلبها على الفور للحديث قائلة: "لا يسـأل عنى أو يهتم لأمرى سوى هؤلاء الأشخاص، ولكنى لا أحب تذكر يوم عيد الأم"، واستكملت حديثها في حزن قائلة: "توفي زوجى عندما كان عمر ابنى 25 عامًا، وعند تقسيم التركة وضعني ابنى في دار رعاية المسنين، وأخرج لى شهادة طبية تفيد بأن عقلي أصبح ضعيفًا لكبر سنى؛ ليأخذ التركة بأكملها ويتمتع بها، ويتركنى هنا بمفردى وحيدة وبائسة".

ومن جانبها قالت عزة عبدالعليم، مديرة دار الرعاية للمسنات، إنه يتوافد عليهم العديد من المسنات يوميًا، كما يوجد لديهم في الدار 35 نزيلة منهن مسنات، ومنهن من هى بحاجة إلى علاج نفسي وأدوية مستمرة.

أوضحت عزة أن البعض يعتقد أن عقوق الأولاد هو السبب الوحيد لتوافد المسنات على الدار، ولكن ذلك غير صحيح، حيث أن هناك نسبة كبيرة منهن ممن لا ذرية لهم.

أضافت عزة أن الدار تحاول جاهدة مع الأولاد الذين يجلبون أمهاتهن إلى الدار، وإقناعهم بأن يعتنوا بهن وأن يبقوا معهن، ولكن هناك من يستقبل الكلام ويعمل به، وهناك من يتركها لنا ويرحل من دون حديث، ومن ثم لا يسأل عن حالها فيما بعد.