رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق إلى الموت

بوابة الوفد الإلكترونية

صدقت مقولة الرئيس جمال عبدالناصر، حينما قال فى خطابه الشهير بميدان الجمهورية: «الفقراء لهم الجنة.. هم الفقراء مالهمش نصيب فى الدنيا؟ نصيبهم بس فى الآخرة..

هم أيضا عايزين نصيب فى الدنيا ويعطوكم قصاده نصيب فى الجنة»، فواقعة وفاة «رشا عادل عبدالمعبود» 30 عاماً خير دليل على هذه المقولة، وأن الفقراء دائماً ما يدفعون الثمن. لتثبت أن مسلسل الجشع والإهمال الطبى مستمر وامتدت حلقاته من المستشفيات الحكومية إلى المستشفيات الخاصة، تلك المستشفيات التى تتلقى أموالاً باهظة لعلاج المرضى وتقديم خدمة طبية متميزة إلا ان هذه الحالة تؤكد انه لا فرق بين المستشفيات الحكومية والخاصة سوى المبالغ التى تتلقاها المستشفيات الخاصة، وقد تكون هذه المستشفيات هي بوابة من أبواب الموت، تتميز بأفضل الأجهزة والمعدات إلا ان الجشع والفكر الاستثمارى جعلها لا تختلف كثيراً عن المستشفيات الحكومية، فإذا كان الذهاب إلى المستشفيات الخاصة بدافع عدم الثقة فى المستشفيات الحكومية فإن الأمر أصبح متساوياً فالمريض يدخل المستشفى وهو يعانى من مرض فيخرج حاملاً أمراضاً أخرى وهذا إن حالفه الحظ وخرج «فالداخل أصبح مفقوداً والخارج أصبح مولوداً».
فحالة المريضة «رشا عادل عبدالمعبود» دليل واضح على ذلك حينما دخلت أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الزقازيق «ح. أ» بعدما شعرت بضيق تنفس، فخرجت جثة هامدة فإلى هذا الحد وصل الإهمال والاستهانة بحياة البشر.
البداية جاءت عندما شعرت «رشا» بضيق فى التنفس فحملها زوجها «وجيه فوزى أمين» سائق بمجلس مدينة شرم الشيخ إلى أقرب مستشفى بجوار المنزل وهو مستشفى خاص بمدينة الزقازيق وفور وصوله طالبه مدير المستشفى بدفع مبلغ وقدره «4» آلاف جنيه لتوقيع الكشف على زوجته وإجراء الإسعاف الطبى اللازم لها، الأمر الذى أدى إلى انهيار الزوج، قائلاً: «أنقذوها الأول وبعدها أطلبوا الفلوس»، ولكن لم تشفع لديه استغاثات وتوسلات الزوج الذى أخرج كل ما يملكه من حطام الدنيا وكان مبلغ 1500 جنيه، إلا أن مدير المستشفى رفض المبلغ وقرر عدم استقبال الحالة.
فعقب ذلك همس أحد الممرضين فى أذن الزوج ونصحه بأن زوجته تحتاج إلى سيارة إسعاف مزودة بجهاز تنفس صناعى بشكل سريع لأنها فى حالة خطرة لحين حل الأزمة القائمة بالمستشفى، وعلى الفور أسرع الزوج إلى مرفق الإسعاف ليحضر السيارة لإنقاذ حياة زوجته من جشع أطباء المستشفى، فأخبره المسعف بأن هناك قراراً صادراً من وزير الصحة يلزم المستشفيات الخاصة باستقبال الحالات الطارئة لمدة 48 ساعة، وأعطى الزوج صورة من القرار.
فهرع الزوج حاملاً القرار إلى مدير المستشفى منفعلاً قائلاً: «فى قرار صادر من وزير الصحة يلزمك باستقبال زوجتى» فرد عليه مدير المستشفى: «الوزير يحكم على نفسه مش علينا»، وتطور الأمر بينهما إلى مشادات، الأمر الذى ادى إلى تجمع عدد من أهالى المرضى المتواجدين بالمستشفى وحينما

علموا بالأمر قاموا بالتبرع بباقى المبلغ لإدارة المستشفى.
وعقب حصول مدير المستشفى على المبلغ المطلوب أمر الزوج بتوقيع عدد من الأوراق بسرعة ولكن حالة الزوج جعلته يوقعها دون النظر إليها لإنقاذ حياة زوجته، فوافق مدير المستشفى علي استقبال الزوجة وإعطائها عدداً من الأدوية ولكن بعد دقائق فوجئ الزوج بتغير لون جسد زوجته إلى اللون الأزرق ثم فارقت الحياة.
الأمر الذى دفع الزوج بتحرير محضر بقسم ثان الزقازيق قيد تحت رقم 4518 يتهم فيه المستشفى بالإهمال فى علاج زوجته وعدم تنفيذ قرار وزير الصحة باستقبال الحالات الطارئة لمدة 48 ساعة، ثم ينقل المريض إلى أقرب مستشفى حكومى على أن تتحمل الدولة نفقة العلاج.
ماتت رشا بسبب الجشع والإهمال تاركة وراءها طفلاً يبلغ من العمر 3 سنوات، وكانت تحمل الآخر في أحشائها.
وفى استجابة سريعة من وزير الصحة والسكان طالب الدكتور عادل عدوى زوج المتوفية بتقديم شكوى ضد المستشفى للتحقيق فى الواقعة، مؤكداً أنه سيتخذ الإجراءات الصارمة تجاه المستشفى ومحاسبة المقصرين فى حالة ثبوت صحة الواقعة ولكن بماذا يفيد التحقيق هل سيعيد الحياة لرشا هذا إذا ما حدث التحقيق؟!
وطالبت أسرة الفقيدة بتشديد الرقابة على المستشفيات الخاصة وتوقيع عقوبات رادعة عليها فى حالة وجود قصور وإهمال، فيما يقدمونه من خدمات للمرضى، مؤكدين أن المستشفيات الخاصة تشهد العديد من تلك الوقائع التى لم تصل لأجهزة الإعلام، حيث كان القاسم المشترك بينهم هو الجشع والإهمال الطبى، وعدم اتخاذ الخطوات الواجبة للحفاظ على حياة المرضى، موضحين أن كل ما تفكر به إدارة المستشفى الآن هو طمس أى دليل يدين المستشفى والأطباء.
وأكد عدد كبير من أهالى مرضى مستشفى «ح. أ» أن الفريق الطبى امتنع عن القيام بالفحوصات والعلاج اللازم لإنقاذ حياة المرضى ولولا العناية الإلهية لحدثت حالات وفاة كثيرة مثلما حدث مع حالة الفقيدة.