رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنين البراءة!

الطفل حمزة أحمد
الطفل حمزة أحمد

صرخات تتعالى منادية بصوت خفي ﻻ يكاد يسمع أنا طفل ولي الحق في الحياة وليسمع صراخي الجميع، لي حقوق سلبت ونفس قتلت بلا ذنب والأخرى شردت بلا رحمة، أنين يقتل وألم يوجع ونبضات قلب ﻻ تكاد تنتظم، زرع الخوف في قلبي ﻻ أحد يهتم لأمري وكأني لست أساس هذا العالم.

في زمن الجاهلية كان قتل الأطفال عمداً ودفنهم أحياء وذلك لمن تأتيه بنت يقتلها بدون رحمة خشية العار والفقر، وفي زمننا الحاضر صار يقتل الطفل بطرق كثيرة فمن المشاهد أن حق الطفل ضائع في زمننا هذا ومضطهد، أين الإنسانية؟
أين حقوق الطفل المحفوظة دولياً؟.. أسئلة ﻻ إجابة عنها.. الحق دائماً صوته عال لكن ﻻ أحد يهتم الطفل أصبح يقتل ويغتصب ويشرد كل يوم.
هذا حال الطفل «حمزة أشرف بحر على» 7 سنوات الذى تغيب عن منزل أهله يوم 10/3/2014 وظل مختفياً لمدة 7 أيام لم ينقطع والده ووالدته عن البحث عنه فى كل مكان آملين أن يعثرا عليه حياً فى كل يوم من الأيام، كانت تستيقظ والدته من الصباح الباكر تظل تبحث عنه وتبكى وتصرخ بعد أن تفشل فى العثور عليه.. 7 أيام كان أهله يموتون كل يوم بعد أن فشلوا فى العثورعليه، وبتاريخ 16/3/2014 اكتشف سكان العقار التى تقيم به خالته رائحة شديدة الكراهية أسفل الأسانسير، فقاموا بالبحث وكانت المفاجأة عندما وجدوا «حمزة» ملقى تحت الأسانسير وعلى جسده آثار سحل وضرب بالظهر والبطن، فقام على الفور سكان العقار بإبلاغ قسم شرطة دار السلام وفور انتقال النيابة إلى موقع الحادث وبتوقيع الكشف الطبى عليه أثبت تعرض «حمزة» لكدمات فى الظهر والبطن والصدر، بالإضافة إلى آثار اعتداء جنسي، فقرر رئيس النيابة تحويل الطفل القتيل إلى الطب الشرعى لتشريحه لتحديد نوع الإصابات وساعة وتاريخ وكيفية حدوثها وبيان تاريخ الاعتداء عليه.
وبالرغم من محاولة والد الطفل منع التشريح، إلا أن ممثل النيابة رفض وأصر بعد أن تأكد لهم أن الأسانسير لا يمكن أن يسقط الطفل تحته بدون فعل فاعل.
بدموع لا تنقطع على فقدان نجله، قال أشرف محمد، والد الطفل «حمزة»: إنه انفصل عن والدة حمزة منذ فترة بسبب خلافات أسرية، لكنه أصر على أن يظل مرتبطاً بأسرته وبأولاده بعلاقة طيبة.. مضيفاً أن «حمزة» قبل الحادث بيوم كان بصحبته وقضى معه عدة أيام كانت من أسعد أيام حياته.. وقبل أن يعيده إلى منزل والدته طلب منه أن يظل معه لأنه يحبه ويحب أن يلعب ويجلس معه، فطلبت منه

أن يمكث مع والدته حتى انتهاء السنة الدراسية الأولى له، ثم وعدته بأنه سينتقل للإقامة معى إن أراد بشرط موافقة والدته على ذلك.
انهار والد الطفل وظل يبكى قائلا: «يا ليتني أبقيته معايا بس النصيب نعمل فيه إيه».. وبعد أن هدأ قليلاً استطرد حديثه قائلاً: يوم اختفاء نجلى كان مع أشقائه ووالدته وأصر على الذهاب إلى منزل خالته القعيدة التى تقيم بالشارع المجاور لهم للاطمئنان عليها.. ومنذ ذلك الوقت اختفى تماماً ظللنا نبحث عنه فى كل مكان.. سكت قليلاً بعد ان زاغت عيناه وامتلأت بالدموع ثم استكمل قائلاً: فى بادئ الأمر اعتقدت والدته بأننى قمت باختطافه لكنى قدرت الموقف وأكدت لها أن العلاقة الطيبة التى تربطنا ببعض تمنع من حدوث ذلك.. وبالفعل اقتنعت بكلامى وبدأنا فى رحلة بحث طويلة عنه ليل نهار دون جدوى حتى تم العثور عليه أسفل أسانسير العقار التى تقيم فيه خالته.. وعقب حضور رجال الشرطة والنيابة طلبت منهم أن أستلم نجلى حتى أتمكن من دفنه، إلا أن فريق النيابة أصر على تشريح نجلى لوجود آثار اغتصاب.. فظللت أصرخ بهم رافضاً تشريحه، مؤكداً أن نجلى مات بسبب سقوطه أسفل الأسانسير، إلا أن رئيس النيابة أكد لى استحالة أن يسقط نجلى منه لعدم وجود أى منفذ يسقط منه أحد، وبالفعل تم تشريحه، وقمت بعدها باستلام جثة نجلى وذهبنا إلى مدافن الأسرة وقمنا بدفنه ولم أصدق أننى سأتركه وأغادر.. وبدلاً من أن يقوم هو بدفنى بعد أن أصبح هرماً، قمت أنا بتوديعه، كل هذا بسبب مجرم تجرد من معنى الرحمة والإنسانية واغتصب طفلاً بريئاً لم يستطع أن يدافع عن نفسه.