رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"طلقة" موت..!!

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تصدق يوما ان أحلامها  مع زوجها ستدمر بمكالمة هاتفية. بالفعل إنها مجرد مكالمة انتهت فيها قصة زوج وقضت أيضا علي آخر نفس في حياة زوجة، لم تجد حلا أمامها سوي الانتحار فألقت بنفسها من الدور السابع لتسقط جثة هامدة غارقة في دمائها أمام اعين طفلتها التي لم يتجاوز عمرها 8 سنوات وشقيقها الصغير بالكاد ينطق كلمة «ماما».

مكالمة هاتفية قال فيها الزوج الذي يعمل بالمحاماة لزوجته «أنتِ طالق» وكانت هي المرة الثالثة والأخيرة التي يرمي عليها يمين الطلاق، حاولت ان تثنيه وتطلب منه السماح وتعهدت له بألا تغضبه مرة أخري وتحقق له ما يتمناه، الا انه رفض الرجوع وأصر علي الطلاق.
قالت  هاتفيا:  «ارجع من فضلك للبيت انت وحشتني وولادك نفسهم يلعبوا معاك، حياتي بدونك بلا معني، أنت كل دنيتي أنت النفس الذي أتنفسه لكي أعيش» لكن بلا فائدة.... فشعرت ان سكيناً انغرس في قلبها.
فتابعت حديثها معه بصوت مكتوم: «أنا ميتة من غيرك لذلك سأنتحر ان لم تتراجع عن قرارك» وانفجرت في البكاء، فعندما سمع صوت بكائها بدأ يتعاطف معها وحاول تهدئتها . وطلب منها ان تتمسك بالله وتخرج هذه الفكرة من رأسها من أجل أولادها. وقال: «أرجوكي لا تفعلي شيء في نفسك  لاني أحبك لكن افضل شئ للمشاكل التي بيننا هو الانفصال لانه الحل الأمثل لكي ولي ومن أجل أبنائنا حتي لا يتعبوا من كثرة مشاكلنا التي تقع أمامهم.. فأنا قبل ان أفكر في نفسي فكرت فيك وفي أولادي... فأردت أن اختارالحل المناسب لنا جميعا وهو الانفصال».
فانهارت وشعرت بانه ليس هناك امل في الرجوع بعد 9 سنوات من الزواج.
وقال الزوج باصرار : ما بيننا أكبر من المشاكل الطبيعية  حياتنا تحولت لجحيم دمرني وأخشي علي أولادي ان تحولهم مشاكلنا إلي مرضي نفسيين... انتِ الحياة امامك مفتوحة لتعيشي سعيدة دون مشاكل تعكر عليك صفو حياتك.. أنا سأترك لك المنزل لتعيش فيه أنتِ والأولاد.. فأنا أخذت قراري النهائي بالطلاق ولن أتراجع فيه.
ترد بشكل هستيري: «والله العظيم سألقي بنفسي من الشرفة.. المرة دي هنتحر بالفعل لو أنت طلقتني».
بهدوء يحاول امتصاص غضبها يقول: «أنتِ انسانة جميلة لكن الحياة  أصبحت مستحيلة.. ولو قلت اني لن أطلقك سأكذب عليك وأنا لا أريد ان أخدعك.. لانني قررت ان أنهي حياتي معك ولن أتراجع في القرار» لترد قائلة: سأنتحر وسألقي بنفسي من الشرفة.. أغلقت الهاتف بعصبية هزت الطاولة التي عليها.
خشي الزوج من تهديدها فأسرع الي قسم شرطة البساتين، وقابل نائب مأمور القسم وأبلغه بمضمون المكالمة الهاتفية وطالبه باتخاذ اللازم لمنع طليقته من الانتحار. فقام نائب المأمور علي الفور  بالاتصال بالمجني عليها «صفاء» وأخذ يعظها

ويطلب منها ألا تقدم علي الانتحار حتي لا تخسر كل شئ... طلب منها ان تنتظره إلي ان يأتي لها ويتحدث معها ويحاول ان يثنيها عن قرارتها... إلا ان جميع المحاولات باءت بالفشل وعند وصوله إلي منزلها وجدها جثة هامدة غارقة في الدماء في الشارع.
وقبل لحظات من ارتكابها الجريمة وبعد ان أغلقت الهاتف في وجه زوجها، جرت ابنتها الصغيرة إليها ويملأها الرعب «ماما ماما ليه بتعيطي... بابا زعلك تاني متزعليش.. أنا مش هخليكي تزعلي تاني» وأعطت لأمها قبلة علي جبينها.. وصعدت  الأم علي شرفة المنزل ووقفت علي سور الشرفة.. فصرخت ابنتها «ماما ايه اللي بتعمليه هنا»، لترد المجني عليها بكلماتها الاخيرة قبل ان تقفز من الدور السابع «أنا هرمي نفسي وإوعي تعملي زي وخلي بالك من أخوكي الصغير» وقبل ان تنطق الطفلة بكلمة وجدت أمها جثة هامدة غارقة في الدماء فأصيبت الطفلة بحالة من الذهول والصمت وكان آخر شئ نطقت به صرخة عميقة هزت اركان العقار التي تسكن به.
أمرت نيابة البساتين، برئاسة المستشار راغب الرفاعي، رئيس النيابة، بتشريح جثة ربة منزل ألقت نفسها من الطابق السابع، لقيام زوجها بتطليقها هاتفيا،وصرحت النيابة بدفن الجثة، عقب الانتهاء من تشريحها. وأمرت باستدعاء الشهود لسماع أقوالهم حول الواقعة.
البداية عندما ورد بلاغ من محامٍ يُفيد باتصاله بزوجته لإخبارها بأنها طالق للمرة الثالثة، بسبب تعدد الخلافات الزوجية بينهما، فترجته ألا يطلقها وهددته بأنها سوف تنتحر.
وتبيَّن من تحقيقات النيابة أن نائب مأمور القسم قام بالاتصال بالقتيلة، لينصحها بالعدول عن قرارها، إلا أنها أصرت على الانتحار أمام أبنائها، وتبين أن الواقعة ليس بها شبهة جنائية. وشهد بواب العمارة بأنه فوجئ بانتحار السيدة، وسقطت جثة هامدة إثر إصابتها بنزيف داخلي وكسر في الجمجمة، وهو ما اكدته احدي الجيران.