رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نار الغيرة تحرق "وعد" و"بلال"

الطفلة وعد
الطفلة وعد

البعض يردد أن الغيرة أجمل ما في الحب وأنها الإحساس الذى يجعل للحياة طعما بين أى اثنين، لكن احيانا تتسبب الغيرة فى دمار شخص ما أو اثنين أو ثلاثة مثلما حدث فى تلك القضية.. فعندما تزوج الزوج بأخرى وأنجب منها الطفلة «وعد» والطفل «بلال».

حرقت الغيرة قلب الزوجة الأولي التى لم تنجب وقررت أن تحرقهم جميعا واستغلت خروج زوجها من المنزل وتعدت على الطفلين حتى لفظا انفاسهما الأخيرة ثم أشعلت النيران بالشقة.
«وعد» و«بلال» طفلان لم يتجاوز عمرهما 7 سنوات، كان الجميع يحبونهما لخفة ظلهما وسماحة وجهيهما، ولم تتحمل زوجة والدهما ضحكاتهما العالية التى كانت تملأ أرجاء المكان، أثناء لهوهما، وراحت تعتدي عليهما بالضرب المبرح، حتى نزفا من الفم والأنف، ولفظا أنفاسهما.
المتهمة أميرة تقف بأقدام ثابتة بعد أن شحب لونها تدلى باعترافات ظنا منها انها ستخفف عنها العقاب وتقول «كان يعاملنى زوجى معاملة سيئة، ويعتدى دائما علي بالضرب وأردت الانتقام منه فى أولاده لإحراق دمه، لتعديه الدائم عليّ، ورفضه طلاقي، رغم أنني غضبت عند أسرتي، منذ بداية زواجي منه»، تسكت المتهمة للحظات وكأنها تستعيد شريط حياتها مع زوجها وتتابع تزوجت من «مصطفى» الكهربائي بعد أن تقدم لخطبتى منذ 9 سنوات كانت الأيام تمر علينا بسعادة وحب لكن نظرات أهل زوجى كانت تزداد حدة كل يوم فكانوا ينتظرون الولد الذى دائما ما يحلمون به وكانوا يتهموننى دائما بالتقصير، وتتابع «الخلفة دى بتاعة ربنا لكن أهل زوجى كانوا مفتريين» تحملت كلماتهم القاسية ونظراتهم الحادة رغم اننا فى بادئ حياتنا وذهبت للأطباء الذين أخبرونى بالصدمة الكبرى وقال لى أحدهم باستحالة حملى أو صعوبته لكن كل شىء بإيد ربنا.
مرت الأيام وأمام ضغط اهل زوجى وافق على الزواج من أخرى لإنجاب الولد وبالفعل رشح له اقاربه إحدى الفتيات وتقدم لها وسرعان ما تم زفافهما وأنجب منها «وعد» وأسكنها بالشقة المواجهة لى وكان يعاملنى معاملة سيئة فطلبت منه الطلاق إلا أنه رفض بحجة أنه يحبنى ولا يستطيع الاستغناء عنى وبعد سنتين أنجب «بلال» الولد الذى طالما حلمت به الاسرة وكانت نار الغيرة تأكل بجسدي لكن تحملت على نفسي وتمالكت أعصابي حتي دبت الخلافات بين زوجى وضرتى حتى طلقها وأخذت طفليها الى منزل اهلها واستمرا معها لمدة عامين إلا أنه قام برفع قضية امام المحكمة وضم الطفلين له، وتضيف المتهمة عقب ذلك مكث الطفلان معى بالشقة ودائما ما كان يرفض رؤية أمهما لهما او ذهابهما اليها.. وعندما يبكى الطفلان شوقا لأمهما كان يعتدى عليا بالضرب ويتهمنى بالتقصير فى حقهما حتى سئمت من حياتى وكرهت الاطفال وكرهت الزواج، تتنهد المتهمة وكأنها تخرج لهيب يملأ صدرها قائلة «فكرت كتير أقتل جوزى لكن كدا هيرتاح انما أنا عايزة أحرق قلبه فقتلت ولاده اللى ذلنى بيهم»، واضافت المتهمة يوم الاثنين بعد صلاة المغرب استغللت تواجد زوجى بعمله وبكى بلال ومن بعده وعد وفشلت فى اسكاتهما فتعديت عليهما بالضرب دون وعى وارتطمت رأسهما بالجدران حتى فقدا النفس وكأنى كنت في عالم آخر ولم أشعر بنفسي ولم

أشعر حتى بصراخهما وتوسلاتهما فقد أعمانى الحقد والغيرة، ثم قمت بحرق الشقة لإخفاء معالم الجريمة ويظن الجميع أن الطفلين ماتا محروقين.
ويضيف: حاولت الهروب خلسة دون أن يرانى أحد إلا أن جارتى «أم أحمد»، زوجة حارس العقار محل الجريمة تمكنت من ايقافى وسألتنى عن الحريق فأخبرتها بأنه لا يوجد حريق فصفعتنى على وجهى وأخذت مفاتيح الشقة عنوة وصعد اهل المنطقة لإطفاء الحريق، فاكتشفوا جثتى «وعد» و«بلال»، وتحفظوا علي لحين حضور المباحث.
ويقول «مصطفى» والد الطفلين: بعد انتهاء عملي يوم الاثنين ذهبت الى المنزل، واشتريت حذاءً جديدً لـ«بلال»، للذهاب إلى الحضانة، وطبعت قبلة على وجنتي «وعد»، ونزلت لمقابلة عمل أخرى، وكانت زوجتي المتهمة، توجه لي السباب، وتتوعدني بالانتقام مني، وكنت معتادًا على سماع تلك الكلمات بصفة مستمرة إلا أننى لم ألق لها بالا ولم أعتقد أنها ستنفذ وعيدها تلك المرة، ويكمل ساعه ما بين نزولي إلى الشارع، واتصال (رجب) حارس العقار، لإخباري بإحراق الشقة، كانت زوجتى أجهزت على ضرب الضحيتين حتى لفظا أنفاسهما، وأضاف المتهمة اعتدت على الطفلين، ثم أحرقت فراش الزوجية، وأغلقت باب الشقة بإحكام، وحاولت الهروب.
كان قد تلقى اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغا بنشوب حريق بشقة فى منطقة الهرم، مما أسفر عن تفحم طفلين.. وعلى الفور انتقل المقدم مروان مشرف رئيس مباحث قسم الهرم ومعاونوه محمد نوفل ومحمد مختار وأبو القاسم الدهشان إلى محل الواقعة، وكشفت التحريات أن الطفلين المتوفين هما «بلال» 5 سنوات و«وعد» 7 سنوات، وأن زوجة والدهما «أميرة» ربة منزل وراء إشعال الحريق بالشقة. وبضبط المتهمة اعترفت أنها متزوجة من كهربائى ونتيجة لعدم قدرتها على الإنجاب تزوج عليها من امرأة أخرى، وأنجب منها الطفلين التوأم وأساء معاملتها، وبعد مرور عدة سنوات حملت من زوجها، إلا أنها رغم ذلك قررت الانتقام منه لسوء معاملته لها فانتهزت عدم وجوده فى الشقة التى يقيمون بها جميعا، وحبست الطفلين فى غرفة وأشعلت النيران فيها، مما أسفر عن مصرعهما، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.