رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : مصر تعود سياحيا وحضاريا وثقافيا

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

أسعدنى الاحتفال الرسمى بطريق الكباش بالأقصر، وأبهجنى أن يخرج الاحتفال بشكل مبهر يليق بدولة تحترم تاريخها وتعتز به وتنتهز الفرصة تلو الأخرى لتعيد الترويج للحضارة المصرية القديمة، ولتراث وآثار الفراعنة العظام.
شعرت بالفخر وأنا أتابع رئيس الدولة المصرية، وكافة مسئوليها ورموزها وكوادرها وهم يشاركون هذا الحدث الفريد، تأكيدا على أن مصر عائدة بقوة سياحيا، وثقافيا، وحضاريا.
إن إيمان المصريين بعظمة الأجداد، ونبوغهم العلمى والفكري، يعنى أن هذه الأمجاد قابلة للاستعادة بشرط تزاوج الإرادة مع الطاقات والإمكانات المتاحة سعيا نحو تحقيق نهضة حقيقية فى مختلف مجالات الحياة. والمؤكد أن أى متابع لحركة التحديث والتطوير فى مصر منذ عام 2014 يُدرك تماما أننا نمضى بقوة وجدية على الطريق الصحيح.
لقد واجهت البلاد تحديات صعبة فى السنوات التالية لثورة الثلاثين من يونيو، تكالبت فيها قوى الشر، وجماعات الإرهاب لتقويض وزعزعة دعائم الدولة المدنية فى مصر، لكن صمود المصريين وصبرهم، وإصرار المؤسسة الوطنية الحامية لكيان الدولة على التصدى لكل خطر، ومساندة الدول الشقيقة المساندة لمصر، عبر بالبلاد نحو ضفاف الأمان والاستقرار.
والآن تعود السياحة رويدا، وتُحقق عائداتها ارتفاعا ملحوظا رغم جائحة كورونا، وهو ما يعنى أن مصر مازالت مقصدا سياحيا مهما.
وإذا كان موكب نقل المومياوات إلى متحف الحضارة، ومشهد افتتاح طريق الكباش قد جددا لفت أنظار العالم إلى الحضارة المصرية القديمة، فإن افتتاح المتحف المصرى الجديد، وهو الحدث الأهم والأكثر ترقبا لدى محبى الحضارة المصرية سيكمل أكبر حملة ترويجية لآثارنا الخالدة.
ووفقا لما يؤكده الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، أنه سيتم إفتتاح المتحف المصرى الجديد خلال عام 2022 ليواكب ذلك مرور مئتى سنة على فك رموز اللغة الهيروغليفية على يد العالم الفرنسى جان فرانسوا شامبليون، ومرور مئة عاما على اكتشاف عالم الآثار البريطانى هيوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون، والتى تضم أكبر كنز أثرى فى العالم، فإن ذلك الحدث سيمثل حدثا عظيما وفريدا، يجب استثماره بالشكل الأمثل.
إننى أثق أن هناك تصورات وأفكارا وخططا عديدة لإقامة حدث تاريخى غير مسبوق، بمشاركة زعماء ورؤساء دول

العالم، فى ظل توجيه واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأدرك تماما أن هناك اعدادا وتجهيزا جيدا لذلك، وأتمنى أن يشارك المصريون من مختلف الفئات والأعمار فى مبادرات تثقيفية ومجتمعية تتوازى مع توجهات الدولة لتعظيم السياحة والحفاظ على الآثار باعتبارها قطاعا استثماريا عظيما تمتلك فيه مصر ميزات تنافسية فريدة.
ووفق ما نراه ونتابعه، فإننى أتخيل أن مصر المستقبل ستكون دولة جاذبة للسياحة والاستثمار، لديها كوادر مهنية مدربة ووعى وانفتاح على الآخرين، تسودها السماحة ويغلب عليها احترام الآخر.
أقول لكم وأكرر إن انتماء مصر العربى لا يعنى أبدا خصما من انتماءاتها الأخرى، فلا تعارض بين هويات مصر المختلفة، وإنما هى دوائر متصلة تضيف جميعا للمصريين مصيرا مشتركا وقيما نبيلة.
لقد غيرت مصر لغتها وديانتها أكثر من مرة عبر تاريخها، فكانت اللغة المصرية القديمة بخطها الهيروغليفى ثم تحولت مع دخول الإسكندر الأكبر إلى اللغة اليونانية، ثم تحول المصريون إلى اللغة القبطية بعد دخول المسيحية إلى مصر، وأخيرًا تحولت مصر إلى اللغة العربية بعد دخول الإسلام، وكما ذكر المفكر العظيم ميلاد حنا فإن مصر لديها ثلاثة انتماءات تتعلق بالجغرافيا وهى الانتماء العربي، والإفريقي، والمتوسطي، ولها أربعة انتماءات تتعلق بالتاريخ هى الانتماء الفرعوني، واليونانى والروماني، والقبطي، والإسلامي.
وأنا أتصور أن مصر كل هذه الحضارات مجتمعة، فالإنسان هو الإنسان بأخلاقه وقيمه وحرصه على التطور والتحضر.
وسلامُ على الأمة المصرية