رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أيام العادلي تعود لشرطة مينا البصل

يبدو أن ايادي الثورة لم تمتد تماما لتطهر قطاع الشرطة من الوزارة، تلك التي صنعها وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ولقنها لضباطه في أرجاء مصر، لقهر وتعذيب وإهانة

المواطنين بذنب او بدون ذنب، اعتقاداً ان كرامة الشرطة وقوتها مستمدة من إهانة المصريين وإذلالهم، فما حدث قبل ايام في قسم شرطة مينا البصل بالاسكندرية للمواطن عماد عبد العظيم اكبر دليل علي حنين بعض ضباط الشرطة لايام العادلي، وسيرهم علي أثره الاسود، فقد تم هتك عرضه و تعذيبه علي ايدي ضابط القسم وزبانيته، لا لشيء سوي لأن هذا المواطن ورد ذكر العادلي علي لسانه امام الضابط، «الوفد» رصدت قصة الاهانة واهدار الشرف والكرامة والمسجلة بتفاصيلها في التظلم رقم 163 لسنة 2011 تظلمات غرب، قصة قد تعيد للاذهان مأساة
الشاب خالد سعيد التي أشعلت فتيل الثورة بالإسكندرية.
«يطلق عليها اهالي الاسكندرية اسم «قضية العمادين» فمن تم الاعتداء عليه وهتك عرضه وتعذيبه هو مواطن بسيط يدعي عماد عبد العظيم عبد العظيم، ومن ارتكب الجريمة وامر رجاله بتنفيذها امام عينيه هو عماد عبد الظاهر رئيس مباحث قسم مينا البصل، اما السبب، في الواقع لا يوجد سبب، سوي ان المجني عليه ورد علي لسانه اسم ذكر محاكمة حبيب العادلي، ليري بعدها الاهوال داخل القسم، ومنذ ذلك الحين ووقوع الاعتداء الصارخ علي رجولته وكرامته، فرض عليه رئيس المباحث الإقامة الجبرية بمنزله امعانا في إذلاله، لا يغادره طلبا للعمل و الرزق، او قضاء حوائجه، لهذا كان لقائي معه بمسكنه المتهالك بإحدي عشوائيات الإسكندرية المعروفة باسم «مأوي الصيادين» بالقباري، حيث يعيش هو ووالداه المسنان وزوجته وطفلاه وأشقاؤه الـ«8» داخل هذا المربع الضيق، حياة معالمها الفقر والجوع والمرض.
يقول عماد 33 سنة: كنت قبل هذا الحادث اعمل سائقاً علي ميكروباص، والآن انا عاطل بأمر رئيس المباحث الذي يحدد اقامتي ويأمرني بعدم مغادرة المنزل والا لاقيت الويل، وكنت قبل ذلك أعمل حداداً، وبدأت قصتي مع الشرطة في 1 يونيو عام 2003، كانت يوما سعيدا انتهي بمأساة، فقد كانت ليلة زفاف شقيقتي، عندما نشب شجار بين بعض الشباب المشاركين في الزفة علي الكورنيش بمنطقة سيدي جابر، وفوجئت بالقبض علي انا وآخرين، وتم اقتيادنا للقسم، وهناك، تحولت قضية المشاجرة في المحضر الي قضية سرقة بالاكراه، رغم مخالفة ذلك للحقيقة، ودافعت عن نفسي بكل قوة، ولكن الفقر حال دون ان أجد محاميا للدفاع عني امام المحكمة، وصدر ضدي حكم ظالماً بالسجن خمسة اعوام رغم ان وكيل النيابة والقاضي لم يجدا أي أحراز بالقضية».
ويتابع عماد: رأيت اياماً من الذل والهوان بالسجن، احتملتها واحتسبت الظلم الواقع علي عند الله، وخرجت من السجن وبداخلي رغبة واحدة، الابتعاد عن اي مشاكل يمكن ان تقودني الي اي قسم شرطة مجددا، وكان كل همي رعاية والدي وزوجتي واطفالي، واعتدت ان اخرج باكراً كل صباح لصلاة الفجر، قبل ان ابدأ العمل علي الميكروباص من موقف القباري للموقف الجديد، وفي هذا اليوم سلكت طريقي المعتاد،ووصلت الي الموقف الجديد، فوجئت بضابط الشرطه هيثم «بك» يأمرني بالذهاب معه للقسم لإتمام حملة مراقبة، شعرت بالخوف، وقلت له متوسلا: « تاني ياباشا حنرجع للظلم و محاضر المخدرات «الا انه طمأنني بانها اجراءات شكلية ولن تستغرق وقتاً، ولكن بمجرد وصولي لقسم مينا البصل اختلف الامر، حيث تم تحويلي الي النيابة، وهناك تم اخلاء سبيلي، لكن بعد

مرور 5 ساعات، فوجئت باستدعائي من جديد من قبل القسم، فتوجهت اليه، ووجدت رئيس المباحث عماد عبد الظاهر، وثلاثة مخبرين هم «بهاء» «مدحت»، و«محمد»، واستولي المخبرون علي مبلغ «160» جنيهاً هي إيراد الميكروباص، واذا برئيس المباحث يسبني بأمي دون اي اسباب، وسألني عن تاريخ خروجي من السجن، فاخبرته انني لا اذكر بالتحديد، فواصل السباب وامرني ثانية بذكر تاريخ الخروج، فقلت له: كان يوم محاكمة حبيب العادلي.
ويضيف عماد: وما ان ذكرت اسم العادلي، حتي تحول الضابط عماد الي انسان آخر، هجم علي بوحشية وركلني في بطني، وخلع حذاءه وانهال به علي وجهي ورأسي، وقال للمخبرين كلمة واحدة «ظبطوه» وكانت هذه الاشارة، فقام المخبرون بتجريدي من ملابسي، وهتك عرضي باستخدام قلم جاف، وواصلوا هتك عرضي حتي فقدت وعيي.
وتنهمر دموعه ساخنة، دموع رجل فقد كرامته، ويقول: انا لا اخشي الفضيحة بذكر حقيقة ما تعرضت له من هتك عرض واعتداء، لاني اطالب وزير لداخلية باسترداد حقي وكرامتي، فلم يكتف رئيس المباحث عماد بما فعله بي هو ورجاله، بل هاجم منزلنا، واعتدي بالضرب علي والدتي المسنة، ودفع والدي علي الارض، انا لا اريد فقط حقي، بل حق والدي.
وتلتقط والدته اطراف الحديث وتقول: «حسبي الله ونعم الوكيل، فقد امر الضابط ابني بعد كل ما فعله بنا بألا يغادر البيت، ومنذ ذلك الحين وهو خائف من جبروته، قطع رزقنا ربنا المنتقم، من أين سأعيش انا ووالده، اولاده لم يذهبوا للمدرسة لعدم قدرتنا علي دفع المصروفات رغم بدء العام الدراسي.
لن أتنازل عن بلاغي ضد الضابط عبد الظاهر، بهذه الجملة ينهي عماد قصته، ويقول في اصرار: لن أخضع لأي ضغوط، حتي يتم معاقبته هذا الضابط ورجاله عقوبة حقيقية، لقد سمعت ان وزير الداخلية العيسوي اصدر قرارا بايقافه عن العمل، لكن يبدو ان القرار حبر علي ورق، فلا يزال يمارس مهامه بالقسم ويثير الذعر بين الاهالي.
ولا تزال اصداء تلك الجريمة تتردد علي السنة اهالي مينا البصل، لتثير بداخلهم الغضب وايضا الرعب من عودة ايام العادلي من جديد، ولتبدد اعتقادهم بأن الثورة جاءت لتحميهم من ايادي البطش والظلم الذي مارسه دوما ضباط الشرطة، فهل يتحرك وزير الداخلية للتحقيق في هذه الجريمة بصورة حقيقية ومعاقبة مرتكبيها..؟.